ندوة تستعرض نماذج مختارة من الدواوين الشعرية

كتبت – بشاير السليمية
لأهميتها كمصدر لتدوين التاريخ

أقام النادي الثقافي مساء الاثنين ندوة بعنوان “الدواوين الشعرية وأهميتها كمصدر لتدوين التاريخ: نماذج مختارة”، شارك فيها كل من الدكتور عمر بن أحمد بن صديق أحمد، والدكتور عيسى بن محمد بن عبدالله السليماني، والدكتور محمود بن ناصر بن علي الصقري، والدكتور هلال بن سعيد الحجري، والدكتور حافظ بن أحمد أمبوسعيدي، والأستاذ بدر بن ناصر بن خميس العريمي، فيما أدار الندوة الدكتور زاهر الداودي.

وقدم عمر أحمد صديق أحمد من جامعة السلطان قابوس ورقة حملت العنوان (الشعر العربي القديم وثيقة تاريخية “المكان ودلالته أنموذجا”)، تناول فيها أهمية الشعر ودوره في توثيق التاريخ، كونه أهم المصادر التاريخية، وما له من قيمة تاريخية مميزة، وركز صديق على المكان في الشعر العربي القديم، رابطا المكان بالنصوص الشعرية التي تناولت الأماكن في العصر القديم، كما بحث أهمية المكان في الشعر العربي القديم، وبين الخصوصية التي تفرد بها إضافة إلى الدور التوثيقي الذي قدمه، وتحدث كذلك عن المكان وأهميته في الشعر وعلاقة المكان بالشعر.

وأشار صديق إلى أن أهمية المكان تبرز في أنه الملهم للتأمل الحسي للإنسان، ويحمل المواقف والذكريات والعواطف التي تجيش بالمحبة للمكان، وإلى جانب ذلك تناول صديق مفهوم الشوق والحنين لا سيما إلى الأماكن ومراتع الصبا والأيام المضيئة عند الشعراء القدماء.

وتطرق صديق إلى خصوصية وجماليات المكان في الشعر العربي القديم، وجمالية البناء السردي، ودلالة ورمزية المكان في الشعر العربي القديم.

وتحدث الدكتور حافظ بن أحمد أمبوسعيدي من جامعة نزوى المحتوى التاريخي في الدواوين الشعرية في عصر النباهنة، وطرح سؤال: هل العلاقة بين الشعر والتاريخ تبادلية؟! ومن يحفز منهما الآخر؟ أم كلاهما دافع للآخر في هذه السيرورة العلمية؟!، وبين أسباب قلة الشعر في عمان وركز على حضور الزمن وعلاقة الاسم بالمكان وما يزاوله صاحب الاسم من مهن مختلفة، إلى جانب سؤال: هل الشاعر موثق؟! وأين البلاغة في إطار التوثيق التاريخي وهل يفرط الشاعر بالبلاغة على حساب التاريخ أم أنه استطاع أن يوثق الجانب التاريخي بما يتلاءم مع مميزات الشعر؟ مشيرا إلى أن الفترة الزمنية لعصر النباهنة كفيلة أن تصنع التميز الشعري والأدبي. وتناول أمبوسعيدي الكثرة الشعرية وإيحاءاتها التوثيقية، والعلاقة بين جمالية الشعر وسردية التوثيق، كما تحدث عن التنوع التوثيقي التاريخي بين الشخصيات والزمن وطبيعة الحياة وألفاظ الحضارة.

وتناول أ.د. عيسى بن محمد السليماني من جامعة نزوى “مدونة القصيدة اليعربية – قراءة في البعد التاريخي، وتناول فيها مدونة القصيدة اليعربية، من خلال قراءة أحداث وشخصيات ارتبطت بذلك الزمن عند شعراء تلك الفترة من أمثال ” الحبسي والغشري وابن سنان الغافري والفزاري وتناول محورين: الأحداث وما ارتبط بها من دلالة مكانية وزمانية، والشخصيات وبعد ارتباطها بتلك الأحداث.

وبين أن الشعراء لم يوثقوا الأحداث المحلية فقط وإنما أرخوا الأحداث التي وقعت في دول العالم.

وتناول الدكتور محمود بن ناصر بن علي الصقري البعد التاريخي عند شعراء الدولة البوسعيدية، وسلط الضوء على ما يتعلق بالبعد التاريخي عند شعراء الدولة البوسعيدية مقدما قراءة في الأحداث والشخصيات في هذا العصر. وتحدث عن المحتوى التاريخي عند شعراء عصر الدولة البوسعيدية والتي كثر فيها الشعراء نظرا لامتداد المدة الزمنية التي بدأت من عام ١٧٤١ حتى الآن وعرج على مجموعة من الشعراء منهم أبو الأحد الدرمكي وأبو مسلم البهلاني وعبدالله الخليلي وأبو سرور وهلال البوسعيدي وابن سلام الكندي، وبين الكيفية التي وظفوا بها الشخصيات حسب الأوضاع التي مرت بها تلك الفترة.

وقدم الأستاذ بدر العريمي ورقة بعنوان “المحتوى التاريخي في الأراجيز البحرية: أراجيز ابن ماجد أنموذجا”. ويبدأ العريمي مما يمثله الإنتاج العلمي الملاحي المدون عند نواخذة عمان باعتباره عصارة الجهد الذي قاموا به خلال رحالتهم البحرية والتجارب التي مروا بها، فقد دأب الملاحون العمانيون على تدوين ملاحظاتهم ومشاهداتهم الأمر الذي أدى إلى توافر مادة معرفية غزيرة ومتنوعة صنفت إلى مؤلفات علمية عرفت باسم “الرهمانجات” ويقصد بها الأدلة البحرية.

وركز العريمي في دراسته على الجانب الشعري في المؤلفات الملاحية لابن ماجد التي كتبت على بحر الرجز، متتبعا الرهمانجات، وتطرق في ورقته إلى أهم مصنفات أحمد ابن ماجد الملاحية والظهور الأول لها.

والمكانة العلمية لمصنفات ابن ماجد الملاحية على مستوى العالم. ومنهج ابن ماجد في كتابة الأراجيز المالحية.

والأهمية التاريخية لأراجيز ابن ماجد الملاحية.

وحملت ورقة الدكتور هلال الحجري عنوان (تاريخنا في قصائدهم: قضايا عمانية في الشعر الأجنبي)، وانطلق فيها الحجري من حقيقة أن معظم ما نعرفه عن التاريخ القديم لمختلف شعوب العالم جاءنا عبر الشعر. وسلط هلال الحجري في ورقته الضوء على بعض الأحداث والقضايا العمانية التي اهتم بها الشعراء غير العرب وسكت عن معظمها التاريخ العربي. وركزت الورقة على ملحمة “اللوسياد” للشاعر البرتغالي لويش دي كامويش، وتتكون الملحمة من عشرة أناشيد، مع عدد متنوع من المقاطع، تحكي تاريخ البرتغال وسلسلة نسب الملوك البرتغاليين، بالإضافة إلى قصة رحلة فاسكو دي جاما الاستكشافية إلى الشرق.

وقد نشرت هذه الملحمة الشهيرة عام 1572، وترجمت إلى لغات مختلفة من أهمها اللغة الإنجليزية، حيث ظهرت أول ترجمة لها عام 1655 للشاعر الإنجليزي السير ريتشارد فانشاوي كما تتناول الورقة بعض الأحداث التاريخية العمانية التي وصفها الشاعر الأمريكي فيتش ووترمان تيلور، والشاعر البريطاني فرانسيس هيستينجز دويل.