هـــود العبري : توثيق اللحظات يجعل الحياة أكثر إشراقا والصورة أقرب للوجدان

– الضوء يساهم فـي إبراز عادات وتقاليد الشعوب

كتب ـ يوسف المنذري:
يعد التصوير الفوتوغرافي إحدى الوسائل المتقدمة في عصرنا الحالي للتعبير عن الإبداع وجماليات الأماكن الطبيعية الخلابة وإبراز عادات وتقاليد الشعوب، ورغم المصاعب التي يتحملها عشاق الضوء في عمليات البحث والاستكشاف وبعد المسافات إلا أن التقنية الحديثة سهلت على المصورين أمر تصنيع معدات ذات جودة فائقة تعزز الجوانب الإبداعية، وهذا هو الأساس الذي دفع بالمصور هود بن عبدالله العبري للتعمق في مفاهيم التصوير ومعرفة أدق تفاصيلها، حيث انتهج ابن وادي السحتن بولاية الرستاق تحويل المشاهد إلى محتويات إبداعية متفــردة بتكوين ثقافة الابتكار.
وحول بداياته وكيفية صقل مهاراته يقول : بدأت رحلتي في التصوير الفوتوغرافي منذ عام 2015، و كانت مقتصرة على تصوير حياة الناس في القرية، حيث جاءت الانطلاقة الفعلية في عام 2017 باقتناء كاميرا احترافية والتوسع في تصوير المجالات المختلفة، حيث اخترت مجال التصوير لأنني أحب التقاط اللحظات والأحداث التي تجعل الحياة أكثر إشراقاً، والصورة أقرب للوجدان.
وأضاف : كانت أكبر الصعوبات التي واجهتني في بداية مشواري هي تحسين مهاراتي في التصوير والتعامل مع العملاء و المجتمع، ولكن سرعان ما تمكنت من تجاوز هذه الصعوبات عن طريق العمل الجاد والتدريب والسعي لامتلاك الأدوات اللازمة لإخراج العمل الفني الإبداعي والاعتماد على حلقات العمل التدريبية والفنية لتعلم التقنيات والمهارات اللازمة للتصوير، كما أنني كنت أبحث بشكل مستمر عن المواد المتاحة في الإنترنت من خلال اليوتيوب لتعزيز معرفتي وتوسيع مدى فهمي للمجال وتطبيقها لتحسين المهارات بطرق فعالة.
وعن ميوله في مجال التصوير قال (العبري): الإنسان العماني مصدر إلهام كبير بالنسبة لي كمصور، فهو يتميز بثقافة وتقاليد فريدة ومتنوعة تميزه عن غيره ولذلك فإنني أحرص دائماً على تسجيل حياة الإنسان العماني وتصويرها بطريقة مبدعة وجذابة وتوثيق البيئة التي تحيط به من جماليات الطبيعة وتسليط الضوء عليها بأسلوب غير تقليدي حيث يسبق التصوير إعدادات وتحضيرات، فعادةً ما أقوم بالبحث عن المواقع والمناظر التي أرغب في تصويرها، وأقوم بعمل خطة للتصوير بناءً على الأفكار التي تتبادر إلى ذهني، كما أنني أعمل على مراجعة الإعدادات الفنية المختلفة للكاميرا والعدسات والإضاءة، وأختار الإعدادات المناسبة للمشهد المستهدف تصويره.
وفيما يخص سر تفوق المصورين العمانيين عالميا قائلا: المصورون العمانيون من بين أفضل المصورين في العالم، وهذا يرجع إلى عدة عوامل أسهمت في تفوقهم، حيث يتميزون بالحس الفني الرفيع والقدرة على تحويل اللحظات العادية إلى أعمال فنية رائعة، كما يتميزون بالاهتمام بالطبيعة والتراث والثقافة العمانية، وهذا يضفي على أعمالهم جاذبية خاصة ومرونة في التكيف مع متطلبات العمل وكيفية إنجازه. يذكر أن هود العبري حقق خلال مشواره عددا من الإنجازات أهمها: الحصول على ميدالية ( شرفية الفياب) من الهند وعدة تكريمات من أذربيجان، والتكريم من قبل وزارة السياحة (سابقا) في عام 2019، واحراز المركز الثاني في مسابقة قمرة بمحور النخلة.