الأربعاء.. تدشين نادي المرأة العمانية للرياضة والإبداع الثقافـي الرياضة النسائية

– نحو الابتكار والمساهمة فـي إحداث النقلة النوعية ومواكبة التطورات العالمية

كتبت ـ زينب الزدجالية .
تحتفل سلطنة عمان اليوم بيوم المرأة العمانية الذي يصادف 17 من أكتوبر في كل عام، حيث يعد هذا التاريخ المجيد هو يوم الاعتراف بما تقدمه المراة العمانية لبناء وطنها يدا بيد بجانب اخيها الرجل، وما وصلت اليه المرأة العمانية في مختلف المجالات يؤكد دورها الكبير واسهاماتها المتعددة من اجل دفع عجلة التنمية وتحقيق النتائج المتوقعة منها في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه -، فمنذ توليه سدة الحكم وهو يؤكد الدور الكبير للمرأة العمانية في بناء المجتمع،

كما ان تواجدها في مختلف الميادين هو امر ينبثق من الرؤية السامية لعمان 2040 وجزء من الخطط الخمسية الموضوعة بشأن تعزيز دورها في مختلف الميادين، حيث إن اشهار نادي المراة العمانية للرياضة والابداع الثقافي يؤكد على التحولات الكبير نحو التعزيز والدمج المجتمعي في مختلف القطاعات الحيوية والذي سيتم تدشينه بعد غد الأربعاء 19 اكتوبر الجاري .
ان القطاع الرياضي من القطاعات الحيوية في سلطنة عمان والذي بدوره افسح المجال امام النساء صاحبات الفكر الرياضي والأداء العالي والبدني من الدخول في هذا المجال الكبير الذي بدأ بالتوسع والانتشار حتى اخذت وضعها الطبيعي تحت مسمى(الرياضة النسائية)، والتي انطلقت وبشكل خجول في القرن الماضي بدعم كبير من السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه -.

وتخضع رياضة المراة في الوقت الحالي لثالوث مترابط يدعم كل منهم الاخر في سبيل تطوير رياضة المرأة والوصول بها إلى العالمية، ولتحقق الأهداف التي وضعت من اجلها هذا القطاع والذي يعمل به في الوقت الحالي كصناعة وابتكار من اجل تحقيق تطور مستدام حيث تتعاون دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة الشباب مع اللجنة العمانية للمساواة بين الجنسين وأيضا اللجان النسائية بالاتحادات الرياضية كل هذه الجهات تدعم التواجد النسوي فيها، كما أن انطلاق اعمال نادي المراة للرياضة والابداع الثقافي سيلعب دورا كبيرا في خدمة القطاع النسوي من الناحية الرياضية الثقافية والاجتماعية وحتى الإبداعية، لان المرحلة القادمة تتطلب ان يصاحب العمل ابتكار وابداع حتى يتم تحويله الى صناعة وامر مستدام .
اليوم وعند الحديث عن الرياضات النسائية، نستذكر تلك الأمجاد الخالدة التي انطلقت بأهداف وامان سامية، فالرياضة النسائية في سلطنة عمان تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام حكومتنا الرشيدة، بل انها تلعب دورا كبيرا في تعزيز بعض الرياضات الرجالية، ولا تكاد تختلف رياضتنا النسائية في طموحاتها عن رياضة الرجل، بل انها تتساوى معها في تحقيق الطموحات المرجوة منها خلال المرحلة المقبلة .

الرياضة النسائية صناعة مستدامة
ان الإعلان عن انطلاق وتدشين نادي المراة العمانية للرياضة والابداع الثقافي سيدخل كطرف رابع في تعزيز الرياضة النسائية في سلطنة عمان وسيلعب دورا كبيرا في تحويل رياضة المراة الى صناعة وابتكار وخلق عدد كبير من الفرص التي ستجعل المرأة العمانية تنافس نظيراتها من الرياضيات بمختلف دول العالم بعيدا عن الترفيه والانتقال بها الى مرحلة متقدمة من الاداء وفق دراسات علمية ومنهجية، بينها النادي فور الاعلان عنه .
و إشهار النادي هو توجه رشيد من حكومتنا وذلك ضمن الرؤية السامية لعمان 2040 والتي تحظى باهتمام مباشر من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيده الله – والتي تتزامن مع اهداف النهضة المتجددة في جانب النمو والتطور في مختلف المجالات ذات العلاقة بالرياضة، حيث ان الخروج من الرياضة التقليدية والاستفادة من ممكنات الرياضة النسائية يسهم في رقيها ورفعتها وتواجد المراة العمانية في مصاف ابرز واكبر اللاعبات على المستوى الدولي.
وتحقيقا للدور الفعال للمراة العمانية في الحقل الرياضي والثقافي، فان النادي يعد تكريما لها من اجل صقل مهاراتها عبر ممارسة الرياضة في بيئة رشيدة مرتبطة بالجوانب الثقافية والعادات الاصيلة للمراة العمانية والتي تسهم بشكل مباشر في الحركة الرياضية والثقافية في سلطنة عمان وابراز الهوية الوطنية.
وتنتظر الرياضية العمانية من النادي الدور الريادي والإبداعي الملموس في مختلف الجوانب للمساهمة في تنمية المراة والنهوض بالجوانب الرياضية والفكرية ونشر الوعي باحترام الأنظمة والقوانين التي تسهم في رقي أفراد المجتمع، والعمل على خلق وسط رياضي رشيد من خلال التعاون البناء بين أركانه ومراجعة خطط واستراتيجيات هذه الاطراف المعنية بالرياضة النسائية ومدى تنفيذها لخطط وأهداف المنظومة الرياضية في سلطنة عمان ككل، والقيام بالأدوار الثقافية التي يمكن من خلالها أن تصل الرسالة الوطنية المنشودة للمجتمع بمختلف فئاته عبر الرياضة النسائية.
و يضم مجلس ادارة النادي كلا من السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية رئيسة للنادي وسهام بنت أحمد الحارثية نائبة للرئيس وشيخة بنت عبدالله الشعيبية أمينة للسر العام وعلياء بنت سعيد الحبسية امينة للصندوق وعضوية كل من ذكريات خضر وسهى بنت عبدالله الرقيشية ووفاء بنت سيف السمرية.

ثقافة وتنمية مجتمع
من جانبها قالت الدكتورة محفوظة الكيتانية استاذ مشارك في فيسولوجيا الجهد البدني والتدريب : تعد رياضة المراة في سلطنة عمان من المجالات التي تحظى باهتمام كبير من الحكومة وترسيخ ثقافتها هو واجب مجتمعي في إعداد الفرد وتزويده بالمهارات والخبرات الضرورية ليكون فاعلاّ في مجتمعه، وتنطلق هذه الثقافة من الموروثات الاجتماعية والمحددات الثقافية للمجتمع وما يحصل اليوم من تطورات ملموسة في رياضة المراة العمانية هو امر يثلج الصدر ويبعث التفاؤل حول رياضة نسائية صحيحة ..
وكنتيجة للنمو الحضاري المتسارع والتحولات التي شهدتها المجتمعات في العصر الحديث، فقد كان لزاما وجود حاضنة علمية لرياضة المرأة ترسم عبرها الخطط والبرامج بما يتناسب وطموحات المرحلة القادمة من عمر النهضة المتجددة بهدف التنمية الشاملة للفرد والمجتمع. .
واضافت : لا بد أن نعي أن اشهار ناد متخصص بالمرأة والثقافة والابداع لا يقتصر دوره على تقديم الخدمات الرياضية فقط، وإنما يمتد إلى توفير الخدمات الفكرية وإبراز الطابع الثقافي وفقاً للأنظمة واللوائح المعمول بها، ومن الملاحظ أن دور الأندية الرياضية ( العامة ) في نشر الثقافة بين أفراد المجتمع بكل فئاته ربما كان محدودا إلى حد ما، نظرا لأن ذلك يرتبط بالقدرة المالية للأندية ووجود الكوادر المتخصصة وتوفر الإمكانيات والدعم والرعاية وغيرها من العوامل التي قد تحد من قيام الأندية بالدور المنشود في المجتمع بالاضافة الى اهتمامها برياضات الرجال .

جائزة دراسا
و يبرز دور العمانية في المجال الرياضي ايضا في جوانب الابتكار والبحث العلمي، حيث ان تواجد عدد من الباحثات الاكاديميات في عدد من الدول بغرض الوصول الى نتائج بحثية مستدامة ومعتمدة، تخدم القطاع الرياضي في السلطنة بمختلف فئاته، ولعل الدكتورة بدرية بنت خلفان الهدابية أستاذ مشارك بقسم التربية البدنية وعلوم الرياضة بكلية التربية هي أحد النماذج التي تهتم اهتماما بالغا بالجوانب البحثية، حيث تحصلت في العام الماضي على جائزة دراسا لعلوم الرياضة في فئة افضل بحث في مجال مسرعات التطوير الرياضي، كما تشغل الان رئيسة اللجنة العمانية للريشة الطائرة، وهي من القيادات النسائية الشابة التي لها اسهامات مباشرة في قطاع الرياضة النسائية وتنمية الرياضة العمانية.

اللجان النسائية
تلعب اللجان النسائية بالاتحادات الرياضية دورا كبيرا في المساهمة بالرياضة النسائية على نطاق كبير، فما تشهده الساحة في الوقت الراهن يدل على انها اخذت تعمل وفق الخطط الموضوعة لها من مبدأ التكاملية والتطبيق.
حيث برزت العديد من اللجان عبر اشهار منتخبات وفرق نسائية كمرحلة اولى من انطلاق العمل الجاد، وما تقدمه المراة للمراة لهو دليل على ان بوادر تنمية رياضة المراة تحت مظلة النهضة المتجددة تمشي على قدم وساق، حتى اصبح الاهتمام مركزا عليها بكل اتحاد على حدة و النتائج باتت واضحة وان كانت هناك اخفاقات في البداية الا انها مستمرة في تقديم رياضة نسائية بالشكل المطلوب منها.

دائرة الرياضة النسائية
وتلعب دائرة الرياضة النسائية دورا محوريا في تعزيز التواجد النسائي وابتكار الانشطة الرياضية التي تهدف الى ايجاد بيئة مناسبة لممارسة المرأة العمانية للرياضة، حيث تؤكد خولة بنت راشد الرواحية مديرة دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة و الرياضة و الشباب بأن العمل على اهداف الدائرة مستمر، فمنذ اشهار الدائرة و هي في شغل شاغل لتمكين اللاعبة العمانية، وتقدم لها الدعم المستمر لتطوير مهاراتها من خلال سلسلة من الانشطة و البرامج المدرجة في اجندة الدائرة.
لجنة رياضة المراة
تعد اللجنة العمانية لرياضة المراة و المساواة بين الجنسين برئاسة السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية، النواة التي انطلقت منها الرياضة النسائية في سلطنة عمان الى الميادين الخارجية، حيث تعمل اللجنة جنبا الى جنب مع المؤسسات و الاطراف المعنية برياضة المراة، فهو المحرك الاساسي لها ،حيث تم اشهار اللجنة في عام 2004 ومنذ تلك اللحظة هي تقدم برامج للنساء في المجالات التي تمكنها من المشاركات الخارجية، كما تقدم لها العديد من الدورات النظرية وتساهم في تشجيعها في جوانب البحث والابتكار .