100 مشارك خليجي وعربي في انطلاق النسخة الثانية للسفراء الشباب

يسهم في صقل المواهب وتعلم ثقافة الحوار وفهم القضايا الدولية

تنطلق غداً الأحد النسخة الثانية من برنامج السفراء للشباب، وذلك خلال الفترة من 15 – 19 سبتمبر الجاري، وسط مشاركة دولة خليجية وعربية بمشاركة 100 شاب وشابة، وستقام فعاليات البرنامج بمقر مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع وزارة الخارجية، بينما سيقام حفل افتتاح البرنامج بعد غدِ الأثنين برعاية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية.

“عمان” استطلعت عددًا من الشباب والفتيات الذين شاركوا في النسخة الأولى من البرنامج، وقد أجمع المشاركون على استفادتهم القصوى بعد الانتهاء من مشاركتهم في البرنامج، ولعلّ ما أجمع عليه المشاركون الاطلاع على تجربة السفراء والاقتراب أكثر من عمل السلك الدبلوماسي، وكيفية تناول القضايا الدولية، وعملية بناء الموقف والتحاور مع قضايا مختلفة تطرح بين دول العالم، كما ساهم البرنامج في فهم الكيفية التي تتم عملية التفاوض مع الحلفاء والخصوم حول القضية محل النزاع وينتهون بذلك إلى صياغة قرارات تخدم المجتمع الدولي.

مشاركة استثنائية

إرم بنت قابوس الرواس، خريجة ماجستير في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية من جامعة السلطان قابوس، مثلت المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية في برنامج سفراء الشباب وصفت مشاركتها قائلة: إنها تجربة استثنائية، حيث تمكنت من تطبيق المعرفة النظرية التي اكتسبتها خلال دراستها، بالإضافة إلى مناقشة قضايا دولية مهمة، والمساهمة في صياغة سياسات ومبادرات تهدف إلى تعزيز المصالح الإنسانية، كما أشارت إلى الفائدة الكبيرة التي حققتها من التواصل مع الوفود الأخرى والمفاوضات معهم. وذكرت إرم: لقد تقمص دور السفراء بكل جدية، فكانت هيبة السفراء تغطي المكان في جميع الأوقات، وأضافت أن التجربة طورت بشكل كبير مهاراتها في التواصل والمفاوضة، وأصبحت أكثر معرفة بكيفية عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة والتفاعل مع ممثلي دول مختلفة، وفيما يتعلق بمشاركتها في الملتقى الثقافي للفتيات، أوضحت أن الخبرات التي اكتسبتها في برنامج سفراء الشباب كان لها تأثير إيجابي على وفد سلطنة عمان، مما ساعد في تحقيق تمثيل مشرف في المشاركات الخارجية، واختتمت إرم رسالتها للشباب بتشجيعهم على المشاركة بفعالية في مثل هذه البرامج، والسعي لتوسيع معارفهم في الشؤون الدولية، مشيرة إلى أن الشباب هم القادة والمبدعون القادمون الذين سيشكلون ليس فقط مستقبل الوطن، ولكن مستقبل العالم.

اكتساب مهارات فريدة

بينما أوضح عبدالهادي الساعدي أحد المشاركين في البرنامج بأن مشاركته في السفراء الشباب بنسخته الأولى كانت فرصة جيدة لاكتساب مهارات جديدة ومعلومات تخص العمل في الأمم المتحدة وكيفية صياغة القرارات وبناء التحالفات الدولية، وأضاف الساعدي: لعل أهم ما اكتسبناه من البرنامج المهارات الفريدة من نوعها التي يقدمها البرنامج وهي مزيج من مهارات الخطابة والتفكير الناقد والعمل الجماعي، والتي خلالها تمكنا من مزج المهارات مع المعرفة والمعلومات المكتسبة خلال سير البرنامج، كما أن مشاركتي في السفراء أهّلتني لتمثيل سلطنة عمان لدى مشاركتنا في المحاكاة البرلمانية الأولى في مصر وكانت هذه المشاركة ذات مردود عال من خلالها تعرفنا على ثقافات العمل البرلماني العربي المشترك، مضيفا: لقد اكتسبنا من هذه المشاركة العديد من العلاقات من مختلف الدول العربية، كما تأتي أهمية مثل هذه المشاركات في اكتساب وتطوير مهارات مختلفة وكذلك بناء معارف وعلاقات لتكون مزيجا رائعا من الخبرات، وأشار عبدالهادي الساعدي إلى أن الشباب لديهم الكثير من الفرص والتي يمكن اغتنامها للسعي لتطوير مهاراتهم وصقلها، مشددا بأن فرصة الشباب الآن سانحة للمشاركة في البرامج الشبابية والتطوعية، وأنها ليست مجرد نشاط جانبي وإنما هي خطوة مهمة نحو مستقبل مشرق وناجح، ففي هذه المشاركات نكتسب مهارات حياتية ومعرفية ذات قدر كبير من الأهمية.

مشاركة تخلد في الذاكرة

أما منيرة البلوشية أكاديمية وباحثة في العلاقات الدولية، والحاصلة على درجة الماجستير بتخصص العلاقات الدولية من جامعة السلطان قابوس والبكالوريوس في العلوم السياسية من ذات الجامعة، فقد قالت: إن مشاركتي في برنامج السفراء الشباب من المشاركات التي ستبقى مخلدة في الذاكرة؛ فهي الانطلاقة بالنسبة لي في المجال السياسي، وتعد التجربة التي مكنتني من ممارسة العمل السياسي الدبلوماسي لأول مرة، كما هي المشاركة التي تمكنت من خلالها التعرف على طبيعة عمل الدول في المنظمات الدولية وبالتحديد الأمم المتحدة، وتابعت البلوشية: توجد الكثير من الدروس والمهارات التي تعلمناها من هذا البرنامج لعل أهمها: العمل بروح الفريق، ففي التعاون قوة، وهذا ما فهمناه عندما كنا نشارك في صياغة مشروع القرار، كما أن هذه المشاركة عززت لدي مهارات حل المشكلات؛ فقد طرح البرنامج قضايا مهمة تعاني منها الدول وكنا خلال فترة البرنامج نسعى لإيجاد الحلول لها بالإضافة إلى مهارات العمل الدبلوماسي كالتفاوض والحوار، مضيفة: إن أكبر إضافة أضافها البرنامج هي التعرف على نخبة رائعة من المشاركين الذين أثق بأنهم سيكونون خير قادة لعمان وخير من يمثلها في المحافل الدولية والإقليمية.

وعن مشاركتها في منتدى الأمم المتحدة بنيويورك، فقد أبدت منيرة البلوشية سعادتها بذلك واصفة مشاركتها بأنها من التجارب الفريدة التي حظيت بها، وبأن للوفد العماني دورًا فعالًا في معظم الحوارات والجلسات التي طرحها المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فكان ذلك واضحا من خلال الخطاب الذي ألقيناه في المجلس؛ لنسلط الضوء على أبرز إنجارات سلطنة عمان، ولاسيما في مجال الاهتمام بشبابها، كما ساهمت هذه التجربة بكل تأكيد في تعزيز المهارات التي اكتسبناها في برنامج السفراء الشباب، كما ساهمت هذه المشاركة في رفع الوعي بالقضايا التي تعاني منها الدول، وذلك من خلال الجلسات التي قمنا بحضورها والتي ناقشت قضايا مهمة كقضية تغير المناخ، والتنمية المستدامة والسلام الدولي، مضيفة: إن لهذه التجربة دورًا مهمًا في بناء شبكة جديدة من العلاقات مع مختلف الثقافات، وقدمت البلوشية نصيحتها للشباب بالبحث عن كل الفرص التي تمكنهم من زيادة المعرفة وتصقل فيهم مهارات جديدة، وألّا يتوقفوا عن المشاركة في كل ما هو جديد، وخصوصا تلك المشاركات التي تجعلهم مستعدين للمشاركة في المحافل الإقليمية والدولية وبالتأكيد لا يوجد أفضل من المشاركة في برنامج السفراء الشباب لتحقيق هذا الهدف.

تنمية المهارات القيادية والبحثية

في حين أشارت الزهراء الفارسية خريجة اللغة الإنجليزية وآدابها إلى أن مشاركتها في برنامج السفراء الشباب وخوضها هذه التجربة عززت مهاراتها القيادية والبحثية؛ إذ تنوعت الدورات والمحاضرات بين طبيعة العمل في منظمات الأمم المتحدة ودورها الحيوي في تحقيق أهداف البرنامج، ورفع مستوى الوعي بالقضايا الدولية، وكذلك ساهمت في نقل الخبرات والمهارات بين الأوساط الشبابية لتمثيل سلطنة عمان في مختلف المحافل الدولية، وعن أهم ما استفادته من المشاركة فقد أشارت الفارسية إلى أن المشاركة ساهمت في صقل مهارات التواصل مع الثقافات المختلفة، والحصول على فرص تدريب في مجال العلاقات العامة.

وعن مشاركتها الخارجية التي جاءت بعد خوضها للمشاركة في برنامج السفراء الشباب، قالت الزهراء الفارسية: لقد سُعِدت باختياري لتمثيل سلطنة عمان الحبيبة ضمن كوكبةٍ من ست شابات عُمانيات وذلك في الملتقى الثقافي الاجتماعي للفتيات الذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الإمارات الشقيقة، والذي تضمن مجموعةً من الأنشطة التفاعلية والدورات واللقاءات والجلسات الحوارية والزيارات الميدانية، وختامًا معرضُ الثقافات الذي قدمنا فيه أبرز إنجازات نساء عُمان، مضيفة: إنه لم يكن مُجردَ جدول أعمال فحسب، بل تخلله تقارب ثقافي باهر رغم تشابه بعضها إلّا أن كل امرأةٍ فينا ما يميزها ويجعلها مُستمعة ومتحدثة وكاتبة وباحثة وقارئة ورياضية، والقائمة تطول، ووجهت الفارسية كلمتها للشباب أشارت فيها إلى أن ثمرة المعرفة لا تتأتى إلّا بالتجربة وإعمال الفكر فيها حتى يصلَ المرء غايته الأنجع ويدركها؛ ولهذا ينبغي علينا التحلي بالحزم والكياسة في التفكير والعمل إذ إن تسخير هذه الطاقات واجب لأجل الارتقاء بالفرد في المجتمع.

الاطلاع على القضايا الدولية

من جانبه وصف عمر بن عدنان البلوشي مشاركته في النسخة الأولى من برنامج السفراء الشباب أنها كانت مشاركة مهمة في صقل مهاراتي في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية وكان لها عظيم الدور في تعزيز ثقتي بنفسي واطلاعي على القضايا الدولية، وعن أهم الأشياء المستفادة من المشاركة فقد أشار البلوشي إلى أنها تمثلت في الاطلاع على العلاقات الدولية والدبلوماسية وتعزيز مهارات المناظرة والخطابة والحوار وكذلك الاستفادة من عروض المشاركات الخارجية، وعن مشاركته الخارجية أشار البلوشي إلى أن تلك المشاركات أسهمت في إيجاد فرص مهمة لي من الجانبين العملي والعلمي وكانت فرصة لتمثيل بلادنا العزيزة في مختلف المحافل الدولية، ووصف البلوشي الشباب بأنهم أساس نهضة أوطانكم، وريادة بلادنا العزيزة لن تتحقق إلا بهممكم. أوصيكم بعُمان وأوصيكم أن تكونوا أوفياء لأحلامكم الطموحة.

تجربة فريدة ومميزة

نوف بنت حميد المنعية، خريجة جامعة السلطان قابوس بتخصص الاقتصاد ولديها شغف كبير بالعمل في مجالات التنمية والدبلوماسية الدولية، فقد وصفت مشاركتها في برنامج السفراء الشباب بأنها تجربة فريدة ومميزة وكم كانت سعيدة بأنها كانت جزءًا من هذا البرنامج الذي ساهم في تطوير قدراتي القيادية ومهاراتي الدبلوماسية كالتفاوض وحل المشكلات، وساعدني على تحقيق إيجابيات ملموسة في مجتمعي، وتابعت المنعية بعد انتهاء البرنامج، أصبحت أكثر إدراكًا لأهمية الدبلوماسية في حل النزاعات وتحقيق التنمية المستدامة، كما اكتسبت فهمًا أعمق لعمل الأمم المتحدة ودورها في تعزيز السلام والتعاون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت كيفية تمثيل دولة بشكل يعكس اهتماماتها وتطلعاتها على الساحة الدولية.

وأضافت: بعد الانتهاء من برنامج سفراء الشباب أتيحت لي الفرصة في تمثيل سلطنة عمان في برنامج مهارات الغد التابع للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي المقام في مملكة البحرين، والذي عمل على ترسيخ وصقل شخصية الشاب الخليجي على عدة مستويات فعلى مدار أسبوعين توفرت لنا منصة لتبادل الخبرات والأفكار بين الشباب في مختلف دول المجلس، كما قدمت المعينية نصيحتها للشباب بضرورة المشاركة في مثل هذه البرامج التي تسهم في تطوير قدراتهم وتعزيز مهاراتهم. إنها فرصة للتعلم والتطور واكتساب خبرات جديدة. نحن المستقبل، وبالتعاون والعمل الجاد يمكننا بناء عالم أفضل وأكثر ازدهارًا.

أساسيات المفاوضات

أما سارة الشيزاوية خريجة علوم سياسية من جامعة السلطان قابوس والتي عملت ضمنت الفريق الفني لبرنامج السفراء الشباب، فقد أشارت إلى أن أساس اهتمامها في المجال السياسي هو الرغبة في فهم التاريخ والحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة، فقد بدأت رحلتي في محاكاة الأمم المتحدة في ٢٠١٥ في جامعة السلطان قابوس، حيث كانت أولى مشاركاتي، سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، وتعلمت حينها أساسيات المفاوضات وأهمية فهم حيثيات المجتمع الدولي والعلاقات المعقدة بين الدول، وتطورت تجربتي عندما توليت رئاسة مجلس الأمن في المحاكاة ٢٠١٧. بعد ذلك، أدرت جلسات في محاكاة الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك وكانت برعاية الأمم المتحدة وكانت هناك العديد من اللقاءات بين الشباب وبين مسؤولين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي، ثم في ٢٠٢٣ قمت بإدارة الجلسات في محاكاة الأمم المتحدة في مسقط، تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب والآن أعمل مع الفريق الفني لتجهيز النسخة القادمة من المحاكاة في ٢٠٢٤.

وتحدثت الشيزاوية عن زيارتها مقر الأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي خاصة، فهي محطة لا تنسى وتجربة مثرية جدًا من حيث العديد من الاستفادة ولعل أهمها مناقشة أهم القضايا المؤثرة على مستقبل العالم مع الشباب من مختلف الدول والحضارات، ساعدني في تكوين وجهة نظر أقرب لأن تكون متكاملة للعالم. حيث ترى الكثير من الآراء وتتفاعل معها، تتفق أحيانًا وتختلف أحيانًا أخرى وتبني وجهة نظر أكثر صلابة وعمقًا، وكذلك المشاركة بآرائنا وتمثيل سلطنة عمان، تطلب الكثير من الاطلاع ودراسة مواقف عمان الشعبية والحكومية، وتحليل مواقف وشخصية السياسة الخارجية العمانية، والتي ساعدتنا أين نقف في العالم وكيف نساهم بشكل إيجابي في تشكيل الرأي والقرار العالمي، حيث كانت هذه الجلسات مرتبطة بجلسة نيروبي لسفراء ورؤساء الدول ممثلي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الوعي بأهمية المجالس في الأمم المتحدة في صياغة القرارات الدولية وفهم الأدوات ومدى تأثيرها الإيجابي على العالم وأهمية تعزيز دور صوت الشباب فيها. أيضا فهم طريقة عمل هذه المجالس ولجانها، ساعدني بشكل كبير على معرفة طرق التأثير وأهمية إيصال صوت الشباب العماني وتجاربهم المتميزة إلى العالم.