“الثقافة والرياضة” والخارجية تدشنان النسخة الأولى لبرنامج السفراء الشباب

كتب – عمر الشيباني
خليفة الحارثي: المبادرة تدعم الشباب وتصقل قدراتهم

دشنت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع وزارة الخارجية، وبمساهمة فعالة من مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، برنامج السفراء الشباب في نسخته الأولى، وذلك وفق رؤية طموحة وإرادة أساسها تنمية المورد البشري تماشيا مع الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان 2040.

وأقيم حفل التدشين برعاية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية، بفندق نوفتيل بمسقط. ويهدف البرنامج لجعل الشباب العماني أكبر استثمار من خلال المبادرات والبرامج الوطنية في مختلف القطاعات بهدف أن يكون الشباب العماني مبدعا، ومواكبا لعصره، ومتمسكا بهويته الوطنية، ويستطيع الشباب من خلاله تنمية مهاراته ليكون مشاركا في التنمية المستدامة، كما أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تسعى لتطوير الشاب العماني على كافة الأصعدة عن طريق إيجاد الفرص له وإطلاق العنان لأفكاره، وتوسيع مداركه، على أن يكون قادر للمشاركة في المحافل الدولية.

مبادرة لدعم الشباب العماني

وقال سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية: أحيي هذه المبادرة التي جاءت من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مبينا أنها تأتي في إطار دعم الشباب العماني، وتفعيل مقدراتهم، وهذا يتماشى مع أهداف رؤية سلطنة عمان 20240، وأشار سعادته إلى أن هذه المبادرة بالطبع تتعلق بما يعرف بسفراء الشباب، ويقصد بها تأهيل الشباب العماني من أجل التعامل مع بعض القضايا الدولية، وتأهيلهم للمشاركة في بعض المؤتمرات والفعاليات، ليتمكنوا من تمثيل سلطنة عمان على أكمل وجه.

تأسيس مستقبل واعد

بينما قال فارس العوفي مدير دائرة البرامج الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في كلمة ألقاها ممثلا عن الوزارة: إنه من منطلق إيمان وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ممثلة في المديرية العامة للشباب جاء الاستثمار في الشباب وتمكينهم، وتعزيز قدراتهم، وتوسيع فرصهم في المشاركة الفعلية في بناء أنفسهم وتطوير مجتمعاتهم مما يعد ركائز أساسية لتحقيق خطط التنمية المستدامة، ليؤسسوا لمستقبل واعد يبعث على التقدُّم والثقة.

وأضاف: تسعى المديرية العامة للشباب إلى ترجمة أهداف الوزارة ترجمة عملية فيما يتعلق بقطاع الشباب من خلال العمل التكاملي والشراكة مع مختلف القطاعات بهدف تجويد البرامج والمشاريع المقدمة للشباب العماني، مبينا أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب حرصت على أن يكون هناك تأهيل للشباب من خلال رفع مستوى وعيهم وصقل مهاراتهم من خلال عدة محطات ومنها (السفراء الشباب)، الذي يأتي في نسخته الأولى لهذا العام 2023م كأول برنامج وطني يعنى بتأهيل عدد من القيادات الوطنية الشابة القادرة على إبراز هوية وجوهر الشخصية العمانية في المحافل الإقليمية والدولية بالشكل اللائق، وإثراء النقاشات والتساؤلات التي تحدث في المحافل الإقليمية والدولية في مختلف المجالات.

وأشار العوفي إلى أن عدد المسجلين في البرنامج وصل إلى 410 أفراد، ليتأهل بعدها 120 شابا وشابة للمرحلة الثانية، ليتأهل أخيرا 70 شابا وشابة لالتحاق ببرنامج المحاكاة للأمم المتحدة بسلطنة عمان. وقدم العوفي شكره لوزارة الخارجية على التعاون وتسخير كافة السبل والتسهيلات من أجل إنجاح هذا البرنامج، وإلى معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث وخبرائها الذين قدموا خبراتهم ومعارفهم للمنتسبين لهذا البرنامج، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم على شراكتهم ومساهمتهم الفاعلة باحتضان برنامج المحاكاة للأمم المتحدة بسلطنة عمان، مبينا أن الشباب العماني طموح وملهم نحو رؤية عمان 2040.

تم بعد ذك عرض فيديو مرئي حول مشروع السفراء الشباب، حيث استعرض الفيديو اللوحات التدريبية المسجلة في المجال الدبلوماسي والقيادي والإعلامي والهوية الثقافية، كما اشتمل على جلسات محاكاة للاجتماعات الدولية والإقليمية كنموذج في الأمم المتحدة للشباب يتم فيها ضرب القضايا التي تهاجم الشباب، وعرض الفيديو أيضا نموذج الأمم المتحدة للشباب من خلال الاجتماعات واللقاءات على أعلى المستويات لتكون فرصة للشباب لتعلم القواعد والأساسيات التوجيهية التي تتابعها الدول في الحوار والتغلب على الاختلافات في الآراء.

قاعدة بيانات للشباب المتمكنين

بينما أشار فيصل بن ناصر الحوسني رئيس قسم المشاركة الشبابية بالمديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أن تنظيم برنامج سفراء الشباب يأتي لإكسابهم المهارات الإعلامية والقيادية ومهارات التواصل، بالإضافة إلى تكوين قاعدة بيانات من الشباب المتمكنين القادر على المشاركات الخارجية بشكل فعال، مثل المؤتمرات واللقاءات الدولية. وأضاف: يتضمن البرنامج جانبين، الأول جانب نظري من خلال تقديم معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث يتعلق بالمنظمات الدولية وما يتبعه من مجالات أخرى، أما الجانب الآخر فهو عملي وهو عبارة عن محاكاة للشباب خلال مدة يومين. وأكد الحوسني أن هناك تقبل كبير من الشباب لهذا البرنامج، ودليل ذلك تحمس الشباب للمشاركة في مثل هذه البرامج وخصوصا أن عدد المسجلين وصل إلى 410 شبان وشابات، تم تصفيتهم بعد ذلك إلى 120، وفي النهاية تم اختيار 70 منهم للمشاركة في هذه النسخة التي تعد الأولى في سلطنة عمان، على أمل أن تشهد النسخ القادمة تطوير البرنامج وتوسعته من ناحية زيادة عدد المشاركين وعدد المجالس التي تمثلها الأمم المتحدة.

تطوير قدرات الشباب

من جانبه قال ربيع الحداد مدير برنامج الدبلوماسية بمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث: أتقدم بالشكر على القائمين بتنظيم هذا البرنامج والذي يساهم بتطوير قدرات الشباب ويعطيهم آفاق إيجابية، خاصة في قتنا الحالي والذي بحاجة إلى قدرات شبابية ملمة بكل التوجهات العامة بالأمم المتحدة، مشيرا إلى أن برنامج سفراء الشباب سيعمل على تقريب سلطنة عمان بالأمم المتحدة للجيل المستقبلي، كما أنه مهم جدا لتحويل رؤية عمان 2040، ورؤية الأهداف المستدامة في الأمم المتحدة التي تهدف إلى تحقيقها في عام 2030، مبينا أن ذلك يعد أمرا مهما للسير يدا بيد وعلى طريق واحد. وتابع: شهد الحفل الافتتاحي مشاركة الجهات الرسمية متمثلة في وزارة خارجية سلطنة عمان ووزارة الثقافة والرياضة والشباب وذلك لتقديم مشاركة فعالة لهذا البرنامج، كما أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة وتعاونا بين الأمم المتحدة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وفي ختام الحفل قامت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بتكريم مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم على جهوده الملموسة وتعاونه المتواصل للبرنامج، كما تم تكريم وزارة الخارجية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب لدورهم الفعال في دعم هذا البرنامج.