معرض «فن مسقط» … رحلة في عمق الإبداع والتنوع الثقافي

احتفالية فنية تجمع بين الأجيال بمشاركة محلية ودولية

في حدث فني يُعَدّ الأكبر منذ سنوات، اجتمع أكثر من 200 فنان من سلطنة عمان ودول الخليج والدول العربية والأجنبية في الدورة الأولى لمعرض «فن مسقط» الدولي لعام 2023م. يُقام هذا المعرض بدعم وبشراكة استراتيجية بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. ويختتم المعرض -الذي انطلقت فعالياته مساء أمس برعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، محافظ مسقط- اليوم. يقدم المعرض أعمالًا لفنانين يتميز كل منهم بإبداعه وفنه، حيث يتابع الزائرون ليس مجرد لوحات وأعمال فنية، بل يسافرون في رحلة فنية تمتاز بالعمق والتأمل. وتتيح الفرصة للانغماس في أعالي الإبداع والتعبير البصري الذي ينسجم مع رسائلهم الجمالية بأسلوب فني فريد.

يعكس هذا المعرض الفني روح التميز والتنوع الثقافي، ويجذب عشاق الفن والجمال من جميع أنحاء العالم إلى مركز عمان للمؤتمرات والمعارض للتأمل في هذا البحر الفني العميق الذي يضمن الثراء الجمالي والإلهام المتجدد. ولا يقتصر «فن مسقط» على العرض والتعريف بالفنانين العمانيين فقط، بل يمتد إلى شمولية تعبر عن التزام سلطنة عمان العميق بالحفاظ على تراثها الثقافي والفني. يبرز العمق الثقافي لهذا الحدث الفني الفريد ويسلط الضوء على تنوع الفنون في عالم متنوع. ويميز معرض «فن مسقط» تعدد الثقافات والجنسيات التي يجمعها، حيث يتلاقى فيه الفنانون من مختلف الأقطار، ويتيح للزوار الاستمتاع بتجربة تجوب ثقافات العالم وتستلهم منها، مجموعة مختارة لأعمال كبار الفنانين التي وُجّهت خصيصًا لهواة جمع الفن.

وحول المعرض قال الفنان حمد الجابري، عضو اللجنة المشرفة على معرض «فن مسقط»: يهدف المعرض إلى جمع أكبر قدر من الفنانين عبر الأجيال المختلفة في مكان واحد لأكثر من 200 فنان، وهذه باكورة المعارض التي نتمنى أن تتوسع في قادم الوقت ما يتيح توسيع أكبر للثقافة والسياحة الثقافية والتعريف بالفنان العماني وخلق العلاقات الثقافية مع شريحة متنوعة من الأجيال والتيارات الفنية المختلفة بالاستفادة من التجارب الأخرى من مختلف دول العالم سواء من ناحية أفكارهم وطرح الفكرة وتنفيذها في العمل الفني؛ فالاستقطاب الأكبر للفنان يتيح التنوع الأكبر والاستفادة الكبرى.

ويضيف «الجابري» يقدم المعرض مختلف أنواع الفنون التشكيلية والرقمية النحت والكولاج وغيرها من كل التيارات المختلفة «التقليدية والحديثة المعاصرة» يجمع بين جيل الرواد والناشئة وغيرهم في مكان واحد، حيث سيقدم بعض الرواد تجاربهم لكي يستفيد منها المتلقي سواء من الفنانين أو المهتمين، وهنا دعوة أوجهها لكل الأجيال أن يقتنصوا هذه الفعاليات فهي تساعد الفنان في الظهور وتسويق أعماله واكتساب الخبرة والمهارة والممارسة، وهذا يحفز القطاعات لتقديم أكثر من فعالية بشكل موسع طوال العام، وألا يكون الفنان مقتصرًا على نفسه، فهذه الفعاليات تكسب المعرفة والغناء الفكري.

المعرض الذي ضم مجموعة من الأعمال المتنوعة، ضم أعمالا فارقة للوحات صُنعت من الرمل، إضافة إلى لوحتين لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ولوحة أخرى للسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- رُسمتا عن طريق بصمة الإصبع للفنان ناصر بن عبدالله الهاشمي، المشارك من الكلية العسكرية التقنية. يقول «الهاشمي»: لوحة السلطان هيثم تجسد شموخ السلطان الحكيم الذي يقود الشعب العماني لآفاق واسعة ويستوقد في الشباب روح الإبداع والتميز، فهي لوحة فنية تعبر بأسلوبها عن 12 ألف بصمة تحمل صورة السلطان هيثم -حفظه الله- ومقولة له كُتبت بالبصمات، وكأنها صفحات من ذاكرة الزمن التي تعلن عن عبور السنين والعصور، بصمة بعد بصمة، وفي هذه اللوحة ترى كلمات السلطان وكأنها تخطو نحو مسامعك بثقة. بينما تنبض عيناه بالحكمة والرأفة. تترجم التفاصيل الصغيرة للوحة روح هذا السلطان الذي طُبعت شخصيته على القوة والرؤية الفذة. أما لوحة السلطان قابوس فتتكون من 13 ألف بصمة تحمل صورة السلطان قابوس وأشهر مقولة له، كُتبت بالبصمات. هذا العمل هو تأكيد على البصمة الخالدة للسلطان في روح كل عماني، في جميع مناحي حياتهم وجوانبها.

تجدر الإشارة إلى أن معرض «فن مسقط» يحظى بدعم الشركة العُمانية للتنمية السياحية (عُمران) وشركة «بيئة» وشركة بريد عُمان.