ندوة “الطب الرياضي” تؤكد أهمية تأهيل الكوادر الوطنية في إصابات الملاعب

كتب – خليفة الرواحي

أكدت ندوة “الطب الرياضي” على أهمية إتقان وسائل الوقاية من الإصابات واستخدام العلاجات المختلفة لوقاية الرياضيين من تفاقم الإصابات وتأهيل المصابين للعودة للملاعب، من خلال برامج لتأهيل متخصصين محترفين في الطب الرياضي وذلك في الندوة التي نظمتها اللجنة الأولمبية العمانية ممثلة في اللجنة العمانية للطب الرياضي ومكافحة المنشطات بالتعاون مع مستشفى عمان الدولي للتعريف بالخدمات الطبية بولاية بوشر.

وقال الدكتور مسعود بن علي الريامي رئيس لجنة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات في كلمته: الرياضة متنفس الشعوب، وهي وسيلة لتقوية الأبدان والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، وخلال ممارسة الرياضة قد تحدث إصابات في التمرين أو خلال المباريات والمنافسات، وتتنوع أشكال الرياضة بين فردية وجماعية، وتتنوع تبعا لذلك الإصابات الرياضية، وعادة ما تحدث أشد الإصابات خطورة في الألعاب الجماعية أو العنيفة مثل كرة القدم والملاكمة، وهنا تتمثل مهمة الطب الرياضي، في علاج الإصابات في أسرع وقت ممكن وإعادة تأهيل المصاب ليعود إلى نشاطه المعتاد مرة أخرى.

وأوضح أن الطب الرياضي فرع من علم الطب الذي يهتم بتقديم العلاجات الطبية للاعبين والرياضيين، ويعتمد على تطبيق مجموعة من طرق علاج الأمراض الرياضية، وتحديد الوسائل المناسبة للتعامل معها، كما أنه يعرف بأنه نوع من أنواع التأهيل الرياضي الذي يتم تقديمه للرياضيين والأشخاص الذين يمارسون الألعاب الرياضية.

وأكد أن الطب الرياضي يركز على تشخيص وعلاج كل الإصابات التي تحدث للجهاز العضلي الحركي، والإصابات التي تحدث للعظام والعضلات والمفاصل، ويستهدف إعادة تأهيل المصاب، وإعادته إلى نشاطه المعتاد مرة أخرى، موضحا أن إحصائية صادرة عن الطب الرياضي في ألمانيا أشارت إلى أن الإصابات الرياضية التي تتصدر القوائم هي الالتواءات والكدمات، بنسبة تتخطى 35%، بينما تليها في القائمة كسور العظام والخلع بنسبة تقارب الـ 25%، وتشغل إصابات العضلات والأوتار والأربطة ما يقارب من 22% من جميع الإصابات الرياضية.

الإصابات الرياضية

وأضاف: تختلف أنواع الإصابات الرياضية بمختلف نوع الرياضة وأيضا تبعا لاختلاف درجة حدتها، وتشمل الإصابات الرياضية الأكثر شيوعا التواء الكاحل والرباط الصليبي والشد والتمزق العضلي والكدمات وتمزق الغضروف الهلالي وإصابة وتر أكيليس والارتجاج وإصابة مفصل الركبة، ولتجنب الإصابات الرياضية ينبغي على اللاعبين اتباع التعليمات والإرشادات لضمان حياة رياضية أفضل. حيث يجب التزام الراحة المطلوبة قبل ممارسة الرياضة، والإحماء الجيد قبل البدء في التمارين، وارتداء الأحذية المناسبة للنشاط الرياضي، واستخدام معدات السلامة العامة المناسبة، وتجنب ممارسة التمرين وقت ارتفاع درجة الحرارة، وعدم الإفراط في التدريب الذي يفوق مستوى اللياقة البدنية لدى الفرد، واستخدام الأسلوب المناسب والصحيح للمهارات الرياضية والقيام بعملية التهدئة وإطالة العضلات والمفاصل بعد الانتهاء من النشاط البدني، متمنيا أن تعود توصيات الندوة ومخرجاتها بالنفع على الرياضة بوجه عام وعلى الطب الرياضي بوجه خاص.

وألقى مارسليو بيريرا الرئيس التنفيذي لمستشفى عمان الدولي كلمة أكد فيها على أهمية الشراكة بين المستشفى ولجنة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات باللجنة الأولمبية العمانية مرحبا باستضافة فعاليات ندوة الطب الرياضي، وفي تنفيذ برنامج طبي رياضي مشترك لخدمة الاتحادات والأندية الرياضية خاصة والرياضيين بشكل عام. وأضاف: بأن الشراكة خطوة مهمة وتخدم قطاع الرياضة بسلطنة عمان، وهي أحد أهم الجوانب التي يعمل عليها المستشفى لتقديم خدمة تنصب لمصلحة الرياضيين من خلال توفير كل خدمات المستشفى في العلاج الطبيعي والإشراف على علاج إصابات الملاعب التي تنتشر في ملاعبنا الرياضية.

الإنعاش القلبي

ثم قدم الدكتور سليمان المعولي نائب رئيس اللجنة محاضرة عن الإنعاش القلبي الرئوي، حيث عرّف توقف القلب المفاجئ على أنه توقف الدورة الدموية والجهاز التنفسي عن العمل. كما أوضح أسباب توقف القلب المفاجئ وقال: من بين الحالات المرضية التي تصيب القلب: الأزمات القلبية والصـدمـة الكهربائية والجرعات الزائدة من الأدوية والإصابات التي تنتج عن الحـوادث الخطيرة والحساسية الشديدة والاختناق والغرق، كما تطرق لعلامات توقف القلب المفاجئ وهي فقدان الوعي وتوقف التنفس وتوقف النبض، كما تناول الخطوات التي يتم بواسطتها الإنعاش القلبي الرئوي بعدها قدمت خديجة البوصافية وطاهرة الزدجالية تطبيقا عمليا لعمليات الإنعاش القلبي.

مبادرات تأهيل

وقال الدكتور سليمان المعولي إن تدريب الطواقم الموجودة في المجمعات والأندية الرياضية من المبادرات الرئيسية التي تقوم بها لجنة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات على مستوى سلطنة عُمان، بهدف تأهيل الكوادر لإنعاش المصابين بتوقف القلب أو ما يسمى بلع اللسان وإنعاشه بالطريقة الصحيحة حسب ما يتم التدريب عليه من قبل المختصين في هذا المجال.

٣٠ جهازا

وأضاف المعولي: اللجنة تعتزم شراء حوالي ٣٠ جهاز رجفان صعق كهربائي ستوزع على جميع المجمعات الرياضية والاتحادات كما سيتم تدريب حوالي ١٧٠ مسعفا، وسيتم قريبا توقيع اتفاقية لتدريب المسعفين سواء في محافظة مسقط أو المحافظات الرئيسية الأخرى باستخدام أجهزة الصعق الكهربائي. وأكد على أهمية وجود مسعف في الفعاليات الرياضية وقال: يعتبر من أهم أدوات الإسعاف الأولية وذلك لاحتمالية عدم تواجد سيارة الإسعاف والطواقم الطبية المدربة في إنعاش القلب الرئوي ومنع حدوث المضاعفات قبل التدخل الطبي.

بعدها تم تقديم عرض مرئي عن مراكز التميز في مستشفى عمان الدولي، ثم قام المستشفى بتقديم هدايا تذكارية لخالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية وكذلك قدم المستشفى هدية تذكارية للدكتور مسعود الريامي رئيس لجنة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات وكذلك قدم المستشفى هدية للاعب المعتزل علي بن عبدالله الحبسي. كما قام الحضور والمشاركون بجولة تعريفية في أقسام المستشفى أبرزها قسم العلاج الطبيعي وعلاج إصابات الملاعب الذي يضم أحدث التقنيات وبإشراف كادر طبيعي عالمي متخصص.

أوراق عمل

بعد ذلك بدأت الجلسات العلمية للندوة؛ حيث تناولت الجلسة العلمية الأولى الإصابات الرياضية الشائعة، قدمها الدكتور مسعود الريامي رئيس اللجنة العمانية للطب الرياضي ومكافحة المنشطات، كما قدم شعيب الزدجالي عضو اللجنة ورقة عمل حول الرياضة ومكافحة المنشطات. وتضمنت الجلسة العلمية الثانية ورقتي عمل، حيث قدم ماجد الوردي عضو اللجنة ورقة عمل حول التعرض للحرارة والشمس في الأنشطة الرياضية، كما قدم الدكتور محمد فوزي ورقة عن علاج العظام.

أهمية كبيرة

وعقب افتتاح الندوة أكد علي بن عبدالله الحبسي حارس المنتخب الوطني السابق على أهمية ندوة الإعلام الرياضي في تأهيل الكوادر الوطنية للحد من تفاقم إصابات اللاعبين والتدخل السريع لحمايتهم وقال في تصريح لوسائل الإعلام: إن ندوة الطب الرياضي مهمة جدا نظرا لكثرة إصابات الملاعب التي قد تكلف الأرواح أحيانا، نتيجة عدم وجود المسعف المحترف للتعامل مع مختلف حالات الإصابة التي تتكرر في الملاعب، فالتدخل السريع والإسعاف الصحيح يمكن أن تنقذ أرواح اللاعبين، لذلك فإن هذه الندوة مفيدة جدا لتأهيل أخصائي العلاج في الاتحادات والأندية الرياضية التي تتواجد في الندوة، مؤكدا أن سلامة اللاعب من الأشياء المهمة التي تعطيه المساحة الكافية للاستمرار والعطاء في الملاعب.

وأوضح أن إصابات الملاعب وعدم التأهيل الطبي الجيد للاعبين حرمت المنتخبات والأندية من خدمات اللاعبين، وتسببت في أبعاد عدد منهم عن الملاعب، مما يشكل استنزافا للمهارات والقدرات التي يمكن أن يستفاد منها إذا ما وجدت العناية الطبية والتأهيل الصحي الجيد. وفي ختام حديثه شكر اللجنة الأولمبية العمانية على المساحة الجيدة التي تمنحها اللجنة للاعبين الدوليين لرعاية المناسبات، والتي تؤكد القيمة الكبيرة للاعبين وتمثل حافزا لتعزيز قيمة اللاعبين الرياضيين في سلطنة عمان.

وأقيمت الندوة برعاية اللاعب المعتزل علي بن عبدالله الحبسي، بحضور خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، وطه بن سليمان الكشري الأمين العام باللجنة، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء اللجنة العمانية للطب الرياضي، ومكافحة المنشطات، ومنتسبي الاتحادات واللجان الرياضية، وأخصائي العلاج الطبيعي، والمعالجين الفيزيائيين، والمعدين البدنيين، والكوادر العاملة في الجهات ذات العلاقة.

يذكر أن اللجنة العمانية للطب الرياضي ومكافحة المنشطات تهدف من خلال برامجها وأنشطتها إلى المساهمة في تأهيل وصقل الكوادر العاملة في مجال الطب الرياضـي ومكافحة المنشطات بتخصصاتها المختلفة، ووضع برنامج زمني لذلك من خلال إقامة وتنظيم الندوات والمحاضرات، وحلقات العمل والمؤتمرات الخاصة بالطب الرياضي ومكافحة المنشطات، وإصدار المطبوعات التوعوية والإرشادية، والحرص على تعميم الاستفادة منها، كما تسهم في التعريف بأهم المستجدات العلمية، ومخرجات المنشورات المحكمة في مجالي الطب الرياضي ومكافحة المنشطات، وتعزيز المعارف ذات الصلة لدى الفئات المستهدفة من الرياضيين والمختصين والإداريين، وتحديث لائحة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات وفقًا للتوجهات المعتمدة من اللجان والهيئات الدولية المختصة.

ويأتي تنظيم اللجنة الأولمبية العمانية ممثلة في اللجنة العمانية للطب الرياضي، ومكافحة المنشطات بالتعاون مع مستشفى عمان الدولي للتعريف بالخدمات الطبية التي يجب على الطبيب الممارس للطب الرياضي أن يتقنها، وتشمل مجموعة من الإجراءات الوقائية مثل الوقاية من الإصابات والتكيف معها، بالإضافة إلى العلاجات المتعددة كمعالجة تقويم العظام، وإعادة التأهيل الجسدي، والحقن، وغيرها.
المصدر: جريدة عمان