فـي جولة فوجي من بطولة العالم للتحمل
أنهى فريق عُمان للسباقات الجولة السادسة من بطولة العالم للتحمُّل التي جرت على أرضية حلبة فوجي الشهيرة بالمركز الثالث عشر بعد سوء الطالع الذي لازم الفريق في هذه الجولة، حيث انطلق المتسابق أحمد الحارثي من المركز الثاني عشر خلف معظم السيارات المشاركة في السباق حسب نتيجة التأهيلات الرسمية للسباق، لكن الحارثي قدَّم سباقًا جيِّدًا في النصف الساعة الأولى، بعدما تمكَّن من تخطِّي 6 متسابقين على التوالي ليصل إلى المركز السادس، هذا الوضع أعطى للحارثي دافعية أكبر نحو الزحف لمراكز الصدارة ليفرض نفسه من جديد على المشاركين، وتمكَّن من تجاوز السائق الذي أمامه لتصل سيارة الفريق استون مارتن فانتاج جي تي ايه التي تحمل الرقم 25 إلى المركز الخامس، في مؤشر قوي على قوة أداء الفريق والسائق.
وعند عودة الحارثي للتزود بالوقود في مرآب الصيانة توقَّف جهاز التزود فجأة دون سابق إنذار ولم يتمكن الحارثي من التزود بالوقود ليقرر الفريق إرجاع الحارثي للحلبة فاقدًا زمنًا ثمينًا كان كفيلًا بمواصلة الحارثي الضغط على المتسابقين الآخرين في المقدمة، وقرر الفريق إرجاع الحارثي من جديد إلى مركز الصيانة للتزود بالوقود من جهاز الفريق الثاني، كُلُّ هذا تسبب في ضياع الوقت أمام الحارثي للمنافسة على المراكز الأولى ليتراجع الحارثي للخلف بعد التزود بالوقود وبفارق ما يقارب اللفتين عن بقية المتسابقين وهو أمر كفيل بأن يؤدي إلى تراجع نتيجة الفريق ككُلٍّ في هذا السباق. وبعد انتهاء مهمة الحارثي في القيادة بعد أكثر من ساعتين خلف مقود استون مارتن فانتاج سلَّم زمام الأمور للمتسابق الأميركي مايكل دينان الذي انطلق من المركز الأخير بالسباق وحاول كثيرًا مجاراة الفرق الأخرى، لكن فَرق التوقيت وفاصل المسافة لم يمكِّنه من فعل شيء جديد وخصوصًا أنَّ حلبة فوجي من الحلبات القصيرة، وأنَّ التجاوز فيها صعب جدًّا وفي ظلِّ أجواء حارَّة ورطبة. وأنهى مايكل مشواره في القيادة بعد حوالي الساعة والنصف في المركز الثالث عشر. وبالرغم من وجود الفريق في مؤخرة السباق، لكن المتسابق الأيرلندي تشارلي ايستود قام بجهد كبير لتحسين مركز الفريق، إلَّا أنَّ الفارق الكبير في التوقيت لم يسعفه لينهيَ السباق في المركز الثالث عشر، ومع نهاية السباق الحالي يتراجع الفريق إلى المركز الخامس بدلًا من الثالث قبل سباق فوجي، ويبقى أمام الحارثي ورفاقه جولة واحدة في البحرين للصعود من جديد إلى المراكز المتقدمة. حضر سباق الجولة السادسة من بطولة العالم للتحمُّل سعادة الدكتور محمد بن سعيد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان في اليابان والشيخ طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي لعُمانتل وعدد من الداعمين لمشوار الفريق العُماني في هذه البطولة، حيث قال سعادة السفير محمد البوسعيدي سفيرنا في اليابان «أوَّلًا أنا سعيد بحضوري اليوم ومشاهدة فريق عُمان للسباقات والبطل الحارثي على أرضية هذه الحلبة، ومشاهدة مدى الجهد المبذول من السائقين والطاقم الفنِّي في كُلِّ سباق، وبالتأكيد المنظر يختلف تمامًا عند مشاهدة السباق خلف أجهزة التلفزيون، وأنا فخور بما يقدِّمه الحارثي لرياضة السيارات في عُمان، ويجب على الجميع مساندة مثل هذه المواهب التي تعمل لأجل رفع اسم عُمان في المحافل العالمية لرياضة المحركات، فمَن يشاهد الصعوبة في الحلبة يعرف تمامًا أنَّها رياضة شاقَّة ومتعبة، وأشكر الجميع هنا لحسن الاستقبال».
أمَّا الشيخ طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي لعُمانتل فقد قال «نحن في عُمانتل نقف دائمًا خلف مختلف الكفاءات الرياضية وخصوصًا السفراء المميزين مثل أحمد الحارثي وتربطنا به علاقات متينة منذ فترة طويلة، أنا فخور بوجود أحمد في مثل هذه المنافسات العالمية لتمثيل السلطنة المشرف في السباقات الدولية، لقد شاهدنا اليوم تنظيمًا دقيقًا جدًّا لفعالية رياضية عالمية، ونتمنى أن يوفقَ بطلنا أحمد في القادم من منافسات، فهو ممثل لبلده خارجيًّا في المقام الأوَّل، واليوم كنَّا نتمنى أن يكونَ حاضرًا في المنصَّة، ولكن هكذا هي السباقات توجد فيها في بعض الأحيان بعض الإشكاليات الفنية الدقيقة لا دخل فيها للسائقين، وسعدنا بحضورنا للسباق مع سعادة سفير السلطنة في طوكيو ونشكر اهتمام الجميع والحفاوة».
البطل أحمد الحارثي علق عقب ختام السباق قائلًا «كان يُمكِن فعل أفضل ممَّا كان، ولكن هذه الظروف واردة في كُلِّ السباقات وعلينا تقبُّل النتيجة ولو أنَّ الخطأ لم يكُنْ من السائقين، حاولنا في البداية تحسين نتيجتنا وتمكنَّا من الصعود مركزًا خلف الآخر حتى وصلنا للمركز الخامس، ولحقت بي إحدى السيارات ال ام بي من الخلف وبناء عليه تراجعت مركزين لأصل للمركز السابع، وكان بمقدورنا استعادة المركز لكنَّه كان عليَّ العودة للتزود بالوقود، وهناك لم تعمل مضخة تزويد السيارة بالوقود وتأخرنا كثيرًا وعُدنا مرَّة أخرى للتزود بالوقود بعد ضياعنا لوقت ثمين، لكن هذه هي السباقات ويجب عليك تقبُّل كُلِّ النتائج، وأقدِّم شكري الجزيل لسعادة الدكتور محمد البوسعيدي سفيرنا في اليابان لتعني مشقَّة السفر إلى فوجي لمشاهدة السباق ومتابعته للآخر، كما وأشكر الشيخ طلال المعمري على حضوره الشخصي إلى الحلبة وتقديم الدعم المعنوي للفريق طوال السباق».