بين العدد الكبير من دور النشر المشاركة بمعرض مسقط الدولي للكتاب في الدورة 28 لفتت انتباهي إحدى دور النشر، وهي دار «ويلوز هاوس» من جمهورية جنوب السودان، إذ تكادُ تكون هي الدار الوحيدة في البلاد التي لها مشاركات دولية في المعارض، ما لفت الانتباه هو استعادة شريط الذكريات، فلم يكن هذا اللقاء الأول بهذه الدار، بل كان هناك لقاء مع صاحبتها «جاتا ويلو يمبا» في معرض الشارقة الدولي للكتاب قبل 3 أعوام، حيث أوصاني أحد الأصدقاء باستلام نسخ من رواياته التي طُبعت عندهم، والدار التي عمرها 4 سنوات أثبتت حضورها الدولي بالمشاركات في المعارض الدولية وتحط رحالها ورحال التجربة الإفريقية عموما والسودانية خصوصا في رحاب مسقط.
وبينما أتابع البرنامج التلفزيوني «الفهرس» الذي يبث مباشرة يوميا خلال أيام معرض مسقط الدولي للكتاب وتقدمه الإعلامية أمل السعيدية عبر قناة «عمان الثقافي»، وجدت تقريرا عن مشاركة الدار، عَكَسَ طبيعة المشاركة وما تقدمه من عناوين، وتقول صاحبة الدار «جاتا ويلو يمبا» الكاتبة والصحفية في حوارها مع الإعلامي إدريس البشري من فريق برنامج الفهرس: «تعتبر الدار حديثة، فقد انطلقنا منذ 4 سنوات، ونعد ثاني أكبر دار نشر بجنوب السودان، وبالنسبة لنا فإن المشاركة في المحافل الخارجية يمثل مسؤولية التعريف بالأدب والثقافة السودانيَّين والثقافة الإفريقية الموجودة في جنوب السودان التي تُكتب باللغة العربية لذلك نحن نهتم بالمشاركة في المعارض العربية».
وتابعت: «نسعى في دار (ويلوز هاوس) كما أشرت للتعريف بالأدب الإفريقي لذلك فإن لدينا إصدارات سنوية تصل إلى 60 عنوانا جديدا كل عام، وهي إصدارات متنوعة لكتاب سودانيين، سواء من شمال السودان أو جنوب السودان، ترصد أفكارهم وإبداعاتهم في الأدب السوداني عموما، الرواية، الأدب، السياسة، والعلوم، فنحن نعتبر انعكاسًا لهذه الأعمال على الوطن العربي أو القارئ العربي، ووجدنا من خلال مشاركاتنا إقبالًا كبيرًا جدًا وفضولًا لمعرفة الأدب السوداني والإفريقي وكيف يفكر هذا الكاتب والشعب السوادني، ولا أنسى أن لدينا كاتبة كبيرة في جنوب السودان هي (إستيلا قايتانو) حاصلة على جائزة القلم البريطانية، إضافة إلى كتاب آخرين غير معروفين في الوطن العربي، فهنا تكمن مسؤوليتنا في التعريف بهم من خلال هذه المشاركات التي تصل إلى القارئ العربي».