تحظى المرأة العمانية باهتمام وعناية بالغة في كافة الميادين ومنها القطاع الرياضي، حيث تعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب على تسخير وتطوير قدرات المرأة لتكون فاعلة في المحافل التي تشارك فيها سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، كما تعمل الوزارة على دعم وتأهيل الرياضة النسائية في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الرياضية من خلال الندوات والمؤتمرات والدراسات المتخصصة على المستويين المحلي والدولي وتفعيل الأنشطة الداخلية وتكوين المنتخبات الوطنية التي تمثل سلطنة عمان في المشاركات سواء التي تتم من خلال وزارة الثقافة والرياضة والشباب أو عبر اللجنة الأولمبية العمانية، وقد هدفت تلك المشاركات الإقليمية والدولية إلى تطوير رياضة المرأة من مختلف الجوانب والتنافس وحصد النتائج الإيجابية وأيضًا لتبادل الخبرات الرياضية وفتح قنوات الاتصال مع الاتحادات الدولية. ويعد قطاع الرياضة من القطاعات التي أثبتت المرأة العمانية وجودها فيها، واستطاعت من خلاله إبراز دورها بالإسهام الفاعل في تنفيذ الكثير من الأنشطة والفعاليات والمشاركات الرياضية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية في إطار من القيم والتقاليد العمانية، وحازت على العديد من المراكز والبطولات الرياضية، مما جعلها تؤكد قدرتها على البذل والعطاء في كافة الميادين، كما أن دور المرأة العمانية لم يكن محصورا في الجانب الرياضي على الممارسة فقط، بل تعداه إلى تنصيبها وتقلدها عددًا من المناصب الإدارية والفنية، منها رئاسة اللجان الرياضية واللجان العاملة تحت المظلة الأولمبية العمانية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب وعضوية عدد من الاتحادات الرياضية، بالإضافة إلى أنها أصبحت حكمة رياضية وأشرفت أيضا على الأقسام التربوية الرياضية بالجامعات، والكليات والمعاهد المتخصصة في هذا الأمر.
سعادة الإسماعيلية: مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة ولا بد من وجود خطط مستقبلية لتطوير الرياضة –
شكل قرار وزارة الثقافة والرياضة والشباب بإلزامية الاتحادات الرياضية وجود مقعد للمرأة في مجالس إدارات الاتحادات، مناسبة سعيدة للمرأة الرياضية التي تنافست بقوة في الانتخابات، حيث تزاحمت الفتيات في الحصول على المقعد الإلزامي في مجالس الاتحادات للمرة الأولى، وتمكنت 7 فتيات من الفوز بعضوية الاتحادات، وقد شرعت الفائزات بمناصب العضوية بالعمل الجاد منذ اليوم الأول والاجتهاد في تطوير اللعبة التي تنتمي إليها، وهذا ما كان شاهدا في الخطط التي قامت بها المرأة في طرحها لمجالس الاتحادات من أجل التطوير والارتقاء بمختلف الألعاب النسائية التي رأت النور وتأخذ مسارها بالشكل الصحيح، كما أن دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة العمانية لرياضة المرأة باللجنة الأولمبية العمانية، أولت هذا الجانب اهتماما بالغا حيث عقدت اجتماعا مشتركا بالفائزات بعضوية مجالس إدارات الاتحادات الرياضية وناقشت معهن العديد من الجوانب وآليات التعاون بين الوزارة واللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات خلال المرحلة القادمة.
«عمان الرياضي» استطلع المرحلة المقبلة للفائزات بعضوية مجالس الاتحادات والخطط والتحديات التي تواجههن للمرة الأولى. حيث قالت سعادة بنت سالم الإسماعيلية خبيرة الرياضة النسائية بمكتب وكيل وزارة الرياضة والشباب: في البداية لا بد أن تعي المرأة بأن ترشحها لعضوية مجالس إدارة الاتحادات الرياضية المختلفة وحصولها على المقعد الإلزامي ونيلها ثقة الجمعيات العمومية مسؤولية كبيرة وقعت على عاتقها تتطلب السعي والعمل الحثيث والتطوع في سبيل تطوير اللعبة ومهمتها الأولى هي تمكين المرأة في اللعبة الخاصة بالاتحاد الذي انضمت إليه ولكي تنفذ هذه المسؤولية بحذافيرها تحتاج إلى مسار مهني صحيح ترسمه وتخطط له مع إدارة الاتحاد الخاص بها بالإضافة إلى وجود استراتيجية واضحة تتبعها خلال فترة عضويتها في الاتحاد، ولكي تبني القاعدة الأساسية والصلبة في اللعبة تتطلب التخطيط المستمر للمستقبل والاطلاع على كل ما هو جديد في اللعبة والتحول من دائرة التخطيط التقليدي إلى التخطيط الاحترافي الذي يتواكب مع التطورات الرياضية في العالم.
وأضافت الإسماعيلية: من المهم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمراحل السنية التي تعتبر المصدر الأول في رفد الاتحادات باللاعبين واللاعبات، كما يجب على العضوة في الاتحادات أن تكمل ما بدأت فيه مجالس الإدارة في الاتحادات السابقة من خطوات في تطوير الرياضة النسائية والعمل جنبا إلى جنب لوضع ملف شامل مقنع يختص في اللعبة يقدم إلى الجهات الحكومية والخاصة ولكي يحصل على التسويق المناسب والكافي لرعاية البطولات والمسابقات التي ينظمها الدوري وتمويل المشاركات الخارجية التي قد يظهر فيها الاتحاد بشكل جيد ومرضٍ، ومن خلال مسيرتنا الرياضية شهدنا على الدعم اللوجستي والمالي والإداري والفني الذي قدم لمجالس الاتحادات السابقة من مختلف الجهات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص.
وحول التحديات التي تعيق الرياضة النسائية في سلطنة عمان قالت: من أكبر العوائق التي تحد مسيرة الرياضة النسائية هو الاستمرارية في العمل والمشاركات، رأينا الكثير من النماذج التي بدأت بكل شغف في هذا القطاع ولكن لم تستمر لعدم وجود استراتيجية واضحة تتبع فالعمل بدون تخطيط لا يستمر ولا يجدي نفعا ولا يحقق النتائج المرجوة وفي الوقت نفسه كان الجميع يردد بأن العائق المالي هو المعيق الأكبر، وكما أسلفت سابقاً عند معرفة كيفية إدارة الموارد المالية المتوفرة وحتى ولو كانت قليلة سنتمكن من التخلص من هذه الثغرة، ولكن ما نلاحظه خلال السنوات الأخيرة أن الرياضة النسائية تخلصت من أغلب التحديات التي كانت تعترضها وذلك لأن الثقافة الرياضية في المجتمع أصبحت أكثر تقبلا وتوفرت البنية الأساسية التي تخدم المرأة الرياضية وباتت العوائق قليلة بفضل العمل المنظم والتقييم للمراحل السابقة في مجال الرياضة النسائية.
وأضافت الإسماعيلية: هناك دور كبير لوزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية في إشراك المرأة في دورات تخصصية فنية وإدارية حيث هناك عدة أجندات في اللجنة الأولمبية تتم مشاركتها مع الاتحادات الرياضية لتكون من ضمن الفئات المستهدفة فيها بالإضافة إلى الأكاديمية العمانية التابعة للجنة التي تنظم دورات تشرك فيها المرأة الرياضية وكذلك التضامن الأولمبي الذي يستقطب مدربين من الخارج لتقديم الورش ولا نبخس دور الأندية التي تعتبر من الشركاء في تفعيل الرياضة النسائية وكذلك جامعة السلطان قابوس ووزارة التربية والتعليم.
خولة الرواحية: من المهم بناء قاعدة صلبة في اللعبة –
من جانبها قالت خولة الرواحية رئيسة قسم الأنشطة الرياضية بدائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب وعضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لألعاب القوى: المطلوب من الحاصلات على المقعد الإلزامي في مختلف الاتحادات الرياضية بناء قاعدة أساسية وصلبة في اللعبة التي تنتمي إليها وأن تعمل على عدة محاور منها نشر ثقافة اللعبة بين الفتيات واستقطاب أكبر عدد من الممارسات للعبة وصقل مهاراتهن وتبنيها ومن المحاور المهمة أيضاً تنظيم مسابقات وبطولات في اللعبة خاصة بالمرأة، وهذا لا يعني أن تركز العضوة على المرأة في الاتحاد فقط وإنما تسعى إلى تطوير اللعبة ككل في مختلف جوانبها لأن القاعدة تشمل جميع الفئات وليس العنصر النسائي فقط ونؤكد على ضرورة التعاون مع المؤسسات الرياضية الأخرى بمختلف قطاعاتها.
وأضافت الرواحية: حتى نتخلص من العوائق التي تحد القطاع الرياضي النسائي لا بد من تعزيز الثقة في النساء الرياضيات أولا لأن بوجود الرغبة والطموح والثقة تزال جميع العوائق مهما تعددت أشكالها وأن تكون على قدر كافٍ من الجرأة في الاستمرار في مواصلة مشوارها الرياضي والوصول إلى العالمية وأن تكون على ثقة كبيرة بأنها تعتبر من شريكة في التنمية وخدمة هذا البلد المعطاء وأن لا تتحجج بافتقار البنية الأساسية الخاصة للمرأة للممارسة الرياضة بل تتكيف على ما هو متوفر، كما نناشد الجهات الحكومية والخاصة بالتقديم الدعم بكافة أنواعه حتى يسهم في رفع جودة وقوة الرياضة النسائية في سلطنة عمان. وتابعت رئيسة قسم الأنشطة الرياضية بدائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب وعضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لألعاب القوى: الوزارة قدمت الكثير في سبيل تطوير الرياضة النسائية ومنها الدورات والورش التدريبية والتخصصية وكذلك اللجنة الأولمبية التي لم يقتصر عملها على الذكور فقط وإنما شمل النساء أيضاً.
إشهار نادي المرأة الرياضي والإبداع الثقافي .. نقلة نوعية في تاريخ الرياضة النسائية –
يأتي إشهار «نادي المرأة الرياضي والإبداع الثقافي» من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، نظرا للمكانة المتميزة التي تحظى بها المرأة العمانية الرياضية وتحقيقا للجوانب التي تهدف إليها الوزارة لتطبيقها ضمن «رؤية عُمان 2040» ومشاركتها الفاعلة في مسيرة النهضة المتجدّدة، كما يعد قطاع الرياضة من القطاعات التي أثبتت المرأة العمانية وجودها فيها، واستطاعت من خلاله إبراز دورها بالإسهام الفاعل في تنفيذ الكثير من الأنشطة والفعاليات والمشاركات الرياضية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية في إطار من القيم والتقاليد العمانية، وحازت على العديد من المراكز والبطولات الرياضية، مما جعلها تؤكد قدرتها على البذل والعطاء في كافة الميادين، كما أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تعمل بجهد كبير بالتعاون مع الجهات الأخرى في الاهتمام بالرياضة النسائية ونشر الثقافة الرياضية في المجتمع والحث على تشجيع رياضة المرأة وإبراز مشاركتها في البطولات والمسابقات والاهتمام بإعداد القيادات الرياضية النسائية وإبراز دور المرأة الرياضي في جميع المحافل الرياضية بما يتناسب مع العادات والتقاليد في المجتمع.
سيكون مقر نادي المرأة الرياضي والإبداع الثقافي في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وسيشمل العديد من المرافق، حيث يتكون الركن الرياضي من مسبح مغلق، وصالة رياضية مجهّزة تجهيزًا كاملًا بأحدث المعدات «غرف سونا وجاكوزي وبخار وغرف لتبديل الملابس»، وأيضا غرف يمكن توظيفها لرياضات الاسترخاء مثل اليوجا وغيرها من الرياضات المشابهة لها، كما يشمل أيضًا الركن الثقافي، والمكون من قاعة للمحاضرات الثقافية والشبابية، ومكتبة مصغّرة تحتوي على كتب ثقافية وفنية ورياضية وتوعوية «فضاء ثقافي مكون من مقهى ثقافي لتنظيم منابر الحوار واستضافة الندوات الثقافية والشعرية» وصالات الاستقبال والجلوس، كما سيكون هناك مكان مخصص للأطفال، ومن المأمول أن يعمل مجلس إدارة النادي على وضع خطة تشغيلية شاملة إقامة العديد من البرامج والأنشطة ومنها الأيام الرياضية النسوية المفتوحة في مرافق النادي، وكذلك تنفيذ برامج رياضية وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العُمانية، وأيضا تنفيذ برامج رياضية وثقافية أنشطة شبابية متنوعة للأمهات وبناتهن ويمكن كذلك الاستفادة من باقي المرافق الرياضية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وتنظيم اليوم المائي «سباحة وألعاب ترفيهية مائية» خاص بالمرأة، وكذلك إقامة دورات تأهيلية وتدريبية في مجالي الثقافة والرياضة.
هبة الناعبية: التموقع الجغرافي للمنتخبات وضعف الموازنات.. أبرز عوائق التطوير –
بينما قالت هبة الناعبية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة السلة: إن وجود المرأة بالاتحادات الرياضية سيسهم في تطوير اللعبة لكلا الجنسين الذكور والإناث، والخطوة الأولى للتطوير هي تقييم الوضع الحالي ووضع روزنامة متكاملة وخطة واضحة لكل مرحلة مع أهدافها، وهذا يتطلب من الجهات الحكومية والخاصة للمشاركة مع المرأة في بناء مسيرة الرياضة النسائية المساهمة في الدعم المادي في تفعيل البطولات والمناشط الرياضية النسائية إضافة إلى تخصيص ساعات للفرق النسائية بالمجمعات الرياضية في كل المرافق والصالات.
وقالت الناعبية: أول عائق يجب إزالته خلال الفترة المقبلة من أجل إكمال مسيرة تطور الرياضة النسائية هو التموقع الجغرافي للمنتخبات النسائية بالمحافظات، حيث إن لعبة السلة تتركز في محافظة مسقط فقط، ولعبة الطائرة في محافظة شمال الباطنة ولعبة اليد في محافظة الداخلية، وهذا خطأ بل يجب نشر وتفعيل كل الرياضات النسائية بمختلف المحافظات وليس اقتصارها على محافظة واحدة دون غيرها وكذلك التخلص من الازدواجية في ممارسة الألعاب، والعائق الثاني يكمن في ضعف الموازنات المالية المخصصة للنساء في الاتحادات والأندية. وتابعت هبة الناعبية حديثها بالقول: دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية يجب أن يبرز من حيث تقديم الموارد البشرية المتوفرة وأيضا تقديم الخبرات الفنية اللامحدودة، وإشراك المرأة في الدورات وورش العمل الداخلية أو الخارجية وهذا في حد ذاته سيسهم في كسب مزيد من الخبرات وبالتالي سيعود بالنفع على الرياضة النسائية بشكل عام.
عبير الزدجالية: دورنا رسم الاستراتيجيات للمنافسة على المستويات الإقليمية والدولية –
قالت عبير الزدجالية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة اليد: إن وجود المرأة في الاتحادات الرياضية كان مطلبا وطموحا من جميع الفتيات المهتمات بالجانب الرياضي حيث إن وجود المرأة في الاتحادات يزيد من الفعاليات والأنشطة النسائية وأيضاً سيسهم بشكل كبير في بناء القاعدة الأساسية للرياضات النسائية المختلفة التي تكون مبنية على أسس متينة باحترافية وتخصصية كل في مجاله بعيدا عن العشوائية وازدواجية الأدوار، ودور المرأة بالاتحادات الرياضية سيقوم برسم الاستراتيجيات طويلة المدى لتصل الرياضة النسائية للمنافسة على المستويات الإقليمية والدولية وليس من أجل المشاركة فقط. وتابعت الزدجالية: من أجل إكمال دور المرأة بشكل ناجح وتحقيق النجاحات المرجوة لا بد من تضافر جميع الجهود سواء كانت حكومية أو خاصة من أجل إعداد المنتخبات الوطنية النسائية لتمثيل سلطنة عمان خير تمثيل ولتحقيق الخطط والاستراتيجيات على أرض الواقع، وأيضا من المهم تكاتف الجهود بين دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة العمانية لرياضة المرأة ليكونوا شريكا أساسيا مع الاتحادات لتحقيق تلك الاستراتيجيات والأهداف. عبير الزدجالية أكدت أنه لا يوجد هناك عمل من دون تحديات ومصاعب، وعلينا أولا التخلص منها ليكون العمل أسهل ولا بد أن تكون هناك مواقف من أصحاب القرار من أجل إيجاد حلول لهذه المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق عملنا ولعل أهمها من وجهة نظري هي إيجاد دعم وتسويق للمسابقات وللمنتخبات النسائية حيث لا بد أن يكون هناك دعم مادي لهذه الفعاليات لتبرز دورها بشكل كبير في المجتمع من أجل زيادة شريحة المهتمين والممارسين لهذه الرياضات النسائية، كما أنه لا بد أن يكون هناك تأهيل للكوادر البشرية النسائية ليكون العمل مبنيا على أسس علمية ويواكبه عمل أكثر احترافية وهذا الجانب سيتحقق عن طريق إشراك الفتيات في الدورات التخصصية سواء كانت إدارية أو فنية وهذا الدور مشترك بين ثلاث جهات وهي وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية.
بدرية الهدابية: الفوز بمقعد المرأة تجربة ملهمة ولا بد من التدريب والتأهيل –
فيما قالت الدكتورة بدرية الهدابية رئيسة اللجنة العمانية للريشة الطائرة: وجود المرأة في مجالس إدارات الاتحادات واللجنة الأولمبية يعد الخطوة الأولى في مسيرة تطوير الرياضة النسائية في سلطنة عمان، ويأتي من بعدها ضرورة توفير المنشآت الرياضية الخاصة بالفتاة والمرأة أو تخصيص مواعيد محددة لممارسة الرياضة النسوية في المنشآت القائمة فعلا، والتي من شأنها أن تساعد على ممارسة الرياضة النسوية وفتح المجال للمرأة لاستخدام المرافق بما يتوافق مع خصوصيتها، كمرحلة أولية تتفق مع العادات والتقاليد، وتأتي زيادة قاعدة الممارسة الرياضية للفتاة واتساع قاعدة المشاركة في عضوية الاتحادات وهي أحد العوامل الاستراتيجية المهمة تطبيقا لقاعدة «كلما اتسعت قاعدة الممارسة والمنافسة الرياضية زادت فرص الانتقاء للانضمام للمنتخبات وتشكيل منتخبات قوية تستطيع المنافسة الإقليمية كمرحلة أولى»، وهذا هو دور حصة الرياضة المدرسية في المقام الأول، حيث تعتبر هي المحطة الأولى للممارسة الرياضية وهي المرحلة التي تعول عليها الرياضة في كل دول العالم في رفد قاعدة الممارسة الرياضية باللاعبات، ثم يأتي دور مراكز تدريب الناشئين التي يجب أن تخصص فرصا أكبر لممارسة الفتاه للرياضة أو تدشين مراكز كاملة لتدريب الناشئات، ثم تفعيل دور الأندية في توفير فرص للممارسة الرياضية والتنافسية للاعبات داخل النادي وإعداد وإشهار فرق الأندية التي تعتبر هي القاعدة وحجر الأساس في تنظيم الدوريات وزيادة مستواها الفني.
وتابعت الهدابية: من المهم تطوير الآليات الإعلامية وتكثيف دور الإعلام في إبراز دور الرياضة النسائية وأفضل اللاعبات وأبرز الحكمات والمدربات والإداريات والعمل على زيادة الوعي وحجم الثقافة العامة نحو ممارسة النشاط الرياضي للمرأة، وهنا يعتبر دور الإعلام حيويا ورؤية استراتيجية مهمة لتطوير الرياضة النسائية، كما أن التجربة الرائدة لاختراق المرأة العمانية مجال الانتخابات في الاتحادات الرياضية هي ناجحة بكل المقاييس، بل وأصبحت تجربة ملهمة أتمنى أن تنتشر في دول الخليج العربي لما لها من آثار طيبة في حجم المنافسة وإعداد المرشحات ويكفي أن الفوز بمقعد المرأة بالتزكية كان مهما جدا وجرت في معظم الاتحادات منافسة بعضها كانت قوية، فقد أتاحت هذه الانتخابات الفرصة لظهور المرأة العمانية الرياضية أمام الجميع والظهور في وسائل الإعلام، وحضور الجمعيات العمومية، وشرح برامجهم وطموحاتهم في التطوير، ويتبقى في القريب العاجل منافستها على رئاسة الاتحادات، وهي خطوة قادمة وستكون تجربة قوية، كما أن هذا التواجد النسائي سيتيح الفرصة لدعم رياضة الفتاه وتشكيل فرق وتنظيم المسابقات كما حدث في دوري كرة اليد وخماسيات كرة القدم، وصولا إلى تشكيل المنتخبات النسائية وبداية المنافسة الإقليمية خليجيا وعربيا وقاريا وعالميا الذي أعتقد أنه غني بفرص التميز والنجاح والبطولة.
وقالت رئيسة اللجنة العمانية للريشة الطائرة: أيضا من المهم أن يكون هناك دور بارز في تدريب وصقل وتأهيل الكوادر النسائية في مختلف المجالات الرياضية سواء مجال التحكيم وصولا لتحكيم أطقم نسائية كاملة لمباريات كرة القدم للرجال، كما وصل بعض الفتيات للحصول على الشارة الدولية في التحكيم، أو مجال التدريب الذي لا بد وأن يتفق مع التوجهات الأولى في خصوصية الممارسة الرياضية النسائية بتأهيل عدد كبير من المدربات وفي كل أنواع وأشكال الرياضة وتخصصاتها، وكذلك التأهيل في الإدارة الرياضية، كل ذلك أصبح مهمة كبيرة للدوائر المسؤولة عن رياضة المرأة سواء بوزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية من خلال البرامج التي تطرحها الأكاديمية الأولمبية العمانية.
سعادة العزرية: إعداد مراكز للمراحل السنية من أهم متطلبات المرحلة القادمة –
سعادة العزرية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة أكدت أن قرار إلزامية مقعد للمرأة في الاتحادات الرياضية يعتبر إضافة قوية لتطوير وتفعيل رياضة المرأة في كل الألعاب وسيسهم بشكل كبير في رفع مستوى كل لعبة على حدة وذلك من خلال نشر اللعبة في كل أرجاء سلطنة عمان وتأهيل الكوادر النسائية في مجال التحكيم والتدريب وأيضا إقامة دوريات مستمرة لرفع كفاءة مستوى اللاعبات والاهتمام بالمراحل السنية وإعداد مراكز للناشئات وتشكيل منتخب وطني قادر على أن يحقق إنجازات على المستوى الخليجي والقاري.
وحول المطلوب من الجهات الحكومية والخاصة للمشاركة مع المرأة في بناء مسيرة الرياضة النسائية وفق الإمكانيات المعقولة قالت العزرية: لا بد من العمل بكفاءة لتطوير الرياضة النسائية في سلطنة عمان وهذا يتطلب من كل الجهات الحكومية المشرفة على نشاط الفتيات ومنها الرياضة المدرسية والرياضة الجامعية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التنمية ولجنة رياضة المرأة والاتحادات الرياضية التنسيق فيما بينها وتوحيد الجهود جميعا لتطوير رياضة المرأة من خلال رسم خطة مشتركة وذلك لمنع الازدواجية وتشتت الجهود والإمكانيات.
وذكرت سعادة العزرية: من العوائق والتحديات المطلوب إزالتها خلال الفترة المقبلة من أجل إكمال مسيرة تطور الرياضة النسائية هو عدم وجود كادر نسائي في مجال التحكيم والتدريب سواء في الأندية أو في المنتخبات وكذلك شح توفر المنشآت الرياضية الخاصة بالنساء وافتقار الدعم المادي وعدم وجود تنسيق مشترك بين كل الجهات المشرفة على رياضة المرأة في سلطنة عمان. وأضافت العزرية: يكمن دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية في إشراك المرأة في دورات تخصصية فنية وإدارية كلا حسب اتحاده بالإضافة إلى توحيد الجهود في هذا الجانب بين كل هذه الجهات ورسم خطة واضحة ومشتركة لتأهيل الكوادر في مجال إدارة الرياضة النسائية وأيضا في مجال التحكيم والتدريب في مختلف الألعاب ووضع قاعدة بيانات لهذه الكوادر لمعرفة المستوى وقياس الأداء وتطويره.