حوار ـ هيفا الراشدية
يرى أن «العمودي» واضح البيان وجميل المعنى وحسن الغاية
الشعر لغة التعبير عن الذات والإنسانية والأحلام والأمنيات.. من سلك دربه يدرك بأنه ليس وزنًا وقافية فحسب.. بل وسيلة التعاطي مع وجهات النظر المختلفة، وهي الخطوة الأولى للحياة وبه يمضي القلب إلى أفقٍ ورديّ، حاملًا رسالةً إنسانيةً أو غايةً ما… هكذا يرى الخليل بن أحمد بن مرهون البوسعيدي هو أحد الشعراء العمانيين الذي حظوا بلسان الشعر العذب، جمع بين الشعر كمحتوى وكشكل، تخرج الحروف كسيمفونية لغوية وفنية وأدبية جذابة تعبر عن ذكاء الشاعر..
تعددت بدايات الشعراء وتشابهت كثيرًا منهم من أخذ حب الشعر عن والديه أو أجداده، والبعض أخذ حب الشعر عن أساتذته وأصحابه، بينما الخليل البوسعيدي كانت له بداية مختلفة، كان يملك شغفًا كبيرًا بالشعر منذ طفولته، لم يكن يقضي طفولته في اللعب بقدر ما كان يقضيها في الاستماع، وقراءة قصائد أبي مسلم، والمحقق الخليلي، وأمير البيان، كما أنه كان يرى المتنبي مثالًا رائعًا للشعر العربي القديم… حيث يميل إلى الشعر العربيّ القديم التقليدي (العمودي)، كما يصفه واضح البيان، وجميل المعنى وحسن الغاية.
أساليب تطوير
ورغم أن «البوسعيدي» اتجه إلى تخصص القانون بعد الدبلوم العام إلّا أنّه لم يتخلَ عن الشعر وعن كتابة الأبيات الشعرية، حيث إنه كان يتمرّن بشكل مستمر على إلقاء الشعر وكتابته؛ لزيادة القريحة الشعرية لديه، بل وسعى إلى تزويد قاموسه الشعري من خلال القراءة في علوم اللغة العربية قدر المستطاع.
اختلف الشعراء في أفضل الأوقات لكتابة الشعر، فكان منهم من يرى أن الفجر هو وقت القريحة الشعرية لديهم، والبعض لم يلتزموا بوقت محدد للكتابة، فكانوا يكتبون عندما تأتي القريحة، ولكن «الخليل» كان يرى أن منتصف الليل أحب الأوقات لكتابة الشعر؛ حيث يرى أنّ هذا الوقت هو الأقرب لنفسه.
نجاحات وآمال
قيل إن لم تستطع العبور من باب فاقصد بابًا آخر أو اصنع بابًا بنفسك، من هذا المنطلق قام «الخليل» باختيار باب مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإظهار موهبته للمجتمع، وسلك بابًا آخر ألا وهو المشاركة في إحياء العديد من الأمسيات.
يكون الأمر رائعًا عندما تبلغ قمة النجاح، ولكن الأروع من ذلك أن تكون ثابتًا على الهدف، هكذا كان « البوسعيدي» مصرًا على تحقيق أهدافه التي خطط لها ليرتقي في المجال الشعريّ، حيث حصل على جائزتين في الشعر وهما: جائزة الملتقى الأدبيّ الطلابيّ، وجائزة الإبداعات الشبابية، ولأن الآمال العظيمة تصنع الشعراء العظماء، لـ «للخليل البوسعيدي» آمال كثيرة لا يمكن حصرها، وهكذا هم الشعراء يصعب قول طموحاتهم وآمالهم في سطور، ودائمًا ما يحبون وصف الطموحات والغايات في أبيات شعريّة للتعبير عن دواخلهم بكل صدق، وهنا مقتطفات من شعر الخليل البوسعيدي:
(معلقةٌ في الريحِ)
«ألا هبّي بعطرك».. واجمعينَا
فإنّا كم تكسّرنَا سنينا
أحسُ ولا أحسُ كأنّ نفْسي
تجيءُ.. تغيب حينا ثُم حينا
أنايَ كأنها “عمرو بن هندٍ”
وأزهو حين أُبلغها اليقينا
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/الخليل-البوسعيدي-الشعر-يحمل-رسالة-إنسانية-وغاية-ما-وهو-الخطوة-الأولى-للحياة