مريم الحضرمية أول عمانية تحكّم في مباريات قدم الصالات للرجال !

كتبت – مريم البلوشية
تسعى لتكون ضمن حكام النخبة الآسيوية وإدارة المباريات الدولية

أكدت الحكمة الدولية في كرة القدم للصالات مريم الحضرمية أن انضمامها للطاقم التحكيمي الخاص بدوري الصالات للرجال للموسم الكروي 2021-2022 ترجم الثقة الكبيرة التي منحها الاتحاد العماني لكرة القدم، وأضافت: هذه التجربة تعتبر تجربة فريدة من نوعها بكوني أول فتاة عمانية تحكم في دوري رجالي وساهت هذه التجربة في تعزيز ثقتي بنفسي للتمكن من التحكيم في دوريات أخرى، بالإضافة إلى أن هذه الخطوة شجعت العديد من الفتيات للخروج من إطار التحكيم في المسابقات النسائية فقط، ومن خلال هذه الفرصة وضعت نفسي في اختبارًا لقياس مدى قدري لإدارة مباريات قوية في كرة القدم وبحضور جمهور كبير، كما أن أول مباراة شاركت في تحكيمها في دوري الصالات للرجال كانت غريبة بالنسبة لي وذلك لعدم تأقلمي مع الأجواء العامة لمباريات الرجال، حيث ركزت على نقاط ضعفي خلالها ولكن مع مرور الوقت زادت ثقتي بنفسي وباتت الأمور تسير في مسارها الصحيح، وأصبحت أكثر دراية وتركيزا فيها وقراراتي التحكيمية واضحة.

وأشارت الحضرمية في حديثها لـ«عمان الرياضي»: في الجانب الآخر ليس من السهولة القول بأن قراري لتحكيم دوري الرجال لم يكن مصاحبًا للعديد من التحديات وخصوصا هذه الأمر جديد على مجتمعنا ولكن بدعم كبير من عائلتي التي عززت ثقتي بنفسي كثيرًا وحضورها للمباريات وتوجيهي فيها كان أكبر داعم نفسي بالنسبة لي وما زالت تشجعني على الاستمرارية، كما أن الدعم الكبير والمتواصل من لجنة الحكام بالاتحاد العماني لكرة القدم ساهم في تألقي في تحكيم مباريات دوري الصالات للرجال، كما أنه خلال الفترة المقبلة سأخضع لاختبار دولي حتى أتمكن من التحكيم في مباريات آسيوية ودولية، وسأسعى جاهدة حتى أكون ضمن حكام نخبة آسيا، وأقدم الشكر لكل من ساهم ولو بالشيء القليل لوصولي في هذه المكانة المهمة في التحكيم وأولهم عائلتي والاتحاد العماني لكرة القدم برئاسة رئيس مجلس الإدارة الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي ورئيس لجنة الحكام خالد الهنائي.

قصة البداية

وحول مشوارها الرياضي في تحكيم مباريات كرة قدم الصالات الرجالي والنسائي للموسم الكروي الحالي، قالت الحضرمية: قصة بداية مشواري في تحكيم لعبة كرة القدم كانت كغيرها من بدايات عامة الناس حيث لم تكن بالصورة المثالية التي تمتع بها كبار الحكام أو الحكمات في كرة القدم ولكن تعاملي مع كرة القدم منذ صغري كان مختلفًا ولم تكن كبقية الألعاب التي مارستها بغرض التسلية والاستمتاع حتى مع مرور الوقت أدركت أنه تربطني علاقية قوية ووطيدة مع كرة القدم فكانت بمثابة متنفس حقيقي لي وخلال تلك الفترة كنت أمارسها كلاعبة مبتدئة لا تعرف إلا القليل عن مهارات كرة القدم وقوانينها ولم يكن في ذلك الوقت اهتمام كبير لكرة القدم في مدارس الفتيات فأصبحت أمارسها في المنزل وبعض الأحيان مع عدد من الزميلات المحبات لهذه اللعبة.

وأضافت: بعد تخرجي من المدرسة وضعت هدفا نصب عيني وسعيت كثيرًا لتحقيقه حتى التحقت بتخصص التربية الرياضية في جامعة السلطان قابوس وخلال المرحلة الجامعية الأولى انضممت إلى فريق فتيات جامعة السلطان قابوس في كرة القدم وشاركت في عدة محافل محلية ودولية على مستوى اللعبة وكل مشاركة كانت تضيف على خبرتي في هذه اللعبة حتى زاد تعلقي بها أكثر وأصبحت أكثر إلماما بقوانينها، فقررت حينها التوجه والتعمق أكثر في الجانب التحكيمي الخاص باللعبة والأمر الذي ساعدني على هذه التوجه هو طبيعتي التي دائما تحب التعرف والاطلاع على شيء جديد فرأيت نفسي أفضل في التحكيم بدلًا من كوني لاعبة في كرة القدم.

نقطة الانطلاق

وتابعت الحضرمية حديثها قائلة: أول دورة خاصة بالتحكيم في كرة القدم شاركت فيها كانت في عام 2015 بتنظيم من الاتحاد العماني لكرة القدم، حيث أولى الاتحاد اهتماما كبيرا بتطوير كرة القدم النسائية في سلطنة عمان وركز على جميع الجوانب فيها منها التحكيم والدليل على ذلك وجود عدد كبير من الحكمات العمانيات في اللعبة اللاتي تأهلن وأصبحن على قدر كافٍ من الخبرة في اللعبة بفضل اتحاد الكرة ولا ننسى الدور الكبير القائم على تنفيذه خلال هذه الفترة وهو استحداث مسابقات خاصة بالنساء في كرة القدم كما أنه في طور تشكيل منتخب وطني نسائي لكرة القدم، وبعد تخرجي من أول دورة تحكيم زادت رغبتي للانخراط في التحكيم بشكل أكثر عمقا حيث لم يكن في ذلك الوقت لم يكن إلا عدد قليل يشارك فيها هذه الدورات لأنه كان أمرا جديدا على الفتيات نوعًا ما وبحكم لم يكن هناك عدد كبير من الفتيات يمارسن اللعبة، فقد أدرت أول مباراة لي كحكم كانت في دوري نظمته جامعة السلطان قابوس لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة وكان الاتحاد العماني لكرة القدم هو من رشحني للتحكيم في هذا الدوري حتى أصبحت أقوم بتحكيم في جميع البطولات والمسابقات الخاصة بالفتيات في كرة القدم.

حلم الشارة الدولية

وأضافت الحكمة مريم الحضرمية: حصلت على الشارة الدولية في التحكيم عام 2019 كأول فتاة عمانية حصلت عيلها حتى الآن بعد أن اجتزت الأسس والمعايير الخاصة بالشارة الدولية، وحصولي على الشارة كان بتوفيق من الله أولا وبمساهمة كبيرة من الاتحاد العماني لكرة القدم ممثلًا في لجنة الحكام التي وفرت جميع الدعم لصقل مهاراتي في التحكيم بالمشاركات في مختلف الدورات الخاصة في الجانب التحكيمي وما زال الاتحاد يبذل ويقدم جهودا حثيثة لتكوين قاعدة صلبة من الحكمات في اللعبة حيث إنه مستمر في تقديم الدورات والبرامج التدريبية العملية في التحكيم قبل انطلاق أي دوري أو مسابقة في كرة القدم ومن شدة حرص الاتحاد على تأهيل الأطقم التحكيمية النسائية قام بإحضار حكمة من الاتحاد الآسيوي لتقييم مستوى الحكمات في الدوري النسائي للصالات وللوقوف على جوانب القوة والضعف لتعزيزها وتطويرها حتى تتمكن الفتيات من تحكيم مباريات قوية سواء كانت على المستوى المحلي أو الخارجي.

وقالت الحضرمية: كانت أول مشاركة خارجية لي في المملكة العربية السعودية وذلك قبل حصولي على الشارة الدولية وحصلت على هذه الفرصة للمشاركة أيضا بدعم من الاتحاد العماني لكرة القدم الذي ذلل كافة الصعاب في طريقي وخرجت من هذه التجربة الخارجية بفائدة قصوى نقلتها لزميلاتي الحكمات، أما تجربتي التحكيمية الثانية فكانت في مملكة البحرين والتي أضافت لي الكثير لكون البطولة كانت على مستوى إقليمي أكبر والتي من خلالها قمت بالاحتكاك مع حكمات من دول مختلفة وتبادلنا فيها المعرفة واكتسبنا المزيد من الخبرة فأصبحت أكثر قدرة في التحكم والسيطرة على اللاعبات ومجريات اللعب في المباريات الكبيرة والقوية، وخلال السنوات القليلة المنصرمة شهدت كرة القدم النسائية في سلطنة عمان حراكا واهتماما كبيرا بإقامة أول دوري نسائي لكرة القدم الصالات بشكل سنوي وأصبحت أغلب الأندية الرياضية تشكل فرقا نسائية في اللعبة بالإضافة إلى تنظيم بعض المسابقات والبطولات الخاصة في اللعبة، ونأمل بأن تكون هناك خطة لإقامة مسابقات في مختلف المراحل السنية خلال الفترة المقبلة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/مريم-الحضرمية-أول-عمانية-تحكم-في-مباريات-قدم-الصالات-للرجال

https://www.omandaily.om/الرياضية/na/مريم-الحضرمية-أول-عمانية-تحكم-في-مباريات-قدم-الصالات-للرجال