فن «النهمة» يعد فـي سلطنة عمان ضمن التراث الثقافـي غير المادي
الدمام ـ العُمانية: تتواصل مشاركة سلطنة عُمان ـ ممثَّلةً بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ـ في فعاليات مهرجان النهّام الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية بالمملكة العربية السعودية، ويستمر حتى 2 نوفمبر المقبل. تأتي مشاركة سلطنة عُمان ضِمن الفعاليات والبرامج الخليجية المشتركة، كما سيتمُّ تقديم مجموعة من الأعمال على ميدان المهرجان بالواجهة البحرية في مدينة الدمام من خلال مشاركة فرقتي فتح الخير للفنون الشَّعبية والنسائم للفنون الشعبية، بالإضافة إلى عدد من المعنيين بالشأن الثقافي والباحثين العُمانيين في الفنون البحرية وأعضاء لجنة التحكيم. يقدِّم المهرجان مجموعة من البرامج التفاعلية في عدة مناطق متنوعة، بالإضافة إلى المسرحيات الحية، والمعارض الفنية، والمسابقة الرئيسة لفنِّ (النهمة) الذي يُعدُّ في سلطنة عُمان ضِمن التراث الثقافي غير المادي، بمشاركة مؤدين من جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
ويهدف المهرجان لاستعراض الفنون الأدائية البحرية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي الخليجي ونقلها للأجيال بصورها الواقعية وتقوية إمكانات التعاون في الفنون الأدائية، وتعزيز ترابط المجتمعات الخليجية، وتسليط الضوء على بيئة النّهام من خلال ما يقدِّمه المهرجان من فعاليات مصاحبة، مع العمل اكتشاف مواهب فنية وأدائية جديدة لدعمها مستقبلًا.
وأشار سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية بالمملكة العربية السعودية إلى أهمية هذا المهرجان الذي يجمع أبناء الخليج العربي في إطار الثقافة والفنِّ، مؤكدًا على التواصل الحضاري بينهم على مرِّ العصور وما يربطهم من علاقات ثقافية على مختلف المستويات، وعلى استمرارية المهرجان الذي سيقام كلَّ عام في مدينة الدمام لِيكونَ أداة تواصل بين أبناء الخليج العربي ونافذة للتعريف بتاريخهم البحري المشترك.
وفي هذا السياق يقول خالد بن حديد المخيني نائب فرقة فتح الخير للفنون الشَّعبية المشاركة في المهرجان: تتمثل مشاركة الفرقة في تقديم مجموعة من الفنون الشَّعبية العُمانية البحرية، فالفرقة التي تأسست عام 2012م أخذت على عاتقها نقل الثقافة والفنون العُمانية أينما وجدت وبصور شتَّى، وهنا نجسد الحضور الفني العُماني من خلال إبراز العديد من المفردات في كلِّ أيام المهرجان، بما فيها فن الشوباني وفن الصوت، وفن الطنبورة وفن المكوارة، وفن الميدان وشرح الوادي وغيرها من الفنون، فسلطنة عُمان تزخر بالفنون المتنوعة، في كلِّ بقاعها الجغرافية، وهذا ما أوجد لنا التعددية في الاختيار بكلِّ سهولة ويُسر، كما تتحد تلك الفنون لِتُشكِّلَ هُوِيَّة نوعية مغايرة لثقافة سلطنة عُمان على المستوى الخارجي.
الجدير بالذكر أنَّ فن النهمة ارتبط بالبحَّارة الذين كانوا يسافرون للصيد والغوص والتجارة في مياه الخليج وخارجها، حيث كان البحر المورد الاقتصادي الرئيس لغالبية مُدُن الخليج، ويُعدُّ النّهام أحد أهم أفراد طاقم السفينة، والذي يتمحور دَوْرُه حول شحذ همم البحَّارة، وتخفيف أعباء صعوبة الرحلة عنهم بالأهازيج والأشعار المغنَّاة المتنوعة التي عُرفت بفن (النهمة)، وتنوَّعت أصناف النهمة لِتشملَ جزءًا يُؤَدَّى في مقتبل الرحلة، وآخرَ أثناءَها وأنواعًا أخرى بطابع متميز تُؤدَّى بعد الوصول إلى بر الوطن.