الشارقة ـ «الوطن»:
استضاف المهرجان الدولي للتصوير (أكسبوجر) خلال فعاليات دورته السادسة، المصوّر العالمي الشهير ستيف ماكوري، في جلسة حوارية بعنوان (مساعٍ فردية.. رحلة ستيف ماكوري الشهيرة)، سرد خلالها خلاصة تجربته في عالم التصوير طيلة عقود، وتحدث عن أبرز المحطات في حياته المهنية، والمواقف والأحداث التي لم تفارق مخيّلته يوماً.
واستهل ماكوري حديثه بالثناء على النجاح الباهر الذي حققه المهرجان الدولي للتصوير (اكسبوجر)، لافتاً إلى أنه من أهم فعاليات التصوير على مستوى العالم، وأن فريق العمل في (اكسبوجر) كان مذهلاً حقاً.
ووصف ماكوري علاقته بمهنته قائلاً: (أنا أغوص في الصورة، وكان طموحي في مرحلة الشباب أن أسافر وأصور ما استطعت، وبعد أنتعلمت التصوير واكتشفت عالمه أكاديمياً، انطلقت في رحلتي التي طالت كثيراً، ولم أكن أتجاوز 19 عاماً حين غادرت نيويورك بمفردي باتجاه الشرق لأرى كل مكان أستطيع الوصول إليه، حيث تعرّفت على ثقافات متنوعة، وكنت أتبع حدسي دوماً، وأحببت أن أتمتع بحرية سرد القصة التي أريد إيصالها، وأكسر القوالب الجامدة وأقوم بشيء خاص).
وسلط ماكوري الضوء على نقطة التحوّل التي قادته إلى خضم الحرب في أفغانستان،بقوله: (خلال رحلتي إلى آسيا صادفت مهاجرين أفغان فارّين من الحرب، طلبوا مني توثيق الفظائع التي تحدث في بلادهم، ووعدوني بإيصالي إلى هناك عن طريق ممرات جبلية كي لا يعترضني أحد، وفجأة رأيت نفسي في قلب الحرب المستعرة دون أي تخطيط مسبق، وعند انتهائي من عملي، هرّبتُ الأفلام الحقيقية إلى الهند ومنها إلى الولايات المتحدة خوفاً من مصادرتها، في حين وضعتُ أفلاماً مزيفة في كاميرتي للتمويه).
وتوقف عند اهتمامه بالثقافة والسلوكيات البشرية وعلاقة الإنسان بالطبيعة، موضحاً أنه كان يصور كل ما يعترض طريقه، وقال: (خلال رحلتي في الهند شاهدت عادات وممارسات غير مألوفة بالنسبة لي، وكذلك عدداً كبيراً من الثقافات والأديان والطبقات الاجتماعية، إنه بلد مذهل يتمتع بثراء ثقافي كبير، وكنت اضطر للذهاب إلى مكان ما عدة مرات لكي أحصل على اللقطة التي أريدها).
وفيما يتعلق بهويّته التصويرية، استطرد ماكوري: (عقلي لا يعمل بشكل جيد في وضح النهار، وهذا اختياريالشخصي، لأنني أحب الإضاءة البسيطة وأبتعد عن الساطعة منها، واضطررت أحياناً للتوجه إلى موقع ما مرات كثيرة إلى أن أحظى بطقس يخدمني في التقاط الصورة التي أريد).
وفي ختام حديثه، تحدث عن صورة وُصفت بأنها (أبرز الصور الأيقونية عبر العصور)، وهي الصورة الشهيرة التي التقطها ماكوري لفتاة أفغانية تنعكس قساوة الحرب على ملامحها البريئة وعينيها الخضراوين الحادّتين، إذ أوضح أنه التقى بهذه الفتاة صدفة في إحدى مخيمات اللجوء بمنطقة بيشاور الباكستانية، وأكد أنه نسي أمر تلك الصورة لبعض الوقت قبل أن تتحول إلى أيقونة ساهمت في جمع مساعدات كبيرة لأولئك اللاجئين.
ووصف صورة الفتاة بقوله:(إنها مليئة بالكرامة والقوة، وهي تقول إن الأفغاني لا ينحني مهما واجه من كوارث)، وأضاف: (لقدّ مرّ 30 عاماً على تلك الصورة، وهذا يدفعنا لرؤية الإنسانيّة والكرامة في بعضنا البعض بعيداً عن الاضطهاد والعنصرية، وهذا ما يمكن للتصوير أن يحققه، فالتصوير طاقة إبداعية تدفعنا نحو الأمام، وسأستمر بعملي هذا حتى الرمق الأخير).