صور الفوتوغرافـي يحيى مساد.. التقاط المشاهد النابضة بالحياة

عمّان ـ العُمانية: تقوم أعمال المصور الفوتوغرافي الأردني يحيى مساد على التقاط اللحظات الحساسة والمشهد النابض بالحياة، حيث يقدم مساد مفهومًا عميقًا للصورة التي يرى أنها لا تعني التقاط المشهد عبر كاميرا باتت متوفرة للجميع مع التقدم التكنولوجي والهواتف الذكية، وإنما هي تجسيد لامتزاج المشاعر والأفكار. وتظهر في أعمال مساد قوة التكوين الذي يحمل في خلفيته رسالة ما، ويبث مشاعر وعواطف مدروسة، لذا نراه يهتم بمفردتي الضوء والظل، ويرى أن التعامل معهما باحترافية هو ما يمنح الصورةَ الحسَّ الجمالي والحيوية، ويميز المصورَ المحترف عن سواه.
وفي صوره التي تضج بالتفاصيل، يتضح بشكل واضح تعامل مساد مع هاتين المفردتين، مما يمنح أعماله الفنية عمقًا ثالثًا، وهذا ما يظهر عبر سلسلته التي قدّمها من وحي صخور المدينة الوردية (البترا)، ومن وحي جبال صحراء وادي رم. حيث تحقق التشكيلات الصخرية والألوان الوردية حضورًا طاغيًا تبدو معه كما لو أنها منحوتات مذهلة. ويهتمّ مساد في تصويره للمكان والطبيعة فيه بالتفاصيل الدقيقة والمهمَلة، إذ يقوم بالتركيز عليها وتكبيرها وتضخيم حضورها لتستحوذ على التكوين الكامل للعمل، وهذه المنمنمات (الصامتة) بالنسبة له أشد تبدو أكثر بلاغة مما يمكن قوله، حيث تتجلى أشواك الصبار الصغيرة التي تخرج من الأوراق الحاضنة لها قويةً ومهدّدة، وتصبح الخطوط الرقيقة على الرمل مساراتٍ فارقة، وتتحول التجاعيد على وجه عجوز متعَب إلى قصة تروي حياة بأكملها. وفي صوره التي يستمدها من الطبيعة بما فيها من تضاريس ونباتات ومياه وحيوانات، يركز مساد على التقاط اللحظة في المكان والزمان المناسبين، وهو يرى أن هذين العنصرين يشكلان معًا البعد الرابع للصورة الفوتوغرافية.
وفي أعماله التي يلتقط بها مشهدًا يعبّر عن فكرة ما، نجد مساد، عضو اتحاد المصورين الدوليين، يصور طائرة تحلّق في السماء بينما سرب من الطيور يخفق أجنحته حولها، معيدًا بذلك للأذهان محاكاة الطائرات لحركة الطيور، ومن خلال استخدامه اللونين الأبيض والأسود يعكس هذا المفهوم بطريقة غير مباشرة، باختفاء الألوان يظهر التشكيل الخارجي الواحد للجسم؛ جسم الطائرة، وأجسام الطيور. وهنا تتجلى عبقرية الفكر الإنساني وسعيه ومحاولاته للطيران وارتياد السماء عبر الزمن