كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي
في ندوة دولية بحثت التعريف بها وأهميتها وسبل تطويرها
د.عثمان البرهومي: للترجمة أهميّتها ودورها في نقل المعارف والتنمية الاقتصاديّة وتطوير المجتمعات –
د.هويدا صالح: بحاجة إلى رؤية استراتيجية عربية للنهوض بصناعتي النشر والترجمة –
د.مولاي يوسف: أهمية مواكبة المنجزات العلمية والمعرفية الراهنة والدفع بها إلى الحداثة –
د.محمد شوقي الزين: هناك عجز في مقاربة المصطلح الفلسفي والمصطلحات الخاصة بالعلوم –
د.زهية جويرو: فتح قنوات التحاور والتفاعل بين الثقافة الوطنية العربية وتمكين القارئ العربي من الاطلاع بلغته –
د.أمير العزب: هناك إشكالات لغوية تكتنف نص الترجمة الفورية ونحتاج للدراسات في هذا الحقل –
د.أشرف حسن: ترجمة أي عمل فلسفي لا تتم إلا باعتبارها جزءا من متطلبات السياق الذي يعيشه المترجم –
في إطار جهود مركز الدراسات الحضارية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في العناية بموضوع الترجمة في الوطن العربي، والتعريف بأهمية الترجمة وسبل تطويرها، أقيمت مساء أمس الأول ندوةً بعنوان “الترجمة في البلاد العربية الواقع والتطلعات” شارك فيها نخبة من الباحثين المتخصصين والمهتمين بالترجمة واللغات من داخل وخارج سلطنة عمان، والندوة التي أقيمت جلستها الأولى (واقعيا) في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أقامت جلساتها الثلاث الأخرى عبر منصة زووم.
وركزت الجلسة الأولى في الندوة على “ثنائية المترجم وتقنيات الترجمة: تعزيز حضور التقنيات الحديثة في البرامج الأكاديمية لتأهيل المترجمين لسوق العمل في سلطنة عُمان” شارك فيها أيمن بن مصبح العويسي “مترجم وأكاديمي بجامعة السلطان قابوس” وآمنة بنت محفوظ المعولية “مترجمة بمجلس الدولة” تناولا فيها تقييم جدوى تقنيات الترجمة الحالية ودورها في رفع جودة مخرجات البرامج الأكاديمية في سلطنة عُمان وتعزيز مهارات المترجمين لسوق العمل، كما ركزوا على الأدوات المساعدة في عملية الترجمة والترجمة الآلية العصبية وتطوراتها المتسارعة، حيث عرفا بالتقنيتين والتطورات التي شهدتها خلال السنوات المنصرمة، ثم قيّم المترجمان واقع تبني البرامج الأكاديمية في سلطنة عمان لهاتين التقنيتين، وواقع استخدام المترجمين لهما ومدى جدواهما في سوق العمل في سلطنة عمان، كما قدموا تصورا حول الطريقة المثلى لتأهيل طلبة الترجمة في استخدام هذه التقنيات، بهدف تقديم نظرة جديدة لثنائية المترجم وتقنيات الترجمة في البرامج الأكاديمية وحضور المترجم في سوق العمل.
التقنيات والتحديات
كما تناولت الجلسة الأولى في ورقتها الثانية “الترجمة والتقنية آفاق وتحديات الطلبة الدارسين باللغات الأجنبية وطلبة البعثات العمانية أنموذجًا” قدمها محمد بن سالم السعدي، حيث عرّف الباحث استخدامات الطلبة الجامعيين لتقنيات الترجمة المتمثلة في تطبيقات الحاسوب والهاتف كمصدر اعتماد للترجمة في واقع الحياة العملية، مشيرا إلى وجود فروق دالة إحصائية بين أشكال التفاعل مع تقنيات الترجمة المتاحة عبر التطبيقات الحاسوبية والهاتفية، إضافة إلى أن زيادة الاعتماد في الاستخدام ليس بالضرورة أن يكون مؤدي إلى نتائج سلبية، حيث أثبتت بعض الدراسات ضرر هذا الاستخدام وعدم الدقة فيه ما يسبب نتائج سلبية ولكن أشكال استخدام هي من تحدد النتائج، حيث إن الترجمة تكون أدق عندما تكون على شكل جمل قصيرة وفقرات قصيرة تستطيع فيها الذاكرات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي من الحصول إلى درجات عالية من الدقة.
ازدهار الحضارة
وفي الجلسة الثانية التي أقيمت عبر تطبيق زووم قدم من تونس الدكتور عثمان البرهومي ورقته بعنوان “دور الترجمة في ازدهار الحضارة العربية والتطوّر العلمي والفكري والثقافي” وأبرزت الدور المهم الذي تضطلع به الترجمة في تطوير التنمية الشاملة انطلاقًا من التّذكير بمساهمتها في إرساء الحضارة الإنسانيّة وبناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف الأمم والثقافات، ونشير في مرحلة ثانية إلى تعدّد مجالات التنمية وعلاقتها الوثيقة بالتنمية المستدامة على جميع الأصعدة فهي عنصر فعّال في تطوير العلوم وتحقيق الازدهار الاقتصاديّ والنهوض بالإنسان أينما كان بما توفّره من مهارات وما تفتحه من آفاق، مؤكدًا على أن الترجمة وسيلة تثقيف وإصلاح وأداة فعالة للترقّي العلميّ بفضلها يتحوّل العالم إلى قرية كونيّة كما يعبّر عن ذلك عالم الاتصالات الكندي مارشال ماكلوهن، وقدم الباحث في ورقته لمحة عن أهميّة الترجمة في الحضارة العربيّة قديما ودورها في نقل المعارف والعلوم، والتنمية الاقتصاديّة وأهميتها في تطوير المجتمعات.
الترجمة وتطورها
ومن مصر قدمت الدكتورة هويدا صالح ورقة بعنوان “الترجمة والتطور الحضاري في البلدان العربية” قالت فيها: حاجتنا للترجمة تمكننا من المشاركة في ركب الحضارة الإنسانية من ناحية، وتدفع عنا تُهما طالما الصقوها بنا، فلسنا أمة بدائية متخلفة، كما أننا لسنا تلك الصورة المغلوطة التي يروج لها الفكر الكولونيالي، وسعينا نحو التواصل الحضاري والثقافي مع بقية الأمم، يكرس لصورتنا الحقيقية التي نسعى لأن يعرفنا العالم بها، فالترجمة هي فضاء حقيقي للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات، لكن الترجمة ليست مجرد نقل معاني ودلالات لنصوص من لغة إلى أخرى، إنما هي نقل ثقافة ورؤى وفكر وفلسفة من الثقافة المنتجة للنصوص التي يتم ترجمتها إلى لغة أخرى؛ لذا تتطلب الترجمة أن يكون المترجم واعيًا ليست فقط بجماليات اللغة التي يترجم منها وجماليات اللغة التي يترجم إليها، بل يجب أن يكون واعيا بثقافة اللغة التي انتجت تلك النصوص.
مؤكدة الباحثة الدكتورة هويدا صالح إلى حاجتنا إلى رؤية استراتيجية عربية للنهوض بصناعتي النشر والترجمة، وترجمة ثقافات الأمم الأخرى لتقريب الرؤى الحضارية لشعوبنا، مع ضرورة نقل الآداب العربية إلى اللغات الأجنبية لما تحمله من مضمون ثقافي وحضاري خاصة في ظل الوضع الراهن؛ لتغيير صورة العرب والمسلمين وحضارتهم لدى القارئ الغربي.
ترجمة الخطاب
وفي الورقة الثالثة قدّم الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي من قسم اللغة العربية بكلية الآداب العلوم بجامعة قطر مداخلته بعنوان “خطاب الترجمة وترجمة الخطاب.. قراءات في النظرية والتطبيق” قال فيها: يعتبر مجال الأدب والنقد من أهم المجالات التي حظيت بعناية خاصة في النظر والتقييم، ولذلك تكاد لا تخلو كثير من مقدمات الكتب المترجمة بنظرات ومواقف بصدد خطاب الترجمة، وهي مواقف ونظرات اتخذت صيغ بيانات في الترجمة، واختلفت على مستوى تعدد ترجمات نصوص مؤسسة بعينها، وبفعل تنامي الرغبة والإصرار بالتأسيس لاتجاهات ومدارس ترجمية: إما قطرية، مثل المدرسة التونسية والمدرسة المغربية، أو منهجية: التأصيلية أو الليبرالية، ونحو ذلك، وحين العودة إلى تلك الترجمات، وقراءة مواقف أصحابها المسطرة في مقدماتها، والمعبر عنها بين ثنايا منجزها يلاحظ أنها عكست تصورات لطبيعة الترجمة وخصائصها ومنهجياتها، وانطوت على سجالات عبرت عن آفاق خاصة للنظر والتوجيه والتأطير، في مراحل تاريخية ومعرفية مختلفة من الممارسة الترجمية في الوطن العربي، وبين الأوساط الأكاديمية.
وركّز “الإدريسي” في حديثه على ترجمات الشعريات الحديثة بين المدرستين التونسية والمغربية، كشف فيها عن تصورات أصحابها ومواقفهم من حدود الترجمة وضروراتها، وأعطابها وإمكاناتها في تمكين الثقافة العربية الحديثة والمؤسسات التعليمية والأكاديمية من مواكبة المنجزات العلمية والمعرفية الراهنة، والدفع بها إلى الانخراط في مجتمع المعرفة والحداثة، مع عرض المنهاج الترجمية المختلفة والمتبعة للنصوص ذات الصلة، وبيان طبيعة العلاقة بين المأمول والموعود به من جهة، والمنجز من جهة أخرى.
توحيد المصطلح
وقدمت الجلسة الثالثة تساؤلًا مفاده: هل يمكن توحيد المصطلح الفلسفي؟ وركز فيها الدكتور محمد شوقي الزين على مشكلة المتعذر ترجمته في السياق العربي وقال فيها: إن «المتعذر ترجمته» يشغل دورا حاسما في عملية الترجمة، لا تخلو الترجمة من كلمات نادرة أو استثنائية أو غامضة هي نتيجة طبيعة اللغة المنقولة، وتصطدم بهذه الكلمات التي تحاول أن تجد مكافئا لها في اللغة المنقول إليها، حيث لا تكمن المشكلة في استحالة ترجمة تلك الكلمات، وإنما في صعوبة نقلها إلى لسان آخر، وتعذُّر إيجاد مكافئ لها، نظرًا للتفاوت بين اللغات على مستوى التصوُّر وعلى الصعيد الثقافي والحضاري والديني. يصطدم المصطلح الفلسفي عند العرب بالصعوبة عينها وهي تعذُّر إيجاد مكافئ للمفاهيم المنقولة إلى السياق العربي لها منبت خاص في الفلسفات الأوروبية، ولها حمولة نظرية مجرَّدة ومستعصية (مثلًا، مصطلحات الفيلسوف هيدغر أو لفيناس)، فما الاستراتيجية التي يسلكها المترجم من أجل تذليل صعوبة النقل والاستيعاب؟ ما المصطلحات المناسبة أو البدائل التي يقترحها ليصيب الفكرة في الصميم دون إهدار المعنى؟ هل اللسان العربي قادر على استيعاب مفاهيم فلسفية للغات الأوروبية التي كان لها السبق التاريخي والمعرفي في التطوُّر والتنوُّع والتغيُّر؟ تطرح هذه الأسئلة إشكالية رئيسة وهي صعوبة اجتراح المكافئ أو المقابل في لغة العرب التي حملت إرثا دينيا وأدبيا ثريّا، لكن عجزت كلماتها عن مقاربة المصطلح الفلسفي والمصطلحات الخاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والنفسية.
الاستراتيجيات المشتركة
وبعنوان “من أجل استراتيجية عربية مشتركة للترجمة” قدمت الدكتورة زهية جويرو المديرة العامة لمعهد تونس للترجمة ورقتها التي قالت فيها: نلاحظ انطلاقا من قراءة في واقع مؤسسات الترجمة العربية، بدءا من المعهد العربي للترجمة الذي يمثل إحدى مؤسسات جامعة الدول العربية وصولا إلى مختلف مؤسسات الترجمة الرسمية في البلدان العربية غياب استراتيجية عربية موحّدة للترجمة. فرغم أنّ مجمل هذه المؤسّسات تترجم في الغالب من العربية وإليها، لغة واحدة مشتركة، فإن كل مؤسسة تعمل طبقا لبرامج وتصورات وخطط تهمها دون غيرها. ونفترض، بحكم التشابه الكبير بين جل البلدان العربية في مستوى الوضع الثقافي والعلمي والتربوي، أنّ دواعي الترجمة متشابهة بدورها إن لم نقل هي دواع واحدة تدور حول محورين رئيسيين: أولها، فتح قنوات التحاور والتفاعل بين الثقافة الوطنية العربية اللسان في الغالب من جهة وثقافات العالم بمختلف الألسنة من جهة أخرى، وثانيها، تمكين القارئ الناطق باللغة العربية من الاطلاع، بلغته، على أفضل ما ينتج عالميا في مختلف مجالات المعرفة وأجناس الإبداع بما يسهم في تطوير العلوم والمعارف عربيا وفي تهيئة الأسباب لتكون اللغة العربية نفسها من اللغات المشاركة في إنتاج المعارف الحديثة في مختلف المجالات، ونقل المضامين الثقافية العربية إلى ألسنة أخرى حتى تسهل اطلاع أصحابها عليها.
عثرات الترجمة الفورية
وفي الجلسة الرابعة والأخيرة قدم الدكتور أمير العزب “الأستاذ المساعد في دراسات الترجمة (الفورية) واللغويات” ورقة بعنوان “الفجوة بين جودة الترجمة والتقنيات الحديثة: عثرات المترجمين الفوريين أنموذجًا” هدفت إلى رأب الصدع الذي وجده الباحث في أخطاء المترجمين الفوريين في ظل ثورة التقنيات الحدثية وطرح حلول واستراتيجيات للإشكالات اللغوية التي تكتنف النص، حيث ندرت الدراسات في هذا الحقل المعرفي، وألقت “الدراسة” الضوء على الهوة المتفاقمة بين كفاءة المترجم ومن ثم عملية الجودة وآخر مستجدات التقنيات الحديثة في حقل الترجمة الفورية، فضلًا عن الظواهر اللغوية والصعوبات والتحديات التي واجهت المترجمين الفوريين وسبل تصويب أخطائهم في سياق هذه الأزمة وسبر أغوار الآفاق والحدود الممكنة، وركز الباحث على مناطق الصراع بين اللغة الهدف واللغة الأم ويبين النقاط غير الدقيقة والأقل دقة معللا إياها بضوابط لغوية معيارية تعد المحك الرئيس.
المؤلفات الفلسفية
وفي الورقة الأخيرة للندوة التي حملت عنوان “السياقات الأيديولوجية لترجمة الأعمال الفلسفية في القرنين التاسع عشر والعشرين” التي قدمها الأستاذ الدكتور أشرف حسن منصور أستعرض فيها حركة الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية بكتب الفلاسفة اليونان، التي ضمت أعمالا أخرى في الطب والعلوم الطبيعية، وذلك في عصر الخليفة المأمون؛ كما بدأت حركة الترجمة الحديثة في القرن التاسع عشر في عصر محمد علي، بإشراف رفاعة الطهطاوي، مشيرا إلى أنه عبر هذا التاريخ الطويل من الترجمة تأخرت ترجمة نوعين من المؤلفات الفلسفية: المؤلفات الفلسفية الأساسية للفلاسفة الكبار أصحاب المذاهب الكبرى أمثال كانط وهيجل التي لم تظهر ترجمات أعمالهما إلا ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما يكشف عن تأخر وصول الفلسفة النسقية الأوروبية إلى العالم العربي وسعي المترجمين إلى تقديم أعمال فلسفية أكثر سهولة للجمهور مثل أعمال ديكارت؛ والنوع الثاني المتأخر هو أعمال نيتشة، التي شهدت في العقود الأخيرة ترجمات عديدة وانتشارا غير مسبوق حتى ارتبطت الفلسفة ذاتها باسم نيتشه لدى الشباب. ولهذا التأخر سبب، وهو أن نيتشه صار هو الأنسب للجمهور العربي بعد انهيار التيارات القومية والاشتراكية، أما ترجمات مؤلفات الوجوديين أمثال سارتر وكامو فكانت قريبة للغاية من صدور أصولها الفرنسية، وهي فترة الستينيات وجزء من السبعينيات التي شهدت انتشارا لتيار الوجودية بين الشباب العربي وهو نتاج سياق أيديولوجي آخر. ولم تظهر ترجمة كتاب سبينوزا “رسالة في اللاهوت والسياسة” إلا سنة 1971 على يد حسن حنفي، ولا يمكن تفسير هذا التأخر في مقابل الترجمات المبكرة لمونتسكيو وروسو في القرن التساع عشر إلا بالعودة إلى السياقات الأيديولوجية التي تتم فيه الترجمة، فقد ظهرت ترجمة حسن حنفي لكتاب سبينوزا على مشارف عصر الصحوة الإسلامية وظهور الاتجاهات المتشددة في السبعينيات. مشيرا في ختام ورقته إن ترجمة أي عمل فلسفي لا تتم إلا باعتبارها جزءا من المتطلبات الفكرية والثقافية للسياق الحضاري والسياسي الذي يعيشه المترجم.
مثاقفة وتفاعل
وفي كلمة ألقاها الباحث سعيد الطارشي في مستهل الندوة بالنيابة عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في مركز الدراسات الحضارية أشار إلى أن الترجمة ليست عملية آلية تقف عند نقل نص من لغة إلى أخرى تحقق للقارئ أو السامع فهم النص المترجم كما يفهمه قارئ النص الأصلي أو مستمعه؛ بل هي عملية مثاقفة وتفاعل بين أفكار ورؤى وقيم وأساليب في الحياة واللغة والثقافة.
مضيفا أن رؤية عمان ٢٠٤٠ وإستراتيجية الثقافة العمانية ٢٠٢٠ إلى ٢٠٤٠ أكدت على قيم التواصل والحوار والانفتاح التي تعد الترجمة بين اللغات أهم أدواتها لا بل إن صلب رؤية الإستراتيجية الثقافية هو عمان وجهة ثقافية رائدة وهذا تحققه المجالات التي تناولتها الاستراتيجية كمجال الترجمة والنشر ومجال التواصل الثقافي وغيرها من المجالات.