أسبوع على الحدث الثقافي الأبرز
جعلت طالبات المدارس من يوم الثلاثاء يوما شديد الزحام، وعلى الرغم من مرور أقل من نصف ساعة على فتح الأبواب، ملأت جموع الطالبات الغفيرة الساحات الخارجية والداخلية والممرات المؤدية إلى الأروقة.
يقيم الكتّاب المفضلون لهؤلاء الفتيات حفلات توقيع بالضبط في الموعد المخصص لزيارتهن لمعرض الكتاب؛ فكل الأسهم اليوم تشير إلى القاعة التي يجلس فيها فارس عاشور ليوقّع لهن على كتابه «بقولكم قصة٢».
في لحظة ما هرول الجميع، وعلا الصخب في بهو المعرض، كان عاشور قد مرّ للتو عبر السلالم الكهربائية المؤدية إلى قاعة التوقيع، لكن الطالبات يقلن إنهن تتبعن السلالم والأسهم والإشارات وكل الطرق المختصرة، ولم يجدن القاعة المنشودة، ولا التوقيع المنشود.
يمكن القول إن زائرات المعرض صباح اليوم كن يتشاركن الهدف نفسه من زيارة المعرض (الحصول على تواقيع) فليس عاشور وحده من جاءت الجموع الغفيرة لأجله، فهناك أحمد شامل ورند دالاتي وغيرهم ممن اشتهروا على وسائل التواصل الاجتماعي، فاعتبرهم الشباب نماذج عليا وقدوة، فمتى ما صدر لهم كتاب جديد، تكون الشابات -اللاتي يقلن إنهن سيصبن بالانهيار إن لم يأخذن نسخة أو توقيعًا- على أهبة الاستعداد.
لا تشتري الطالبات إلا ما جئن من أجله، لكنهن لا يمانعن إن قدّم الناشر عرضًا مشوقًا لرواية جريمة حدثت في الغرفة أو لرواية رعب يبيعها وهذا ما تفعله دار مجرة للنشر والتوزيع فتتهافت الفتيات للإنصات، إلى جانب الدفاتر والمذكرات الملونة التي لا تحتاج طبعًا إلى ترويج بالنسبة للفتيات الصغيرات.
في الممر أمام دار مجرة تقول مريم الهادية لقريناتها بصوت مسموع: (أوڤر) أي تجاوز الحد، فسألتها ما الذي تجاوز الحد؟ فقالت «الهبَّة» أو «مع الترند» وهوس الحصول على التوقيع من كاتب هو في الأصل يقدّم محتوى على اليوتيوب -حسب تعبيرها- وأكدت أنها حريصة جدا في اختيار الكتب ولديها حساسية من الكتّاب الجدد الذين صنعتهم وسائل التواصل الاجتماعي.
واستمرت فعاليات اليوم السادس لمعرض مسقط الدولي للكتاب بجلسات حوارية ونقاشية ومحاضرات وندوة «التشبث بالأرض في الأدب الفلسطيني» شارك فيها الأستاذ صبحي حديدي (سوريا)، والأستاذ عادل الأسطة (فلسطين)، والأستاذ فخري صالح (الأردن)، وأدارها الإعلامي سليمان المعمري. وجلسة حوارية بعنوان قراءات في الأدب العماني الحديث شارك فيها السعودي حامد عقيل، وأدارها عوض اللويهي، كما أقام النادي الثقافي جلسة حوارية بعنوان «الحرب على الصحفيين في غزة» شارك فيها الأستاذ الدكتور عبدالله الكندي والأستاذ الدكتور نور الدين ميلادي وأدارها عاصم الشيدي رئيس تحرير جريدة«عمان».