رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية: سلطنة عمان تمتلك إمكانيات تؤهلها لاستضافة بطولة عالمية في 2028

أشاد بالجهود الكبيرة لاستضافة بطولة العالم الجامعية للعدو الريفي

أشاد السويسري ليونز ايدير رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية بالنجاح اللافت لاستضافة سلطنة عمان ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة العمانية للرياضة الجامعية، لمنافسات بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي «مسقط 2024»، التي اختتمت مؤخرا بالكلية العسكرية التقنية، بتتويج المنتخب الإسباني بلقب البطولة في الترتيب العام للفرق، موجها شكره الكبير لكافة الجهات الحكومية والخاصة للمتابعة المستمرة والحرص الدائم على إنجاح البطولة وإظهاره بهذا الشكل المميز.

وأضاف ايدير في حديثه لـ «عمان الرياضي»: أثمّن الدور الكبير لمختلف الجهات في سلطنة عمان ومنها الكلية التقنية العسكرية على توفيرها المكان المهيأ والمناسب لإقامة منافسات البطولة، حيث تمت تهيئة مضمار المنافسات وتجهيزها بشكل منظم وبما يتماشى مع المعايير المعتمدة لإقامة مثل هذه المنافسات، وأشكر القائمين على الجانب الفني للبطولة على اهتمامهم بإيجاد كافة المتطلبات اللازمة في مثل هذه السباقات مثل إقامة التجمعات المائية في منتصف بعض مسارات السباق ووضع قطع من جذوع النخيل كأحد العقبات في السباق وغيرها من المتطلبات الأخرى.

فرصة مثالية

وأشار ليونز ايدير إلى أن غالبية المشاركين في هذه النسخة من بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي «مسقط 2024»، أتوا إلى سلطنة عمان للمرة الأولى، مما شكّل ذلك فرصة رائعة لهم، للتنافس في البطولة وكذلك التعرّف على البلد عن قرب والاقتراب أكثر عن الثقافة العمانية وما يحتضنها من كنوز ومعارف كبيرة، وأكد رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية أن الاستضافات الرياضية العالمية تعد دائما فرصة مثالية لكافة الرياضيين المشاركين لمعرفة قدرات البلد المنظم وإمكانياته الكبيرة في تنظيم وإدارة الأحداث الرياضية والاستمتاع بخوض تجربة المنافسات في أماكن مختلفة من العالم إلى جانب اكتسابه لمعرفة شخصية عن البلد وثقافته وحضارته.

وتطرق السويسري ليونز ايدير إلى أن غالبية الأحداث الرياضية للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية يتم تنظيمها في القارة الأوروبية، إلا أننا نسعد كثيرا عندما يكون هناك تنوع جغرافي أكبر في أماكن إقامة الاستضافات العالمية، وهذا ما حرصنا عليه في التوجه الحالي للاتحاد الدولي، وأردف قائلا: الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية لا يعتمد فقط على الفعاليات والمناسبات الرياضية، بل لدينا أيضا العديد من المناسبات الأخرى مثل المؤتمرات والمنتديات التعليمية الأخرى التي تناقش العديد من القيم والقضايا المتعلقة بتطوير الرياضة الجامعية وتأهيل الطلبة الجامعيين وإشراكهم في المناسبات والأحداث الرياضية.

وحول حديثه عن أبرز الاستحقاقات الخاصة بالرياضة الجامعية، أجاب ايدير: تعد الألعاب الرياضية الجامعية الصيفية وكذلك الشتوية من أبرز وأهم الأحداث الرياضية التي تتبع الرياضة الجامعية، حيث يشارك في منافسات دورة الألعاب الرياضية الجامعية الشتوية أكثر من 2500 رياضي يتنافسون في تسعة رياضات متنوعة، بينما يشارك في دورة الألعاب الرياضية الجامعية الصيفية أكثر من 10 آلاف رياضي يتنافسون في 18 رياضة مختلفة، والاتحاد الدولي للرياضة الجامعية اعتمد أغلب هذه الأحداث الرياضية وأماكن استضافتها لغاية عام 2029.

إمكانية استضافة حدث دولي

وأكد رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية أنه بحث مع المسؤولين في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وكذلك اللجنة العمانية للرياضة الجامعية إمكانية استضافة سلطنة عمان حدثا رياضيا جامعيا دوليا آخر في عام 2028 بعد الاستضافة العالمية والتاريخية الأولى لمنافسات بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي، حيث قال: أنا على ثقة كبيرة بأن سلطنة عمان قادرة على استضافة بطولة رياضية جامعية عالمية أخرى في عام 2028، حيث أتحنا المجال لسلطنة عمان في اختيار الرياضة المناسبة وسنكون على تواصل مستمر مع المعنيين في القطاع الرياضي لاتخاذ القرار المناسب، وأشار ايدير أيضا إلى أن سلطنة عمان بإمكانها أن تستضيف إحدى النسخ من المنتدى الدولي للرياضة الجامعية وهذا تم طرحه خلال مشاوراتنا مع القائمين بالقطاع الرياضي.

واختتم السويسري ايدير حديثه بالشكر والتقدير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها أثناء وجوده في سلطنة عمان، كما أبدى إعجابه عن سلطنة عمان واستمتاعه خلال فترة وجوده بالبلد بزيارة بعض الأماكن السياحية في عدد من المحافظات والولايات رفقة بعض أصدقائه وزملائه من الاتحاد الدولي.

مكسب للاتحاد العربي

من جانبه قال الدكتور سعيد بن حمد الحساني رئيس الاتحاد العربي للرياضة الجامعية: تعتبر بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي «مسقط 2024»، من أنجح البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، ونجاح دولة عربية في تحقيق المواصفات والمعايير الدولية لرياضة العدو الريفي مكسب يعود إلى الاتحاد العربي للرياضة الجامعية، ومشاركة منتخبات عربية في البطولة تنافس المنتخبات الأوروبية والآسيوية مؤشر جيد حول مستقبل المنتخبات الجامعية العربية، وهذه البطولة الجامعية الأولى التي شاركت فيها 21 دولة حول العالم، والمشاركة الواسعة في البطولة جاءت من خلال جهود اللجنة العمانية للرياضة الجامعية لاستقطاب أكبر عدد من الدول للمشاركة في البطولة، وقامت بتقديم العديد من الحوافز والتسهيلات لتشجيع المنتخبات لتؤكد حضورها في البطولة.

خطة استراتيجية

وتابع الحساني: الاتحاد العربي للرياضة الجامعية منذ سنوات عديدة وضع خطة استراتيجية تتضمن محاور عديدة وأبرزها استقطاب البطولات العالمية في الدول العربية والتأكيد على أن دور الاتحادات العربية في نشر ثقافة الرياضة الجامعية لا يقل عن دور الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية أو الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الإفريقي، وبالطبع أن الاتحاد العربي والدول المنتسبة له تمتلك إمكانيات بشرية ومادية ومنشآت رياضية تخدم مختلف الألعاب الرياضية وقادرة على استضافة البطولات العالمية الجامعية والطلابية، والاتحاد العربي للرياضة الجامعية حريص وجاهز لدعم أي دولة عربية قادرة على استضافة البطولات العالمية ومدها بالدعم الفني والإداري والأطقم البشرية لضمان نجاح البطولة.

وقال رئيس الاتحاد العربي للرياضة الجامعية: بالنسبة لرياضة العدو الريفي فهي رياضة ليست منتشرة بشكل واسع على مستوى دول الخليج، ولكن هذه الرياضة أكثر انتشارا وتشعبا في الدول العربية في قارة إفريقيا مثل دول تونس والجزائر والمغرب، وقامت منتخبات هذه الدول خلال السنوات الماضية بالمشاركة في البطولات الدولية للعدو الريفي وتحقيق مراكز متقدمة، ولذلك استضافة بطولة العالم الجامعية للعدو الريفي في سلطنة عمان فرصة لتعريف دول الخليج بهذه الرياضة ونشرها على نطاق أوسع وخصوصا بين طلبة وطالبات الكليات والجامعات في دول الخليج وتشجيع لجان الرياضة الجامعية العربية على تشكيل منتخبات جامعية في رياضة العدو الريفي وتنظيم مسابقات وبطولات داخلية فيها، وبالفعل بدأ الإقبال على رياضة العدو الريفي بخطى ملموسة خلال السنوات الماضية القليلة.

روزنامة حافلة بالمسابقات

وأشار الدكتور سعيد الحساني إلى أن الروزنامة السنوية للاتحاد العربي للرياضة الجامعية حافلة بالمسابقات والبطولات في مختلف الألعاب والرياضات، وخلال فترة جائحة كورونا أوقفت أغلب الاتحادات أنشطتها، إلا أن الاتحاد العربي للرياضة الجامعية لم يتوقف ونظم العديد من الدورات التدريبية افتراضيا، ونظم مجموعة من البطولات في تلك الفترة نفسها، وتتضمن روزنامة الاتحاد بطولات عربية قادمة حيث ستتم استضافة واحدة منها في سلطنة عمان، وسيعقبها بطولة ستستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة المغرب ستستضيف بطولة واحدة أيضا، كما ستقوم المملكة الأردنية الهاشمية باستضافة 4 بطولات متنوعة في العام الحالي، وبالنسبة لتدريب وتأهيل الحكام تعكف لجان الرياضة الجامعية العربية على تقديم دورات تدريبية للحكام المحليين وتجهيزهم لتحكيم وإدارة البطولات العربية، في الجانب الآخر يولي الاتحاد العربي للرياضة الجامعية أهمية كبيرة للعنصر النسائي وتبلور هذا الاهتمام بوجود معقد نسائي إلزامي في مجلس إدارة المكتب التنفيذي للاتحاد، كما يقوم الاتحاد بوضع خطة خاصة للمسابقات والبطولات النسائية.

وأضاف: تقوم لجنة التطوير في الاتحاد العربي للرياضة الجامعية بدور كبير وملموس في تطوير وتجويد البطولات العربية والاستضافات الدولية، وقمنا بدعم دول عديدة لم تكن قادرة على تأسيس لجنة خاصة بالرياضة الجامعية، وثمرة هذا الدعم تمثلت في نهوض الرياضة الجامعية في الدول العربية والارتقاء بالمستويات الفنية للمنتخبات وقدرتها على المنافسة بالرقم الصعب في المحافل الدولية، كما قامت لجنة التطوير بالبحث عن سبل التعاون مع الاتحادات الوطنية الجامعية، ومؤخرا انضمت دول جديدة إلى منظومة الاتحاد العربي للرياضة الجامعية ومنها دولة قطر، ونجح الاتحاد العربي في تأصيل وتعميق علاقاته مع أغلب الاتحادات الوطنية والاتحاد الدولي والآسيوي والإفريقي لتحقيق الأهداف المشتركة على مستوى الرياضة الجامعية، ومن الأهداف المستقبلية التي نأمل أن تتحقق في القريب العاجل أن تتبنى الجامعات والكليات المواهب الرياضية الكامنة في صفوف الطلبة الجامعيين وتقديم الفرص لهم للمشاركة في البطولات الدولية والعالمية، ويجب أن تؤمن هذه المؤسسات بأن هذه المواهب الرافد الأول للمنتخبات الوطنية وتمثل اللبنة الأساسية في القطاع الرياضي، ولا بد من تشكيل منهج علمي للتعامل مع المواهب الطلابية واكتشافها منذ المراحل السنية الصغيرة وصقل مهاراتها الفنية، وهذا المنهج تم تطبيقه في الدول الأوروبية وأثر هذا المنهج اتضح في أداء المنتخبات الأوروبية في بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي «مسقط 2024»، حيث إنها هيمنت على جميع الميداليات والمراكز المتقدمة في البطولة، ومن هنا نؤكد على أهمية تقديم الحوافز بمختلف أنواعها للاعبين واللاعبات لضمان استمرارهم في رياضتهم المفضلة، والرياضة الجامعية على مستوى دول الخليج قطعت شوطا كبير ولكن لم نصل إلى المستوى المتوقع لذلك ما زلنا نطمح للأفضل وأن نشكل منتخبات رجالية ونسائية ذات عناصر فنية مجيدة وقادرة على تحطيم الأرقام القياسية.

أسبانيا تحصد اللقب

وشارك في بطولة العالم الجامعية الثالثة والعشرين لرياضة العدو الريفي «مسقط 2024»، التي أقيمت منافساتها بالكلية العسكرية التقنية 159 متسابقا و60 مدربا يمثلون 21 دولة، واشتملت البطولة على مسابقات متنوعة في العدو الريفي في التتابع الطويل والتتابع القصير والتتابع المختلط والسباقات الطويلة والقصيرة، ففي الترتيب العام للفرق لفئة الرجال حقق منتخب فرنسا المركز الأول، وحل منتخب إسبانيا في المركز الثاني وحصد منتخب بريطانيا المركز الثالث، أما في الترتيب العام للفرق لفئة النساء فقد توج منتخب بريطانيا بالمركز الأول، وحل ثانيا منتخب إسبانيا، وجاء في المركز الثالث منتخب جنوب إفريقيا.

وحفلت منافسات اليوم الأول بالكثير من الإثارة بين اللاعبين واللاعبات، ففي سباق التتابع المختلط القصير توِّج المنتخب البريطاني بالمركز الأول، بينما حلّ المنتخب الإسباني وصيفا، وجاء منتخب جنوب إفريقيا في المركز الثالث، بينما في السباق الثاني الذي خُصِّص لسباق التتابع المختلط الطويل توِّج بلقبه منتخب إسبانيا، وجاء المنتخب الفرنسي وصيفا، وفي المركز الثالث جنوب إفريقيا.

وفي سباقات اليوم الثاني فاز في منافسات السباق القصير لفئة النساء منتخب جنوب إفريقيا وفي المركز الثاني جاء منتخب إسبانيا، وحل في المركز الثالث منتخب بريطانيا أما في السباق الطويل فقد حقق منتخب جنوب إفريقيا المركز الأول وحل ثانيا منتخب بريطانيا وحصد منتخب اليابان المركز الثالث، فيما حقق منتخب جنوب إفريقيا المركز الأول في السباق القصير لفئة الرجال وفي المركز الثاني جاء منتخب إسبانيا، وذهب المركز الثالث لمنتخب فرنسا، وفي السباق الطويل لفئة الرجال حقق منتخب أوغندا المركز الأول وفي المركز الثاني جاء منتخب إسبانيا وحل منتخب فرنسا في المركز الثالث.