كتب – فهد الزهيمي
الاستضافة العالمية فرصة كبيرة للاستثمار الرياضي ونقلة نوعية للعبة محليا
مجمع متكامل للعبة بولاية العامرات بأفضل المواصفات والمقاييس العالمية
المونديال سيسهم في بناء أرضية صلبة لاستضافة بطولات قارية وعالمية
تستضيف سلطنة عمان خماسيات كأس العالم للرجال والنساء في شهر يناير 2024 بمحافظة مسقط بمشاركة 32 منتخبا، وجاء فوز سلطنة عمان باستضافة النسخة الأولى من خماسيات كاس العالم بعد حصدها مكانة رياضية مثمرة ومرموقة على الصعيدين الدولي والقاري في اللعبة، مما يعكس حجم الثقة الغامرة في منح عمان حق هذه الاستضافة المرتقبة بكل ما تفرزه من معطيات ومكتسبات ملهمة وظواهر إيجابية وفوائد جمة تحمل في طياتها مؤشرات طيبة وانعكاسات مبشرة ومدلولات عميقة ذات أبعاد جوهرية متينة ومعان وقيم سامية ترسخ سمعة ومكانة السلطنة دوليا وقاريا على صعيد لعبة الهوكي، وبلا شك أن استضافة سلطنة عمان لهذه التظاهرة الرياضية الكبرى ستعود بالنفع لها في مجالات شتى وستعكس فوائد جمة وإيجابيات لا حصر لها ستطال أمورا عدة وستحدث نقلة نوعية كبيرة وطفرة هائلة في المجال الرياضي والسياحي والثقافي والاقتصادي.
استثمار رياضي
“عمان الرياضي” يعرض في هذا الموضوع تفاصيل مشروع إنشاء الملعب الجديد بولاية العامرات لاستضافة هذا المونديال، حيث قال الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي: استضافة هذا الحدث العالمي يعدّ مكسبًا كبيرًا لسلطنة عمان وللرياضة العُمانية باعتبار أنّ البطولة تُعدّ أول نسخة من خماسيات الهوكي يتم تنظيمها عالميًا، وتنظيم سلطنة عمان لمثل هذه البطولات المهمة سيعمل على ترسيخ اسم عمان في تاريخ البطولة وأيضا سيكون لها الأثر الكبير في تطوير لعبة الهوكي محليا من مختلف الجوانب الفنية والإدارية وغيرها، كما أننا سنعمل على تحديد الأهداف التي ينبغي علينا تحقيقها في هذه البطولة والخروج بتنظيم يليق بالنسخة الأولى من هذا الحدث الدولي.
وأضاف: كما يعلم الجميع أن استضافة سلطنة عمان لمونديال خماسيات الهوكي من أهم الأحداث الرياضية العالمية التي ستشهدها عمان خلال الفترة المقبلة لما يمثل فرصة كبيرة للاستثمار الرياضي بمفهومه الحديث والذي يعتبر من أهم الحوافز لتنظيم البطولات القارية والعالمية وذلك من خلال تحقيق بعض الفوائد المهمة، ومنها وضع سلطنة عمان على الخريطة الرياضية العالمية وذلك من خلال النقل المرئي لفعاليات ومباريات البطولة على المستوى الدولي فضلا عن الاستفادة الاقتصادية والثقافية والسياحية المتوقعة لمشاركة 32 من المنتخبات الدولية من 16 دولة.
وتابع آل جمعة حديثه: أيضا ستكون سلطنة عمان قبلة أنظار دول العالم من خلال القنوات المباشرة التي تنقل الفعاليات والأحداث المصاحبة لها، أضف إلى ذلك التفاعل العالمي الدولي اليومي والمنقول لدول العالم الذي سيبرز إمكانيات سلطنة عمان التنظيمية والسياحية، كما أن الأمر سينعكس إيجابا على زيادة العوائد الاقتصادية والسياحية وذلك من خلال استقبال أكثر من 3 آلاف لاعب ولاعبة ومدرب وإداري ومن الطواقم العالمية المصاحبة للمنتخبات والعالم الرياضي، ناهيك عن زيادة عدد السياح القادمين من مختلف دول العالم لمشاهدة البطولة وتشجيع فرقهم مما يزيد نسبة الإشغالات الفندقية في سلطنة عمان، وأشار مروان آل جمعة إلى أن استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث الكبير واهتمام مختلف الجهات بنجاح تنظيمه يعود بالنفع على لعبة الهوكي من حيث الاستفادة من البنية الأساسية من المنشآت مثل الملاعب الجديدة التي تم إنشاؤها لإقامة البطولة.
تفاصيل المشروع
وكشف رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي عن تفاصيل مشروع إنشاء الملعب الجديد والخاص باستضافة هذا الحدث العالمي بقوله: بدأنا قبل أيام قليلة إنشاء المجمع المتكامل الخاص بلعبة الهوكي والذي سيشتمل على الملعب الرئيسي الذي ستقام عليها منافسات خماسيات كأس العالم وأيضا سيحوي المجمع ملاعب للتدريب وغيرها من المرافق الأخرى، ويأتي بناء هذا المجمع وفق الاشتراطات التي وضعها الاتحاد الدولي للهوكي وذلك من حيث المكاتب والغرف لتبديل الملابس والإسعافات الأولية والحكام والمراقبين والجهات الأمنية وكبار الشخصيات وكذلك المنصة الرئيسية ومدرجات الجماهير وأيضا منصة النقل التلفزيوني وغيرها من الجوانب التي يجب علينا مراعاتها في إنشاء هذا المجمع، حتى يكون مجمعا حديثا وعصريا يواكب التطور الحاصل في اللعبة عالميا، وخلال منافسات المونديال سيحوي المجمع المتكامل الملعب الرئيسي الذي ستقام عليه المباريات الرسمية، بينما سيرافقه 4 ملاعب أخرى للتدريب، حيث سيتم لعب 16 مباراة يوميا أثناء منافسات كأس العالم (كل مباراة 20 دقيقة)، وبعد الانتهاء من استضافة مونديال الهوكي سيتم إجراء تعديل على الملاعب وذلك بإقامة ملعبين للهوكي (الملعب الكامل) وملعب آخر للخماسيات، أما مدرجات الجماهير فستكون أكثر من 5000 مقعد أثناء فترة إقامة البطولة، ويمكن إزالتها واستخدامها في ملاعب أخرى.
وأضاف: المجمع المتكامل يتم إنشاؤه وفق أحدث المقاييس والتصاميم المعتمدة من الاتحاد الدولي للهوكي، وأيضا وفق الخبرات التراكمية الموجودة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وكذلك وفق الإمكانيات الحالية، وليس هناك حاجة لبناء ملعب عالمي يتسع لعشرات الآلاف من الجماهير ويستخدم لفترات بسيطة جدا، وإنما نقوم بإنشاء ملعب وفق احتياجاتنا الحالية، وعندما نرغب باستضافة أي بطولة إقليمية أو دولية نستقدم المرافق لفترة البطولة، وهذا معمول به في أغلب دول العالم وفي أي لعبة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع المتكامل في شهر أكتوبر المقبل وقبل ثلاثة أشهر من انطلاق منافسات المونديال.
نقل المشروع للعامرات
وحول نقل استضافة خماسيات كأس العالم من مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر إلى ولاية العامرات، قال آل جمعة: كان من المفترض وحسب المخطط الأساسي الذي اتفقنا عليه مع الاتحاد الدولي للهوكي على إقامة منافسات المونديال في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ولكن وزارة الثقافة والرياضة والشباب كان لها رأي آخر وهو نقل فكرة استضافة المونديال إلى ولاية العامرات، وذلك بحكم تواجد أرض كبيرة تابعة للوزارة يمكن إقامة مجمع متكامل للهوكي بها، وقد لاقى هذا المقترح قبولا من الجميع، وخاصة الترحيب الكبير الذي حصلنا عليه من قبل الاتحاد الدولي للهوكي الذي أوضح أن بناء مجمع متكامل للعبة في ولاية العامرات سيخدم لعبة الهوكي محليا وكذلك سيكون جاهزا لاستضافة أي بطولات عالمية خلال السنوات المقبلة، وخاصة أنه سيتم إنشاؤه وفق أعلى المواصفات العالمية المعتمدة في رياضة الهوكي، كما أن نقل الملعب إلى ولاية العامرات عامل إيجابي للاتحاد العماني للهوكي حيث سنكسب ملعبا جديدا ومتكاملا في اللعبة وفق مواصفات عالمية، وسيكون المجمع الجديد مقصدا لاستضافة البطولات الإقليمية والعالمية في رياضة الهوكي خلال السنوات المقبلة، وهنا أقدم الشكر والتقدير لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، لمتابعته الحثيثة وسعيه الدائم لإنجاح الاستضافة العالمية، والشكر أيضا لسعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب ولكافة العاملين بالوزارة على الجهود الكبيرة التي بذلوها خلال الفترة الماضية والموافقة على إنشاء مجمع متكامل للعبة بولاية العامرات.
تواصل التدريبات
من جانب آخر تتواصل التدريبات والمعسكرات المحلية والخارجية للمنتخب الوطني للرجال والنساء وذلك بغية الوصول للجاهزية الكاملة استعدادا للمشاركة في خماسيات كأس العالم للرجال والنساء في شهر يناير 2024 بمسقط، حيث إن وتيرة العمل تتواصل في تطوير المنتخبات الوطنية للهوكي وبشكل متسارع ووفق الخطط المرسومة لها، ويولي مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي اهتماما كبيرا لكافة المنتخبات، حيث وضع الاتحاد برامج ومعسكرات عديدة لها. ويواصل المنتخب الوطني الأول تدريباته على مستوى المحافظات، كما أن المنتخب النسائي للهوكي منتظم في التدريبات بشكل يومي، وتم تقسيم المنتخب النسائي إلى 3 فرق، فريق للهوكي العام وفريق للهوكي الخماسي والفريق الثالث لهوكي الصالات.