في يومه التاسع:
عمان :في معرض مسقط الدولي للكتاب بنسخته الثامنة والعشرين، يتخلل الردهات والممرات الجمهور المبعثر إلى كل اتجاه، حيث تتناغم الألوان والأصوات بأجواء من الحيوية والحماس.. نساء يدفعن عربات الأطفال وقد تكدست بالكتب والروايات، وفتيات يسحبن خلفهن حقائب السفر التي تضج بقصص وروايات وكتب تعكس أحلامهن وآمالهن المنتظرة، في أجواء تكتنفها ضحكات مفعمة بالبهجة والتفاؤل.
عند دخولك إلى معرض الكتاب، سترى التنوع الهائل للكتب المعروضة وستشعر بالتواصل الواضح بين الزوار وهذه الكتب. ويبدأ التفاعل في الصفوف والأروقة المزدحمة بالزوار الباحثين عن المحتوى الخاص بأذواقهم، وتحمل كل زاوية مفاجأة جديدة، ويروي كل كتاب قصة خاصة. ويحتوي المعرض على مجموعة واسعة من الكتب التي تغطي مختلف المجالات والمواضيع. ليجسد العمق الثقافي وحب القراءة، كما يفسح المجال للزائرين للتعبير عن آرائهم بما يعكس التواصل الاجتماعي والتفاعل الثقافي.
وفي كل زاوية، يوجد بائع يقف بجانب سرادقه المزخرف بأرفف للكتب الملونة والمنوعة والمرتبة بحسب أولويات دار النشر، ليجذب الزوار بوسائل شتى، فيضفي على جو المعرض نكهة خاصة من البهجة والتآلف. وفي كل ناحية، يتجول الأطفال محملين بأكياسهم في أيديهم أو على أكتافهم، تحمل فيها كتبا وألعابا تعليمية وقصاصات وهدايا من الرعاة والداعمين، ويبدو تجولهم وكأنهم وسط سحابة من المغامرات والحكايات الخيالية.
وبين كل جناح وجناح تتهادى إلى الآذان، همسات الحوارات الثقافية، والجلسات الفكرية لإثراء ذاكرة الزمان والمكان، وتعمل فعاليات المعرض من ندوات وورش للعمل على توفير بيئة مناسبة للحوار وتبادل الأفكار بين الزوار والكتّاب والناشرين، لتضع نكهتها الخاصة وبصمتها المميزة في هذه النسخة من المعرض بمعرفة وثقافة جديدة تجسد التواصل بين جمهور الكتب وحضور الفعاليات المصاحبة.