رؤى مشتركة ومتقاطعة في أعمال فيصل جلال ونبيل علي
شهدت الجمعية العمانية للفنون مساء أمس معرض «لقاء» الذي يجمع بين أعمال الفنان التشكيلي العماني فيصل جلال ونظيره العراقي نبيل علي وقد رعى الافتتاح الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث اشتمل المعرض على 18 لوحة للفنان فيصل جلال و17 لوحة للفنان نبيل علي، تعكس من خلالها الحضارتين العمانية والعراقية وتراثهما العريق والطبيعة الخلابة. ويُعدّ هذا اللقاء الفني بين فنانَين بارزَين من البلدين خطوة مهمة على طريق تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بين الفنانين العرب، فضلا عن كونه فرصة للجمهور للتعرّف على الفن التشكيلي في كلا البلدين الشقيقين. ويسلط الفنان التشكيلي العماني فيصل جلال الضوء من خلال معرضه الفني المشترك مع نظيره العراقي على التفاعل الثقافي بين بلدين عربيين شقيقين. فالمعرض الذي يضم 42 عملا فنيا متنوعا بين الرسم والنحت والخزف وغيرها من الفنون، يجمع بين إبداع فنانين من مدارس واتجاهات مختلفة طرحوا أعمالهم بتقنيات وخامات متباينة.
ويأمل الفنان العماني فيصل جلال أن يكون هذا التنوع في الأعمال الفنية المعروضة مرضيا لمختلف الأذواق وأن تجد صدى طيبا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء، مشيرا إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه مثل هذه التفاعلات الثقافية في توثيق الصلات بين الشعوب العربية وتبادل الخبرات والتجارب الإبداعية في مجال الفنون التشكيلية. فالمعرض بهذا يتجاوز كونه مجرد عرض للوحات والأعمال الفنية إلى فضاء لالتقاء الحضارات وتفاعل الثقافات وتأكيد المشترك الإنساني.
ويستلهم الفنان التشكيلي العراقي نبيل علي أعماله الفنية المعروضة في هذا المعرض من عمق التاريخ والحضارة العراقية العريقة، فنراه يستحضر الحقبة السومرية وحضارة بابل وآشور في لوحاته التي تجمع بين تقنيات متعددة كالكولاج والأكريليك والعجائن على قماش الكانفاس. ويؤكد على الطابع الرمزي في أعماله، فالخيول مثلا رمز للجمال والأصالة، والملك المجنح رمز لحضارة بابل وآشور التي أراد الفنان أن يوضح أن كل فرد عراقي اليوم ملك سومري قديم، كما تجلى الطابع الرمزي في تصويره للرجل والمرأة وارتباطهما للتعبير عن التفاعل الإنساني بكل حالاته.
يقول الفنان نبيل علي: إن أعماله غنية ومركبة، فهو يبدأ بالألوان الدسمة ثم يضيف طبقات من مواد مختلفة كأوراق الشَّعر لإضفاء العمق والدهشة على اللوحة. مشيرًا إلى أن أعماله تميل إلى المدارس التعبيرية مع احتوائها في الوقت ذاته على عناصر من مدارس فنية متعددة في العمل الواحد.
وهكذا يقدم الفنان مزيجا من القديم والحديث، ومن التراث والمعاصرة، في سبيل التعبير عن الهوية الحضارية العريقة من خلال رؤى فنية إبداعية تجمع بين ماضي الأمة السحيق وحاضرها المليء بالتحديات.
تجدر الإشارة إلى أنه من المؤمل أن يشكل هذا المعرض بداية لمشروعات مشتركة أخرى تعزز من التعاون المثمر في مجالي الثقافة والفنون بين عُمان والعراق، وتفتح المجال أمام الفنانين الشباب من البلدين للالتقاء وتبادل الخبرات والاستفادة من بعضهم البعض، ما ينعكس إيجابًا على الحركة الثقافية والفنية في كلا البلدين الشقيقين.