أيكمان مدربا للمنتخب الوطني في كأس العالم للهوكي

كتب – فهد الزهيمي
بهدف إحداث نقلة نوعية وقيادة منظومة اللعبة خلال الفترة المقبلة

المدرب: هدفي تطوير اللعبة محليا ووضعها على خريطة الطريق عالميا –

أعلن الاتحاد العماني للهوكي تعاقده مع مدرب العالمي سيغفريد أيكمان من نيذرلاند، وذلك لقيادة دفة المنتخبات الوطنية خلال المرحلة المقبلة، أهمها قيادة المنتخب الوطني في خماسيات كأس العالم التي ستستضيفها سلطنة عمان خلال يناير 2024 في محافظة مسقط، ويأتي التعاقد مع المدرب سيغفريد أيكمان بعد إنهاء عقد المدرب الماليزي وليم تشو بالتراضي مع الاتحاد العماني للهوكي.

وحول التعاقد مع المدرب قال الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية: الهدف من التعاقد مع المدرب الجديد هو أن ينقل الاتحاد العماني ولعبة الهوكي في سلطنة عمان نقلة نوعية في مختلف المجالات، وأن نبدأ بقاعدة جديدة صلبة وحقيقية وخطط استراتيجية واضحة ومسار فني واضح للاتحاد، وهذا المدرب من المتأمل أن يساعد الاتحاد العماني في هذا الجانب.

ميزات فنية وتطويرية

وأضاف في حديثه لـ «عمان الرياضي»: إنَّ المدرب يتمتع بمميزات فنية وتطويرية وتدريبية كبيرة، حيث إنه يترأس حاليًا لجنة التدريب والتطوير بالاتحاد الدولي للهوكي، وهو قادر على إحداث نقلة النوعية؛ فالمدرب الجديد يملك كل ما يلزم الاتحاد العماني للهوكي من أجل المنافسة في البطولات الإقليمية والدولية خلال المرحلة المقبلة، ولا يخفى على الجميع أن المنتخب العماني للهوكي حاليا يقبع في المجموعة «ب» ونرغب في الصعود إلى المجموعة «أ».

كما نرغب في رفع التصنيف العالمي للمنتخب الوطني من المركز الـ26 حتى الوصول للمركز العشرين أو أفضل من هذا المركز، وأن نصل لمرحلة المشاركة في البطولات العالمية، أيضا من المهم أن يعلم الجميع أن النقلة النوعية المتوقعة هي ليست ضغطة زر كما يعتقد البعض وإنما بالعمل المتواصل والاجتهاد ليلا ونهارا، كما أن تحسين التصنيف العالمي يحتاج للمشاركة في البطولات الخارجية، وللأسف أنَّ في قارة آسيا تقام بطولات قليلة وهذا ما يؤثر على تصنيف المنتخب عالميا.

وقال مروان آل جمعة: أيضا من المهام الموكلة على المدرب الجديد أن يقوم بتطوير اللعبة من جميع الجوانب، وأيضا إحداث نقلة كبيرة في لعبة الهوكي العمانية، وكذلك الإشراف على المنتخبات الوطنية وتدريبها، ووضع الخطط والاستراتيجيات من أجل الارتقاء باللعبة خلال المرحلة المقبلة.

وأيضا من المهم أن تكون لدينا استدامة في الجانب التدريبي الوطني، وأن تكون لدينا قاعدة للمدربين وأيضا قاعدة للاعبين القادرين على العطاء، ومن المهم أن نعمل على تأسيس منظومة حقيقية تتماشى مع الوضع الحالي في رياضة الهوكي إقليميًا ودوليًا، وأيضًا الوصول لمرحلة الأداء العالي، وهذا الوصول لا يكون في الملاعب والبطولات فقط وإنما في مختلف الجوانب الإدارية والفنية والتنظيمية وغيرها.

طاقم التدريب

وحول الجهاز الفني المساعد للمنتخب الوطني الأول؛ قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية: حاليا تم التعاقد مع أيكمان وسيساعده طاقم تدريبي وطني ولكن في حال رغبة المدرب بقدوم طاقم تدريبي وفني خارجي فالمجال ما زال مفتوحا للنقاش، على الرغم من أننا نرغب في أن يكون طاقم التدريب المساعد من العمانيين بهدف اكتساب الخبرة والمعرفة الدولية في مجال التدريب، كما أن من مهام المدرب الجديد هي تأهيل المدربين الوطنيين وإعداد خطط واضحة في مجال التدريب.

وتابع حديثه قائلا: إن العقد مع المدرب الجديد هو لسنة واحدة، وهذا يعتمد على الخطط التي سنضعها مع المدرب، وبلا شك أن من أهدافنا أيضا خلال هذا التعاقد هو العمل وسط خطط طويلة المدى وأيضا قصيرة المدى، حيث إننا نعمل من الآن لدورة الألعاب الأولمبية لوس أنجلوس 2028 وأيضا للدورة التي بعدها في 2032؛ وهنا يجب علينا أن نرسم خططا بعيدة من أجل الوضوح في المسار.

خماسيات كأس العالم

وحول التعاقد مع المدرب الجديد بأشهر قليلة عن انطلاق خماسيات كأس العالم التي ستستضيفها سلطنة عمان في يناير 2024 قال مروان آل جمعة: إن تغيير المدرب في هذا الوقت وقبل فترة قصيرة من المشاركة في خماسيات كأس العالم لن يؤثر على خطط المنتخب الوطني الأول، حيث إن هذا المنتخب يواصل إعداده حسب ما هو مرسوم له من معسكرات محلية وخارجية وللمشاركة في بطولات إقليمية، والأشهر المتبقية قبل انطلاق خماسيات المونديال أتوقع أن تفيد المنتخب الوطني مع المدرب الجديد من أجل الوصول للأهداف التي قام برسمها خلال الفترة الماضية، كما أن المدرب الجديد سيكون له مطلق الحرية في اختيار لاعبي المنتخب الوطني الأول وذلك وفق الجوانب الفنية والتكتيكية التي يراها مناسبة.

وحول آلية اختيار المدرب العالمي سيغفريد أيكمان لقيادة المنتخب الوطني الأول خلال المرحلة المقبلة، قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية: اسم هذا المدرب كان يتردد من عدة سنوات في مجالس الاتحاد السابقة، ولم يوفقوا في التعاقد معه، والحمد لله وفقنا في التعاقد معه لقيادة دفة اللعبة خلال المرحلة المقبلة، كما أن التعاقد معه أيضا جاء وسط دراسة للعديد من ملفات المدربين المعروفين في اللعبة، ولكن الخبرة والمعرفة التي يمتلكها هذا المدرب أعطتنا حافزا كبيرا لحسم موضوع التعاقد معه، حيث سبق لهذا المدرب أن درب منتخبا باكستانيا منذ 2021 حتى نهاية مايو الماضي وشارك معه في منافسات كأس العالم في نسختها الماضية، كما درب المنتخب الياباني في نهائيات كأس العالم لمرتين وذلك خلال الفترة من 2006 إلى 2010 ثم من 2016 إلى 2021.

تطوير منظومة اللعبة

من جانبه قال سيغفريد أيكمان: هدفي من التعاقد مع الاتحاد العماني للهوكي وقيادة دفة اللعبة والإشراف على المنتخبات الوطنية هو التطوير والارتقاء بهذه اللعبة ونقلها من المكانة التي فيها حتى مكانة أفضل يمكنها من المشاركة في البطولات العالمية وأيضا تحسين التصنيف العالمي للمنتخب الوطني الأول الذي يقبع الآن في المركز الـ26، ولا يخفى على الجميع أن سلطنة عمان ناجحة في استضافة وتنظيم البطولات في لعبة الهوكي ولكن اللعبة في حاجة للتطوير من مختلف الجوانب، وهذا التطوير لن يأتي بقفزة واحدة وإنما وفق آليات واضحة وبخطط مرسومة بشكل جيد، وكما يعلم الجميع أن المنتخب العماني جيد في التصفيات الآسيوية ولكن هذا لا يكفي أن يظل المنتخب يلعب في التصفيات وإنما عليه الوصول إلى النهائيات وأيضا محاولة المشاركة في بطولات العالم التي ينظمها الاتحاد الدولي للهوكي خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف المدرب في حديثه لـ«عمان الرياضي»: أيضا يحتل المنتخب العماني حاليا في المركز السادس آسيويا، وهنا يجب علينا العمل سويا مع الاتحاد العماني للهوكي وأيضا مع مختلف الجهات من أجل تغيير منظومة العمل بالكامل وذلك بهدف التقدم في التصنيف الآسيوي، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل المنظم والجماعي وأيضا إقامة المعسكرات المحلية والخارجية المتواصلة وبالمشاركة في البطولات الإقليمية والدولية، أيضا من المهم خلال الفترة المقبلة التركيز على المواهب المجيدة من المدارس ومراكز إعداد الرياضيين بغية إنشاء جيل من اللاعبين ورفد المنتخب الوطني الأول بلاعبين جدد يتمتعون بمواصفات جيدة في اللعبة من مختلف الجوانب. وتابع مدرب المنتخب الوطني حديثه بالقول: كذلك من المهم أن يكون لدينا منتخبات في المراحل السنية لأنها الرافد الحقيقي للمنتخب الأول، وهنا أيضا يجب التركيز على منتخب الناشئين وبناء هذا المنتخب بالشكل الصحيح ووفق أسس فنية وعلمية، أيضا من المهم أن يشارك هذا المنتخب في عدة بطولات خارجية من أجل الاحتكاك وكسب الخبرة من المنتخبات العالمية التي سبقتنا في هذا المضمار، وإذا نجحنا في بناء المنتخب للمراحل السنية فمن الطبيعي أن يكون لدينا منتخب ناجح لفئة الكبار، وهذا ما سنعمل عليه خلال الفترة المقبلة.

متابع للمنتخب منذ 2010

وتابع سيغفريد أيكمان: أنا متابع بشكل كبير لمشاركات المنتخب العماني منذ عام 2010 حتى اليوم وأنا على تواصل مع مجالس إدارات الاتحادات بسلطنة عمان وأيضا مع المدربين الوطنيين وهما عبدالرحمن الرئيسي ومحمد البطراني وبالتحديد بعد نهائيات كأس العالم للهوكي، التي أقيمت في باكستان عام 2010. وأضاف: إن لاعبي المنتخب العماني حاليا يتمتعون بالسرعة والحركة ولكنهم يفتقدون المهارات الأساسية في اللعبة، وأيضا يتراجع أداء المنتخب في الفترتين الثالثة والرابعة في كل مباراة، ويرتكب اللاعبون العديد من الأخطاء وهذا يؤثر على نتائج المنتخب في كل مباراة يخوضها، وأيضا لا بد من تغيير عقلية اللاعب من أجل أن يكون لاعبا محترفا وألا يفكر اللاعب بأنه مجرد لاعب هاو، إذا ما أردنا تغيير وتطوير منظومة اللعبة خلال المرحلة المقبلة.

وحول مشاركة المنتخب الوطني في خماسيات كأس العالم التي ستستضيفها سلطنة عمان خلال يناير 2024 في محافظة مسقط، قال المدرب: لا يخفى على الجميع أن المشاركة في هذه البطولة المهمة والتواجد برفقة المنتخبات العالمية يعد شيئا جيدا وسنعمل على تقديم أفضل الإمكانيات وإظهار المهارات الفنية للاعبين، كما سنعمل خلال الأشهر المتبقية قبل انطلاق منافسات المونديال على إصلاح الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون في المباريات الرسمية، وخاصة أن سلطنة عمان هي من ستستضيف البطولة، ولا بد من الظهور بالمستوى المشرف في هذه البطولة، وأنا لا أعد الجماهير العمانية بتحقيق إنجاز عالمي في المونديال ولكن سنعمل بقدر استطاعتنا من أجل الظهور بمستوى جيد، وأريد أن تكون الجماهير فخورة بهذا المنتخب خلال المرحلة المقبلة.

وختم أيكمان حديثه لـ «عمان الرياضي» بالقول: من أجل تطوير اللعبة لا بد أن يصاحبه تطوير في مختلف الجوانب سواء في المراحل السنية أو الجوانب الفنية والتنظيمية والتدريبية أيضا، وفيما يخص المدربين العمانيين فسوف أعمل على إعطائهم جرعات تدريبية ومحاضرات متواصلة بغية الارتقاء بالمدرب الوطني وأن يكون مواكبا لنظيره في أي منتخب إقليمي وعالمي، والمدرب العماني حاليا يقبع في المستوى الثاني ولا بد من أن نعمل جميعا على تطوير هذا الجانب، وسأعتمد خلال الفترة المقبلة على مساعدة المدربين العمانيين في الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول.