3.19 مليون دولار دعم لإنشاء مرافق حديثة من الطراز العالمي لـ 7 سنوات

“الفيفا” يشيد بالخطوات التي يقوم بها الاتحاد العماني لكرة القدم

إنشاء مركز متخصص للمنتخبات الوطنية في صلالة ومبنى تجاري في السيب
أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالخطوات التي يقوم بها الاتحاد العماني لكرة القدم لتطوير اللعبة، وأكد في تقرير له أن نجاح سلطنة عُمان في العديد من المسابقات وفي استضافة مباريات محلية ودولية يشكل عبئا ماليا متزايدا على الاتحاد العماني لكرة القدم، إلى أن وجد هذا الأخير الحل الأنسب مع الدورة الأولى من خلال برنامج “فيفا فورورد”، وذلك من خلال مشروع المبنى الفني ومبنى إقامة اللاعبين، الذي تم تشييده بالقرب من مقر الاتحاد العماني لكرة القدم، بجانب استاد السيب الرياضي وعلى بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من المطار، مما وفَّر على أسرة كرة القدم العمانية أكثر من 1.5 مليون دولار أمريكي سنويا بقدر ما ضمن لسلطنة عمان منشأة رياضية يستفيد منها اللاعبون والمسؤولون والأندية والمندوبون.

ويُقدِّم هذا المركز الدعم الفني اللازم، فضلا عن كونه مسرحا لإقامة الندوات والدورات وورش العمل للحُكام والمدربين دون الحاجة إلى فنادق، كما أن اجتماعات الاتحاد العماني لكرة القدم ومؤتمراته أصبحت تُعقد في مقره. وذكر “الفيفا” في تقريره الذي نشره في موقعة الرسمي أن التمويل الذي حصل عليه الاتحاد العماني لكرة القدم بلغ 3.19 مليون دولار أمريكي لفترة سبع سنوات، شكَّل فرصة أمام الاتحاد العماني لإنشاء مرافق حديثة من الطراز العالمي، فضلا عن جعل عملياته أكثر نجاعة من الناحية المالية.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” قد أعلن العام الماضي بأن الاتحاد العماني لكرة القدم مؤهل للحصول على تمويل إضافي بنسبة 29% للسنوات الأربع القادمة من برنامج “فيفا ورورد”. وذكر “الفيفا” أن الاتحاد العماني لكرة القدم قد حصل خلال الفترة من 2019 إلى 2022 ما مجموعه ستة ملايين دولار أمريكي

مشاريع جديدة
ويسعى الاتحاد العماني لكرة القدم لإقامة مشاريع جديدة ووقع في وقت سابق اتفاقية شراكة مع الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال تدعم بموجبه الشركة مشروع الصالة الرياضية في سكن المنتخبات الوطنية؛ بمبلغ قدره 100 ألف ريال عماني، وهو من المشروعات الاستراتيجية المستدامة الرامية لتحقيق أهداف فنية ومالية وإدارية، ويمول الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” المشروع بقيمة مالية بلغت مليونا و800 ألف دولار، ويعكس مستوى الثقة والعلاقة بين الاتحادين، ويوفر المشروع بيئة مثالية لتجمعات المنتخبات الوطنية، ويضم المشروع مرافق حيوية، ويقدم خدمات احترافية تهدف لترقية المستويات الفنية للاعبين والمدربين والحكام، ويحتوي المشروع على غرف لسكن المنتخبات، بالإضافة إلى توفير كافة مستلزماتهم طوال فترة إقامتهم، مثل استراحات، وقاعات، وصالة رياضية، وحمام سباحة، إضافة إلى مرافق أخرى للإدارة والخدمات؛ على مساحة 4,700 متر مربع تقريبا.

دراسة مشروع إداري مستقل
ويدرس مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم في اجتماعه القادم مشروع إنشاء مبنى إداري مستقل للاتحاد وملحق به مول تجاري في استاد السيب الرياضي بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وكذلك مناقشة مشروع مركز المنتخبات الوطنية وفق رؤية مستقبلية، حيث يأتي المشروع كمركز متخصص في كرة القدم، وسيتم تمويله من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إضافة إلى تعاون مشترك مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبعض الشركات الاستثمارية وسيقام هذا المركز في محافظة ظفار والهدف منه توفير البيئة الرياضية لمعسكرات المنتخبات الوطنية وخفض النفقات وتوفير الموارد المالية.

ويأتي مشروع مركز المنتخبات الوطنية ضمن مشاريع الهدف التي يمولها الفيفا، وبدأ مشروع الهدف في سلطنة عمان في عام 1998 حيث حرص الاتحاد العماني لكرة القدم على الاستفادة من هذا المشروع المهم في تطوير قطاع المراحل السنية لصغار اللاعبين وقد تمت الموافقة على ذلك وبدعم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشكل مجلس إدارة الاتحاد فريق عمل مكونا من بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وبعض العاملين لوضع الخطوات التنفيذية للمشروع، حيث أنشأ عددا من مدارس تعليم كرة القدم بالمحافظات والمناطق في عدد من المجمعات الشبابية والأندية الراغبة في ذلك، وبدأ العمل باستراتيجية تطوير قطاع المراحل السنية في مطلع عام 1999 بفتح خمسة مراكز على مستوى المحافظات والمناطق واختير لها صغار اللاعبين المتميزين من دوري الناشئين وفق المعلومات والمتابعة التي تمت من قبل المدربين الوطنيين المكلفين بذلك، حيث شملت الجوانب التربوية والفنية مع التركيز على أساسيات كرة القدم والتقدم بها تدريجيا إلى مرحلة بناء الفريق واللعب الجماعي، واستمرت فترة الإعداد لمدة خمسة أشهر ونظمت مباريات بين المراكز بمتابعة وإشراف دائرة الشؤون الرياضية بالمحافظات والمناطق والاتحاد العماني لكرة القدم إلى أن تم اختيار ثلاثين لاعبا بالمركز الرئيسي بمحافظة مسقط والذي استمر فيه العمل لمدة شهر وبنهايته تم تكوين المنتخب الوطني للناشئين في تلك الفترة.

وفي عام 2000 تم افتتاح عشر مدارس كروية على مستوى المدارس التعليمية بالمحافظات والمناطق واستمرت في عملها لمدة 6 أشهر بعد موافقة وزارة التربية والتعليم وأشرفت عليها كوادر فنية وإدارية وطنية، وكون فريق عمل من بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والعاملين بالاتحاد للمتابعة الميدانية والتقييم الفني.

وفي عام 2001 تم افتتاح 13 مدرسة والتي استمرت في برنامجها ومنهجها التدريبي الذي وضع تحت خبرات متخصصة في مجال النشء وأشرف على تدريبها مدربون وطنيون تزامن تأهلهم مع برامج التطوير منذ عام 1999 وقد حضر هؤلاء المدربون برنامج الدورات والتأهل تحت إشراف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبحد أدنى المستوى (ج) حسب المنهج التدريبي للاتحاد الآسيوي.

وفي عام 2002 ارتفع عدد المدارس إلى 24 مدرسة وقد أحدثت هذه المدارس نقلة نوعية في المسائل التربوية والمستوى الفني للاعبين المشاركين في أنشطة الاتحاد للمراحل السنية، كما نُظم مهرجانان لمنتخبات المدارس لتعليم كرة القدم بالمحافظات والمناطق بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في يناير عامي 2002 و2003 واختير منها أفضل العناصر التي كونت منتخبنا الوطني للناشئين للعامين المذكورين، ونظم المهرجان الثالث خلال الفترة من 23 يناير وحتى 2 فبراير 2004 بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ونظم المهرجان الرابع في يناير 2005 وشارك البراعم في المهرجان الآسيوي الرابع 2005 م.

وعمل الاتحاد جاهدا في إطار تنفيذ الاستراتيجية واستمرارها بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي وافق على الاستمرار في دعم المشروع من عام 2003 إلى عام 2006م. بعد ذلك استفاد اتحاد الكرة من تطوير مكاتب الاتحاد بعد الانتقال لاستاد السيب وكذلك استفاد من مركز العلاج الطبيعي في استاد السيب والملعب الفرعي بالاستاد كما استفاد الاتحاد أيضا من تطوير تقنية المعلومات في الاتحاد، وآخر المشاريع التي استفاد منها الاتحاد العماني لكرة القدم مشروع مبنى الإدارة الفنية وإقامة لاعبي المنتخبات الوطنية باستاد السيب الرياضي، ويتضمن المشروع إنشاء مبنى متكامل للإدارة الفنية ومكاتب وقاعات اجتماعات وسكن للمنتخبات الوطنية يضم 55 غرفة، وصالة للاستراحة وإنشاء مركز للياقة البدنية وأماكن أخرى للسباحة، وسيكون المشروع على مساحة 7000 متر مربع بتكلفة تبلغ 3 ملايين و760 ألف دولار أمريكي.

دعم 211 اتحادا
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” قد أعلن يوم أمس الأول عن تخصيص حوالي 2.8 مليار دولار من مشروع “فيفا فورورد” لـ211 اتحادا وطنيا و6 اتحادات قارية. كما أعلن “الفيفا” دعمه لعدد من الاتحادات الإقليمية، بالإضافة لتمويله أكثر من 1600 مشروع كروي خلال السنوات السبع الأولى (حتى نهاية عام 2022).

وذكر تقرير “للفيفا” نشره عبر موقعه الإلكتروني الرسمي اليوم الجمعة أن 80% من استثمارات البرنامج (أي أكثر من 2.24 مليار دولار) حصلت عليها الاتحادات الوطنية الأعضاء بشكل مباشر، وهو ما يوفر مساهمات أساسية لتمويل العمليات ذات الصلة بأنشطة التطوير الكروية التي تضطلع بها الاتحادات الوطنية، بالإضافة لتمكين هذه الاتحادات من الاستثمار في مشاريع محددة ذات أثر على المدى الطويل لتطوير الجانب الكروي.

وألقى التقرير الضوء علي الاستثمارات بين عامي 2016 و2022 في 8 فئات، حيث ذهبت الحصة الأكبر من الاستثمارات المخصصة للاتحادات الوطنية الـ 211 إلى فئة الإدارة والحوكمة بواقع 448.8 مليون دولار، تليها مباشرة فئة البنية التحتية بمبلغ 415.2 مليون دولار.

وتأتي في المرتبة الثالثة الاستثمارات الموجهة للمنتخبات الوطنية بإجمالي 5. 357 مليون دولار، ومن ثم البطولات 186.1 مليون دولار، والمعدات والتجهيزات التي شهدت تخصيص مبلغ كبير بواقع 1. 181 مليون، وكذلك الأمر بالنسبة لكرة القدم للسيدات بإجمالي 110.9 مليون، وتنمية القدرات التي حصدت استثمارات بقيمة 86.8 مليون.

أما الحصة المتبقية من مخصصات البرنامج، والتي تبلغ 135.6 مليون دولار، فقد ذهبت للمصاريف التشغيلية الكروية وتمويل لم يتم استخدامه. وأوضح التقرير: يعود الفضل في هذه الاستثمارات لتجهيز ما لا يقل عن 577 أرضية لعب جديدة وإنشاء 208 مسابقات جديدة، وهو ما ساهم في توفير فرص لأكثر من 300 ألف رجل وسيدة من مختلف أرجاء العالم لممارسة لعبتهم المفضلة.

وقال السويسري جياني إنفانتينو رئيس “الفيفا”: تعهدنا باستخدام أرباح كرة القدم بشكل يعود بالفائدة على اللعبة حول العالم، وعلى الفتيات والفتيان، والسيدات والرجال، وقد أوفينا بعهدنا، فالاستثمار في كرة القدم مسؤوليتنا والتزام ملقى على عاتقنا، وأكد إنفانتينو: منحنا برنامج “فيفا فورورد” هيكلية للقيام بذلك وفق نهج سليم وشفاف، إذ زادت نسبة الاستثمارات منذ عام 2016 سبعة أضعاف في غضون سبع سنوات، لكن عائداتنا لم ترتفع بنفس النسبة في نفس الفترة، ويظهر ذلك أن (الإنجاز) لا يقتصر على إيصال الدعم بشكل صحيح، بل يتم الإشراف عليه

ومراقبته حرصا منا على تطوير مستدام لكرة القدم على المدى الطويل.

من جانبه، قال ماتياس جرافستروم، الأمين العام المؤقت “للفيفا”: يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم بشكل يومي مع كافة الاتحادات الوطنية من خلال برنامج (فيفا فورورد) في سبيل تطوير كرة القدم، بحيث تشكل هذه الجهود المستمرة على كافة المستويات الأساس الذي يقوم عليه نجاح لعبتنا. ومن شأن الأثر الذي نلمسه عبر هذا البرنامج أن يساعد على حماية هذا النجاح وضمان سيرورته لأجيال المستقبل.