يهدف لاكتشاف المجيدين في القيادة والدبلوماسية
افتتح صباح اليوم النسخة الثانية برنامج السفراء الشباب بمقر مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، بمشاركة 13 دولة خليجية وعربية، والذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمديرية العامة للشباب بالتعاون مع وزارة الخارجية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث خلال الفترة من 15 – 19 سبتمبر، وأقيم حفل الافتتاح برعاية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، بحضور سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب.
في بداية الحفل ألقى هلال بن سيف السيابي مدير عام المديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، كلمة الوزارة قال فيها: أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والشباب برنامج السفراء الشباب الذي يهدف إلى تأهيل عدد من القيادات الوطنية الشابة القادرة على إبراز هوية وجوهر الشخصية العمانية في المحافل الإقليمية والدولية بالشكل اللائق، وإثراء النقاشات والتساؤلات التي تحدث في المحافل الإقليمية والدولية في مختلف المجالات والقضايا، بالإضافة إلى الأهداف الأخرى والمتمثلة في إكساب الشباب المعارف الأساسية اللازمة للتمثيل الخارجي وتأطير عملية ترشيح الشباب للمشاركات الخارجية، وكذلك تعزيز حضور الشباب في المحافل الإقليمية والدولية لضمان الاستفادة الكاملة من هذه المشاركات، وربط الشباب بالعالم الدولي وتعريفهم بالمنظمات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى رفد الشباب بالمعارف والخبرات التي تمكنهم من المساهمة في استجابات ذكية للمشاكل التي تواجه الشباب اليوم وذلك من خلال نموذج الأمم المتحدة.
فهم احتياجات ومتطلبات الشباب
وأضاف: يمثل إشراك الشباب وإدماجهم في العملية التنموية ضرورة وغاية في الأهمية، فالشباب هم عماد التنمية وبناء الأوطان، يمثلون النسبة الأعلى من المجتمعات الناشئة، لا على مستوى التعداد السكاني فحسب بل أيضا من حيث الطاقة المحركة للمجتمع، وإذا ما نظرنا إلى التعداد العالمي للشباب، فإننا سنجد أنهم يتجاوزون رقم المليار، وهو رقم يتوقع ارتفاعه بما نسبته 7 بالمائة بحلول عام 2030 وفق تقديرات الأمم المتحدة، وهذا أمر يؤكد الحاجة الملحة من قبل المجتمعات والحكومات للنظر العميق في فهم الاحتياجات وإدراك متطلبات الشباب في عالم متغير بل سريع التغير والتحول، في عالم لم تعد فيه القيم هي ذاتها التي كانت موجودة، بل إن مفهوم القيمة اليوم متبدل مع تبدل العالم المحيط من حولنا.
وأضاف: من الأهمية بمكان فهم الشباب أولا وإعطاؤهم مكانتهم الصحيحة، فإدراك القيم السليمة والمحافظة عليها يبدأ من هؤلاء الشباب، بل إنّ زرع القيم السليمة ووضعها في مساقها السليم في أذهان الشباب يبدو أمرا ملحا ضمن الظروف التي تعصف اليوم بالعالم، لا سيما بمنطقتنا العربية.
وقال مدير عام الشباب: إنّ مقولة “إن الشباب يشكلون قوة إيجابية لدفع عجلة التنمية عند تزويدهم بالمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها” هي مقولة ينبغي أن توضع في سياقها الصحيح، وأنْ يهيأ لها كل الممكنات التي تحقق لبّ فكرتها والمعنى الحقيقي لها، وهذا لا يحدثْ إلا من خلال وجود برامج مساعدة تعمل على صقل الإمكانات واستكشافها لدى هؤلاء الشباب.
واسترسل: إن مشروع السفراء الشباب هو أحد البرامج التي تسعى وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى الكشف عن المجيدين في مجالات القيادة والدبلوماسية، ويعول عليه كثيرا في تقديم تصورات صحيحة عما يملكه شبابنا من قدرات وأفكار مضيئة ومتوهجة، وفي هذه النسخة تم اختيار قضية “الفضاء الرقمي والأمن السيبراني” كمحور لمحاكاة نموذج الأمم المتحدة، يسعى من خلالها المشارك إلى البحث والتقصي والمناقشة والإقناع وصولا لصياغة وتمرير القرارات المناسبة، كما أن هذا المشروع الذي يعقد للمرة الثانية بالتعاون مع كل من وزارة الخارجية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحثْ “اليونيتار” وبمشاركة 13 دولة عربية دولة خليجية وعربية، يمثلون 100 شاب وشابة، منهم 79 عمانيا وعمانية، كما أن هذا المشروع يسعى إلى صقل قدرات شبابنا العربي الأصيل ورفده بالمهارات والإمكانات والمعرفة التي تؤهله ليكون حاضرا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، علاوة على ذلك تمكينه من فهم للمبادئ الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها والآليات التي تعمل من خلالها، لربط هؤلاء الشباب بالعالم المحيط بهم وجعلهم أكثر قدرة على إدراك ما ينبغي إدراكه من نظم وقواعد وقوانين دولية والتعامل الأمثل معها، واستخدامها بما يخدم المجتمع الإنساني بشكل عام، حيث سيتم خلال أيام البرنامج تنفيذ حلقات تدريبية، بالإضافة إلى جلسة محاكاة نموذج الأمم المتحدة إلى جانب إيفاد الشباب للمشاركات الإقليمية والدولية. ووجه السيابي كلمة للشباب المشاركين في هذه النسخة من البرنامج قال فيها: إن هذا اللقاء يمثل مساحة لكم مساحة لحواراتكم ونقاشاتكم ومساحة لطرح الرؤى والأفكار، تسعون فيه جاهدين لاكتساب المعرفة والمهارة، متمنين لكم الفائدة ومتطلعين إلى استمرار العمل في تنفيذ البرامج والمشاريع الشبابية التي تسهم في إبراز شبابنا العربي.
وحظي حفل الافتتاح أيضا بعرض مرئ حول برنامج السفراء الشباب، كما عقد سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية لقاء موسعا مع المشاركين في النسخة الثانية من البرنامج. ويحفل البرنامج بالعديد من الورش التدريبية وحلقات العمل على مدى 5 أيام.
تطوير القدرات والمهارات
ويعد مشروع السفراء الشباب ضمن المشاريع الإنمائية في الخطة الخمسية العاشرة والذي يندرج ضمن برنامج تعزيز المشاركة الشبابية وتطوير القدرات والمهارات الشبابية، حيث أطلقته وزارة الثقافة والرياضة والشباب العام الماضي في نسخته الأولى، وحقق أهدافه في تأهيل (75) شابا وشابة في المجالين القيادي والدبلوماسي لتعزيز حضورهم في المحافل الإقليمية والدولية، وتعريفهم بالمبادئ الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها وآلية عملها، بما يسهم في ربط الشباب بالعالم الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية
ويعرف نموذج الأمم المتحدة للشباب بأنه جلسة محاكاة صورية لموضوعات الأمم المتحدة بمشاركة (100) شاب وشابة وحضور ممثلين عن مؤسسات حكومية وخاصة ومنظمات دولية وأكاديميين ورواد أعمال شباب، يحاكون من خلالها آلية عمل الأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية: كالجمعية العامة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي الاجتماعي، والهيئات التابعة لها، بحيث سيتولى الشباب أدوار دبلوماسيين ومتحدثين رسميين لدول ومنظمات مختلفة ويتم إجراء مناقشات ومفاوضات حول أهم القضايا التي تواجه الشباب اليوم، وصياغة قرارات تعكس جدول الأعمال أو الموضوعات التي تم العمل عليها.
ويقوم الشباب بلعب دور السفراء لدولة معينة “كأعضاء وفود” وإلقاء خطابات حاملين بالكامل رأي الدولة التي يمثلونها، ومن ثم التفاوض مع الحلفاء والخصوم حول القضية محل النزاع ينتهون بذلك إلى صياغة قرارات تخدم المجتمع الدولي، ويتم إدارة الجلسات والمحاور وفقا لقواعد الأمم المتحدة في إدارة الجلسات، كما يقوم الشباب بلعب دور السفراء في نموذج الأمم المتحدة، ويقومون ببحث المشكلة التي سيعالجها المجلس أو اللجنة المنعقدة، وبذلك يتعلم المشاركون في نموذج الأمم المتحدة كيف يتحرك المجتمع الدولي إزاء الموضوعات التي تثير قلقه، ويشمل ذلك السلام والأمن، وحقوق الإنسان، والبيئة، والغذاء والجوع، والتطور الاقتصادي والعولمة.
ويقوم أيضا “أعضاء الوفود” بالنظر عن قرب إلى احتياجات الدول التي يمثلونها في الحدث، وأهدافها وسياستها الخارجية، وإن الرؤى التي يجنونها من خلال استكشافهم للتاريخ والجغرافيا والثقافة والاقتصاد والعلوم تسهم في صحة المحاكاة عندما تبدأ عملية لعب الأدوار، كما إن معرفة أعضاء الوفود ببلادهم بشكل متعمق تضمن تجربة حية لا تنسى.