سلطنة عُمان ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب

تحل سلطنة عُمان ضيف شرفٍ على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 28 سبتمبر وحتى 7 من أكتوبر المقبل.

أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان بن يعرب البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، أن مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام تكتسب أهمية بالغة، نظرًا لأهمية معرض الرياض بين المعارض الإقليمية والعربية، ولكونها تأتي في ظل الحراك المتنامي والتقارب الوطيد بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، تولي أهمية بالغة لهذه المشاركة، وتبذل كافة المساعي الممكنة لإظهار هذه المشاركة في المستوى الذي يلبّي طموحات كلا البلدين، ويقدم رؤية واقعية عن المشهد الثقافي العُماني للجمهور السعودي.

وأضاف سعادته في حديث عن هذه المشاركة: إن لدى البلدين الكثير مما يمكن استثماره في سياق تفعيل العمل المشترك، نظرًا لِما يتميّز به البلدان من عمق تاريخي وتراث حضاري وفنون عريقة وطاقات إبداعية كبيرة وتجارب ريادية في الفكر والثقافة والأدب، أثبتت حضورها على المستويات الإقليمية والعربية والعالمية، مشيرًا سعادته إلى الرعاية السامية التي تحظى بها الثقافة في البلدين، من قِبل عاهلي البلدين الشقيقين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله ورعاهما -، منوّهًا بدور القيادتين الثقافيتين الشابتين ممثلتين بسمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عُمان، وسمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي، في تأسيس حراك ثقافي نوعي، يستند على الإرث الحضاري ويتناغم مع مستجدات الحاضر، مستفيدًا من معطيات التكنولوجيا وثورة المعلومات.

وأوضح سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي أن الوزارة قد سعت منذ فترة مبكرة للاستعداد لهذا الحدث الثقافي المهم، انطلاقًا من حرصها على ضرورة نجاح هذه التجربة في تقديم الصورة المثلى للثقافة العُمانية في مختلف مجالاتها وتجلياتها، مشيرًا إلى أن هناك عدة جهات حكومية وأهلية ستشارك في هذه التظاهرة، وهي: وزارة الإعلام، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السلطان قابوس، والنادي الثقافي، والجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، ومركز ذاكرة عُمان، مبيّنًا أن الجناح العُماني الموحد سيشتمل على عدة مفردات تتمثل في معرض المخطوطات العُمانية النادرة، ومعرض الفنون التشكيلية، والعروض الفنية والموسيقية. إلى جانب شاشة عرض لبث أفلام ترويجية وسياحية قصيرة عن سلطنة عُمان، ومجلس لتقديم الضيافة العُمانية، وركن خاص لتقنية (VR).

وفيما يتعلق بالفعاليات الثقافية أعلن سعادته أنه قد تم إعداد برنامج ثقافي شامل، يغطّي طيلة أيام انعقاد معرض الرياض للكتاب، ويشتمل على مختلف المجالات والمفردات الثقافية من المحاضرات الفكرية والتاريخية، والأمسيات الشعرية والموسيقية والفنون الشعبية، والندوات وحلقات العمل والجلسات الحوارية والنقاشات في مواضيع اجتماعية وأدبية مثل: الرواية وأدب الطفل وفنون المعمار وغيرها.

وأضاف سعادته أن البرنامج يشتمل على عدة جلسات حوارية، منها جلسة مشتركة تسلّط الضوء على مجلس التنسيق السعودي العُماني وتفعيل التعاون الثقافي، يتحدث فيها كل من سعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري، وسعادة الدكتور عبدالله بن رفود السفياني، إلى جانب جلسة مشتركة عن الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية، يشارك فيها كل من: الروائي والشاعر زهران القاسمي، والروائية بشرى خلفان، والباحثة الدكتورة عزيزة بنت عبد الله الطائية، والروائي عبده خال، وتدير الجلسة الدكتورة منى بنت حبراس السليمية.

كما يشتمل البرنامج على جلسة تناقش “واقع المرأة العمانية: المنجز والمكانة”، بمشاركة المكرمة الدكتورة ريا المنذرية، والمكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية، وتديرها الدكتورة أحلام الجهورية. بالإضافة إلى جلسة في رحاب التاريخ العُماني منذ قبل الإسلام إلى النهضة الحديثة، ترصد أبرز التحولات والملامح، ويتحدث فيها الدكتور سعيد الهاشمي، إلى جانب الدكتور إبراهيم البوسعيدي، وتديرها الدكتورة هدى الزدجالية.

كما أوضح سعادته أن البرنامج يشتمل كذلك على جلسة عن الشخصيات العمانية المدرجة في قائمة اليونسكو، وهم: العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي، والملاح أحمد بن ماجد السعدي، والطبيب ابن عميرة، والفيزيائي ابن الذهبي، والشاعر أبو مسلم البهلاني، والشيخ نور الدين السالمي.

كما أضاف سعادته أن البرنامج يتضمن أمسيتين شعريتين مشتركتين، إحداهما للشعر الفصيح ويشارك فيها الشعراء: عبدالله العريمي، وبدرية البدري، ويوسف الكمالي، ومحمد قراطاس، ومحمد إبراهيم يعقوب، وحوراء الهميلي، ويديرها الشاعر خميس بن قلم الهاني. والأمسية الثانية للشعر الشعبي ويشارك فيها: فهد السعدي، وصقر المزروعي، والدكتور ناصر الشادي، وسليمان المانع، وتديرها الشاعرة نورة البادية.

وأما عن المحاضرات الفكرية فكشف سعادة السيد أن البرنامج يتضمن محاضرات مختلفة يقدمها نخبة من المتخصصين، من بينها محاضرة تسلط الضوء على تجربة التعايش المجتمعي في عُمان وترصد أسسها وضماناتها، يقدمها سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، ويديرها الباحث خميس بن راشد العدوي. ومحاضرة تتناول عُمان في مدونة التراث العربي، يتحدث فيها الدكتور هلال بن سعيد الحجري، ويديرها الدكتور يونس بن جميل النعماني، إلى جانب محاضرة عن فنون المعمار العماني: القلاع والحصون أنموذجًا، يقدمها المكرم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي، ويديرها الباحث فهد الرحبي. كما يتضمن البرنامج محاضرة أخرى عن التراث المخطوط المشترك بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، يقدمها الباحث محمد العيسري.

وأشار سعادته إلى أن للطفل أيضًا نصيبه من فقرات البرنامج؛ إذ تقدم الدكتورة وفاء الشامسية ورشة متخصصة في الكتابة الإبداعية للأطفال.

وأما في الجانب الفني، فبيّن سعادة السيد الوكيل أن البرنامج يشتمل على مشاركة فرقتين عمانيتين هما: فرقة البلد الموسيقية التي ستقدم عدة حفلات غنائية للجمهور السعودي، وفرقة التراث للفنون الشعبية.

وفي ختام حديثه أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان بن يعرب البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة بسلطنة عمان، أن الفترة المقبلة ستشهد تعزيزًا للتعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، يقوم على رؤية مشتركة، بما يلبي الطموحات ويرقى إلى ما يصبو إليه الجميع، مشيدًا بالتعاون البنّاء الذي يبذله الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتحقيق المزيد من الإنجازات والأهداف المرجوة.