ناصر عراق: الثقافة درع المجتمع ضد التطرف وغياب المسؤولية سبب اندثار المجلات الأدبية المهمة

حوار – فيصل بن سعيد العلوي
مؤكدا دور الروائيين في التأثير على الوعي الاجتماعي والاستجابة للتغيير

يواجه الأدب العربي العديد من العقبات التي تعيق تطوره وانتشاره بشكل كافٍ.. وأن تلك العقبات «موجعة للعقل والقلب» كما يعبّر عنها الروائي المصري ناصر عراق الذي عندما نتحدث عن التجربة الأدبية له فإننا نتعرف على أحد أشكال التعبير الإبداعي الذي يتميز بالعمق والتعقيد. فقد أثبت «عراق» نفسه ككاتب يجمع بين الأفكار الفلسفية والرؤية الإنسانية، مستكشفًا عوالم الواقع الاجتماعي والإنساني بطريقة مبتكرة ومثيرة للاهتمام.

حصل ناصر عراق على العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة كتارا للرواية العربية عام 2016 عن روايته «الأزبكية»، إضافةً إلى تأهل روايته «الأنتكخانة» إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2023، وروايته «العاطل» التي ترشحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2012، ولكن «عراق» لم يقتصر على الأدب فقط، بل ترك بصمته في العديد من المناصب الإعلامية والثقافية، أبرزها مشاركته في تأسيس مجلة دبي الثقافية وكان أول مدير تحرير لها، وجائزة البحرين لحرية الصحافة، وقد حصل على جوائز متعددة تتعلق بالصحافة والإعلام. في الحوار التالي، نستكشف تجربة الروائي ناصر عراق الإبداعية ونتعرف على وجهة نظره تجاه التحديات التي يواجهها الإعلام والأدب العربي عمومًا.

هناك تحدٍ كبيرٍ يواجه الإعلام في العالم العربي.. فكيف يمكن للصحفيين والكتّاب المساهمة بتحسين وضع الإعلام في المنطقة؟

الكل يعرف أن الإعلام صار ذا نفوذ جبار على تشكيل عقول الناس ووجدانهم، لكن الإعلام ليس مستقلًا استقلالًا تامًا على الأقل في بلادنا العربية، وإنما تتحكم في مساره السلطات من جهة، وربما الأعراف والتقاليد القديمة من جهة أخرى، علاوة على رجال الأعمال الذين يمتلكون منصات إعلامية من جهة ثالثة.

هذا الثلاثي الذي يسيطر على الإعلام قد يعوق تطوره بشكل طبيعي ليصبح بحق معبرًا عن هواجس الناس وأحلامهم ورؤاهم، وبالتالي، يضع على كاهل الصحفيين والإعلاميين المحترمين أعباء كبيرة ليواصلوا عملهم بكفاءة دون خسارات كبيرة، لذا، يجب على رجال الإعلام العمل على انتزاع المزيد من حقوقهم، التي هي حقوق الشعب، في الحصول على المعلومات بسهولة، وتقديم التحليلات والانتقادات دون وجل من البطش أو التشريد من وظيفتهم.

.. وماذا عن «الصحافة الإلكترونية» والتغييرات التي أحدثتها؟ وكيف يمكن للصحفيين والكتاب التكيف مع هذه التغييرات وتحسين جودة المحتوى الإعلامي؟

لا شك لدي في أن ربع القرن الأخير شهد قفزة جبارة في عالم الصحافة، حيث تصدرت الصحافة الإلكترونية المشهد، ويمكن لأي شخص يملك هاتفًا محمولًا الحصول على الأخبار لحظة بلحظة، دون الحاجة إلى انتظار اكتمال نظام الورق والطباعة والتوزيع، وقد حققت التكنولوجيا تحسينات هائلة في سرعة وصول المعلومات للملايين، وهذا أمر جيد جدًا بلا شك، ولذلك، أعتقد أن الصحفيين والكتّاب يجب أن ينتبهوا جيدًا لهذه النقلة النوعية في عالم الصحافة، وأن يحرصوا على تحسين جودة المحتوى الإعلامي والحفاظ على المصداقية في عملهم. يجب عليهم صياغة ما ينشرونه بلغة جذابة ومناسبة للقارئ، بالإضافة إلى التحري بدقة وعناية في عملهم، كما أن التكنولوجيا أتاحت للجميع فرصة كتابة الأخبار والآراء ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، مهما كانت سذاجتها أو أخطاؤها أو قبحها اللغوي، وهذا يضع مزيدًا من المسؤولية على الصحفيين المحترفين للحفاظ على مصداقيتهم وتحقيق الاحترام والتقدير، لذلك، يجب عليهم تطوير مهاراتهم وتعلم التعامل مع التغييرات والتكنولوجيا الجديدة لتحسين جودة المحتوى الإعلامي وتحقيق أفضل النتائج في مهنتهم، وهي مهنة الصحافة التي وصفها ماركيز بأنها أجمل مهنة في العالم.

في سياق تأسيس المجلات الثقافية وتأثيرها في المجتمع، كيف ترى توقف الكثير منها بسبب التحديات التي تواجه تلك المجلات؟ ما رؤيتك لمستقبل الأدب المكتوب؟ وما الخطوات التي يجب اتخاذها لتعزيزه وتطويره؟

من الأسف، يمكن القول إنه كلما أُغلقت مجلة ثقافية، انبثقت مكانها غابة من الفكر المتطرف، فالثقافة هي التي تحمي المجتمع من الآراء المتطرفة التي تنفي الآخر وتكرهه، وأعتقد أن قلَّة المال ليست المشكلة، فإنما يتوقف الأمر على مدى اقتناع المسؤولين بأهمية المطبوعات الثقافية، فإذا اقتنع المسؤول، قام على الفور بتوفير المال المطلوب لإصدار هذه المجلة أو تلك، كما أن تطوير تلك المجلات وتعزيز قدرتها على مواكبة العصر وتغيراته السريعة يستلزم وجود رؤساء تحرير يمتلكون الكفاءة المطلوبة، وإلا سقطت في مستنقع الرتابة والملل وفقدت القارئ.

أذكر جيدًا عندما أصدرنا مجلة «دبي الثقافية» في أكتوبر 2004، أنني حاولت، مع فريق العمل، أن نصنع مجلة ثقافية تواكب العصر من حيث طبيعة المادة التحريرية الجديدة وفرادة التبويب ومهارات الإخراج الصحفي، مع الاعتماد على الصورة الجذابة والطباعة الفاخرة، كل ذلك جعل القارئ ينتظر صدور كل عدد بشغف كبير، لدرجة أن باعة الصحف والمجلات في العالم العربي كانوا يطالبون بالمزيد من النسخ كي يلبوا احتياجات القراء.

إذن، ما الحل من وجهة نظرك؟

كي يتطور الأدب والمطبوعات الصحفية علينا أن نوفر البيئة الصالحة لذلك، وتتمثل في تخصيص ميزانيات كبيرة للإصدارات، واختيار رؤساء تحرير مشهود لهم بالكفاءة، وإتاحة المزيد من حريات الفكر والإبداع، وتخصيص جوائز سخية في مجالات الكتابة المختلفة، وإزالة الحواجز التي تعوق انتقال الكتاب العربي من بلد إلى آخر بسهولة، وتخصيص برامج ثقافية جذابة في الفضائيات واستضافة نجوم الأدب باستمرار، بالإضافة إلى تكريم المجيدين من المبدعين والصحفيين بشكل لائق، وتخصيص المزيد من الحصص في المدارس للأدب العربي، مع اتخاذ خطوات جادة لتسهيل دراسة اللغة العربية وتبسيطها للتلاميذ.

كيف يسهم الأدب في رفع مستوى التفاهم والاحترام بين الثقافات وتعميق فهمنا لها؟

منذ اخترع الإنسان الآداب والفنون ليتوازن نفسيًا مع غموض العالم وشراسته، وهو يكتشف كل يوم أمورًا كثيرة عن نفسه وعما حوله، ومع سهولة السفر وشيوع الترجمات أصبح من اليسير الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، ما جعل العالم كله في قبضة يد من يرغب في المعرفة والاطلاع، ومن هنا لعب الأدب دورًا كبيرًا في استيعاب الآخرين وتفهم ثقافاتهم، وكلنا نتذكر كيف استقبلنا في عالمنا العربي بحفاوة بالغة روايات ماركيز، الأديب الكولومبي، موفور الصيت، حيث أطل القارئ من خلاله على العالم الثري المثير لشعوب أمريكا الجنوبية.

صف لنا أسلوب الكتابة الخاص بروايتك «الأزبكية» ما أهّلها للفوز بجائزة «كتارا للرواية العربية» 2016، إضافة إلى فوزها بأفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي؟ وما هي الموضوعات التي تستكشفها عوالم هذه الرواية؟

أتخيل أن الأسلوب هو الذي يفرّق كاتبًا متميزًا عن آخر، وكما قال الكاتب الفرنسي جورج بوفون عن حق: (الأسلوب هو الرجل)، علمًا أن الأسلوب لا يتشكل من كتابة رواية واحدة فقط، وإنما تميّز الأسلوب ينتج عن تراكم معرفي في المجالات كافة من جهة، وخبرة طويلة مع فنون الكتابة من جهة أخرى، وأظن أنني حاولت في (الأزبكية) أن أقدّم للقارئ أسلوبًا جذابًا شائقًا يتكئ على وعي كبير باللغة الفصحى وثرائها المتنوع، ساعيًا في الوقت نفسه إلى ابتكار معمار لغوي خاص يناسب أحداث الرواية وزمنها وطبيعة شخصياتها وصراعات هذه الشخصيات وأحلامها وتناقضاتها، الأمر الذي يهدف في النهاية إلى إمتاع القارئ وإثارة خياله.

أما الموضوعات التي طرحتها على القارئ في (الأزبكية) فهي كثيرة ومتعددة، لكن أبرز هذه الموضوعات يتمثل في كيف نتعامل مع التاريخ ونستنبط منه ما يساعدنا على فهم الحاضر واستشراف المستقبل، وهل حقًا الأحداث الكبرى في التاريخ تتكرر مرتين كما ذهب هيجل؟ ثم كيف نصوغ العلاقة مع الغرب؟ وما الوسيلة التي تجعلنا نلحق بركاب الحضارة الغربية؟ وإلى متى سنظل عالة على تلك الحضارة نستورد منها كل شيء تقريبًا؟ ثم كيف يمكن لنا أن نبني مجتمعًا حديثًا ينهض على الحرية والعدالة الاجتماعية، أعني مجتمعا يحترم المرأة ويثق بقدراتها، ومجتمعا يقدر قيمة العلم ويعكف على تعزيز الفنون والآداب؟ كل هذه القضايا التي تبدو (كبيرة) حاولت أن أصوغها في قالب روائي يستهدف تحقيق أكبر متعة ممكنة للقارئ.

.. وما الموضوعات التي تشغل بالك في كتابتك؟

الموضوعات التي تستحوذ على مخيلتي وأفكاري وأسعى للكتابة عنها، سواء في رواياتي أو غيرها، فهي كثيرة ومتنوعة، لكن أهمها يتمثل في الأسئلة التالية: كيف نبلغ التطور الذي بلغه من سبقونا؟ ومتى وكيف نحقق العدالة الاجتماعية وننعم بالحريات السياسية؟ ومتى ستصبح الفنون والآداب مثل الخبز اليومي للإنسان العربي، فيحرص على التفاعل معها والانفعال بها بشكل منتظم؟ ثم متى يصير الجمال هدفًا غاليًا لكل إنسان يسعى للتمتع به؟

.. أنت هنا تشير إلى تفاعل الكاتب مع المجتمع، وهذا يقودنا إلى فكرة مساهمة الكتابة في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية في تلك المنطقة، فكيف يمكن للكتّاب أن يستخدموا الأدب لتحديد وجهات النظر وتعزيز التغيير الاجتماعي، وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات؟

هذا سؤال مهم… علمًا أن الأدب لن يؤثر في نفوس الناس وعقولهم ووجدانهم إلا مع مرور الوقت وتراكم الأعمال الأدبية الجيدة التي تفضح الخلل الذي يعتري المجتمع، أي مجتمع، وبالتالي، إذا عدنا إلى روايات تشارلز ديكنز ودوستويفسكي وتولستوي ونجيب محفوظ وغيرهم من نوابغ الروائيين على مر العصور، نجد أنهم سددوا أسهمًا حادة نحو العطب الذي ينخر عظام مجتمعاتهم، عسى أن يعمل أصحاب السلطة على تغيير تلك المجتمعات إلى الأفضل، ولكن هؤلاء العباقرة من الروائيين لم يكتبوا منشورات أو بيانات سياسية، وإنما قالوا ما آمنوا به من خلال حبكة روائية مثيرة ومتينة قادرة على النفاذ إلى وجدان القارئ وعقله وأعصابه.

… إذن كيف يؤثر الأدب في المجتمع ويصنع الفرق؟

** أعتقد أن المهمة الأولى الملقاة على عاتق كل أديب هي كتابة أدب جيد، فالأدب الجيد قادر على تسديد ضربات موجعة لأسس الخلل في أي مجتمع، ولكن ليس بشكل مباشر وسريع، وإنما مع مرور الوقت وتراكم الأفكار النبيلة والأعمال الإبداعية الجميلة التي يحتويها كل أدب جيد، أما التأثير المباشر السريع على المجتمع وتغييره، فهو مهمة السياسي صاحب السلطة والقرار.

بصفتك «كاتبا»، هل ترى ضرورة تأثر تجارب الحياة الشخصية والاجتماعية على إنتاجكم الأدبي؟ وكيف ينعكس هذا التأثير على أسلوبكم الأدبي وإبداعاتكم؟ وهل هناك أي أساليب محددة يمكن للكتاب استخدامها لتجسيد هذا التأثير في أعمالهم الأدبية؟

لا أعتقد أن هناك إبداعًا خارج السياق الاجتماعي الذي ظهر فيه، مهما كانت قوة الخيال الذي ينبثق منه أو شطحاته، وبالتالي فإن التجارب الشخصية للحياة التي يمر بها الكاتب هي البستان الأول الذي يقطف منه ورود إبداعاته، وقد أتاحت لي الأيام فرصًا ذهبية متنوعة لاكتشاف الحياة والتعامل معها والانفعال بواقعها الطيب حينًا، وتجرع مراراتها حينًا آخر. وكما قال شوقي: «جنيت بروضها وردًا وشوكًا، وذقت بكأسها شهدًا وصابًا»، وهذا هو سر الحياة وعبقريتها، لذلك، تصبح معادلة الحياة ببساطة: الحلاوة المختلطة بالعلقم، الآمال الممزوجة بالآلام، والحكيم هو من يستثمر تقلبات الأيام بين الأخضر واليابس لزرع زهور إبداعية جميلة، هذه الحياة التي عشتها، والتي تجاوزت الستين عامًا، وهبتني تجارب ثرية متنوعة، وأعتقد أن هذه التجارب تلهمني الكثير من الأفكار الروائية المتعددة التي تجسدت في 12 رواية صدرت حتى الآن، ورواية ثالثة عشرة على وشك النشر، بالإضافة إلى الآلاف من المقالات والدراسات والتقارير والحوارات الصحفية التي نشرتها في الصحف والمجلات المختلفة.

على الرغم من أن النقد يلعب دورًا مهمًا في تطوير وتحسين النتاج الأدبي، إلا أن هناك من يوجّه النقد بأهداف خاصة، ككاتب، كيف تتعامل مع هذا النوع من النقد؟وما هي أساليبك للتعامل مع الآراء المختلفة والانتقادات التي تتلقاها أعمالك الأدبية، خصوصًا الروايات؟

إذا شعرت بأن النقد الذي كتبه أحدهم ضد رواية من رواياتي هو نقد جادٌ وحصيفٌ، فأتعلم منه وأستفيد، وقد حدث ذلك كثيرًا، أما إذا كان التشهير وربما الحقد هو الهدف من الكتابة المسيئة للغاية، فلا أعيرها اهتمامًا، بل أشفق على صاحب هذه الكتابة، وأتمنى له الشفاء من كابوس الغل، وعلى أي حال قليل جدًا في عالمنا العربي من يكتب من باب التشهير والحقد.

ما العقبات التي يواجهها الأدب العربي في الوقت الحاضر؟ وما الحلول التي تراها لتطوير الأدب العربي ومواجهة الصعوبات في العثور على الدعم المالي لطباعة وترجمة الأعمال الأدبية؟

هذا سؤال موجع للعقل والقلب، فما أكثر العقبات التي تعترض تطور الأدب العربي، لعل أبرزها ارتفاع نسبة الأمية بشكل مؤسف، فقد بلغت عام 2022 نحو 24.6% وفقًا لما أشار إليه التقرير الاقتصادي العربي الموحد الصادر عن صندوق النقد العربي، تخيل أن ربع العرب تقريبًا لا يعرفون القراءة والكتابة، فكيف يمكن للأدب أن ينتشر ويؤثر؟ أضف إلى ذلك أن معظم سكان العالم العربي يكابدون الفقر بشكل أو بآخر، فلا يكاد يحصل الواحد منهم على قوت يومه، فكيف له أن يقرأ ويطالع؟ ثم نأتي إلى مأساة أخرى تعوق تطور الأدب العربي وهي شحوب قيمة الحرية في مجتمعاتنا، سواء كانت حرية سياسية أو دينية أو حرية الفكر والإبداع، علمًا أن حركة التاريخ تؤكد أنه لا تطور بدون حرية، وأتخيل أن الحلول دومًا في يد أصحاب القرارات السياسية.

فحقا.. ما أكثر العقبات التي تعترض طريق الكاتب في عالمنا العربي، وكما قلت سابقا شحوب فضيلة الحرية كارثة يجب تجاوزها، كما أن الكاتب العربي يكابد كثيرًا في الحصول على دخل معقول ينفق منه على أسرته، فكل الكتّاب العرب تقريبًا موظفون، أي أن الواحد منهم يعيش حياة بسيطة إن لم تكن خشنة لا توفر له الوقت الكافي للإبداع، حتى العباقرة منهم كانوا موظفين أمثال طه حسين ونجيب محفوظ، لذا أحلم بأن يأتي يوم يعيش فيه الكاتب من العوائد المالية للكتب التي يصدرها كما يحدث في أوروبا.