ثلاثية نظيفة تتوج السيب باللقب التاريخي في النهائي الآسيوي

البوسعيدي والمقبالي والغساني يسجلون الذهب

توج نادي السيب بلقب مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، بعد أن خرج متفوقًا بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية التي جمعته أمام نادي كوالالمبور سيتي الماليزي على أرضية ملعب بوكيت جليل الوطني في ماليزيا، تقدم السيب عن طريق علي البوسعيدي في الدقيقة 12 وسجل الهدف الثاني عبدالعزيز المقبالي في الدقيقة 36 من الشوط الأول، قبل أن يبصم محسن الغساني على الهدف الثالث عند الدقيقة 76 من عمر الشوط الثاني والمباراة. بدأ نادي السيب المباراة بضغط كبير على نادي كوالالمبور سيتي للدخول في أجواء المباراة والوصول لشباك مرمى أصحاب الأرض والضيافة، حيث بدأ السيب المباراة بتشكيلة مكونة من أحمد الرواحي في حراسة المرمى وجمعة الحبسي ومحمد المسلمي وعلي البوسعيدي وحسن العجمي في خط الخلف، بينما لعب عيد الفارسي ودانييل اجيبولا ومحمد الحبسي وصلاح اليحيائي في المنتصف، مع وجود محسن الغساني وعبدالعزيز المقبالي في المقدمة، الطريقة التي أراد من خلالها المدرب رشيد جابر ترابط الخطوط والضغط على الكرة بشكل سريع والاستحواذ على الكرة وخصوصا في خط المنتصف.

هدف البوسعيدي

نادي كوالالمبور حاول الوصول الى مرمى الرواحي من الجهة التي يتمركز فيها علي البوسعيدي إلا أن التغطية كانت حاضرة، بينما رد نادي السيب عن طريق تحركات محمد الحبسي السريعة الذي تحصل على أول ركلة خارج حدود المنطقة من الجهة اليسار لعبها البوسعيدي عرضية إلا أن حارس المرمى كان أعلى من الجميع، اعتماد صاحب الأرض كان على الكرات المرتدة السريعة لاختراق دفاعات نادي السيب الذي كان متماسكا ومتمركزا بشكل جيد.

الدقائق العشر الأولى ظهر فيها نادي السيب بشكل جميل ومنظم وتناقل الكرة كثيرا في منتصف الملعب لاختراق التراجع الكبير الذي لعب عليه نادي كوالالمبور، وكان ممثل السلطنة حذرا جدا من عامل المطر الذي صاحب بداية مجريات الشوط الأول، والذي أثر على لاعبي السيب في تناقل الكرة البينية السريعة، وشهدت الدقيقة 17 كرة كادت أن تشهد أول أهداف المباراة لفريق كوالالمبور بعد هجمة منظمة بدأت من الجهة اليمنى لمرمى احمد الرواحي، عندما مرر اللاعب كرة جميلة خدعت المدافعين لتصل للاعب كوالالمبور الذي حاول أن يسكنها الشباك بسهولة لولا براعة الحارس احمد الرواحي الذي تعملق في الذود عن مرماه، الهجمة التي أثارت حفيظة لاعبي السيب في الضغط والرد بالمثل، وكان لهم ما أرادو عندما ظهر البوسعيدي في ركلة ركنية لعبها قوية سكنت شباك الحارس الماليزي معلنًا تقدم نادي السيب بالهدف الأول عند الدقيقة 21 من مجريات الشوط الأول، الهدف الذي عكس أفضلية السيب مع مجريات ودقائق هذا الشوط.

توقيع المقبالي

عبدالعزيز القبالي أضاع بطريقة غير متوقعة الهدف الثاني للسيب عند الدقيقة 28 بعد تمريرة ولا أروع من اللاعب صلاح اليحيائي خلف المدافعين، وضع المقبالي في مواجهة حارس المرمى ميندوزا، حاول أن يلعبها المقبالي فوق الحارس لتذهب خارج الخشبات الثلاث، لتستمر دقائق الشوط مع أفضلية مطلقة للسيب في تناقل الكرة بكل سهولة، مع تراجع الفريق صاحب الأرض والجمهور واعتماده على المرتدات السريعة عن طريق لاعبي الأطراف، خصوصا اللاعب زافري يحيى الذي ظهر من جديد في تسديدة قوية تصدى لها الرواحي بكل براعة، ليظهر المحترف عند الدقيقة 33 ويطلق قذيفة قوية من مسافة بعيدة أبعدها الحارس بصعوبة إلى ركلة ركنية، عبدالعزيز المقبالي أبى إلا أن تكون له بصمة في هذا الشوط الذي شهد أفضلية لنادي السيب، ليرتقي عاليا عند الدقيقة 36 مستغلا عرضية صلاح اليحيائي الرائعة ليضعها رأسية قوية في شباك الحارس ميندوزا محرزا هدف السيب الثاني في الشوط الذي قدم فيه لاعبو السيب كل شيء واستطاعوا أن يهزوا شباك نادي كوالالمبور سيتي في مناسبتين.

لتمضي دقائق الشوط الأول سريعا مع الأداء الجميل والرائع الذي ظهر من خلاله نادي السيب في مختلف الخطوط، وقدم اللاعبون مستوى فنيا مشرفا للكرة العمانية، حيث لم يتركوا أي ثغرة للفريق المنافس وصاحب الضيافة، وكان السيب الفريق المستحوذ على المباراة أداءً ونتيجة، ليعلن الحكم الأسترالي شون ايفانس نهاية الشوط الأول بعد دقيقة واحدة فقط احتسبها وقتا بدل ضائع لمجريات هذا الشوط، ليذهب نادي السيب إلى وقت الراحة بين الشوطين وهو متقدم بنتيجة هدفين نظيفين.

السيب الأفضل

إحصاءات الشوط الأول كانت واضحة بأفضلية نادي السيب ليست من خلال النتيجة فقط، إلا أن نسبة الاستحواذ على الكرة كانت مرتفعة جدا لممثل الوطن الذي حصل على نسبة 76% مقابل 24 فقط لأصحاب الأرض والجمهور، كذلك التمريرات البينية نجح نادي السيب في تحقيق 379 تمريرة وبدقة وصلت إلى 89% بينما كان لفريق كوالالمبور سيتي 114 تمريرة فقط في مجمل دقائق الشوط الأول، ورغم أن الفريق الماليزي تحصل على 3 ركنيات مقابل 2 لنادي السيب، إلا أن أفضلية الركنيات كانت لنادي السيب الذي أحرز الهدف الأول من ركنية رائعة نفذها البوسعيدي بنجاح.

الشوط الثاني

الشوط الثاني بدأ قويا وسريعا من فريق كوالالمبور الذي دخل من أجل العودة للمباراة وتعديل النتيجة، حيث ليس لديه ما يخسره بعد أن بدأ الشوط متأخرا بهدفين نظيفين، لتشهد أول 5 دقائق أفضلية لأصحاب الأرض من خلال تناقل الكرة في وسط الملعب، وظهر لاعبو الفريق المنافس بدنيا أقوى مع الدقائق، حيث شهدت الدقيقة 52 أول بطاقة صفراء للاعب اكرم مهينان بعد تدخل قوي مع عيد الفارسي، أفضلية كوالالمبور سمحت بالوصول للخط الخلفي لنادي السيب، واستطاع قائد الفريق اللاعب باولو جيسي أن يسدد قوية ارتطمت بقدم المدافع محمد المسلمي قبل أن تصل سهلة للحارس أحمد الرواحي.

تسديدة الغساني

ورغم بداية الدقائق السريعة للفريق المنافس إلا أن نادي السيب لعب بأسلوب السهل الممتنع من خلال تناقل الكرات البينية السهلة مستغلا تقدم جيبولا ومحمد الحبسي بالإضافة إلى براعة صلاح اليحيائي في المراوغة والتمرير القصير، لتشهد الدقيقة 67 هدف ممثل سلطنة عمان نادي السيب الثالث عبر المهاجم محسن الغساني الذي استفاد من تمريرة تلاعب بها بالمدافع قبل أن يطلق تسديدة قوية سكنت شباك الحارس الماليزي، الهدف الذي أثبت علو كعب نادي السيب في المباراة وأفضليته المطلقة فنيًا وبدنيا ونتيجة.

حاول كوالالمبور من خلال الدقائق المتبقية من الضغط على مرمى احمد الرواحي حارس نادي السيب، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل مع التمركز الجيد والحضور القوي للاعبي خط الخلف بقيادة محمد المسلمي ورفاقه، ولم تفلح محاولات أصحاب الأرض حتى مع التبديلات التي أجراها مدرب الفريق، لتذهب دقائق الشوط الثاني في مصلحة ممثل سلطنة عمان نحو تحقيق إنجاز تاريخي يكتب لنادي السيب، حيث أعلن الحكم الأسترالي عن 4 دقائق وقتا بدل ضائع للشوط الثاني ليطلق بعدها صافرة النهاية الجميلة لنادي السيب بالتفوق بالطول والعرض والخروج منتصرا بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفة، توج من خلالها باللقب وخطف الكأس الغالية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للنسخة 2022.

مشوار البطل

وكان السيب تصدر في الدور الأول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط من ثلاث مباريات، حيث فاز على جبلة السوري 1-0 وخسر أمام الكويت الكويتي1-2 ثم تغلب على الأنصار اللبناني 4-0. وفي قبل نهائي منطقة غرب آسيا فاز السيب على العربي الكويتي 2-1 بعد التمديد في الكويت، ثم تفوق في نهائي منطقة الغرب على الرفاع البحريني بنتيجة 4-0 في مسقط. في المقابل حصل كوالالمبور سيتي على المركز الثاني في المجموعة الثامنة برصيد 4 نقاط من مباراتين، حيث تعادل مع ماكاسار الإندونيسي 0-0 وفاز على تامبنيز روفرز السنغافوري 2-1. وتقابل كوالالمبور في قبل نهائي منطقة آسيان مع فيتل الفيتنامي حيث حقق الفوز بفارق ركلات الرجيح 6-5 بعد تعادل الفريقين 0-0 في هوتشي منه، وفاز في نهائي منطقة آسيان على ماكاسار الإندونيسي 5-2 في كوالالمبور، ثم نجح في تحقيق الفوز على موهون باغان الهندي في قبل نهائي المناطق 3-1 في كالكوتا، وتغلب على سوغديانا الأوزبكي في نهائي المناطق بفارق ركلات الترجيح 5-3 بعد تعادل الفريقين 0-0.

عيد الفارسي أفضل لاعب

اختير عيد الفارسي لاعب نادي السيب أفضل لاعب في كأس الاتحاد الآسيوي 2022 وسلم الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الجائزة لعيد الفارسي. ولعب القائد البالغ من العمر 35 عامًا دورًا مهمًا في موسم السيب، حيث قاد فريقه إلى لقبه الأول في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد فوزه على فريق مدينة كوالالمبور 3-0 في المباراة النهائية. وكان الفارسي هو المسؤول عن ضمان بداية رائعة للسيب في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث سجل الهدف الوحيد في المباراة ليهزم جبلة السوري، قبل أن يهز الشباك أمام الأنصار اللبناني ليضمن الصدارة. انتهى في المجموعة (أ). وظهر عيد الفارسي لأول مرة في كأس الاتحاد الآسيوي عام 2009 مع العروبة.
المصدر: جريدة عمان