نظمت اللجنة الأولمبية العُمانية -ممثلة في اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين بالتعاون مع السفارة الفرنسية بسلطنة عُمان- الجلسة الحوارية “المرأة والرياضة”، وذلك تزامنا مع بدء العد التنازلي لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها الـ33 بباريس 2024، وتأتي الجلسة الحوارية في إطار تضافر الجهود المحلية والدولية لتعزيز دور المرأة في الرياضة، وتبادل الخبرات والتجارب لتحقيق مستقبل رياضي أكثر شمولية وتوازنا، وأقيمت الجلسة الحوارية في القاعة الرئيسية لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر برعاية السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية رئيسة اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين، بحضور سعادة فيرونيك أولانيون سفيرة جمهورية فرنسا المعتمدة لدى سلطنة عُمان.
وتمت استضافة ست متحدثات بارزات استعرضن تجاربهن في مجال تمكين المرأة من خلال الرياضة وهنّ سعادة الإسماعيلية نائبة رئيس اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين، ورميثاء البوسعيدية مذيعة وناشطة، ونور الهدى المنذرية مغامرة رياضية، والفارسة اليقين الكندية، ولاعبة رفع أثقال مروى الوضاحية، ونيها ديشموك مدربة يوجا، وقد قدمن رؤى وقصص نجاح حول كيفية تعزيز مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية وتحقيق التوازن بين الرياضة والحياة المهنية والشخصية، وهدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة في الرياضة، وتبادل الخبرات والرؤى الملهمة التي تسهم في دعم المرأة لتحقيق إنجازات رياضية متميزة، كما سعت الجلسة إلى زيادة الوعي بدور الرياضة في تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في بناء مجتمع أكثر توازنا.
تحقيق المساواة في الأولمبياد
وقبل انطلاق الجلسة القت سعادة فيرونيك أولانيون سفيرة جمهورية فرنسا المعتمدة لدى سلطنة عُمان كلمة قالت فيها: أنا سعيدة لمشاركة القصص الرياضية الناجحة مع كوكبة من النساء العمانيات والطموحات في المجال الرياضي، وأشكر اللجنة الأولمبية العُمانية ممثلة في اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين وجمعية الصداقة العمانية الفرنسية على تنظيم الجلسة الحوارية التي منحتنا نوعا من تجديد النشاط والقوة، وتأتي هذه الجلسة في إطار الاستعداد لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 بباريس، وقبل أسابيع قليلة تناقشت مع فريقي للبحث عن أفضل السبل للاحتفال بالأولمبياد في سلطنة عمان وبطريقة هادفة، ورأينا أنه من خلال تنظيم جلسة حوارية نسائية، وفي الجانب الآخر الرياضة تجمعنا بطريقة قوية للغاية مهما كانت لغتنا وثقافتنا وأعمارنا، وأدركت ذلك مرة أخرى عندما شاركت في مباراة ودية لكرة القدم نظمتها وزارة الخارجية، والتي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على الكثير من ردود الفعل الإيجابية، وبالنسبة للرياضة في فرنسا تعتبر أحد أفضل سفرائها، ولنأخذ اللاعب الذي أنتقل مؤخرا إلى نادي ريال مدريد الأسباني كيليان مبابي على سبيل المثال، فهو ليس لاعبًا مميزا فحسب، بل إنه أيضًا يجسد ويمثل فرنسا البلد المتنوع والمنفتح على العالم.
وتابعت: تسعى السفارة الفرنسية في سلطنة عمان إلى تنويع أوجه التعاون بين فرنسا وسلطنة عمان، وشجعنا العمانيين للسفر إلى فرنسا هذا الصيف، وفي مجال الرياضة، خصصنا جلسة حوارية للتركيز على الرياضة النسائية، وفي الأيام المقبلة، سننشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو عن التعاون العماني الفرنسي في مجال ركوب الخيل، وقررنا التركيز على مشاركة المرأة في الرياضة، لأنه على الرغم من التقدم القوي الذي تم تحقيقه في جميع أنحاء العالم، لا يزال هناك تحيز ضد المرأة في هذا الصدد، واحتفل الكثير منا بالأولمبياد عندما تضمن ألعاب المساواة الكاملة بين الرجال والنساء، ومنذ 100 عام أقيمت الألعاب الأولمبية في باريس، ولم يُسمح للنساء بالجري أو السباحة أو الرمي أو اللعب، ولأكثر من قرن من الزمان ناضلن من أجل حقهن في أن يكونّ في دائرة الضوء في الأولمبياد، وأتمنى أن يساهم هذا الحدث في تمكين المزيد من النساء من المشاركة فيه، ودعم وسائل الإعلام أمر أساسي ومهم لتمكين المرأة رياضيا، ونحن بحاجة إلى التعاون المشترك في المجال الرياضي أكثر من أي وقت مضى، ونحتاج إلى بناء الجسور بيننا حول القيم المشتركة، مثل التمكين والمساواة، وعلى صعيد شخصي أكثر، بما أنني على وشك مغادرة سلطنة عمان بعد ثلاث سنوات استثنائية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر المرأة العمانية التي ألهمتني وتعلمت الكثير مهنا وادعوها للتمسك بشغفها وأن تكون بمثابة قدوة للأجيال القادمة لتحقيق المساواة الحقيقية.
تمكين المرأة العمانية
من جانبها استعرضت سعادة الإسماعيلية، دور اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين في دعم وتشجيع المرأة على المشاركة في الأنشطة الرياضية، وتحدثت عن تجربتها الشخصية في المجال الرياضي، مشيرة إلى التحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها، وأوضحت أيضا أهمية دعم المرأة الرياضية من خلال البرامج والمبادرات التي تعزز مشاركتها في مختلف الأنشطة الرياضية، وتمكين المرأة العمانية للوصول إلى دورات الألعاب الأولمبية لتواكب الإنجازات الرياضية العالمية، وقصص النجاح التي استعرضت في الجلسة تقدم حافزا ودافعا كبيرين للكثير من الرياضيات الشغوفات ليبذلن المزيد من الجهد على أنفسهن والتمسك بالإصرار والعزيمة وتخطي الحواجز والتحديات من أجل تحقيق طموحاتهن، والمجال الرياضي النسائي بشكل خاص يشهد أنواعا مختلفة من التحديات وفي بعض الأحيان يثبط من عزائم الرياضيات، وأكدت على أن كل تحد له حل مهمها بلغت حدته، والمرأة العمانية كانت وما زالت نموذجا يحتذى به في مختلف المجالات والقطاعات وليس الرياضية فقط، والتطور الكبير الذي تشهده الرياضة النسائية في سلطنة عمان خير مثال على ذلك، والمرأة قادرة على تحقيق المزيد في ظل توفر البيئة المناسبة للقيام بوظائفها الرياضة على أكمل وجه، وحضر الجلسة عدد من الأكاديميات الرياضية ليستفيد من الخبرات المشاركة في الجلسة ووضع تصورات وخطط استراتيجية تأهل المرأة للتواجد في المحافل الرياضية الدولية.
تجارب وخبرات متنوعة
بينما تحدثت رميثاء البوسعيدية مذيعة وناشطة عن دور وسائل الإعلام في دعم الرياضة النسائية وكيفية استخدام الإعلام كأداة فعّالة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة الرياضية والتحديات التي تواجهها، كما شاركت المغامرة الرياضية نور الهدى المنذرية تجربتها كمتسلقة جبال ومغامرة، وأهمية تحدي الصعاب وتخطي الحواجز لتحقيق الطموحات الرياضية، مؤكدة على أهمية الدعم المجتمعي والعائلي في تمكين المرأة.
من جانبها استعرضت اليقين الكندية تجربتها كفارسة، والتحديات التي واجهتها في هذا المجال، وكيفية تحقيق التوازن بين شغفها بالرياضة وحياتها الشخصية والمهنية. وتحدثت مروى الوضاحية عن تجربتها كلاعبة رفع أثقال، وأهمية القوة الجسدية والنفسية في تحقيق النجاح الرياضي، والتحديات التي تواجها المرأة في الرياضات القوية، كما شاركت نيهاك ديشموك خبرتها في رياضة اليوجا، وأهمية اليوجا في تعزيز الصحة البدنية والنفسية للمرأة، وكيفية استخدام اليوجا كأداة لتحقيق التوازن في الحياة العامة.