57 مشاركا من مختلف الاتحادات في الحلقة الثانية
اختتمت الحلقة الثانية من منظومة العمل المتكاملة في تحديث واستحداث منهاج التدريب لمراكز إعداد الرياضيين لعام 2023 برامجها النظرية والعملية التي استمرت لمدى 3 أيام بمشاركة 57 شخصا من عدة جهات رياضية، وهي الاتحاد العماني لكرة القدم والاتحاد العماني للرياضة المدرسية وجامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم التربية البدنية والاتحاد العماني لكرة السلة والاتحاد العماني لألعاب القوى والاتحاد العماني لكرة اليد والاتحاد العماني للكرة الطائرة والاتحاد العماني للهوكي واللجنة العمانية للمبارزة واللجنة العمانية للبولينج واللجنة العمانية للتايكواندو، وحاضر في الحلقة 3 محاضرين من خارج سلطنة عمان تمت الاستعانة بهم نظرا للخبرة العلمية والعملية التي لديهم، كما أن الحلقة لم تقتصر على الجانب النظري وقام المشاركون بتطبيق عملي في الفترة المسائية ترجمة لما تعلموه في الصباح.
ونظمت الحلقة وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في دائرة شؤون المنتخبات بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي، حيث سعت من خلالها الوزارة إلى تأهيل الكوادر البشرية العمانية العاملة في مراكز إعداد الرياضيين وتمكينها فنيا في مجال اختصاصها، كما أكدت الوزارة من خلال هذه الحلقة على ضرورة زيادة المعرفة لدى المدربين وتحديث المناهج وطرق التدريب والاطلاع على كل ما هو جديد في البحوث والدراسات المتعلقة بالعلوم الرياضية ومواكبتها وتطبيقها في مراكز إعداد الرياضيين، ورعى حفل تكريم المشاركين سعيد بن راشد القتبي مدير عام القطاعات الاجتماعية بوزارة الاقتصاد، بحضور هشام بن جمعة السناني مدير عام الرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، واشتمل برنامج ختام الدورة على عرض مقطع مرئي يحكي تفاصيل أعمال الحلقة.
كيفية التعامل مع الأطفال
وقد شهد اليوم الأول من الحلقة الثانية لتطوير العاملين بمراكز إعداد الرياضيين نقاشات مختلفة تصب في كيفية التعامل مع الأطفال والناشئة في التدريب والمستوى البدني لديهم، وكذلك تقديم محاضرة حول “الرياضة لدى الأطفال، مفهوم الإعداد”، ومحاضرة أخرى حول “خصوصيات الطفل أثناء ممارسة التمرين الرياضي”، عقبتها محاضرة بعنوان “استكشاف وتدريب القدرات الهوائية للطفل”، بالإضافة إلى تطبيقات عملية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر حول “تطبيق المفاهيم النظرية لدى الأطفال”، لتتواصل النقاشات في يومها الثاني بمستوى متقدم عن ذلك الذي ناله المشاركون في اليوم الأول وجميعها تصب في الإعداد البدني وكيفية التعامل معه قبل وأثناء انطلاق الحصص التدريبية لتلك الفئات الناشئة. وحفل اليوم الثاني بتقديم محاضرة بعنوان “تحديد ومتابعة الحمل التدريبي لدى الأطفال”، عقبتها محاضرة حول “استجابات القلب والجهاز التنفسي للأطفال أثناء التمرين المستمر والمتقطع”، وتضمن البرنامج العملي في الفترة المسائية تطبيقات حول “أهمية العمر البيولوجي في برمجة التدريبات الرياضية لدى الأطفال”، واختتمت محاضرات الحلقة الثانية بمحاضرة “التخطيط التدريبي لتنمية القدرات الحركية والبدنية أثناء النمو”، عقبتها محاضرة “الإحماء والوقاية من الإصابات عن الأطفال”، وحاضر في الحلقة كل من الدكتور التونسي وسيم معلا والدكتور الفرنسي سيباستيان راتيل والدكتور الفرنسي جورج باكيه، واستعانة الوزارة بالتجربة الفرنسية في حلقات التدريب السابقة كانت لها نتائج واضحة منذ النشء ووصولا لمنتخبات العموم التي حققت نتائج إيجابية، وتؤكد تلك النتائج أن المنتخبات شكلت وفق خطط استراتيجية تخللها تخطيط سليم دقيق وواضح المعالم وبدايتها كانت في مراكز إعداد الناشئين سابقا.
أوراق عمل متنوعة
وتناول البروفيسور وسيم معلا من جامعة صفاقس بتونس في محاضرته التي حملت عنوان “الرياضة لدى الأطفال” طبيعة الأطفال في الحركة المستمرة وبعض المعتقدات الخاطئة في آلية تخطيط الحمل التدريبي للأطفال بما يتواءم مع طبيعة الطفل في الشدة والراحة وعدد المرات المتكررة وفق مؤشرات علمية دقيقة تضمن تطور المستوى البدني للطفل، في حين تناول الدكتور سيباستيان راتيل خصوصيات الطفل أثناء ممارسة التمرين وآلية التعامل معه من خلال التركيبة النفسية والدماغية وتجنب بعض المساوئ المتعلقة بنمط العيش (النوم – التغذية – التدريب – الجانب العلائقي بحياته الاجتماعية وتأثيرها بالتدريب)، كما تناول راتيل خطورة عدم إدخال بعض الخصائص البدنية خلال المرحلة العمرية الأولى (المرونة – الرشاقة – القوة – القدرة العضلية)، في حين احتوت ورقة الدكتور جورج باكيه على استكشاف وتدريب القدرات الهوائية للطفل وتأثير التدريبات المستمرة والمتقطعة على المستوى البدني للطفل خلال مراحله الأولى بما يتناسب مع قدرات وطبيعة الطفل، وفي الفترة المسائية نفّذ البروفيسور وسيم المعلا نماذج من التدريبات المتقطعة والمستمرة للطفل وآلية تطويرها وارتباطها بمؤشرات قلبية دقيقة (قياس السرعة الهوائية القصوى).
مخرجات الدورة
وحول مخرجات الدورة قال الدكتور سيباستيان راتيل من جامعة كليرمونت الفرنسية ومحاضر في حلقة العمل: ركزت الحلقة الثانية من منظومة العمل المتكاملة في تحديث واستحداث منهاج التدريب لمراكز إعداد الرياضين على إعداد وتأهيل كوادر فنية قادرة على التدريب والتعامل مع فئة الأطفال، وتشكل هذه الفئة اللبنة الأساسية لنهوض أي رياضة في العالم وذلك لمرورها على مراحل تدريبية مختلفة تتوافق مع أعمارهم، وشهدت الحلقة الثانية مناقشة فعّالة وموضوعية في جميع المحاضرات، وأظهر بعض المشاركين جوانب الخبرة التي يمتلكونها في تدريب فئة الأطفال، كما استطعنا من خلال الحلقة تصحيح بعض المفاهيم الرياضية المغلوطة لدى المدربين، كما أن محاضرات الحلقة لم تقتصر على التدريب والجوانب الفنية فقط، فقامت الحلقة بتغذية المشاركين بالمواضيع الصحية وكيفية التعامل مع الإصابات التي من الممكن أن تحدث في تدريب الفئة الناشئة والأطفال مثل محاضرة “استجابات القلب والجهاز التنفسي للأطفال أثناء التمرين المستمر والمتقطع”، وأثرت التطبيقات العملية البرنامج العام للحلقة، وحرصنا على تنفيذ أهداف وزارة الثقافة والرياضة والشباب من الحلقة ولعل أبرزها إعداد وتخريج مدرب قادر على تفعيل البرامج التدريبية في مراكز إعداد الرياضيين، وعلى الرغم من أن المشاركين في الحلقة مثلوا اتحادات ولجانا رياضية مختلفة إلا أننا حاولنا أن يكون المحتوى النظري والعملي في برنامج الحلقة يخدم كافة الألعاب الرياضية التي تفعلها مراكز إعداد الرياضيين سواء كانت في الألعاب الجماعية أو الفردية.
الاستعانة بالتجربة الفرنسية
وأوضح جابر الشبيبي، مدير دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن هذه الحلقة الثانية التي تنفذها الدائرة حيث كانت الأولى عن تحديد المناهج، فيما كانت الحلقة الثانية مكثفة وعنيت بتطوير الكوادر الفنية للمدربين الوطنيين في مراكز إعداد الرياضيين. وتابع الشبيبي بأن الهدف من هذه الحلقة زيادة خبرة ومعارف المدربين الوطنيين في إعداد النشء وطرق التعامل معهم، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بمحاضرين من فرنسا، حيث تعد التجربة الفرنسية تجربة رائدة في تدريب الأطفال والنشء وهذا ما أظهرته النتائج، ووجود تلك النتائج بوضوح في منتخبات العموم. وأضاف الشبيبي أن المحاضرين يتمتعون بخبرات عملية أثناء تدريبهم لمختلف الفئات السنية وكذلك لديهم خبرات علمية ومعرفة كثيرة ولديهم كذلك بحوث ودراسات في هذا الجانب، وقدم المحاضرون الكثير من المعارف والمهارات والخبرة العملية للمدربين، كما أن مقدار المناقشة الذي تم في المحاضرات يدل على الاستفادة الكبيرة التي يجنيها المشاركون في هذه الحلقة.
بحوث علمية رياضية
بينما أكدت هبة إبراهيم الأشقر أستاذ مساعد في قسم التربية البدنية بجامعة السلطان قابوس ومشاركة في الحلقة على أهمية إشراك المؤسسات التعليمية الرياضية الممثلة بالجامعات والكليات والمدارس والأكاديميات في الحلقة الثانية من منظومة العمل المتكاملة في تحديث واستحداث منهاج التدريب لمراكز إعداد الرياضيين، باعتبارها مؤسسات تهدف إلى تخريج جيل جديد من المدربين الرياضيين في ألعاب رياضية متنوعة، ومن المتوقع أن تؤدي دورا ملموسا في قيادة المنتخبات الوطنية منذ المراحل السنية إلى العموم، وبلا شك أن الخبرة التي حصلنا عليها من خلال هذه الحلقة سننقلها إلى طلبتنا بقسم التربية البدنية، وخصوصا أنها ستنفعهم كثيرا في المقررات الدراسية الرياضية الاختيارية التي تتمحور حول تدريب فئة الأطفال، كما شارك في الحلقة عدد من الطالبات والطلاب في السنة الدراسية الأخيرة بتخصص رئيسي في التربية البدنية وبتخصص فرعي في واحدة من الألعاب الرياضية، ورشحنا طلاب السنة الدراسية الأخيرة للمشاركة كونهم مقبلين على التخرج والالتحاق للعمل في مؤسسات رياضية، كما نشدد على الطلبة ضرورة القيام ببحوث ودراسات علمية تتعلق بالواقع الرياضي العماني والاستفادة من نتائج الدراسات السابقة التي نفذت في نفس المجال، ومواكبة التطور الواضح الذي تشهده سلطنة عمان في مجال البحوث العلمية والابتكار، واستثمار الخبرات الرياضية في وضع خطة استراتيجية رياضية تتشارك في تحديد أجندتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب وكل الاتحادات واللجان والأندية بالإضافة إلى الأقسام الرياضية في مؤسسات التعليم العالي.
تحقيق الاكتفاء للمدربين
وأشار المشارك أبو بكر بن أحمد الجهوري مشارك من وزارة التربية والتعليم إلى مدى مواءمة الحلقة الثانية لتأهيل الكوادر الفنية لمراكز إعداد الرياضيين للمحاور الرياضية في رؤية عمان 2040 واستراتيجية الرياضة العمانية لإعداد مدربين وطنيين في الألعاب الأكثر ممارسة وشعبية في سلطنة عمان، وتحقيق الاكتفاء الوطني للمدربين والاعتماد على الموارد البشرية المحلية لتدريب المنتخبات الوطنية من فئة الأطفال وصولا إلى فئة العموم، والمواضيع التي تناولتها الحلقة جميعها جديدة وتتعلق بتدريب فئة الأطفال بوجه خاص باستخدام النظريات الرياضية الحديثة، بالإضافة إلى أن في التطبيقات العملية تعرفنا على تدريبات مستحدثة لم نكن نعرفها سابقا توضح الفروق الفنية بين الكبار والأطفال، وأوضحت محاضرات الحلقة عدم إمكانية تدريب الأطفال بنفس التمارين والأساليب التي تستخدم في مراكز إعداد الرياضيين بشكل عام، وأنه لا بد من اختيارها وفق العمر والنوع والحالة الصحية.
وأشار الجهوري إلى: إن أبرز مخرجات الحلقة تمثلت في تمكين الكوادر العمانية العاملة في تخصصاتها في علوم الرياضة والتدريب، والفرق بين النضوج وكيفية التعامل مع الأحمال التدريبية، لافتا إلى أن هذه الحلقة متميزة جدا وتم تحويل الجانب النظري للجانب التطبيقي وساعدنا في الاستيضاح حول كثير من التحديات وكيفية التغلب عليها، ومثل هذه الحلقات مهمة جدا لنا كمدربين لأنها بمثابة تغذية راجعة وتحديث لأبرز المستجدات في عالم التدريب.
التعامل مع الإصابات الرياضية
وأوضحت المشاركة أفراح بنت حمود الجابرية طبيبة في دائرة الطب الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن الحلقة تطرقت إلى مناقشة الجوانب الطبية في تدريب فئة الأطفال، وكيفية التعامل مع الإصابات الرياضية الوارد حدوثها أثناء التدريب، كما تناولت عدة محاضرات الحديث حول الفحوصات الطبية التي يمكن للمدرب إجراؤها على المتدربين الأطفال، مثل قياس نبضات القلب وتخطيط القلب للتأكد من عمل الأذين والبطين وارتفاع أو نزول ضغط الدم، ودراسة الإحماء من الجوانب الطبية ودراسة العلاقة الكامنة بين الإحماء والإصابات الرياضية، ومن الممكن أن تنظم دائرة الطب الرياضي عدة حلقات تدريبية للمدربين حول الإصابات في المرحلة القادمة.
حِمل التدريب
فيما أوضحت المشاركة أشواق الحامدية من الاتحاد العماني للهوكي أنه تم التطرق للعديد من المواضيع اتضح أهمها في متابعة حِمل التدريب في تدريب الأطفال والعمل على التخطيط المسبق والجيد لحِمل التدريب لديهم، وتابعت الحامدية: تكمن الاستفادة خلال الدورة في التركيز على أهمية معرفة متطلبات اللعبة خلال خطة الأسبوع والعمل على تعديل الأحمال على حسب خصائص الجسم للشخص والحاجة الملموسة للتقييم وقياس التعب الذي يعتمد على حجم التمرين وحمل التمرين، كما أن فترة الراحة تعد تمرينا إذا كانت مصبوغة بتمرين.
الحلقة الأولى
وكانت دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، قد أقامت الحلقة الأولى من منظومة عمل تحديث واستحـداث منـاهج التدريب لمراكـز إعــداد الرياضييـن خلال الأيام الماضية، والتي تطرقت للحديث عن المقاربات الحديثة للإعداد البدني لدى الطفل والمراهق وعرض وتحليل لنتائج من البحوث العلمية والدولية، وتناولت الحلقة الحديث عن أنواع الجهد البدني وفلسفة الإعداد البدني وتنمية القدرات البدنية قديما وحديثا، وكذلك تحليل زمن المنافسة وحصر المتطلبات البدنية بالإضافة إلى التدريب اللاهوائي اللكتيكي عند الأطفال وكذلك التدريب مع الجهد العالي، وركزت الحلقة الأولى على برنامج التخطيط طويل المدى للرياضي ومراحل تطوير الرياضيين على المدى الطويل، حيث يعد البرنامج أحد البرامج النموذجية الرائدة في رسم إطار وخطط تطوير للرياضيين طويلة الأمد وتحديد مسار واضح لتحسين وتنمية وصقل القدرات البدنية والمهارات الحركية عن طريق برامج تدريبية صممت لدعم وتعزيز وتطوير الرياضيين والرياضة بشكل أعم وأفضل، بالإضافة إلى محاضرة الإعداد النفسي في مناهج التدريب والأهداف المرتبطة به كالمهارات النفسية والذهنية وطرق تعلم المهارات الحركية وكذلك التغذية الراجعة، ويعرف علم النفس الرياضي بأنه العلم الذي يهتم بدراسة علوم الإنسان في الرياضة والأنشطة البدنية والتطبيقات العملية للمعرفة الناتجة عن هذه الدراسات.