فعاليات ومناشط متنوعة تثري ذائقة زوار معرض الكتاب فـي دورته الـ27

– تتواصل أعماله فـي مركز عمان للمؤتمرات والمعارض

مسقط ـ العُمانية: أقيمت على هامش معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27، الذي تتواصل أعماله في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ندوة علمية بعنوان (مصحف المسلمين ـ عرض ودراسة)، بمشاركة الدكتور عبد الله بن سالم الهنائي وهلال بن حمود الريامي، وبتنظيم من مكتبة الضامري للنشر والتوزيع، وتحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء.
الندوة التي أدارها الدكتور سيف الهادي تحدث فيها الدكتور الهنائي عن الجهود العُمانية في طباعة المصحف الشريف (مصحف المسلمين)، وأشار إلى أن لسلطنة عُمان جهودًا حسنة في طباعة المصحف الشريف تتمثل في جهود رسمية وخاصة، فأما الجهود الرسمية فتتمثل في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.
وأخرجت وزارة الأوقاف العُمانية خمس نسخ من المصحف الشريف كانت الأولى بشراء للحقوق من إحـدى المكتبات الخاصة، ثم خطت بنفسها بخط الخطاط التركـي تـورات سوكيلي مصحف عُمان، ثم تلا ذلك خطها لمصحف ثالث سمته المصحف العُماني، وأخيرًا مصحف مسقط الإلكتروني الذي تميز بـأمور فنية. وأخيرًا المصحف الشريف الذي أخرج من مصحف مسقط الإلكتروني السابق.
وبيَّن الهنائي أن المصحف الشريف (مصحف مسقط الورقي) وهو الإخراج الخامس والأخير لوزارة الأوقاف يحتاج لمراجعة من حيث الأمور العلمية في الآيات والرسم والضبط وعد الآيات وأسماء السور ونوع الخط وحجمه ووزن المصحف قبل توزيعه على الناس والمكتبات الخاصة والعامة.
موضحًا أن وزارة الأوقاف العُمانية تدرجت في الطباعة والإخراج وكانت في كل مرة تجدد في أمور متعددة من حيث الخط والإخراج.
كما أخرج ديوان البلاط السُّلطاني ـ ممثلًا في مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ـ نسختين من المصحف إحداهما خاصة بالجامع الأكبر وثانيتهما خاصة بالجوامع السُّلطانية مع اختلاف بسيط في الإخراج والألوان.
فيما نظَّمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ضمن أعمال معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27، ندوة فنية بعنوان (المسيرة الفنية للفنان سالم بن علي سعيد)، تحت رعاية سعادة السَّيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، بمشاركة مجموعة من المختصين في شأن الأغنية العُمانية وهم السَّيد خالد بن حمد البوسعيدي، والشاعر سعيد بن سالم البرعمي وعلي بن سهيل غواص.
تضمَّنت الندوة التعريف بالقاعة الفنية التي تحتوي على أعمال ومقتنيات الفنان العُماني سالم بن علي سعيد بمعرض الكتاب، والتي ضمَّت ذكريات فنية متعددة، سجَّلت حضوره الفني على مدى سنوات حياته. كما تضمَّنت الندوة عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الفنان منذ بداياته الأولى وأهم ملامح مسيرته التي وصفت بالنوعية على مستوى سلطنة عُمان. وقد تحدث المشاركون في الندوة عن حياة الفنانة الفنية التي استمرت لأكثر من 40 عامًا مما منحته لقب (سفير الأغنية العُمانية)، حيث شغفه وحبه للتلحين والغناء استطاع أن يسجل حضوره منذ البدايات سواء على مستوى محافظة ظفار أو حتى على مستوى سلطنة عُمان، فتعلق الفنان سالم علي سعيد بفنه وأوجد له مسارًا خاصًّا، فقد خرج إلى العالمية بجدارة من خلال تسجيل أغنياته بأوروبا.
وأشار المتحدثون إلى أن سالم بن علي سعيد كان بسيطًا في تعامله غير متكلف وهو ما أهَّله ليكون ذا شأن في فترة وجيزة من انطلاقته في السبعينيات من القرن الماضي، وأن أغنيات الفنان في بداياته كانت متنوعة بين الوجداني الذاتي والوطني واستمرت إلى حين ليكون أكثر قربًا من الشعراء والملحنين الذين كرسوا لذات الأغنية العُمانية على الرغم من إصراره أيضًا على التجديد والتغيير.
كما نظَّم صالون فاطمة العلياني الأدبي في جناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب جلسة حوارية بعنوان (بين شغف الكتابة ودرب النقد) للدكتورة منى بنت حبراس السليمية أدارتها الكاتبة هدى حمد ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين.
وتناولت الدكتورة منى عن بدايات شغفها وتجربتها في الكتابة الذي بدأ باكرًا منذ أيام المدرسة بعدما كانت تحب حصص التعبير وحصص النقد والبلاغة، فالرغبة في معرفة الأدب والكتابات الأدبية كان له دور كبير في نسيج حياتها الكتابية وبدأت بقراءة كتاب رياض الصالحين ليكون أول كتاب قرأته من الجلد للجلد وكتب أخرى حول قصص الصحابة وغيرها في المجالات الدينية والأدبية. وأضافت أن أسلوب التربية الذي تلقَّته من والدها الشاعر كان له دور كبير في صقل قدراتها ومهاراتها في هذا المجال والانخراط فيه من خلال المتابعة المستمرة وتلقين دروس متخصصة في النحو والأدب. من جانب آخر نظَّمت محافظة جنوب الباطنة ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ٢٧ قراءة في كتاب (التنمية المستدامة في البيئة المدرسية) ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض بمشاركة الدكتورة هدى بنت مبارك الدائرية، وأدارها الدكتور أفلح بن أحمد الكندي.
استعرضت الدكتورة هدى في بداية القراءة الفكرة العامة للكتاب، والدوافع المحفزة لإصداره، ونشأة فكرة تأليف الكتاب، وأهم الداعمين لتأليفه و إصداره، كما تناولت مجموعة من المحاور، أبرزها ما تم إدراجه في الكتاب الذي تم تأليفه من قِبل 3 مؤلفين، وهم: الأستاذ الدكتور عبدالله البوسعيدي، والدكتورة هدى الدائرية، والدكتور هلال الشيدي.
كما أشارت إلى أن الكتاب تناول دور التنمية المستدامة بفروعها الثلاثة (الاقتصادي والاجتماعي والبيئي)، والذي يعد مرجعًا أساسيًّا للمهتمين والباحثين في هذا المجال، وللتربويين والمعلمين ولأولياء الأمور أيضًا.
ووضَّحت أن التنمية تم تقسيمها وتصنيفها بالألوان، وأولها (الاقتصاد الأخضر) الذي تم تطبيقة الآن في مدارس محافظتي جنوب الباطنة والداخلية؛ للمساهمة في الحفاظ على البيئة وإعادة التدوير، كما تطرقت إلى (الاقتصاد البنفسجي) الذي يجسِّد ويعبِّر عن التاريخ والثقافة العُمانية، والطريقة الصحيحة في توظيفها والتسويق لها بأفكار وطابع جديد.
وفي نهاية القراءة تحدثت الدكتورة هدى الدائرية عن (الاقتصاد الأزرق) الرامز إلى استدامة البحار والمحيطات والطريق الأمثل لاستدامتها، مضيفة أن الكتاب يعد مرجعًا يزخر بالعديد من الاستراتيجيات التي من الممكن أن تستفيد منها الهيئة التدريسية.
ونظَّمت جامعة السُّلطان قابوس ـ ممثلة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين ـ محاضرة فكرية بعنوان (الهُوية والاندماج الثقافي: تجربة تنظيم كأس العالم في قطر نموذجًا) بقاعة أحمد بن ماجد.
قدَّم المحاضرة التي أدارها الدكتور نبهان بن حارث الحراصي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السُّلطان قابوس، الدكتور نايف بن نهار مدير مركز ابن خلدون بجامعة قطر.
وتحدث الدكتور نايف في بداية المحاضرة عن الأبعاد الثقافية التي كانت مصاحبة ومؤثرة لتنظيم قطر لبطولة كأس العالم، وأجاب عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بالهُوية والتعددية الثقافية، ونظرة الغرب للقيم والمبادئ العربية والإسلامية. وأشار إلى إمكان استثمار مثل هذه الفعاليات العالمية ثقافيًا عبر مشروع فكري وثقافي متكامل متجذر من التعاليم الإسلامية والهوية العربية المشتركة، كما عرف بمفهوم الهُوية وحدودها، وتزاحم الهُويات وتنافسها، والفرق بين الاندماج الثقافي والتعددية الثقافية. ولفت إلى إمكان ضبط الهُوية في تعريف جامع بأنها مجموع الصفات الكسبية وغير الكسبية التي تميز الذات الجماعية عن نظائرها، كما تناول مسوغات وجود الهُوية ودورها في المجتمعات وأنواع الهُويات المختلفة.