أمين عام الاتحاد العربي للشراع لـ “عمان الرياضي”

: سلطنة عُمان لديها سمعة عالمية مرموقة في استضافة الأحداث الإقليمية والدولية بالإبحار

كتب – فهد الزهيمي

أشاد سعيد كمال زاده الأمين العام للاتحاد العربي للشراع بتنظيم سلطنة عُمان ممثلا في مؤسسة عُمان للإبحار لمنافسات البطولة العربية للشراع في نسختها الخامسة عشرة للعام الجاري 2022 والتي شهدت مشاركة 120 بحّارًا وبحّارةً من 11 دولة عربية لخوض المنافسات عبر 6 فئات من القوارب وهي الأوبتمست، إلكا4، إلكا6، إلكا7، وقوارب التزلج المظلي (آي كيو فويل)، إضافة إلى قوارب آر.أس فنتشر المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، واختتمت المنافسات بمنتجع بارسيلو بالمدينة الرياضية بالمصنعة، بتتويج بحارة سلطنة عُمان بالمركز الأول، بينما حلت الإمارات وصيفا وجاءت مصر في المركز الثالث، وقال سعيد زاده في حديثه لـ “عمان الرياضي”: أشكر المسؤولين بسلطنة عُمان القائمين على تنظيم هذه البطولة وما لمسته من استقبال وإمكانيات لا محدودة لإقامة سباقات الشراع على أعلى مستوى، مشيرا إلى أنه كما تعود الجميع من سلطنة عُمان على حسن التنظيم سواء من الناحية الإدارية أو الفنية واللوجستية، وبلا شك أن استضافة مثل هذه البطولات المهمة تسهم بشكل كبير في الترويج الرياضي والسياحي وأيضًا الثقافي وما تحويه سلطنة عُمان من إمكانيات كبيرة في تنظيم الأحداث الدولية في مختلف الألعاب.

سمعة دولية مرموقة

وأكد الأمين العام على أن استضافة سلطنة عُمان لمثل هذه البطولات الإقليمية والدولية لم يأتِ من فراغ وإنما جاء بعد السمعة العالمية المرموقة التي تتميز بها في أوساط المجتمع الدولي للإبحار الشراعي في استضافة وتنظيم الفعاليات التي جعلتها من الدول الرائدة في هذا المجال، ويرجع ذلك أيضًا إلى البنية الأساسية المثالية التي تتميز بها المدينة الرياضية بمدينة المصنعة وما توفّره من مرافق وخدمات للمشاركين والمنظمين، منها المرسى الذي يتسع لـ400 قارب شراعي والمرافق المخصصة لصيانة القوارب ومرافق التدريب، إضافة إلى الطقس المثالي وسرعات الرياح المناسبة لحركة القوارب الشراعية التي تضفي نوعًا من التنافسية والمتعة أثناء خوض السباقات، ولا يخفى على الجميع بأن المدينة الرياضية بالمصنعة قد لعبت دورا كبيرا في استضافة العديد من فعاليات الإبحار الشراعي الأولمبية، تضمنت استضافة النسخة الثانية من دورة الألعاب الشاطئية الآسيوية عام 2010 وبطولة العالم لقوارب الليزر عام 2013 وبطولة العالم لقوارب التزلج بالألواح الشراعية آر أس إكس عام 2015 وبطولة آسيا وأوقيانوسيا للأوبتمست 2019، كما استضافت السنة الماضية 2021 بطولة المصنعة المفتوحة للإبحار الشراعي والمؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية بطوكيو2021 وكذلك بطولة العالم لقوارب الراديال وبطولة العالم الأولمبية لقوارب 49 وكذلك البطولة الآسيوية الأولمبية، كما استضافت منافسات البطولة الآسيوية لقوارب التزلج بالألواح الشراعية، ثم البطولة الآسيوية لقوارب 49 وبطولة العالم الأولمبية، ثم استضافت بطولة العالم لقوارب الراديال وكذلك استضافت الحدث الأبرز وهي بطولة العالم للشباب للإبحار الشراعي في نسختها الخمسين.

تطوير البطولات العربية

وأضاف: منذ إنشاء الاتحاد العربي للشراع في ٢٨ سبتمبر ١٩٨٩، تم إقامة ١٥ بطولة عربية في منافسات الإبحار الشراعي، مبينا أن الهدف من تكوين الاتحاد هو توحيد الاستراتيجية والفكر بطريقة مشابهة عند التواجد في المحافل الدولية في الأولمبياد، إضافة إلى تشجيع وتكاتف الدول العربية بعضا ببعض في استخدام طرازات موحدة تهدف إلى هدف رئيسي وهو رفع العلم العربي في المحافل الدولية، أما الهدف الآخر يتعلق بالتشجيع على التدريب والدورات وإقامة منافسات محلية وإقليمية، مشيرا إلى أن الدول التي تمارس النشاط معروفة وهي دول شمال إفريقيا ودول الخليج والأردن ومنطقة البحر المتوسط وجميع هذه الدول تمارس الرياضة ومستمرة في العمل على تحسين مستوياتها وهي من ضمن الدول المنظمة إلى الاتحاد العربي، ويبقى الهدف الأسمى هو تطوير هذه الرياضة والإسهام في تقدمها، ويرى أن من أهداف الاتحاد تشجيع الدول العربية في تصنيع الأدوات الرياضية لرياضة الشراع وعدم استيراد القوارب من دول أخرى، ويهدف الاتحاد العربي للشراع إلى زيادة عدد الدول المنضمة للاتحاد من ١٥ دولة لتصل إلى 22 دولة عربية، موضحا أن بعض الدول لا توجد بها شواطئ وبها أنهار وعليه فإن الاتحاد يعمل على أن تكون رياضة الإبحار الشراعي حاضرة ومستمرة في هذه الدول وتلقى الدعم من الاتحاد العربي لضمان استمرارية الرياضة.

الاهتمام بالمدربين

وتابع حديثه بالقول: أتمنى خلال الفترة المقبلة الاهتمام بالمدربين، حيث إن رياضة الإبحار تعتمد على توفير أدوات الإبحار وأهم هذه الأدوات بالتأكيد القوارب ومعداتها بالإضافة إلى البحارين والمدربين وإدارة السباقات من خلال وجود الحكام، متمنيا أن يتم الاهتمام بالمدربين العرب وأن يأخذوا رعاية بشكل أكبر ودفعهم نحو الاتحاد الدولي لاعتمادهم رسميا وهذه هي الخطوة التي يعمل عليها الاتحاد العربي للشراع في الوقت الحالي والطموح موجود لتطوير الرياضة ودفع عجلة التقدم للأمام.

استيراد القوارب

وأشار سعيد كمال زاده إلى وجود صعوبات تواجه بعض الدول العربية للحصول على الأدوات الرياضية وأهمها القوارب، وكما هو معلوم أن القوارب يتم استيرادها وأسعارها مرتفعة جدا ومبالغ فيها وهناك ضرورة لجميع الدول العربية المحبة للرياضة وضع بند الإعفاء من أي رسوم لهذه الأدوات عند استيرادها أو أي ضرائب، وهذه مهمة الاتحادات العربية في تشريع القوانين وإلغاء أي عوائق تقف أمام انتشار الرياضة وتقدمها.

أما فيما يتعلق بتطور البحارة العرب والمتطلبات التي يجب أن يقوموا بها لتحقيق الإنجازات في المحافل العالمية والأولمبية، فأكد الأمين العام للاتحاد العربي للشراع على أنه يجب عليهم ممارسة الرياضة باستمرار وأن يكثفوا من تدريباتهم ويقدموا التضحيات والمجهودات بغية الوصول إلى النجاحات في المحافل العالمية، مبينا أن أي إنسان لن يصل إلى مبتغاه بدون الجهد والعمل المتواصل، كما يجب أن يكون التأسيس بشكل صحيح ويتم توفير الأدوات اللازمة لهذه الرياضة وتوسيع القاعدة في جميع الطرازات، مشيرا إلى أنه من المهم أن يبدأ البحارة صغار السن لما دون ٧ سنوات بتأسيس صحيح وقاعدة عمل تبنى لهم توصلهم للنجاح وتأهيلهم بعد سنوات ليكونوا أبطالا ومن هنا تأتي أهمية تكثيف التدريبات وتوفير الأدوات الأساسية بالإضافة إلى جلب مدربين على أعلى مستوى مع تجهيز المدربين المحليين واحتكاكهم بمدربين ذوي مستويات عالية وصيانة القوارب في حالة تعطلها، وبلا شك أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا ملحوظا في هذا الجانب، كما أكد على أن الاتحاد العربي للشراع ليس هدفه الدعم المادي وإنما الدعم الفني والاستراتيجي ووضع الخطط التي يتم البناء عليها بتفاهم مشترك بين جمع الدول العربية المنظمة للاتحاد، مبينا أن الاتحاد العربي للشراع لا يلقى دعما ماديا سوى الاشتراكات السنوية من قبل الدول العربية الأعضاء الموجودة في الاتحاد.

استراتيجية الاتحاد العربي

وأكد على أن استراتيجية الاتحاد العربي للشراع لاستضافة الدول للبطولة العربية قائمة على التنوع، مبينا أن المقصود بالتنوع هو إقامة البطولة في بلدان مختلفة لنشر هذه الرياضة، حيث تم إقامة البطولة سابقا في مصر والأردن والمغرب ومصر والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان، ومن الممكن أن تشهد الفترة المقبلة إقامة البطولة لأول مرة في دول مثل تونس أو الجزائر أو ليبيا أو العراق وغيرها من الدول التي لم يسبق لها استضافة البطولة العربية للإبحار الشراعي، مشيدا بالمملكة العربية السعودية ورجوع نشاطها بشكل قوي والمهم هو أن جميع الدول العربية موجودة ومترابطة لدعم الرياضة وتقدمها، مشيرا إلى أنه كان من المفترض إقامة البطولة العربية في المملكة العربية السعودية لكن تم تأجيلها بسبب ظروف معينة.

أهمية الجانب الإعلامي

وختم سعيد كمال زاده الأمين العام للاتحاد العربي للشراع حديثه لـ “عمان الرياضي” بالقول: نجاح سلطنة عمان في تنظيم ٧ بطولات عالمية خلال العام الماضي دليل على التنظيم والرؤية الجيدة التي تم التخطيط لها مسبقا بدقة ونجاح لاستضافة أحداث رياضية بهذا الحجم ويمنحهم خبرة في التنظيم من جميع النواحي، مبرزا أهمية وجود الجانب الإعلامي لهذه الرياضة في إظهار الفعاليات الجميلة بشكل موسع والإعلام في رياضة الشراع مختلف تماما عن بقية الرياضات الأخرى مثل القدم واليد والطائرة وما شابهها، موضحا أن المتابعة الإعلامية للرياضة الشراعية تتم عبر الانتقال في قوارب خاصة بالإعلام مع التحديات التي تواجه المصورين مثل ارتفاع الأمواج والاهتزازات لأخذ لقطات احترافية لهذه السباقات، وتابع : إنه ليس كل إعلامي قادرا على هذه المهمة وذلك لصعوبتها ويجب أن تتوفر لديه الخبرة اللازمة، مشيرا إلى أن تنظيم البطولات يحتاج إلى جانب اللجنة الإعلامية كلا من لجنة التدريب والمهام الأخرى وإدارة السباق ولجنة الحكام وتسخير جميع الإمكانيات لتنظيم هذه البطولات واستنفار جميع الأجهزة المعاونة لخدمة التنظيم لظهور البطولات بصورة جميلة.

النتائج النهائية

وكانت البطولة العربية للشراع في نسختها الخامسة عشرة قد اختتمت قبل يومين بمنتجع بارسيلو بالمدينة الرياضية بالمصنعة، حيث شهدت منافسات اليوم الرابع والأخير من البطولة منافسات حامية بين البحّارة المشاركين، ففي فئة قوارب الأوبتمست، تمكن خلالها البحّار الإماراتي ماجد العلي من انتزاع صدارة الترتيب متوجًا بالميدالية الذهبية برصيد 20 نقطة، وفي المركز الثاني البحّار العُماني تميم البلوشي بنفس الرصيد من النقاط، فيما حلّت البحّارة المصرية كارما وليد ثالثا بنفس الرصيد 20 نقطة، وفي المركز الرابع البحّارة البحرينية ملاك الدوسري فيما حل البحّار الإماراتي محمد المرزوقي في المركز الخامس.

من جانب آخر تمكن البحّار الإماراتي عادل خالد من الفوز بلقب فئة سباقات قوارب إلكا 7 ليحقق الميدالية الذهبية وصدارة الترتيب برصيد 27 نقطة في الترتيب العام، وفي المركز الثاني البحّار العُماني علي السعدي برصيد 32 نقطة، فيما حقق البحّار العُماني عبدالملك الهنائي المركز الثالث والميدالية البرونزية برصيد 45 نقطة، وفي المركز الرابع البحّار القطري فارس البكري برصيد 47 نقطة. أما في فئة قوارب إلكا 6 حافظ البحّار العُماني المعتصم الفارسي على صدارة الترتيب العام برصيد 19 نقطة، فيما جاءت البحّارة المصرية خلود مصطفى في المركز الثاني برصيد 32 نقطة، وفي المركز الثالث البحّار الإماراتي أحمد يوسف برصيد 39 نقطة، فيما حل البحّار العُماني زكريا الوهابي في المركز الرابع برصيد 51 نقطة. وبالنسبة لفئة قوارب إلكا 4 واصل البحّار الإماراتي عثمان الحمادي تصدره السباقات في المركز الأول برصيد 11 نقاط، يليه زميله البحّار الإماراتي الحارث العلي برصيد 30 نقطة وفي المركز الثالث البحّار الإماراتي محمد الزعابي برصيد 34 نقطة، فيما حلت البحّارة المصرية جنى محمد في المركز الرابع برصيد 38 نقطة.

وفي سباقات فئة قوارب التزلج المظلي (آي كيو فويل)، أحرز البحّار العُماني عبد المجيد الحضرمي الميدالية الذهبية محققًا رصيد 14 نقطة، وفي المركز الثاني والميدالية الفضية زميله البحّار العُماني عمر القرطوبي ثانيًا برصيد 24 نقطة، فيما أحرز البحّار التونسي مهدي جيمبري المركز الثالث والميدالية البرونزية برصيد 32 نقطة، ثم البحّار الجزائري أحمد رمزي في المركز الرابع برصيد 40 نقطة.

كما توّج الفريق العُماني للأشخاص ذوي الإعاقة بالميدالية الذهبية والذي يضم البحّار مالك القرطوبي والبحّارة الغالية الجابرية بعد أن تمكنا من تحقيق 10 نقاط في صدارة الترتيب العام لفئة قوارب آر.أس فنتشر، فيما حقق البحّار سامي السليمي وناصر الرحبي المركز الثاني والميدالية الفضية برصيد 14 نقطة وفي المركز الثالث فريق المملكة العربية السعودية الذي يضم البحّار صالح الطويلعي والبحّار تركي الخواجي برصيد 22 نقطة، فيما حل الفريق العراقي بقيادة البحّار أحمد عبدالواحد في المركز الرابع برصيد 30 نقطة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/أمين-عام-الاتحاد-العربي-للشراع-ل-عمان-الرياضي-سلطنة-عمان-لديها-سمعة-عالمية-مرموقة-في-استضافة-الأحداث-الإقليمية-والدولية-بالإبحار