بدأت ملامح المراكز الثالثة الأولى في الظهور مع نهاية الجولة الخامسة من بطولة العالم للشطرنج للهواة 2023، التي تنظمها اللجنة العمانية للشطرنج بالتعاون مع الاتحاد الدولي للعبة خلال الفترة من 2 إلى 11 نوفمبر، وشهدت الجولة الخامسة عددا من المفاجآت السارة للبعض وغير السارة للبعض الآخر، نتيجة الخسارة أو التعادل وفقدان النقاط السهلة في المواجهات التي سجلت منافسة قوية ومثيرة بين لاعبي العالم، بنهاية هذه الجولة بدأت النتائج تحدد مسار الترتيب العام في كل فئة، لكن الأمر ليس محسوما بعد لتبقى أربع جولات يتوقع أن تكون حامية الوطيس، فكل لاعب يسعى لتحقيق الفوز وشق طريقه نحو القمة، وتختلف النتائج باختلاف اللاعبين المتقابلين، ويلعب التركيز العالي والحسابات الدقيقة الصائبة دورا مهما في فوز لاعب على آخر، وكان انطلاق النقلة الخامسة قد أقيم تحت رعاية الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عمان، وذلك على الصالة الرئيسية لمجمع السلطان قابوس ببوشر.

إثارة وندية

وسجلت طاولات المنافسة في الجولة الخامسة الكثير من الإثارة والندية والمفاجآت غير المتوقعة في النتائج، حيث واصل بعض اللاعبين نتائجهم الجيدة ما منحهم الفرصة للتقدم بثبات، فيما تعرض البعض للخسارة وفقدان النقاط والابتعاد عن المراكز التي سجلوها في الجولات الماضية، فقد أقيمت في هذه الجولة 194 مباراة بمشاركة 398 لاعبا مصنفين يمثلون 64 دولة يتنافسون في الفئات الثلاث وهي فئة 1700 وفئة 2000 وفئة 2300 وجاءت أبرز نتائج الجولة الخامسة على النحو التالي:

في منافسات فئة تحت 1700 رجال واصل لاعب المنتخب الوطني خلفان الحوسني فقد النقاط بعد تصدره في الجولات الثلاث الأولى، فيما خسر في الرابعة، وعمق ابتعاده عن المقدمة بتعادل أشبه بالخسارة عندما فقد نصف نقطة ثمينة بتعادله مع مواطنه سعيد البلوشي، ليفوت على نفسه نقطة ونصف النقطة، حيث وصل رصيده 3.5، كما تعادل لاعب المنتخب الوطني عامر الغافري مع اليمني صبري عبدالله، ونجح اللاعب العماني مناف بيت سعيد في الفوز على السوداني مراد، وتمكن فاديم من قرغيزستان من الفوز على اليمني نواف صالح، وحقق السويدي ايماني فوزا مهما على الهندي ديباك، ليبقى في الصدارة والمركز الثاني، فيما تعادل موكبات من منغوليا مع زميله جانبات، الأمر الذي وضعه في المركز الثالث في الترتيب العام لهذه الفئة، وتربع الترتيب العام لهذه الفئة حتى الآن لاعب الاتحاد الدولي الروسي الكسندر.

وفي منافسات تحت 1700 للفتيات، حققت لاعبة المنتخب العنود الغافرية الفوز على مواطنتها ريم الشكيلية، وحققت المنغولية أنوجين فوزا مهما على حساب مواطنتها سوجيريلت لتتصدر الترتيب العام بعد الجولة الخامسة لهذه الفئة برصيد 5 نقاط، وتراجعت مواطنتها سوجيريلت للمركز الثاني برصيد 4 نقاط، وحققت اللاعبة المنغولية فوزا صعبا على الإماراتية عبير علي لتحل الأخيرة في المركز الثالث برصيد 4 نقاط، ومن بين نتائج هذه الفئة فازت الهندية شايبي على الكينية كيماني، وحققت الهندية اديتي الفوز على زميلتها اموليا.

وفي منافسات تحت 2000، فقدَ لاعب المنتخب الوطني حمود البوسعيدي بوصلة القيادة بعد خسارته المفاجئة من الهندي فيلافا، ليفقد بذلك المركز الثالث مكررا ويتراجع إلى المؤخرة برصيد 3.5 نقطة مع نهاية الجولة الخامسة مع فقد 1.5 من النقاط، فيما واصل المنغولي امارسايكان نتائجه الجيدة بتحقيق فوز مهم على السريلانكي جاماج، وبهذا الفوز حافظ المنغولي على تصدره لهذه الفئة، ونجح الكازاخستاني اليخان في الحفاظ على المركز الثاني بعد فوزه على الهندي ايميل، وتعادل الباراجواياني جوهان مع رافيل من كازخستان.

وشهدت مباريات فئة تحت 2300 منافسات حامية وقوية، حيث نجح عبدالخير من كازخستان في الفوز على الدر من منغوليا، وبهذا الفوز يتصدر عبدالخير الفئة، فيما تراجع الأخير إلى مراكز متأخرة، وتمكن المنغولي نارانبولد من الفوز على المصري مالك، ليصل الفائز إلى المركز الثالث في الترتيب العام، وحل الهندي اندراجيت في المركز الثاني، كما فاز الإيراني اندكات على السعودي أحمد الرحيلي، وتعادل البولندي بيوتر مع ارناش من كازاخستان.

زيارات

وعلى هامش البطولة وتعزيزا للسياحة بهدف تعريف المشاركين بتاريخ سلطنة عمان ومنجزاتها الحضارية، قامت الوفود صباح اليوم بزيارة لمتحف بيت الزبير تعرفت خلالها على تاريخ عمان الحافل بالأمجاد كما تعرفت على الحقب التاريخية العمانية وأنواع الأسلحة التقليدية المستخدمة في تلك الحقب، كما زار المشاركون مدينة مسقط والمنطقة المحيطة بقصر العلم العامر.

بهدف نشر لعبة الشطرنج وتعزيز ثقافتها بدأ في الفترة الصباحية البرنامج اليومي المخصص للمدارس والأطفال والذي يستقطب يوميا حوالي 100 طفل، تتضمن ألعابا مصغرة للشطرنج والرسم على الوجوه والتلوين وعددا من الفعاليات الترفيهية التي تنظمها اللجنة العمانية للشطرنج بالتعاون مع لجنة الرياضة المدرسية بمحافظة مسقط.

دعم متواصل

وحول البطولة وأهميتها قال أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عمان: استضافة سلطنة عمان -ممثلة في اللجنة العمانية للشطرنج- لفعاليات عالمية من هذا النوع، يعزز سوق السفر العالمي، ويسلط الضوء على عمان في خارطة استضافات الأحداث العالمية في لعبة الشطرنج، موضحا أن البطولة استطاعت أن تستقطب قرابة 400 لاعب ولاعبة من 64 دولة وهو عدد كما ذكر الجميع فاق الأعداد التي كانت تسجلها النسخ الماضية لهذه البطولة، وهذا مؤشر جيد على مكانة عمان وقدرتها على استقطاب اللاعبين، موضحا أنه سعيد بمشاهدة العديد من الدوليين المرموقين المعروفين في هذه اللعبة، وهذا الأمر يشعرنا بالفخر، كما أنه فرصة حقيقية لاحتكاك لاعبي سلطنة عمان مع هؤلاء اللاعبين العالميين، بما يسهم في رفع مستوياتهم وتصنيفهم الدولي.

وأكد الحوسني حرص مطارات عمان على التواجد في مثل هذه الفعاليات العالمية من خلال تقديم الدعم لإنجاحها، والشركة مستمرة في دعم استضافة سلطنة عمان لأي بطولات عالمية وبالتالي التواجد في مثل هذه الأحداث بشكل دوري، موضحا أن الشركات تعد دعم مثل هذه البطولات فرصة لها للتألق والظهور من خلال تسليط الضوء على أسمائها في هذه الساحات الدولية المهمة.

زيارات تاريخية

وعن البطولة قال المنغولي امارسايكان الذي يتصدر فئة 2000 : البطولة قوية ومثيرة وأنا سعيد بتصدر فئتي والذي جاء بعد مباريات قوية وشرسة سجلتها الخمس جولات الماضية، موضحا أن هذا التفوق سيكون نقطة جيدة للانطلاق وتحقيق الفوز في الجولات القادمة التي وصفها بالصعبة.

وأشاد بجهود سلطنة عمان في تنظيم بطولة العالم، وقال: إنه تنظيم رائع رغم الأعداد الكبيرة المشاركة في البطولة، لكن التنظيم كان محكما ودقيقا وهذا يؤكد خبرة المنظمين في ترتيب كافة الجوانب المتعلقة بالبطولة، موجها شكره للمنظمين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى البرنامج المصاحب للبطولة والذي مكننا من زيارة عدد من المعالم التاريخية والحضارية في مسقط، وهذا أمر جيد فتح لنا المجال لمعرفة تاريخ سلطنة عمان ومنجزاتها الحضارية، متطلعا إلى أن تكون هذه الزيارة منطلقا لدعوة أهله لزيارة ثانية في المستقبل القريب.

فرصة جيدة

من جانبه قال اللاعب العماني عمر الحراصي: استضافة بطولة العالم للشطرنج للهواة فرصة جيدة لنا كلاعبين عمانيين للمشاركة والاحتكاك مع لاعبين دوليين، موضحا أن مشاركة أكثر من 80 لاعبا عمانيا لم تكن لتتوفر لو كانت البطولة في مكان آخر غير سلطنة عمان، كون المشاركة في بطولات خارجية مكلفة لا يمكن أن تتحملها موازنة اللجنة العمانية للشطرنج، لذلك استضافة البطولة هي فرصة ذهبية للجميع من أجل المشاركة والمنافسة لتحسين التصنيف الدولي. وأضاف: إنها المشاركة الدولية الأولى لي وأجدها فرصة رائعة لاختبار مهارات الشطرنج الكلاسيكي وتحديا نفسيا للارتقاء بمستواي إلى المستوى التالي من خلال مواجهة لاعبين محترفين وذوي تصنيف عالمي.