سماء عيسى يستعرض مراثي 14 شاعرا عمانيا في أبنائهم وبناتهم

تغطية- شذى البلوشية
في أمسية تضمنت قراءة شعرية لبعض القصائد

حل صوت الشعراء مساء أمس ضيفا في النادي الثقافي بصوت بالغ الحزن والأسى، وهم يتلون عددا من المرثيات، حيث أقيمت أمسية ثقافية حول “مراثي الشعراء العُمانيين في أبنائهم وبناتهم”، قدم فيها الشاعر سماء عيسى ورقة عمل، وألقى كل من الشيخ أحمد الكندي وبدر البريدي، مجموعة من أبرز قصائد الرثاء منها مرثية محمد بن عبدالله المعولي، ومراثي الشيخ سالم بن غسان اللواح الخروصي في ابنيه

وقال الشاعر سماء عيسى في مقدمة ورقته: “ليس غريبا البتة الحديث عن المراثي في الإبداع العماني في الشعر خاصة، لأن الأرض العمانية ظلت عبر التاريخ وثيقة الصلة بأحداث تتصل بالموت وهو بالطبع ما يستلزم الرثاء، كان ذلك الموت حدثا طبيعيا أم كان حدثا فرضته الحروب الأهلية، وفرضته أيضا أحداث الغزو الخارجي… بل إن الموت الجمعي كان ظاهرة تتكرر عبر انتشار الأوبئة الفتاكة بين فترة زمنية وأخرى”.

وأضاف: “كتب العمانيون الرثاء في أشكاله المختلفة، رثاء الذات ورثاء الآباء والأمهات، ورثاء المدن والحضارات، وصولا إلى رثاء الأبناء والبنات موضع حديثنا هذا المساء”.

وقد استعرض الشاعر سماء عيسى في ورقته أربعة عشر شاعرا تعرضوا لهذا الحدث الفجائعي، وكتبوا قصائد لأبنائهم وبناتهم، وقدمهم عبر التسلسل الزمني.

كان الحديث في بداية الأمسية عن الشاعر سالم بن غسان اللواح الخروصي، الذي رثى ولديه أحمد ودرويش، وهو من شعراء النص الثاني من القرن التاسع الهجري، ويحتل الشعر الرثائي المساحة الأوسع من شعره، راثيا العلماء والفقهاء والأصدقاء، ورثى زوجته وابن أخيه، وحتى أسنانه حين تساقطت.

أما حول رثاء الأبناء فقد رثى ابنه أحمد الذي قتل في حادث مأسوي من قبل ابن عمه، ورثاه في قصيدة تتكون من 35 بيتا، ورثى ابنه درويش في مرثيتين، أحدهما في البحر الطويل تتكون من 25 بيتا، والثانية من البسيط وكانت نواحا عميقا في الفقد تتكون من 53 بيتا. وقد غلب على قصائده المرثية لابنه درويش الكثير من الحكمة والرضا بقضاء الله.

وقدم الشاعر سماء عيسى مراثي الشاعر العماني الموهوب موسى بن حسين بن شوال الحسيني الذي فقد ابنه وابنته، حيث رثى ابنه سعيد في مائة وأربعين بيتا.

كما استعرض التجربة الشعرية للشاعر محمد بن عبدالله المعولي الذي رثى ابنه في قصيدة من البحر الطويل تتكون من 63 بيتا، وهي نموذج لشاعر انطوى بآلامه على نفسه، ليشكل له موت ابنه ورثائه طريقة للإفصاح عن كل آلامه وأحزانه.

ومن ضمن الشعراء أيضا الشاعر سليمان بن أحمد الفضلي الذي رثى ابنه أحمد في مرثية يتحدث فيها إلى ابنه وكأنه حي، والشاعر سالم بن محمد بن سالم الدرمكي الذي رثى ابنه الرضيع الذي وافته المنية نتيجة إصابته بالحصباء، تكونت مرثية من 15 بيتا قال فيها:

رجوتك أن تبقى إلى أرذل العمر ولم تكن مستكملا طرفي شهر

فأحسن يوم فيه وضعك كائن وأقبح يوم صرت فيه إلى القبر

ورثى الإمام سعيد بن أحمد البوسعيدي ابنه السيد حمد بن سعيد البوسعيدي، في مرثيتين، أحدهما قصيدة تفضح عظم المصاب قال فيها:

قد كنت يا حمدا بعزك ساكنا بيتا رفيع السمك ما أعلاه

فغدوت لما من حتى الأرض من تحتي تصيح واذلاه

يا ابن الإمام تركتني مثل الذي ضاعت سفينته بخب جاه

واستعرض الشاعر أيضا 3 شعراء من العصر الحديث أولهم المؤرخ الشيخ محمد بن عبدالله السالمي الذي رثى ابنه عبدالله الذي انتحر وهو ابن 14 عاما، حيث أطلق على نفسه الرصاص بعد أن نهره والده وسط جمع إثر خطأ في قراءته، وذهب وقتل نفسه لفرط حساسيته، ويقال إن والده سمع صوت الطلقة وهو في حصن نخل، ورثاه والده بقصيدة بلغت أبياتها 21 بيتا وهي قصيدة مليئة بتأنيب الضمير إذا كانت البندقية التي قتل فيها نفسه مهداة له من قبل والده.

ومن المراثي الشهيرة أيضا مرثية الشاعر الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي راثيا حفيده حمود بن محمد الحارثي، وهو الابن البكر لابنته عائشة، الذي وافته المنية شابا في حادث سير أليم.

ومرثية أخرى للشاعر الشيخ سيف بن محمد بن سليمان الفارسي الذي رثى ابنه يونس البالغ من العمر سنة ونصف قال فيها:

مالي سوى تقوى الإله مطية فيها النجاة ترى من الأخطار

والله يخلف ما مضى ويزيدنا خلفا على رغم الحسود الضاري

وينيلنا منه الرضا والصبر عن مفقودنا أو نلتقي بقرار

وذكر الشاعر سماء عيسى في ورقته الشاعر محمد بن سليمان الحضرمي راثيا ابنته بيان، والشاعر والقاص عادل الكلباني راثيا ابنته فلسطين، والكاتب والحكواتي أحمد الراشدي راثيا ابنته فدوى، والشاعر محمد شخريت الشحري راثيا ابنه أحمد الذي تحولت قصيدته إلى أغنية قدمها أحمد جلال المعشني.