بخاء – أحمد بن خليفة الشحي
13 منها كبيرة الحجم و 10 جزر بحرية صغيرة
نفذ النادي الثقافي فرع محافظة مسندم محاضرة عن الجزر بالمحافظة وذلك بقاعة نادي خصب، أدار المحاضرة يوسف بن عبدالله الشيزاوي، وعرّف الباحث عمر الشحي في محاضرته التي حملت عنوان “جزر محافظة مسندم من منظور اجتماعي وثقافي” بداية بمحافظة مسندم وقال أن مسندم ورؤوس الجبال او راس ماكا وراس ماكيتا وفم السبع وفك الأسد تسميات عديدة أطلقت على هذا المنطقة الشمالية من سلطنة عمان والتي تفصل بين مسطحين مائيين هما بحر عمان والخليج العربي، لقد وهبتها الطبيعة سمات خاصة ميزتها عن المناطق الأخرى فموقعها فريد وجبالها وجزرها وخلجانها ذات شكل جغرافي متفرد يكاد انه ليس له شبيه بالعالم، فأصبحت مسندم بمضيقها وجزرها وموقعها الجغرافي أمراً مهما عبر عصور التاريخ فأمسكت بخيوط الملاحة العالمية في العصر القديم والوسيط وحتى الحديث فأعتبرت مسندم لؤلؤة العالم وكل هذا قد اثر بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة الاجتماعية والثقافية لدى سكان محافظة مسندم، واخذت المحافظة اسمها نسبة الى راس مسندم وهو اسم لجزيرة تقع في بحر عمان بالقرب من قرية كمزار البحرية، وجزيرة مسندم التي نسبت اليها التسمية هي عبارة عن رأس جبل وسط البحر وتحيط بها عدد من الجزر الصخرية من أهمها جزيرة سلامة وبناتها، ويبلغ عدد الجزر الموجودة في محافظة مسندم 23 جزرية بحرية موزعه على مختلف المناطق بالمحافظة منها 13 جزيرة كبيرة الحجم، و 10 جزر بحرية صغيرة الحجم.
وعرّج “الشحي” في محاضرته إلى بعض مميزات اهم الجزر في محافظة مسندم وهي أولا “جزيرة التلغراف (جزيرة مقلب) ” الشهيرة حيث تعد جزيرة التلغراف حاضنة لأول خط للاتصالات الحديثة في الخليج العربي حيث تم مد كابل بحري من مدينة مومباي في القارة الهندية ومدينة البصرة في العراق لتكون جزيرة مقلب بخورشم في ولاية خصب هي محطة الارسال.
اما جزيرة ام الغنم (جزيرة العبد،القاي،غرم، الغنم) فتقع هذا الجزيرة في المنطقة الشمالية الغربية لمحافظة مسندم وهي تمثل ميناء آمناً للسفن التي ترسو ضمنها عند عبورها من خلال الخليج العربي كما يعود تسمية جزيرة الغنم الى كثرة الأغنام المتواجدة فيها فقد اعتاد سكان المناطق القريبة من الجزيرة ترك اغنامهم في هذه الجزيرة للرعي من الأعشاب الموجودة بها، وقد عثر بها بعض النقوش الاثرية القديمة وبعض اللقى الاثرية من قطع فخارية تعود للفترة الإسلامية. اما جزيرة “سلامة وبناتها” فهي عبارة عن ثلاث جزر والكبرى هي سلامة وتسمى باللهجة الكمزارية (مومر) والوسطى تسمى (ديدمر) والصغرى تسمى (بانكو), وموقعها يتوسط مضيق هرمز بها اثار قديمة وتمتاز الجزيرة أيضا بوجود بيئة بحرية خصبة متنوعة وشعاب مرجانية وتتميز أيضا بوجود المحار الكبير الذي عرف بجودته.
وذكر الباحث عمر الشحي في محاضرته الجوانب التاريخية لجزر محافظة مسندم عند الرحالة الأجانب والمؤرخين الأجانب والعرب وقال : لقد هيأت الطبيعة الجغرافية لمحافظة مسندم الممتدة من ولاية دبا الى تيبات و رأس الدارة ببخا مرورا بخصب وقراها الساحلية وجزرها البحرية بأن جعلتها حلقة وصل تربط حضارات الغرب مع حضارات الشرق منذ الأزل فموقعها المتميز الذي جعلها المحافظة الوحيدة في سلطنة عمان التي تقع بين بحرين بحر عمان والخليج العربي ولكل من البحرين مميزاته المناخية مما أسهم في تنوع الرياح اضافة الى وجود الجزر والخلجان التي تعتبر مرافئ طبيعية للسفن مما أعطاها أهمية وقيمة عند الحضارات القديمة سواء كان الاغريق او الرومان او حضارات بلاد الرافدين وحتى الرحالة العرب القدماء، وقد أشارت بعض الكتابات المسمارية التي خلفها الملك نرام سين حفيد الملك سرجون الآكادي (2260-2223 ق.م) بأن مجان كانت احدى المقاطعات التابعة لدولة الاكادية ولكنها ثارت ضدها فاضطر الملك نرام سين إلى تجهيز حملة عسكرية وتوجه بها الى مجان فأخمد ثورتها وجلب معه المرجان وحجر الديوريت (تعتبر الجبال الممتدة من دبا والى راس مسندم بانها تحوي على صخور نارية والذي يمكن ان نحصل منه على هذا الحجر ) ، (جزر مسندم يوجد بها أجود أنواع المرجان في المنطقة ) وبعض الغنائم. كما أضف “الشحي” إلى كتابات الكثير من الجغرافيين والرحالة العرب من زار محافظة مسندم.
وحول “الدور الاجتماعي والثقافي للجزر في حياة المجتمع” قال “الشحي” : يتأثر كل انسان في هذا العالم لبيئته التي نشأ بها فإذا كانت محافظة مسندم تنقسم الى بيئتان ساحل وجبل فمن الطبيعي ان تتأسس العلاقة بين المكان والانسان على التأثير والتأثر، فقد عاش سكان محافظة مسندم في هذا البيئات بين الساحل والجبل والجزر والخلجان منذ زمن بعيد وتأثروا بها وبما فيها من طبيعة وكل هذا قد أثر في حياة المجتمع من الناحية الاجتماعية والثقافية في عاداتهم وتقاليدهم وأيضا في قصائدهم وفنونهم وامثالهم وقصصهم الواقعية وغير الواقعية.
وغاص “الباحث” في تفاصيل النصوص الشعرية التي كتبت عن مسندم فذكر الأبيات الشعرية للشاعر علي بن ثاني الملقب ب ابن تينكوه، والملاح العماني احمد بن ماجد في بيت من ابيات قصائده يصف جغرافية مسندم إضافة إلى شعراء الخليج الذين عبروا في قصائدهم عن مسندم بجزرها وخلجانها.
وعقب ذلك تناول الباحث عمر الشحي مواضيع متنوعة حول “الخرافات والقصص والاساطير الشعبية التي دارت حول الجزر في محافظة مسندم”، وفي الختام تناول “ابرز الاحداث التاريخية التي حصلت في بعض الجزر”.
تجميع وتقديم: عمر علي الفحل الشحي
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/محاضرة-تسلط-الضوء-على-جزر-محافظة-مسندم-من-المنظور-الاجتماعي-والثقافي