ريان الحبسية.. إشراقة فنية تلّون العالم برؤيتها الفريدة

حاورتها – جمانة العوفية
من دفاتر التلوين إلى قمم الإبداع

تستمد إلهامها من كل ما هو موجود حولها، اللوحات، الطبيعة، الأشخاص والكتب، وترى أن الفنان الحقيقي هو من يستطيع التقاط وميض الإلهام المخبوء وراء الأشياء وتحويله إلى فن. ريان بنت سعيد الحبسية طالبة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بدأت شرارة الفن بداخلها في سن السابعة عشرة بالصف الحادي عشر فعند اختيارها لمادة الفنون في صفي الحادي والثاني عشر كانت معلمة الفنون الداعم الأول لها، حيث رأت أنها تملك أسلوبًا في الرسم يميزها عن أقرانها وأنها فنانة بالفطرة حينها أدركت ريان أن حب الفن موجود بداخلها وبأن روحها ترتاح بجانب الفن وأن الحياة بعين الفنان مختلفة تماما وتبدو أكثر روعة، فقررت أن تبحر أكثر في هذا العالم وتتعمق فيه.

طفولتها كانت مملوءة بالفن بدايتها كانت مع دفاتر التلوين وشراء جميع أنواع الألوان وتكديس بعض من الخامات البيئية التي تحوي على ألوان جذّابة مثل الأصداف، أزرار الملابس، الخرز وغيرها. وما جعلها تؤمن بإمكانياتها الفنية منذ الطفولة عندما أخذت معلمة الفنون إحدى لوحاتها وعلقتها في ممر المدرسة كان ذلك في المرحلة الابتدائية، ولكن الأثر الممتد صنع منها هذه الفنانة.

ترى ريان أن الفن يغير جدًا من طباع الأشخاص وأسلوب حياتهم؛ فالفن يوجد في كل مكان كاختيار المنازل ومستلزماتها، الملابس، الطعام، الأماكن، الحياة بأكملها تعتمد على الفن بنسبة كبيرة فوجود الإنسان في بيئة يحاط بها بالفن ومحبي الفن يشكل فارقا كبيرا في بناء نمط حياته وشخصيته وإلهامه في حياتها العلمية والعملية والعاطفية كما أن الفن ساعدها على التشافي كثيرا فحينما وهبها الله الفن والموهبة استطاعت بفضل الله ثم بفضل الفن والرسم الخروج من الكثير من المآسي مما جعلها تدرك قيمة الفن وما يحتويه.

وجود الفنانين في حياتها جعلها تتعلق بالفن أكثر وأكثر، تحب الفنان الهولندي الشهير ڤان جوخ ولوحاته المختلفة، وأبرز الفنانين العمانيين المفضلين لديها هم الفنان أنور سونيا وسالم السلامي بالإضافة إلى أصدقائها الفنانين مثل وسن الحبسية، هبة اليحمدية، أنفال الحديدية ونوف النبهانية.

عند بدايتها في عالم الرسم الرقمي نشرت أول لوحاتها على الانستجرام وتفاجأت بعدد كبير من الأشخاص الذين يطالبونها بحذفها معتقدين أنها استنسخت لوحة إحدى الفنانات، أثّر هذا الموقف على ريان جدًا ولكنها ومن ذلك اليوم صممت على انتهاج أسلوب خاص بها يميزها بحيث لا يختلط أسلوب ريّان مع أسلوب فنان آخر واستطاعت خلال أقل من سنة ابتكار أسلوبها الخاص في الرسم ومنها آمنت ريان أن البدايات لا تكون بالسهولة التي تخيل لنا.

تطمح ريان في التعاون مع مختلف المؤسسات وجربت أن ترسم للمؤسسات والمشاريع التي أعجبتها لكي تخرج من الواقع المعتاد وتبرز المشروع كما تراه هي من وجهة نظرها الفنية. تشعر ريان أن الفنان يضع في لوحاته ما تراه عيناه، وهذا ما تقوم بفعله؛ يميزها اختيارها للألوان فهي تختار دائمًا الألوان التي ترمز للفرح والبهجة والحياة كذلك تبدع بأسلوبها الخاص في الرسم الكرتوني للأشخاص والملامح.

وتعد ريان لوحتي سوق مطرح ولوحة الفجر الحزين؛ من اللوحات التي أحدثت نقلة كبيرة جدا في رحلتها الفنية من خلال ما حققته من انتشار واسع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي . طموح ريان لا يقف عند مكانٍ واحد أو نوع وحيد من الفن، لكنها تطمح للإبحار أكثر تتمنى رسم فن – الماندالا – وهو ما يندرج ضمن الزخارف وخصوصا الزخارف والنقوش الإسلامية والسجاد وأيضًا رسم المباني رؤية هذا النوع من الرسم مدهشة لما فيها من دقة وهندسة فنية وهذا شيء يصعب على جميع الفنانين إتقانه.

من أهم التحديات التي واجهت ريّان في مسيرتها الفنية هي سلاسل اللوحات التي رسمتها مثل سلسلة رسومات المشاعر؛ حيث وجدت صعوبة في إيصال المشاعر بالشكل المطلوب دون إظهار العنف والسلبية على الرسمة أيضا سلسلة رسومات عمان بعيني ريّان هنا وجدت من الصعب قليلا إيصال فكرة أنها ترى هذه المعالم بصورة أخرى بصورة مبهجة ورائعة أكثر لأن الغالب في المجتمع نظرة الناس للمعالم بنظرة تقليدية ربما وهذا ما شكل صعوبة في إيصال هذه الرسالة.

يؤثر الفن كثيرًا فيمن يراه؛ فعندما يرى الناس لوحة ما ينجذبون بشدة للألوان وطريقة الرسم فعند استخدام الألوان المبهجة للوحة تبعث اللوحة السرور في قلب المشاهد حتى وإن كانت لتلك اللوحة قصة حزينة بعض الشيء ورسالة ريان للعالم من خلال فنها تلوين الحياة برؤيتها الخاصة من خلال ما تستخدمه من ألوان مبهجة ومختلفة تجذب انتباه الناس.