أكثر من 1800 متسابقًا ومتسابقة
اختتمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب فعاليات النسخة الرابعة للمهرجان السنوي للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وشهد المهرجان منذ انطلاقته تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والمسابقات الرياضية، وسجلت هذه المسابقات تفاعلا كبيرا ومشاركة واسعة أكدت نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه. وجاء إقامة المهرجان تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتمحورت الرؤية الاستراتيجية للمهرجان حول إيجاد مجتمع واعٍ ومتماسك ومتمكن اجتماعيا واقتصاديا يحوي كلا من المرأة والشباب وذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجا، ورفع ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة للترفيه والصحة والمنافسة وطنيا ودوليا.
تنوُّع الفعاليات
في بداية حفل الختام، ألقت اللجنة المنظمة للمهرجان كلمة قالت فيها:أشارت تقارير الأمم المتحدة بأنه يعيش أكثر من مليار شخص، والذين يمثلون 15% من عدد سكان العالم الذي يُقدّر بـ8 مليارات نسمة، مع شكل من أشكال الإعاقة، وتوجد نسبة 80 % من حالات الإعاقة في البلدان النامية، كما تظهر الأدلة والتجارب العملية أنه عند إزالة العوائق التي تحول دون إدراج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية، فإن المجتمع يستفيد بأكمله، في حين تلك الحواجز التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة تضر بالمجتمع ككل؛ لهذا فتوفير التسهيلات لهم أمر ضروري؛ لتحقيق التقدم والتنمية للجميع.
وقد أولت سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بالأشخاص ذوي الإعاقة، فأنشأت لهم المرافق التي تقدّم الخدمات الصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية في مختلف المحافظات، كما أعدت البرامج المتخصصة لرعايتهم وتمكينهم، وأهّلت الكوادر الوطنية للإشراف على برامجهم وتدريبهم ودمجهم في المجتمع، وقد بلغ عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة العمانيين 42 ألفًا و304 أفراد حسب بيانات التعداد الإلكتروني عام 2020، مشكلين بذلك ما نسبته 1.55 بالمائة من إجمالي العمانيين، وحوالي ربع الأشخاص ذوي الإعاقة تم تسجيلهم في محافظة شمال الباطنة حيث بلغت نسبتهم 22.2 بالمائة من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة، تليها محافظة مسقط بنسبة 15.9 بالمائة، ومن ثم محافظة الداخلية بنسبة بلغت 14 بالمائة، في حين أن النسبة الأقل جاءت في محافظة الوسطى.
كما يأتي المهرجان السنوي الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة كمبادرة وطنية من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالتعاون مع كافة الشركاء في المؤسسات الحكومية المعنية (وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الاقتصاد) والاتحادات المتخصصة واللجان المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، والداعمين من القطاع الخاص؛ لتحقيق توجهات رؤية عُمان 2040 في وجود مجتمع واع متماسك وممكّن اجتماعيا واقتصاديا وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجا، وهذا ما ترجمته أيضا التوجهات الرئيسية للإستراتيجية الرياضة العمانية ضمن أهدافها، رفع ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة للترفيه والصحة والمنافسة وطنيا ودوليا.
كما يعد المهرجان في نسخته الرابعة تحولا جذريا من حيث الكم والكيف مقارنة بالنسخ الثلاث الماضية ويوضح ذلك جليّا من خلال زيادة أعداد المشاركين ونوعية البرامج المنفذة التي تنوعت بين الرياضية والثقافية والفنية والزيارات إلى معالم حضارية والبرامج التوعوية والندوات المتخصصة التي تناقش تطلعات الأشخاص ذوي الإعاقة والتنوع الجغرافي للبرامج عبر المحافظات من خلال المديريات والإدارات التابعة للوزارة، ومن خلال البرامج الإذاعية في المدارس الحكومية والبرامج التوعية التي قدمتها وزارة الصحة في مختلف مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والبرامج التثقيفية التي نفذت عبر الأندية الرياضية، حيث وصل عدد المشاركين في النسخة الرابعة أكثر من 1800 مشارك ومشاركة، ومن المهم أن نفهم احتياجات وتحديات الأشخاص ذوي الإعاقة وأن نعمل معًا، من أجل إنشاء مجتمع أكثر شمولًا وعادلًا للأشخاص ذوي الإعاقة، فالأشخاص ذوو الإعاقة هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العماني، ولهم الحق في المشاركة الكاملة في جميع المجالات، ونحن وجميع الشركاء نعمل على توفير كل الدعم لهم، حتى يتسنى لهم تحقيق طموحاتهم وأهدافهم.
تكوين وعي المجتمع
تبعه كلمة للمشاركين في المهرجان، قالوا فيها: من الرائع أن نكون جزءًا من هذا الحدث الرائع الذي يشكّل تجسيدًا حيًا للمجتمع المتضامن، حيث أظهر المهرجان الفرصة الفريدة التي يتيحها لنا للتألق والتأكيد على قدراتنا المتعددة. من خلال المشاركة في مختلف الفعاليات الرياضية والثقافية والترفيهية ونجد أنفسنا نسطع كنجوم في سماء الإبداع، وهو ما يُعزز الفهم الصحيح لمجتمعنا حول إمكانياتنا وإسهاماتنا القيمة، والرغبة في التفوق والمساهمة تتجسد في هذا الحدث الذي يعد محطة مهمة في رحلتنا نحو تحقيق الذات، ولكن لا يقتصر إسهام المهرجان على تألقنا في مختلف أنشطة وفعاليات المهرجان، بل يتعداه إلى تحقيق تأثير إيجابي في المجتمع برمته.
وقد ساهم المهرجان بشكل كبير في تكوين وعي المجتمع حول قضايانا، مما يعزز فهمًا أعمق وتقديرًا أكبر لتحدياتنا وطموحاتنا، كما أن دعم المهرجان لنا يعد عاملًا أساسيًا لنجاحنا وتأثيرًا إيجابيا في نفوسنا ويعزز هذا الدعم المتواصل من قبل المجتمع والجهات المعنية الوعي بأهمية تمكيننا ودورنا الفعّال في بناء مجتمع يقوم على التضامن والاحترام المتبادل، ونتمنى أن يستمر هذا الحدث المميز في النمو والتألق، مع تطلعنا لمستقبل يشهد تزايدًا في الوعي والتفهم لقضايانا، وأن نكون جزءًا من هذه الرحلة الملهمة نحو مجتمع يحتفي بالتنوع وفق رؤية عمان 2040.
فقرات متنوعة
حفل الختام حفل بالعديد من الفعاليات المتنوعة، حيث قدمت الفنانة التشكيلية صفية بنت عبدالله البهلانية من ذوي الإعاقة الحركية بعض رسومها التشكيلة بمصاحبة العزف الانفرادي بآلة العود قدمها سالم بن جمعة الفارسي من ذوي الإعاقة البصرية في تناغم وطني وإبداعي متناسق أكد ما يمتلكه ذوو الإعاقة من إبداعات ومواهب تشكيلية وفنية واعدة، حيث قدمت خلاله مقطوعات فنية وطنية وعربية أمتعت الحضور، كما كشفت الفنانة التشكيلة صفية البهلانية عن موهبتها الفنية الكبيرة في مجال الفنون التشكيلية واستخدام التقنية الحديثة في عمليات التلوين وتحديد الجزئيات الفنية للأشخاص والمعالم في اللوحة الفنية.
بعد ذلك عرض فيلم وثائقي جسّد محتويات المهرجان الثقافية والاجتماعية والرياضية التي نفذت طوال المهرجان، كما سلط الضوء على أهم المعالم السياحية التي زارها المشاركون، والمسابقات الرياضية التي تنافس فيها الأشخاص ذوو الإعاقة ومنها منافسات كرة السلة بالكراسي المتحركة وألعاب القوى والشطرنج والبولينج وكرة القدم للمكفوفين والبوتشي وتنس الطائرة، والتفاعل الذي سجله معرض الفنون التشكيلية والصور وورش الريم ومعرض رواد الأعمال من هذه الفئة، ومناقشات ندوة الملهمين إلى جانب إبراز المنافسات في مسابقات ألعاب القوى والمضمار.
بعدها قامت معالي مديحة بنت أحمد الشيبانية راعية الحفل بتكريم الشركات والجهات الراعية والمؤسسات المشاركة، إلى جانب تكريم المحاضرين من الدول الخليجية والعربية المشاركة في ندوة الملهمين إلى جانب المشاركين في تنظيم المهرجان، بعدها قام سعادة باسل بن احمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة بتقديم هدية تذكارية لراعية الحفل وهي عبارة عن لوحة فنية للفنانة التشكيلية رؤى الفزارية من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية.
إبراز القدرات للمجتمع
قال سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب: نجاح النسخة الرابعة للمهرجان تكمن في التجمع الكبير للأشخاص ذوي الإعاقة من جميع محافظات سلطنة عُمان، وتفاعلهم العالي مع كافة الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية والسياحية المقدمة لهم، والتي من خلالها استطاع المشاركون من ذوي الإعاقة أن يوجهوا رسالة قوية للمجتمع أنهم موجودون ويمتلكون قدرات ومهارات وطاقات خلاقة استطاع المهرجان أن يبرزها من خلال المسابقات الرياضية، ومن خلال ما قدموه من جوانب إبداعية في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والعزف الموسيقي، بالإضافة إلى ما قدموه من أرقام وإنجازات في المنافسات الرياضية التي استطاعت أن ترسم للمشاركين الفرح والسرور والبهجة، ونجحت في تحقيق قيمة مضافة لهم من خلال إبراز قدراتهم ومهاراتهم للمجتمع وتحقيق رغباتهم في الفوز وتحقيق الإنجازات والأرقام في الألعاب الرياضية، وبالتالي كان المهرجان منفذا ووسيلة حقيقية لاكتشاف المواهب وإبراز القدرات وتفجير الطاقات والتنافس الشريف من أجل الوصول إلى طموحات وتطلعات هؤلاء الأشخاص.
وأضاف: إسدال الستار عن النسخة الرابعة يتبعه تقييم شامل لكافة الأنشطة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والوقوف على كل الملاحظات التي قدمت من المشاركين أو المنظمين، بهدف تقديم نسخة خامسة أكثر شمولية وتنوعا، كما سيتم النظر إلى مخرجات ندوة الملهمين وما أوصت به من جوانب تسهم في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة للقيام بدورهم في تحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠، وتسهيل مشاركاتهم في الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والشبابية.
وختم وكيل الرياضة والشباب حديثه بالقول: نقدم الشكر لأبنائنا من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين شاركوا في هذا المهرجان، والشكر لكل الجهات الداعمة والمشاركة والمتطوعين الذي سخّروا وقتهم وجهدهم لرعاية هؤلاء الأشخاص وتسهيل كافة الإجراءات لمشاركتهم الفاعلة وبالتالي تقديم رسالة صادقة عن إخلاصهم وتفانيهم لخدمة هذه الفئة التي تحتاج منّا كل دعم وإخلاص.