يسهم في البناء الفكري والمعرفي
ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، أقامت الجمعية العمانية للمسرح اليوم ندوة بعنوان «مسرح الطفل وأبعاده التربوية»، شارك فيها كل من د. كاملة الهنائية، ويوسف البلوشي رئيس فرقة مزون المسرحية، ود. رحيمة الجابرية عضوة مجلس إدارة الجمعية العمانية للمسرح، ود.عماد الشنفري رئيس الجمعية العمانية للمسرح، وأدارت الندوة الإعلامية المها العادية.
«الفارس الشجاع»
وكانت البداية مع د. كاملة الهنائية، متحدثة في البداية عن تدريسها لمقرر مسرح الطفل في جامعة السلطان قابوس، إذ قالت: «صناعة مسرح الطفل عِلْم، ينشأ من المدرسة، في بعض الدول يكون مسرح الطفل أساسيا منذ التنشئة، ولطالما حضرت عروض أطفال في الخارج، وقبل بداية العرض كان الأطفال يتهامسون فيما بينهم للسكوت فالعرض سوف يبدأ بعد قليل،هذه الثقافة ربما نفتقدها، ويفتقدها أبناؤنا، ولن يتطور مسرح الطفل إذا لم تكن هناك دراسة حقيقية للطفل، ودراسة حقيقية لعلوم المسرح، الموهبة عامل أساسي بكل تأكيد، لكن يجب أن تُصقل بالدراسة، اليوم نحن بحاجة إلى خريجي مسرح وابتعاث طلبة لدراسة المسرح».
وأضافت: «التجارب المسرحية العمانية الخاصة بالطفل مبعثرة، أول عرض مسرحي للطفل كان من تقديم النادي الأهلي بعنوان (الفارس الشجاع) عام 1972، وهناك اهتمامات أخرى، حاولت في هذا الكتاب أن أسلط الضوء على هذه الجهود، ومراحل تطورها من البداية المتواضعة إلى المرحلة الحالية المتقدمة، أخيرا لا بد من ذكر أن المهرجانات التي أقيمت للطفل في سلطنة عمان كانت أغلبها بجهود أفراد وفرق أهلية وربما دفعوا من جيوبهم لإقامتها، فلهم كل الشكر، فلولاهم لما كان هناك حراك مسرحي للطفل في عمان».
مهرجان مزون
فيما تحدث يوسف البلوشي عن تجربة فرقة مزون المسرحية بمهرجان «مزون لمسرح الطفل»، قائلا: «نحن بحاجة إلى مهرجان مؤسسٍ بشكل حقيقي، قد خضنا تجربة إقامة مهرجان في فرقة مزون المسرحية، بداية في عام 2007 وكانت تجربة جديدة مثرية حقيقة على المستوى المحلي، وبعدها بسنوات قدمنا النسخة الثانية كنسخة عربية، وفي عام 2016 كانت نسخة مهرجان مزون لمسرح الطفل الدولية، وإلى الآن لم تُقم نسخة أخرى، الموضوع مرتبط بالعديد من الظروف، فمسرح الطفل بحاجة إلى الكثير من التجهيزات والتفاصيل الدقيقة المكلفة، ولا بد أن تتبناه جهة حكومية، فمسرح الطفل صناعة تختلف تماما عن مسرح الكبار، التكلفة المادية كبيرة جدا تنصب في الديكورات المبهرة، والأزياء المتخصصة، والموسيقى والأغاني والاكسسوارات، أنت تخاطب طفلا قد يشعر بالملل سريعا فيتشتت، فيجب إبهار الطفل طيلة العرض، ومن التحديات الأخرى عدم وجود المسارح المناسبة لإقامة عروض الطفل، الأمر مجدٍ بكل تأكيد فمن خلال تجربتي أرى أن الطفل شغوف بالعروض المسرحية، كنا أحيانا نقدم عرضين لمسرح الطفل في يوم واحد نظرا لشدة الإقبال وامتلاء المدرجات، لذلك أقول إننا بحاجة إلى تَبَنٍّ حكومي لمسرح الطفل، فالشركات التي نخاطبها يكون تجاوبها ضعيفا جدا ولا تولي أهمية للمسرح».
رهانٌ بالدعم والشغف
بدورها قالت د. رحيمة الجابرية: «قطاع المسرح في سلطنة عمان جاذب للفرجة، ومسرح الطفل صناعة مهمة، وهي صناعة مغيبة نوعا ما، رغم المحاولات من بعض الفرق لإنعاشه، ولكن بالمجمل يبقى مسرح الطفل مرهونا بالدعم المالي وحماس الشباب، وهذا لا يكفي، هذه الصناعة مهمة للطفل وتنمي حس النقد لديه والمفاضلة بين العروض، تنمي لديه الجرأة، والنطق، وجموح الخيال فربما يحول ما يقرأه من قصص إلى مشهد مسرحي ملهم، هنا لا بد من استثمار ذلك الشغف والحب والخيال، ولكن للأسف أستطيع القول إننا في سلطنة عمان لا توجد لدينا إلى الآن جهة تعنى بـ (ثقافة الطفل)، وهذا الغياب يعطل الكثير، ويساهم في غياب الوعي المجتمعي بأهمية المسرح الأمر الذي يؤدي إلى تعطل الحركة المسرحية الخاصة بالطفل، وكذلك غياب دور الإعلام في إبراز أهمية مسرح الطفل». وقالت في سياق حديثها: «علينا تأسيس حب المسرح للناشئة، الطفل اليوم رهين البيت والجدران الأربعة وأجهزة الهاتف والأجهزة اللوحية، لا بد من أن يصل المسرح إليه من خلال تلك الأجهزة».
الكتابة الجيدة
وتحدث د. عماد الشنفري عن مستويات الكتابة الخاصة للطفل، قائلا: الكتابة للطفل كتابة صعبة دقيقة وحذرة في نفس الوقت، ويجب أن يعرف الكاتب لمن يكتب، ومن يخاطب، هل الطفل دون سن السابعة؟ أو الطفل ما بين السابعة والثالثة عشرة؟ أو أكبر من ذلك؟ كل هذه المستويات الثلاثة لها محاذيرها وأسلوبها الخاص». وأضاف: «الكتابة الجيدة لمسرح الطفل شحيحة، والجيد منها يتجاوز حدود البلد الواحد ويعبر البلدان برؤى إخراجية مختلفة، ومن ذلك النص الذي كتبته (مملكة النحل) الذي فاز بالمركز الأول في الهيئة العربية للمسرح، ونصوص أخرى عبرت الحدود».