تنطلق صباح الأثنين القادم دورة النشاط البدني وصحة المجتمع التي تنظمها الأكاديمية الأولمبية العُمانية باللجنة الأولمبية العُمانية وتستمر حتى يوم الأربعاء القادم، وذلك في إطار اهتمام الأكاديمية بإشراك جميع الفئات ومن ضمنهم المتخصصين والعاملين في المجالات الصحية والبدنية، وبالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان باليوم العُماني للنشاط البدني الذي يوافق الثاني من أكتوبر من كل عام. وتأتي إقامة هذه الدورة بسبب تزايد الإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة) والتي تعد السبب الرئيسي للوفيات في العالم، حيث يعتبر الخمول البدني هو عامل الخطر الرئيسي الرابع للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي. وسيتم خلال الدورة تسليط الضوء على أهمية ممارسة النشاط البدني، والأثر الإيجابي الكبير على صحة الفرد وعلى المدى الطويل، حيث أصبح من الضروري تدريب وتأهيل عدد من المرشحين من القطاعات ذات الصلة في كافة محافظات سلطنة عمان لإيصال المعلومة الصحيحة، وتوجيه أفراد المجتمع وتحفيزهم والقيام بتدخلات تساهم في زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في سلطنة عمان.
وتهدف الدورة إلى فهم العلاقة بين النشاط البدني وصحة أفراد المجتمع، والتعرف على فوائد النشاط البدني الصحي وغير الصحي، وأيضًا معرفة أفضل الاستثمارات لتعزيز النشاط البدني. كما تهدف إلى اقتراح تدخلات لتعزيز ممارسة النشاط البدني والإلمام بمعدلات انتشار الخمول البدني في سلطنة عُمان والعالم، والتعرف على التوصيات العالمية لممارسته حسب الفئات العمرية وأيضا التحديات التي تحول دون ممارسته، إضافة إلى وضع خطة عمل قصيرة المدى لبعض التدخلات المعززة للنشاط البدني كل حسب تخصصه.
وستقدم الدورة الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية طبيب استشاري أول في الصحة العامة – مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية في وزارة الصحة، وتستهدف الدورة عددا من المرشحين من مختلف الجهات ذات العلاقة من بينها جامعة السلطان قابوس، واللجنة الأولمبية العُمانية، واللجنة العُمانية للطب الرياضي ومكافحة المنشطات، ووزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، وغيرها. وتشتمل الدورة على العديد من المحاور، حيث سيتم التطرق إلى مفاهيم حول النشاط البدني، وفوائده، والتحديات التي تحول دون ممارسة النشاط البدني، وطرق تعزيز النشاط البدني من خلال معرفة دور الفرد ودور المؤسسات، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني كأحد عوامل الخطورة للأمراض غير المعدية، وتوصيات منظمة الصحة العالمية لممارسة النشاط البدني حسب الفئات العمرية، وأفضل الاستثمارات لتعزيز النشاط البدني في المجتمع.
تعزيز القيم الأولمبية
وكان مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية قد اعتمد في اجتماعه الأخير أربع دورات تدريبية ضمن أجندة الأكاديمية الأولمبية العُمانية للربع الأخير من العام 2022 حيث تنوعت هذه البرامج وفق احتياج المؤسسات الرياضية من الدورات التدريبية بمختلف التخصصات، وهي دورة «الرياضات الإلكترونية رياضة المستقبل»، بينما تقام يوم غد الاثنين دورة «النشاط البدني وصحة المجتمع»، ثم دورة «الحوكمة الرياضية»، وتختتم الأكاديمية برنامج العام الجاري بإقامة دورة «الرياضة المدرسية» كأحد روافد الرياضة العُمانية.
وتهدف اللجنة الأولمبية العمانية من إنشاء الأكاديمية؛ لتكون شعلة علمية رياضية متخصصة تعمل على إثراء وتعزيز ونشر القيم والمُثل الأولمبية، وتوفير منصة للبحث العلمي في مجال الرياضات الأولمبية، بالإضافة إلى تطوير وتأهيل الكفاءات البشرية في مختلف العلوم الرياضية وبأفضل الأساليب والطرق الحديثة والمتطورة.
كما تسعى الأكاديمية إلى تبني الأفكار والمبادرات البناءة المتصلة بالرياضة والحركة الأولمبية، ودعم برامج التعليم الأولمبي في كافة المدارس والجامعات والكليات؛ لبناء جيل واعد متمكن لخدمة الرياضة وفق المعايير الدولية. ويتكون مقر الأكاديمية من عدة مرافق ممثلة في المكتبة التي تحوي العديد من الكتب والمصادر والمراجع في مختلف العلوم الرياضية والأولمبية، وقاعة للدارسين، وقاعة للندوات والمؤتمرات وأخرى للاجتماعات، بالإضافة إلى مكاتب الإدارة التنفيذية.
وتسهم الأكاديمية في دعم استراتيجية الرياضة العُمانية المتبناة من وزارة الثقافة والرياضية والشباب التي تقوم على شعار «نحو مجتمع رياضي»، وتقوم على ثلاث ركائز رئيسية، هي: الرياضة للجميع، والارتقاء بالمنتخبات الوطنية، والمساهمة في التنمية الشاملة، وذلك من خلال إطلاق برامج تعليمية ميدانية في العديد من المؤسسات من بينها الاتحادات الرياضية والأندية ومؤسسات الرياضة المدرسية، والرياضة والصحة، وعقد الدورات التأهيلية والتخصصية في مختلف المجالات كالتسويق والاستثمار الرياضي، وإدارة المنشآت الرياضية، والإعلام الرياضي، وعلوم الطب الرياضي وغيرها من الجوانب التي تهم الجانب الرياضي.
مرجع أكاديمي
وجاء إنشاء الأكاديمية الأولمبية العُمانية لتكون مرجعًا أكاديميًا وتعليميًا للعاملين في المجال الرياضي بمختلف شرائحه الفنية والإدارية، حيث استطاعت خلال الفترة الماضية استقطاب خامات مجيدة في الدورات التي تقدمها الأكاديمية سواء على مستوى المحاضرين أو على مستوى الدارسين، واستمرارًا للنهج الذي تبنته اللجنة الأولمبية العُمانية في الأعوام السابقة الذي يقوم على رؤية «الرياضة من أجل التنمية». إذ تعد الأكاديمية مركزًا تعليميًا أولمبيًا وطنيًا يُعنى بتدريب وتطوير الكوادر البشرية، ونشر الثقافة الرياضية والفلسفة الأولمبية.
وانضمت الأكاديمية الأولمبية العُمانية رسميًّا لعضوية الأكاديمية الأولمبية الدولية في العام الجاري في خطوة هامة للاستفادة من الدعم المقدم من الأكاديمية الأولمبية الدولية، والبرامج الدولية المطروحة، وذلك في إطار الأهداف التي أُشهرت من أجلها الأكاديمية الأولمبية العُمانية لدعم الرياضيين، وتأهيل العاملين في المؤسسات الرياضية. وبلغ عدد الأكاديميات الأولمبية الوطنية الأعضاء في الأكاديمية الأولمبية الدولية (151) أكاديمية، وتعد جزءًا لا يتجزأ من الأكاديمية الأولمبية الدولية، وأداة أساسية في أداء مهمتها ومسار عملها؛ لتكون بمثابة المؤسسة الرائدة للتعليم الأولمبي، وتعزيزها كأسلوب حياة، ودمج القيم الأولمبية في المجتمعات الحديثة في جميع أنحاء العالم.
وتتنوع البرامج التي تقدمها الأكاديمية الأولمبية الدولية التي يمكن للأكاديميات الأولمبية حول العالم الاستفادة منها، وتشمل برنامج درجة الماجستير في الدراسات الأولمبية والتعليم الأولمبي، وتنظيم وإدارة الأحداث الأولمبية التي تهدف إلى تأهيل الكفاءات؛ لتعزيز وتطوير برامج التعليم الأولمبي، بالإضافة إلى عدد من الندوات والدورات الدولية حول الدراسات الأولمبية وسفراء الألعاب الأولمبية للشباب، ودورات لأساتذة الجامعات للتربية البدنية، وللصحفيين الرياضيين، وللحائزين على الميداليات الأولمبية، ودورات حول الرياضة والمجتمع والثقافة. كما يتضمن البرامج زيارات للأكاديمية الأولمبية الدولية من اللجان والأكاديميات الأولمبية الوطنية الأعضاء، ومجموعة من المؤتمرات والزيارات التعليمية، وندوة الشباب للتراث الثقافي العالمي التي ينظمها النادي الثقافي والتعليمي اليوناني لليونسكو سنويًا.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/اللجنة-الأولمبية-تحتفي-باليوم-العماني-للنشاط-البدني-الأثنين