تحت شعار «الشباب يتخذون إجراءات من أجل مستقبل مستدام»
أكد سعادة باسل بن أحمد بن عامر الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، أن سلطنة عُمان تولي الشباب اهتماما خاصا، حيث خصصت في إطار ذلك اليوم السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام يوما للشباب العماني، يحتفل فيه بالمنجزين والمبدعين والفاعلين الذين يمثلون قدوات لأقرانهم الشباب الآخرين، كما تنشط العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية التي تقدم خدماتها المختلفة للشباب وتمكنهم من المشاركة في التنمية المستدامة، كما سعـت سلطنة عُمان إلى فتح منابر ومساحات للحوار الشبابي لتلامس احتياجات وتطلعات الشباب والاستماع إليهم، وأن يكونوا شركاء في صنع السياسات المرتبطة بالقضايا المعاصرة في مجال التنمية، ونحن على قناعة بأن الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ما زال طويلا ومحفوفا بالتحديات، ونحن في عالم واحـد نتشارك فيه وحـدة المصـير المشـترك فإنه بسعينا الدؤوب جميعًا بالتكامل والشراكة العالمية والمحلية، مع مختلف مؤسسات المجتمع، وشرائحـه بما فيهم الشباب، سيؤتي ثـماره عاجلا غير آجل بما فيه مصلحة مجتمعاتنا وشبـابنـا، والبشريـة كلها.
توفير منصة عالمية
جاءت كلمة سعادته أثناء مشاركته عبر تقنية الاتصال المرئي بالنسخة الحادية عشرة في منتدى الشباب للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي أقيم بمبنى الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية بمدينة نيويورك، الذي جاء هذا العام بعنوان «إعادة بناء أفضل من جائحة كورنا والتركيز على أجندة التنمية المستدامة 2030»، كما هدف المنتدى إلى توفير منصة عالمية للحوار والنقاش حول التعافي المستدام من جائحة كورونا، وإيجاد حلول لتحويل العالم إلى مكان أكثر عدلا واستدامة، وكذلك تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في ظل تحديات الجائحة التي تؤثر على الشباب.
وشاركت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب في هذا المنتدى الأممي، الذي ركز هذا العام على أهداف التنمية المستدامة كالتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والحياة تحت الماء، وكذلك الحياة في البر وأيضا عقد الشراكات بين شباب العالم لتحقيق الأهداف، كما يعد المنتدى منصة للحوار بين الدول والأعضاء والقادة الشباب من مختلف أنحاء العالم، وقد حفل منتدى شباب المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، مشاركة عالمية بلغ حوالي 800 مشارك ومشاركة، تقدمهم معالي أنطـونيو توترس الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء دول ووزراء، وسعادة كولين فيكسن كيلابيل رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ومكتب مبعوث الأمين العام للشباب والشبكة المشتركة بين الوكالات المعنية بالشباب والتنمية، ومجموعة الأمم المتحدة الرئيسية المعنية بشؤون الأطفال والشباب، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب من مختلف دول العالم، ومسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالشباب والمجتمع المدني والجهات الخاصة من مختلف دول العالم.
منبر للشباب
وأضاف وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب في كلمته عبر تقنية الاتصال المرئي: نُعرب عن شكرنا الجزيل للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الأعضاء في الاهتمام بالشباب، وجعلهم ضمن أولويات العمل العالمي، وإشراكهم في مختلف المناشط العالمية، ويأتي هذا المنتدى مثالا على ذلك، فهو يمثل منبرا لصوت الشباب بأفكارهم وأطروحاتهم ومداخلاتهم القيمة في الجلسات العامة والحلقات النقاشية والتفاعلية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي يطرحها هذا المنتدى، كما أن المنتدى الأممي ركز على أهداف التنمية المستدامة الدولية مثل التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين، والحياة تحت الماء، والحياة في البر، وعقد الشراكات بين شباب العالم لتحقيق الأهداف، وهي من الأهداف التي سعـت سلطنة عُمان إلى تضمينها ضمن أهداف ومحـاور رؤية عُمان 2040 من خلال برامج ومشاريع تنموية، شارك في إعدادها الشباب للوصول لهذه الأهداف وتحقيقها خلال الأعوام القادمة.
وأضاف: نحن في سلطنة عُمان، سعداء بالمشاركة في هذا المنتدى الذي يطرح برنامج إعادة بناء أفضل من جائحة كورنا والتركيز على أهداف التنمية المستدامة 2030 في ظل تحديات الجائحة التي تؤثر على الشباب والتغيرات الكبيرة التي أحدثتها على أسـاليب الحيـاة اليوميـة، والأنشطـة الاجتماعيـة والثقافيـة والاقتصادية، على مستــوى الأفـراد والـدول.
وختم سعادته كلمته بالمنتدى بقوله: قامت سلطنة عُمان بجهـود حثيـثـة في التعامل مع الجائحة، وإجراءات ساهمت في الحد من انتشارها مما ساهم في عودة الأنشطـة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية إلى طبيعتها تدريجيا مع استمرار اتخاذ التدابير الاحترازية والتعاون مع كافة الجهات المعنية على المستوى المحلي والدولي.
حلقات العمل
تضمن منتدى الشباب للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة للعام 2022، الذي استمر لمدة يومين وأقيم بمبنى الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية بمدينة نيويورك جلسات عامة ومناقشات تفاعلية موضوعية وإقليمية، وأتاح فرصة لتبادل ثري لوجهات النظر والأفكار حول الحلول المبتكرة للقضايا ذات الصلة بالشباب فيما يتعلق بتنفيذ خطة عام 2030 وأيضًا بشأن أهداف التنمية المستدامة قيد المراجعة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنتدى السياسي الرفيع المستوى في نسخته الماضية عام 2021، حيث ركزت حلقات العمل في اليوم الأول في منتدى الشباب بنسخته 2022 على العديد من الحلقات والورش، التي بدأت بحلقة «الشباب يتخذون إجراءات من أجل مستقبل مستدام»، وتبعها ورشة «العمل مع الشباب ومن أجلهم لبناء خلفية أفضل بعد زوال جائحة كورونا وتحقيق أجندة 2030» ثم ورشة أخرى بعنوان «الاتصال والتعزيز والاستفادة – جلسة شبكة افتراضية لصانعي التغيير الشباب»، ثم حلقة عمل «التعليم الذي يريده الشباب ويحتاجونه»، وكذلك ورشة «الحياة تحت الماء والشباب، ربط الأجيال لحماية محيطنا ضمن أهداف التنمية المستدامة»، وتواصل الحلقات بإقامة حلقة «تكافؤ الأجيال، بناء خلفية أفضل مع النساء والفتيات في المركز المستدام»، واختتم اليوم الأول من المنتدى بإقامة ورشة «الحياة في البر وهدف التنمية المستدامة».
بينما اليوم الثاني كان أكثر ازدحاما بالحلقات وورش العمل، حيث بدأ بعدة كلمات للشباب في مختلف دول وقارات العالم، والتي بدأت بكلمة لشباب آسيا والمحيط الهادي، ثم كلمة منطقة الدول العربية وتبعتها كلمة قارة إفريقيا ثم كلمة أوروبا وأمريكا الشمالية ثم كلمة أمريكا اللاتينية، وأخيرا كلمة شباب منطقة البحر الكاريبي. الحلقات تواصلت ضمن أروقة مبنى الأمم المتحدة ومنها حلقة «تمويل مستقبل 2023، تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع الشباب ومن أجلهم»، وتبعتها حلقة «تعزيز التضامن مع شباب العالم»، قبل أن يلقي سعادة كولين فيكسن كيلابيل رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي كلمة الجلسة الختامية للمنتدى.
محادثات بين الأجيال
وفي كلمته قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عبدالله شاهد: إن العالم يواجه اليوم أزمات متعددة، من تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي إلى عدم المساواة وفيروس كورونا والنزاعات، وأضاف: إذا أردنا إحراز تقدم هادف في أي من هذه القضايا وتقدم مستدام يستمر لعقود قادمة، يجب أن يكون الشباب جزءًا من هذه العملية. وأشار رئيس الجمعية العامة إلى أن منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي يمثل فرصة فريدة للجمع بين ممثلي الشباب والحكومات ومنظومة الأمم المتحدة للاستفادة من وجهات نظر الشباب. وقال أيضا: مثل هذه المحادثات بين الأجيال يجب أن تكون روتينية، ليس فقط في الأمم المتحدة، ولكن في جميع أنحاء العالم، كسمة منتظمة للمشاورات لصنع السياسات وصنع القرار.
آثار الجائحة على الشباب
من جانب آخر وفي جلسة أسئلة وأجوبة مع الشباب، استمعت نائبة الأمين العام الأمم المتحدة أمينة محمد إلى مخاوفهم التي تراوحت بين آثار الجائحة على الشباب فيما يتعلق بتعليمهم وتوظيفهم، وكيف سيحول تغير المناخ مستقبلهم، وأكدت أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل معهم وعبرت عن أملها في أن تدفع الأجيال الشابة قادة العالم والأمم المتحدة للعمل بشأن هذه القضايا، قائلة: إنهم يعملون بالفعل على إيجاد حلول تُسهم في حلحلة هذه القضايا.
من جهتها شددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت على ضرورة حماية المساحات المفتوحة بحيث يمكن للشباب الدفاع عن حقوق الإنسان دون مواجهة اعتداءات وترهيب ومضايقات في العديد من البلدان، مضيفة أن مكتبها يعمل على تطوير مجموعة أدوات حول حقوق الإنسان للشباب مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا بشكل خاص، وقالت باشيليت إن نشاط الشباب دفع العالم إلى الأمام، وأضافت: إن تحديهم للتمييز وعدم المساواة يشكل مصدر إلهام، وأكدت المفوضة السامية على أهمية رؤية الشباب وشجاعتهم. وقالت إن لمناصرة الشباب ونشاطهم هناك إمكانات هائلة وقوية للانتعاش المستدام وللتغيير التحويلي، وأعربت عن قناعتها بأن هذه الإمكانات يمكن إطلاقها من خلال مشاركة هادفة للشباب في كل مكان في مجالات مهمة وفي صنع القرار.
تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
بينما قال المبعوث الخاص للأمين العام المعني بالشباب أحمد الهنداوي: إن المنتدى ركز على المساهمات والمحاور المختلفة التي يعنى بها الشباب بشكل رئيسي مثل التعليم والصحة والتحديات، كما تناول السبل التي يمكن للشباب أن يقوموا بدور نشط فيها لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وأضاف: أعول على المنتدى على وضع جملة من التوصيات تعرض للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد ختام هذا المنتدى، وذلك بهدف وضع تصور عن الشروط اللازمة لمشاركة الشباب الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكما يعلم الجميع أن هذا المنتدى يعد المنصة الرئيسية لمشاركة الشباب في تقييم التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وشدد الهنداوي على أنه لا يمكن أن يتم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 دون تحقيق تنمية حقيقية لقطاع الشباب، حيث إن عمر نصف سكان العالم يقل عن الخامسة والعشرين، وأضاف: كذلك لا يخفى على الجميع أن المنتدى وفر منصة عالمية للحوار الصريح بين الدول الأعضاء والقادة الشباب من جميع أنحاء العالم حول حلول للتحديات التي تؤثر على رفاهية الشباب، كما أنه كان بمثابة مساحة فريدة للشباب لمشاركة رؤيتهم وأعمالهم وكذلك لتقديم وجهات نظر الشباب حول تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/سلطنة-عمان-تشارك-في-منتدى-الشباب-بالأمم-المتحدة