ندوة علمية تستعرض الجهود العمانية في طباعة المصحف الشريف

“العُمانية” أقيمت مساء أمس ندوة علمية بعنوان “مصحف المسلمين ـ عرض ودراسة”، بمشاركة الدكتور عبد الله بن سالم الهنائي وهلال بن حمود الريامي، وبتنظيم من مكتبة الضامري للنشر والتوزيع، وتحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء. الندوة التي أدارها الدكتور سيف الهادي تناول من خلالها تحدث فيها الدكتور عبدالله الهنائي عن الجهود العُمانية في طباعة المصحف الشريف “مصحف المسلمين”، وأشار إلى أن لسلطنة عُمان جهود حسنة في طباعة المصحف الشريف تتمثل في جهود رسمية وخاصة، فأما الجهود الرسمية فتتمثل في وزارة الأوقاف والشئون الدينية، ومركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

وأخرجت وزارة الأوقاف العُمانية خمس نسخ من المصحف الشريف كانت الأولى بشراء للحقوق من إحـدى المكتبات الخاصة، ثم خطت بنفسها بخط الخطاط التركـي تـورات سوكيلي مصحف عُمان، ثم تلا ذلك خطها لمصحف ثالث سمته المصحف العُماني، وأخيرًا مصحف مسقط الإلكتروني الذي تميز بـأمور فنية. وأخيرًا المصحف الشريف الذي أخرج من مصحف مسقط الإلكتروني السابق.

وبيّن “الهنائي” أن المصحف الشريف (مصحف مسقط الورقي) وهو الإخراج الخامس والأخير لوزارة الأوقاف يحتاج لمراجعة من حيث الأمور العلمية في الآيات والرسم والضبط وعد الآيات وأسماء السور ونوع الخط وحجمه ووزن المصحف قبل توزيعه على الناس والمكتبات الخاصة والعامة. موضحًا أن وزارة الأوقاف العُمانية تدرجت في الطباعة والإخراج وكانت في كل مرة تجدد في أمور متعددة من حيث الخط والإخراج.

كما أخرج ديوان البلاط السُّلطاني ممثلا في مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم نسختين من المصحف إحداهما خاصة بالجامع الأكبر وثانيتهما خاصة بالجوامع السُّلطانية مع اختلاف بسيط في الإخراج والألوان.

وأضاف: على صعيد جهود المؤسسات الخاصة أخرجت مكتبة الضامري للنشر والتوزيع مصحفًا خاصًّا تميز بميزات ميزته عن غيره من طبعات المصحف الشريف، كما يوجد في مصحف المسلمين ابتكارات منها نوع الخط المستخدم الذي تم تطويره فقد استخدمت ثلاثة خطوط هي النسخ والثلث والمعاصر وجعلت المسافات بين الكلمات متساوية تسهيلًا للقراء، وجمع المصحف أنواع التقسيمات الكمية والمعنوية والإخراج الفني الموحد داخل إطار الصفحة.

وبيّن: لمصحف المسلمين ميزات تميز بها عن غيره، من ذلك أن اللجنة المشرفة على تصحيحه وطباعته عُمانية خالصة ولأول مرة، ومما تميز به المصحف أن جعل اسم السورة وبدايتها في أول الصفحة أو وسطها ولم يفرق بين اسم السورة في آخر الصفحة القبلية وأول السورة في أول الصفحة الآتية، ومن ذلك أيضًا كثرة الأحجام والأنواع.

وقال “الهنائي” : إن هذا المصحف يكتب الأولية العُمانية من حيث التصحيح والإخراج والابتكارات الفنية وأنواع المصاحف ذات الألوان والتفاسير المترجمة وغير المترجمة والموضوعية وغير الموضوعية، ولمصحف المسلمين ميزة وهي إبراز مواضع أنواع الوقوف القرآنية غير المعروفة لدى غير المختصين كالإتيان بأكثر عدد من الوقوف اللازمة ووقوف المراقبة وابتكار رمز لوقوف الرسول (جبريل) وإثباتها في أماكنها من السور القرآنية.

كما تحدث الريامي عن أهم الابتكارات والضبط في مصحف المسلمين، موضحًا أن المصحف اجتمعت فيه الكتابة بخط اليد واستخدام برامج التقانة الحديثة، وتألفت كل صفحة من خمسة عشر سطرًا وكل سطر من ثمان كلمات، وسمي المصحف بمصحف المسلمين تمييزًا له عن غيره من المصاحف، ولأن هذه التسمية تشير وترمز إلى الهدف من الكتاب وهي وحدة المسلمين على اختلاف فرقهم ومذاهبهم وأعراقهم وأجناسهم وبلدانهم وألوانهم.

ووضح “الريامي” أن أهم الابتكارات هي التفريق بين الإدغام والإخفاء ووقف جبريل عليه السلام، وهذا يتمثل في إضافة علامة مبتكرة لوقف جبريل والذي يسمى في بعض الكتب وقوف الرسول أو وقوف السنة، وتمييز البدء بهمزة الوصل، والوقف المتعانق والوقف اللازم ومستوى التقسيم الكمي والمعنوي.