النادي الثقافي يدشن شعاره وموسمه لعام 2023 ويمنح هلال الحجري و”أثير” شخصية العام الثقافية

كتبت – خلود الفزارية.. تصوير: صالح الشرجي
أكثر من 65 فعالية تتضمن مؤتمرات وندوات ومحاضرات وحوارات

احتفى النادي الثقافي مساء اليوم بتدشين موسمه الثقافي لعام 2023 بفعاليات متجددة تواكب الحراك الثقافي المعاصر برعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة وحضور لفيف من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي بفندق كراون بلازا القرم، حيث كرّم الدكتور هلال بن سعيد الحجري ومنحه لقب شخصية العام الثقافية إيمانًا من النادي الثقافي بدوره البارز والمؤثر في الساحة الثقافية. وقدم الدكتور خالد بن محمد البلوشي إضاءة حول الدكتور هلال الحجري وأبرز إنجازاته، إضافة إلى ذلك تم تكريم مؤسسة أثير للإعلام بشخصية العام الثقافية المؤثرة لأدوارها في نشر الوعي الثقافي في المجتمع وحرصها على تنشيط الحراك الثقافي والإعلامي وتنوعه في مختلف وسائل بثها. كما دشّن النادي الثقافي شعاره الجديد الذي استمد عناصره من أبرز رموز ومفردات الثقافة العمانية، وتم تكريم المصممة الفائزة أسرار بنت صديق باصديق والتي تصدرت المركز الأول من بين مائة فكرة تصميمية لسبعة وثلاثين مشاركا.

برنامج مكتبات وخزائن العلماء

تم في الحفل تقديم مادة فيلمية استعرضت جملة من المحطات والإنجازات التي سار عليها النادي خلال أربعين عاما، وبعدها قام راعي الحفل بتدشين برنامج مكتبات وخزائن العلماء في المكتبة الإلكترونية للنادي، والمتوفرة على موقع النادي الثقافي الإلكتروني، تلا ذلك تعريف بالبرنامج قدمه سند بن حمد المحرزي القائم على برنامج مكتبات وخزائن العلماء للتعريف بأهمية البرنامج، ولتسليط الضوء عليه وعلى ما يحويه من أهمية علمية وتاريخية، حيث أشار إلى أن إدارة النادي الثقافي ارتأت إنشاء برنامج “مكتبات وخزائن العلماء” وهي عبارة عن خزانة إلكترونية تضم نوادر وذخائر المخطوطات والوثائق العمانية خدمة للتراث العماني وربطه بتعزيز الهوية والانتماء الوطني، وكذلك خدمة للدارسين والباحثين والكتّاب والقراء والمثقفين لتمكينهم من الاطلاع على هذا التراث وعلى هذه المعارف.

وعدّد بعض الإحصائيات لمادة الخزانة تمثلت في عدد المخطوطات التي تحتويها بقرابة 4600 مخطوط أكثرها عمانية والأخرى من زنجبار وكذلك من الجزائر وجملة منها عالمية، و900 وثيقة، وثلاثة آلاف صورة فوتوغرافية لعمان وزنجبار، وعدد من الفهارس والمجلات بقرابة ثمانين مادة، مبينا أن مكتبة النادي الثقافي تتعاون مع جهات ومكتبات وباحثين في توفير غير المتوفر للحصول على المراد وما يحتاجه الباحثون، كما لفت المحرزي إلى أن المهتمين والباحثين يمكنهم الاطلاع على هذا البرنامج عبر موقع النادي الثقافي الإلكتروني، وتم تقديم قصيدة شعرية حملت عنوان “معالم المجد” قدمها الشاعر موسى بن قسوَّر العامري.

كلمة النادي

وألقى الدكتور محمود بن مبارك السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة النادي أوضح فيها أن الاحتفال هذا العام يحمل وقعا خاصا كونه يوافق مرور أربعين عاما على تأسيس النادي عام ١٩٨٣م بموجب المرسوم السلطاني رقم 31/ 83 بمسمى النادي الجامعي وفي عام ١٩٨٦ تم تعديل مسماه إلى النادي الثقافي، بمقتضى المرسوم السلطاني 42/ 86 ليستمر في أداء نشاطه طبقا لنظامه الأساسي وكافة أحكامه المقررة بمقتضى مرسوم إنشائه.

وأضاف أن النادي الثقافي يعد مؤسسة ثقافية تتمتع بالشخصية الاعتبارية يواصل أنشطته، مساهما في الارتقاء بالشأن الثقافي من خلال برامجه وأنشطته المتنوعة وعبر روابط تعاونٍ وتكامل مع المؤسسات العاملة في المشهد الثقافي العماني، في قطاعيه العام والمدني الملتزمة بالتنمية المعرفية بكل أبعادها ومضامينها، للإسهام في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في سلطنة عمان، وتعميق مساراتها، وبلورة أطرها ومعالمها، حيث أصبحت الثقافة صناعة، تهتم بها الدول لتشكل رافدا اقتصاديا يعمل على استدامة معطياتها مما يستدعي ضرورة إعادة إنتاج مفرداتنا الثقافية بأبعادها المختلفة.

وأشار السليمي إلى أن موسم 2022 احتضن عددا من الندوات والمحاضرات والجلسات الحوارية، وقدم ١٢ ندوة و۱۸ جلسة حوارية و11 محاضرة و5 معارض و13 أمسية فنية وشعرية و3 مسابقات و6 مذكرات تفاهم على المستويين الداخلي والخارجي وبلغ عدد الإصدارات ٢٢ إصدارا ثقافيا تنوعت بين الرواية والدراسات والشعر وتحقيق المخطوطات والأعمال الكاملة وأدب الطفل وكان للفنون التشكيلية نصيب وافر أسهم في رصد الأعمال الشبابية الفنية من خلال حلقات العمل الفنية ومعرض أبعاد تشكيلية، مبينا أن الندوات وحلقات النقاش تناولت قضايا وموضوعات متصلة بالمسيرة الثقافية المحلية والعامة والعطاء العماني منذ القدم حتى وقتنا هذا، لافتا إلى أن النادي الثقافي يعد الكثير من الأنشطة والفعاليات احتفاء بمرور 40 عاما على تأسيسه، وتلقى النادي عبر حساباته عددا من المقترحات في شتى حقول النشاط الثقافي أسهمت في بناء برنامج يليق بهذه المناسبة.

وقام رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي بتدشين البرنامج الثقافي لعام 2023 وأوضح أنه سيضم ١٢ ندوة وعشر محاضرات و١٤ جلسة حوارية و٧ معارض ومؤتمرين ومهرجانا مسرحيا، وملتقى ثقافيا في محافظة الوسطى، وملتقى ثقافيا في محافظة مسندم، وأسبوع الطفل الثقافي و7 حلقات عمل فنية وأدبية تخصصية، وحلقات عمل للأطفال وملتقى الحكواتي الثاني وملتقى فن صناعة الفيديو وبرنامج تراثي هويتي على مدار العام يتم طرحه في كل المحافظات وبرنامج شرفات فنية على مدار العام الثقافي يختص بالمواهب الشبابية للارتقاء بها وغرس قيم الهوية والانتماء والغوص في كنوز التراث وتعزيز قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته.

كما أعلن عن انطلاق برنامج جديد، مشيرا إلى أنه سيقدم دورا كبيرا للساحة الثقافية والعلمية، وهو مكتبات وخزائن العلماء الإلكترونية والذي يشتمل على آلاف المخطوطات والوثائق المصورة الإلكترونية ذات الصلة بعمان ومنجزها الحضاري، فضلا عن مسابقة ثقافية علمية سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

برنامج النادي الثقافي 2023

سيضم الموسم الجديد للنادي الثقافي فعاليات جديدة أهمها “شرفات فنية” برنامج شهري يقدمه الفنان محمد الخميسي، و”تراثي هويتي“ برنامج شهري تقدمه الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية، كما تم تقديم عدد من المقترحات بمسابقات منوعة كمسابقة أفضل فيديو تعبيري عن الوطن “العيد الوطني 2023” – مسابقة في فرع مسندم بمناسبة العيد الوطني الثالث والخمسين، ومسابقة شاعر الوطن “العيد الوطني ٢٠٢٣” بمناسبة العيد الوطني الثالث والخمسين، ومسابقة البحث العلمي في علم الكلام الإباضي.

أما برنامج النادي الثقافي بفعالياته على مدار العام فيستهل في شهر يناير، حيث يقدم النادي جلسة حوارية “من النادي الجامعي إلى النادي الثقافي وآفاق المستقبل”، وسيتم افتتاح معرض بستان الأحجار الكريمة بالنادي الثقافي، ومعرض رواد الفن التشكيلي العُماني، وجلسة حوارية بعنوان “مسندم رحلة مع الزمن” بمحافظة مسندم.

وسيكون شهر فبراير حافلا بالفعاليات حيث سيقام الملتقى الثقافي الأول في المحافظة الوسطى ”هيماء“ بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان، ومحاضرة “الطريق نحو مجتمع مستدام: الثقافة العلمية” للدكتور عبدالله أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم، وسيشارك النادي الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب بمعرض صور لممتلكات الإمبراطورية العمانية فيما وراء البحار، وجلسة حوارية مع الشاعر والإعلامي محمد صالح بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب، وجلسة حوارية عن واقع النقد الأدبي في عُمان مقارنة بالوطن العربي، بالإضافة إلى تدشين إصدارات النادي الجديدة، والمحتوى الثقافي وتقنيات المستقبل.

أما شهر مارس فسيشهد مؤتمرا دوليا حول فكر الإمام الربيع بن حبيب وتجربته الإصلاحية – رؤية حضارية، وجلسة حوارية مع النجاح بفرع محافظة مسندم، وسيشهد شهر أبريل محاضرات حول الإنسان نظام تزكية وفاعلية استخلاف، والملكية الفكرية من منظور التقنيات الرائدة، وفرص الاقتصاد الأزرق في سلطنة عُمان، إضافة إلى أمسية رمضانية بفرع محافظة مسندم.

وستقام في شهر مايو ندوة حول التكوين الفني والجمالي للصورة الإخراجية السينمائية “جيماتريا الصورة”، وندوة حول السير العمانية، كما سيتم افتتاح معرض “أبعاد تشكيلية”، وإقامة حلقة عمل “بوح المعادن”، وفي محافظة مسندم ستكون هناك جلسة حوارية حول الحرف الصناعية في مسندم.

وسيشهد شهر يونيو إقامة مهرجان مسرح القصص القصيرة، وندوة “الحواضر العلمية والسياسية في عُمان”، وحلقة عمل الخط للمحترفين، كما سيتم افتتاح معرض “أبعاد تشكيلية”، وتقديم حلقة عمل “صناعة الأواني الفخارية بصياغة ابتكارية”.

وستقام في شهر يوليو محاضرة “مشاهير وسائل التواصل: حياة واقعية أم افتراضية”، وحلقات عمل تفاعلية للأطفال في محافظة مسندم، كما ستقام حلقتا عمل “الرسم على مجسم من التراث العماني”، و”كتابة السيناريو”، وندوة “من أعلامنا.. الشيخ سيف بن محمد الفارسي الفنجوي”.

وسيحمل شهر أغسطس جدولا حافلا بالفعاليات، حيث ستقام محاضرة “مراثي الآباء لأبنائهم”، وسيفتتح معرض “مداد”، وندوة “رخيوت تراث وحضارة”، وندوة “المأثورات الشعبية الشعرية في ظفار”، وجلسة حوارية تحمل عنوان “نظريات المؤامرة.. الواقع والمتخيل”، وفي صلالة ستقام محاضرة “رقمنة التراث وثورة الميتفيرس”، بالإضافة إلى جلسة حوارية مع النجاح بمحافظة مسندم.

وستقام في شهر سبتمبر جلسة حوارية عن سلطة التأويل في الحركة الثقافية الجديدة، وملتقى الفيديو آرت “فن صناعة الفيديو”، ومحاضرة عن البرمجيات مفتوحة المصدر وديمقراطية المعرفة، وندوة عن هجرة الأسر بين الأحساء وعُمان والعلاقة العلمية والتأريخية بينهما، وجلسة حوارية تناقش نصوص النوازل الفقهية وأهميتها في كتابة التاريخ، فضلا عن محاضرة حول مسندم في الوثائق البريطانية بمحافظة مسندم.

وسيتم تقديم فعاليات متنوعة في شهر أكتوبر، حيث سيقام ملتقى الطفل الثقافي، وندوة عن ولاية العامرات، وندوة عن الترجمة الأدبية والتواصل الثقافي: جهود النادي الثقافي “أنموذجا”، وواقع الترجمة في يوم الترجمة العماني، ومحاضرة تحمل عنوان “رؤى نظرية وآفاق مستقبلية.. التعليم الأخضر”، ومحاضرة عن الدعوة الإصلاحية في الجزائر وتأثيرها في عُمان “بيوض بن عمر” أنموذجا، كما ستقام ندوة عن الحركة العلمية في محافظة مسندم بفرع محافظة مسندم.

أما شهر نوفمبر فسيحتضن مهرجان مسندم الثقافي بمحافظة مسندم، وستقام ندوة الأسر العلمية “آل راشد بن سعيد بن رجب الحرث – قبيلة الحارثي في المنطقة الشرقية”، كما سيحتفل النادي الثقافي بالعيد الوطني، وسيقدم ندوة عن “رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعمان” مصاحبا لمعرض للصور يحوي وثائق ومراسلات وجرائد ومجلات وكتب لها علاقة بالموضوع وعرض الأفلام المرئية المتوفرة عن تلك الرحلات”، وسيقام ملتقى الحكواتي الثاني.

وسيختتم النادي الثقافي موسمه 2023 في ديسمبر بجلسة حوارية حول المتغيرات السياسية.. حركة الأفكار أم المصالح، ومؤتمر “أبو مسلم البهلاني – أديبا عالميا”، ومحاضرة تحمل عنوان “السجل التاريخي للمحتوى الرقمي العربي”، وأخيرا تدشين الموسم الثقافي الجديد للعام التالي.