كتبت – مريم البلوشية
يسعى الاتحاد العماني للهوكي في تطوير القطاع الرياضي الذي يُعد أحد القطاعات الحيوية التي ترتبط ارتباطا وثيقا برؤية عمان 2040، ويسهم هذا القطاع في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الرفاهية الاجتماعية والنفسية للأفراد، ويحرص على تطوير السياحة الرياضية وتعزيز الاقتصاد الوطني والتشجيع على الاستثمار الرياضي من خلال استضافة العديد من البطولات والمسابقات الإقليمية والدولية، وتجويد المستويات الفنية في اللعبة عن طريق الاهتمام بفئة المراحل السنية وإيجاد البيئة المناسبة لاحتضانهم.
حيث ووقع الاتحاد شراكة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب بعد تدشين مشروع تطوير منظومة إعداد الرياضيين وذلك تحت شعار “من الاستكشاف إلى الإنجاز” وذلك ضمن مشاريع الدعم الحكومي الذي تقدمها الوزارة للاتحادات واللجان الرياضية لرفع كفاءة أدائها وزيادة فاعلية منظومة الأداء الرياضي، وكذلك ضمن استراتيجية الرياضة العمانية ورؤية عمان 2040، وتمثل أولوية في الاستراتيجية التي وضعتها الرياضة العمانية وما تشمله من أعمدة أساسية للعناية بالفئات السنية والمنتخبات الوطنية.
ويسهم الاتحاد في تحقيق أهداف مشروع تطوير منظومة إعداد الرياضيين التي تتمحور في دعم جهود الاتحادات واللجان الرياضية في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية تحت إشراف الاتحادات والأندية الرياضية من خلال برنامج دعم مراكز إعداد الرياضيين. ومن المنتظر من الاتحاد العماني للهوكي أن يوفر سجلا شاملا لكل رياضي، وبيانات للكوادر الفنية في لعبة الهوكي، ويندرج تحت هذا المشروع ثلاثة أعمدة أساسية، أولها وضع آلية علمية حديثة لانتقاء الرياضيين الناشئين، وإدخالهم في برامج تدريبية لصقل مهاراتهم، والثانية تقديم الدعم المادي واللوجستي للرياضيين الواعدين من خلال دعم المشاركة في المعسكرات المكثفة والمسابقات الدولية، أما العمود الثالث فهو تقديم الرعاية الطبية والعلمية والنفسية للرياضيين بما يضمن وضع البرامج والخطط للارتقاء بمستوى أداء الرياضيين.
منهجية الإعداد
وحول جهود الاتحاد العماني للهوكي في تفعيل دور مراكز إعداد الرياضيين في لعبة الهوكي قام “عمان الرياضي” بالتحاور مع عدد من المهتمين بشؤون اللعبة، حيث قال الدكتور خميس بن سالم الرحبي الأمين العام للاتحاد العماني للهوكي: تعد لعبة الهوكي من الألعاب الأكثر شعبية في سلطنة عمان، ويوجد العديد من الأندية من مختلف المحافظات تمارس اللعبة وتشارك في أغلب المسابقات والبطولات المحلية الخاصة في اللعبة وأبرزها مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي، وفي هذه المرحلة نلتمس تعاون بنّاء وواضح بين رؤساء الأندية والمعنيين في الاتحاد العماني للهوكي في سبيل تطوير اللعبة والارتقاء بجودتها الفنية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تسليط الضوء على فئة المراحل السنية وإعدادها بشكل ممنهج يتماشى مع مستجدات اللعبة في الساحة الدولية وضمان أجيال قادمة تمارس اللعبة ووجود عناصر بديلة ترفد بها المنتخبات الوطنية على مرور الأعوام، ومن أجل هذا نعول كثيرا على مخرجات مراكز إعداد الرياضيين في لعبة الهوكي التي من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في المستوى الفني للعبة.
وتابع الرحبي: استقطبت هذه المراكز أعداد كبيرة من محبي وممارسي اللعبة من مراحل عمرية متنوعة، ويعمل الاتحاد العماني للهوكي بشكل تكاملي مع الأندية وبدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب من أجل تسيير وتفعيل أعمال وبرامج المراكز لتخريج جيل قادر على المنافسة في لعبة الهوكي، وفي الجانب الآخر يحرص الاتحاد العماني للهوكي على استضافة المزيد من البطولات الإقليمية والدولية في الفترة المقبلة.
وأضاف: قام الاتحاد في شهر مايو الماضي باستضافة بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للشباب في محافظة ظفار وتعد أول بطولة إقليمية تقام في محافظة ظفار، وحصل الاتحاد العماني للهوكي على إشادة واسعة من قبل رئيس الاتحاد الدولي للهوكي ووفود الدول المشاركة في البطولة على التنظيم العام والإمكانيات الواسعة في مجال اللعبة والثناء على الشباب العماني المتطوع الذي قام بعمل جبار في إدارة البطولة وإظهارها بمستوى يليق بحجم لعبة الهوكي العمانية وتاريخها، وتتميز محافظة ظفار بتوفر البنية التحتية والأساسية للعبة الهوكي ويعمل الاتحاد حاليا على دراسة إمكانية استضافة المزيد من البطولات في محافظة ظفار وخصوصا في الأشهر القادمة التي تتزامن مع موسم الخريف في محافظة ظفار، ونقدم الشكر إلى كافة الجهات الحكومية والخاصة في محافظة ظفار لتعاونها مع الاتحاد لتسهيل لتنظيم البطولة ولتسهيل الإجراءات أمام الوفود المشاركة.
خطوة غير مسبوقة
من جانبه قال سعيد بن خلفان المعمري عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي ورئيس لجنة المراكز: يولي الاتحاد العماني للهوكي فئة المراحل السنية اهتماما كبيرا، وتجلى هذا الاهتمام بتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من الأندية لإنشاء مراكز ومدارس لإعداد الرياضيين في مختلف محافظات سلطنة عمان، ويعد الاتحاد العماني للهوكي من الاتحادات السبّاقة في تنفيذ هذه الخطوة المدعومة من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبدأ الاتحاد بتفعيل 13 مركزا للذكور 8 مراكز للإناث ووضعت برامج وأنشطة متنوعة لهذه المراكز تستمر لمدة عاميين، كما يأتي تدشين هذه المراكز بما يتوافق مع المستهدفات الرياضية في “رؤية عمان 2040″، وبلا شك ستسهم هذه المراكز في ظهور المواهب الرياضية الشابة، كما أنها تسهم في تطوير وتنمية الأندية التي تعد رافدا مهما للمنتخبات الوطنية لتحقيق المزيد من الإنجازات وتمثيل سلطنة عمان في المحافل الإقليمية والدولية، كما أن لجنة المراكز في الاتحاد في صدد التنسيق من أجل إتاحة الفرص للأندية التي لما يحالفها الحظ في توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد من أجل فتح مركز لإعداد الرياضيين في لعبة الهوكي في المرحلة الأولى، وعمل الاتحاد بجهد كبير من أجل تنفيذ المشروع وتذليل التحديات التي تواجه الأندية حتى أصبح هذا المشروع واقعا ملموسا، ولا يزال الاتحاد يجتهد ويسخر إمكانياته من أجل تطوير اللعبة وهذا أمر جلي وواضح لجميع متابعين لعبة الهوكي في سلطنة عمان.
مخرجات واعدة
بينما أكد أحمد بن ناصر الدرمكي المشرف العام على مراكز إعداد الرياضيين في لعبة الهوكي على المخرجات الواعدة للمراكز التي تمثل مستقبل المنتخبات الوطنية، مشيرا إلى أن الاتحاد تمكن من تخطي العديد من التحديات التي وقفت كحجر عثرة أمام هذه المشروع وخصوصا في مراكز الإناث، حيث أن بعض المراكز لم تشهد إقبالا يذكر في بعض المحافظات، ولكن بالرغم من ذلك لم يقف الاتحاد مكتوف الأيدي أمام هذا التحديات وقام بالبحث عن أنجع الحلول لها وفي نهاية المطاف تمكنا من تشجيع المدارس وأولياء الأمور في إتاحة الفرص لأبنائهم وبناتهم من أجل الانتساب للمراكز للفوائد الكبيرة التي ستعود إليهم، وفي المقابل لاقت مبادرة تدشين المراكز إقبالا جيدا من الأندية على مستوى المحافظات لفئة الذكور، ولدى الاتحاد رؤية مستقبلية لفتح المزيد من المراكز لفئة الإناث وتدشين منتخبات في فئة المراحل السنية، ومن أهم الشروط التي وضعها الاتحاد لانتقاء اللاعبين أن يكونوا من مواليد 2010-2012، وسيتم إعداد هذه الفئة بمستوى فني عال لتشكيل فريق جيد للمشاركة في كأس العالم لشباب في 2031، ولذلك وضع الاتحاد برنامجا خاصا لهذه البطولة ليكون الفريق قادرا على المنافسة برقم صعب، ونعول على هذه المراكز في تزويد صلابة القاعدة الأساسية للعبة للذكور والإناث في سلطنة عمان، ولا زلنا نعاني من شح عدد اللاعبات الإناث في اللعبة، وتوجه الاتحاد في الوقت الراهن تأهيل المواهب الواعدة من الإناث ومنافسة الدول الأخرى في البطولات وأقربها بطولة كأس العالم للهوكي التي ستقام في شهر يناير من 2024 في سلطنة عمان، ويسعى الاتحاد لإعداد وتجهيز فريق للإناث يمتلك المهارات الفنية والبدنية في اللعبة لتحقيق نتائج جيدة في أول مشاركة رسمية ودولية.
ركيزة أساسية
أما مدرب المنتخب الوطني للهوكي للصالات محمد بن ناصر الدرمكي فقال: قدم منتخبنا الوطني للشباب مستوى فنيا كبيرا في بطولة الاتحاد الآسيوي للشباب التي أقيمت مؤخرا في محافظة ظفار، ويعد هذا المنتخب أحدى مخرجات مراكز الناشئين المتوزعة في أغلب المحافظات والتي كانت قائمة بإشراف من الاتحاد العماني للهوكي، وبعد قيام الاتحاد بخطوة رائدة وكبيرة في مجال تمكين وتأهيل فئة المراحل السنية للذكور والإناث من خلال تدشين مراكز إعداد الرياضيين في لعبة الهوكي نتوقع أن نشهد خامات وعناصر فنية موهوبة في منتخبات الشباب والناشئين الذين يمثلون الركيزة الأساسية في اللعبة، وحرص الاتحاد على توقيع عقود مع مدربين ومشرفين مخضرمين في اللعبة من أجل تحقيق جميع أهداف المراكز وتعميم أقصى الفوائد الممكنة على اللاعبين واللاعبات، وتشكيل فرق تمتلك وعي وإدراك واسع حول اللعبة ومهاراتها وقانونها وتواكب التطورات والمستجدات في اللعبة، كما أن الأندية الرياضية لها دور كبير في تنفيذ هذه الشراكة مع الاتحاد وزارة الثقافة والرياضة والشباب التي تولي الناشئين والشباب مساحة كافية من أجل تطوير مواهبهم وصقلها واستثمارها في الطريق الصحيح.