كيف عزز مهرجان المسرح المدرسي السابع قيم الطلبة وإبداعاتهم على الخشبة السمراء ؟!

يعد المسرح المدرسي أحد الأنشطة المدرسية المهمة التي ترسخ القيم الوطنية والسلوكيات الحميدة في نفوس الطلبة، وتطوير الجوانب التعليمية والتربوية والنفسية والحاجات الأساسية لديهم في البيئة المدرسية، فتتعزز شخصياتهم وقدراتهم على التعبير، وحل المشكلات في مختلف المواقف بطريقة متوازنة، من خلال مواجهة الجمهور على خشبة المسرح، وكما يقول الأثر: (أعطني مسرحًا أعطيك أمة عظيمة) فتسعى وزارة التربية والتعليم إلى ترسيخ مفهوم نشاط المسرح المدرسي، وتعزيز دوره التربوي في المدارس، وذلك بعودة إقامة مهرجان المسرح المدرسي في نسخته السابعة، وإشراك طلبة المدارس من مختلف المديريات التعليمية في محافظات السلطنة بالتنافس الشريف في تقديم العروض المسرحية، وما صاحبه من حلقات تدريبية هادفة، والجلسات النقدية لكافة العروض المشاركة؛ لتكون لهم روافد متنوعة لتبادل الأفكار والخبرات، مما سينعكس على المدى البعيد في تطوير هذا النشاط الثري بشكل عام، وإثراء الحركة المسرحية والدرامية في السلطنة بشكل خاص.
وحول كيفية إثراء المسرح المدرسي لمهارات الطلبة وتعزيزها وتنمية شخصياتهم، قالت ريا بنت عامر الجابرية المديرة المساعدة بدائرة الأنشطة التربوية بالوزارة ورئيسة اللجنة الفنية بمهرجان المسرح المدرسي في نسخته السابعة: هذا المهرجان من المهرجانات التي تثري وتصقل مهارات الطلبة ومواهبهم، وتعزز لديهم القيم الإنسانية والانتماء الوطني والثقافي المعرفي، من خلال تنوع العروض المسرحية المقدمة فيه، ويتبادلون من خلالها الخبرات والمهارات والمعارف وتتوسع آفاقهم، ومداركهم.
طاقات طلابية
الشغف بالخشبة السمراء
وعن أهمية حلقة العمل التدريبية المصاحبة للمهرجان، والتي كانت بعنوان: “أسرار الكتابة المسرحية”، ومدى استفادة الطلبة منها، قال نعيم بن فتح بن مبروك بيت نور الكاتب والمؤلف المسرحي: حلقة العمل كان لها الدور الكبير في توجيه الطلبة الموهوبين في الكتابة المسرحية، فوقفوا فيها على القواعد والأسس في هذا الفن الجميل، لاسيما وأن من توصيات لجنة التحكيم: أن تكون العروض المقدمة في مهرجانات المسرح المدرسي القادمة من تأليف الطلبة أنفسهم، لذا لمست فيهم الشغف الكبير بالتمثيل على هذه الخشبة السمراء، فكانوا يتقبلون التوجيهات بكل حماس ويأخذونها على محمل الجد.
من جهتها تقول الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية رئيسة لجنة التحكيم بالمهرجان حول العروض المسرحية التي تأهلت للمشاركة فيه، وأبرز ما لفت انتباهها: تأهلت خمسة عروض مسرحية من مختلف المديريات التعليمية بالمحافظات للمشاركة في هذا المهرجان، فتفاوتت في عناصر بنائها، سواء كان على مستوى النص، أو التمثيل، والإخراج ، وغيرها..، إلا نحن كلجنة التحكيم سُعدنا بهذه الطاقات والمواهب الطلابية التي جسدت ووقفت على خشبة المسرح، بكل ثقة وثبات.
موضوعية معايير التقييم
رسالة حقيقية
بدوره يقول الدكتور ناصر بن سالم الغنبوصي المدير العام بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، وبعد حصول العرض المسرحي للمديرية (وسام الأنشطة) على جوائز عدة، منها: جائزة أفضل عرض مسرحي ثان، وجائزة أفضل نص مسرحي عماني، وجائزة أفضل إضاءة، إلى جانب حصول الطالبة رنا عصام حسن على جائزة أفضل ممثلة دور ثان، وحصول الطالبة بلقيس الحمدانية على شهادة الإجادة في التمثيل : كل التهنئة والتبريكات لكل من كان له نصيب المشاركة والفوز في هذا المهرجان المسرحي في حلته السابعة، وأحييهم على ما أبرزوه من مهارات ومواهب سواء كان لدى الطلبة، أو المشرفين والمخرجين والمؤلفين، وغيرهم، فكل التوفيق لهم.
قوة مؤثرة
من جانبها قالت عفراء بنت جابر المعولية مشرفة أنشطة مدرسية من تعليمية محافظة جنوب الباطنة، ومخرجة العرض المسرحي (وسام الأنشطة) : يعد المسرح قوة مؤثرة فاعلة تجاه سلوكيات الأطفال، ولإخراج مسرحيات تستهدفهم، لابد من التركيز على عناصر أساسية، منها: الأزياء، والمكياج، والديكور، والمؤثرات الصوتية.
متنفس نعشقه
وقال إبراهيم البلوشي الطالب في الصف العاشر من مدرسة كعب بن برشة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة عن أهمية النشاط المسرحي بالنسبة له، ودور أسرته ومدرسته في تنمية موهبته في مجال التمثيل: المسرح هو المتنفس الذي نعشقه، ونؤمن بأنه ينقلنا إلى سماء الإبداع، فما لدينا من مواهب مسرحية وقدرات إبداعية لن تكون حاضرة إلا على خشبة المسرح، فبه نصقلها ونحقق طموحاتنا ونرتقي بآمالنا وأحلامنا المسرحية.
ألوان طيف جميلة
وشاركته القول أمل بنت عبدالله التميمية الطالبة في الصف السادس من مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية، فقالت: المسرح بالنسبة لي حياة وإبداع وألوان الطيف الجميلة، فمن خلاله صقلت موهبتي، وتعززت ثقتي بنفسي، فطرتُ على خشبة مسرح هذا المهرجان كفراشة ضوئية، فكان لي الفوز بـ(جائزة أفضل ممثلة دور أول)، فكل الشكر لأسرتي التي دائمًا تقف إلى جانبي وتشجعني، والشكر لمعلماتي والمشرفين الذين وثقوا بي وبقدراتي وساندوني، وكل الشكر لمنظمي هذا المهرجان الذين عززوا طاقاتنا وإبداعاتنا في مجال التمثيل المسرحي.
الإجادة في التمثيل
من جانبه قال الوليد بن خالد العلوي الطالب في الصف الثامن من مدرسة الفاروق للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة البريمي: حصلت على (شهادة الإجادة في التمثيل) لقيامي بدور (اليتيم سعد) في عرض (اليتيم)، والذي من خلاله أردنا إيصال وغرس قيمة إنسانية وهي الوازع الديني القيمي في النفوس، والمحافظة على أموال اليتامى، وعدم الطمع واستغلالها دون وجه حق، فالمسرح بالنسبة لي هو وسيلة لتقديم الأفكار والعبر والمواعظ للآخرين بطريقة ممتعة، فكل الشكر لأسرتي ومدرستي على تحفيزي المستمر؛ لإبراز موهبتي في مجال التمثيل المسرحي.
أحلام معلقة
وقالت أميرة بنت سعيد الصبحية الطالبة في الصف الثاني عشر من مدرسة الأمل للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة حول عودة مهرجان المسرح المدرسي ودوره في تعزيز مواهبهم ومهاراتهم الفنية: نشاط المسرح بشكل عام ومهرجان المسرح المدرسي بشكل خاص هما أحلام معلقة، وجمال ومشاعر، وإبراز مواهب وطاقات إبداعية، ومواجهة الجمهور بروح قيادية.
أنا بطلة عظيمة
وأكدت مسك بنت عدي الخنبشية الطالبة في مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة الداخلية، بقولها: المسرح المدرسي شيء عظيم فهو (أبو الفنون)، وأنا فيه بطلة عظيمة، فقد أكسبني القدرة على مواجهة الجمهور والتعبير بحرية، فكسر لدي حاجز الخوف والارتباك، فكل الشكر لكل من ساهم فيما أنا فيه من فرحة.
وسيلة تربوية
وقالت زوان بنت سالم الدغيشية ولية أمر حول مدى تلبية المسرح المدرسي لاحتياجات الطلبة من مهارات وتنمية لشخصياتهم، ودور الأسرة في تعزيز مهارة التمثيل لدى أبنائهم: المسرح هو وسيلة تربوية، وفي الوقت نفسه هو متنفس لتعبير الطالب عن مواهبه في الإلقاء وإظهار طاقته المكبوتة، من خلال تشاركه مع زملائه في جو يسوده الألفة والتعاون على خشبة المسرح، فالمسرح هو لقاء مباشر بين الممثل والجمهور.
أساس المسرح.
وعبرت الفنانة أمينة بنت عبد الرسول البلوشية عن فرحتها بما قدمه الطلبة في هذا المهرجان المسرحي، والطاقات الإبداعية التي أظهروها على خشبة المسرح، قائلة: مهرجان المسرح المدرسي بحد ذاته رائع وجميل، والتقاء الطلبة والمنافسة الشريفة والجميلة يعطيهم الدافع لتقديم الأفضل.