دورة اليوبيل الفضي للملتقى الأدبي والفني تسدل الستار على فعالياتها وتتوّج الفائزين

كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي:
4 أيام حافلة بإبداعات شبابية في الشعر والقصة والتشكيل والمسرح

الشيماء العلوية وأحمد الجابري وسارة المسعودية وعز البلوشي يتوجون بالمركز الأول في مجالات المسابقة –

توّجت الشاعرة الشيماء بنت عوض العلوية، والشاعر أحمد بن سعيد الجابري، والقاصة سارة بنت علي المسعودية بالمراكز الأولى في الشعر الفصيح والشعر الشعبي والقصة القصيرة (تواليًا) في ختام مسابقة الملتقى الأدبي والفني في نسخته الـ 25 التي أقامتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب مطلع الأسبوع الجاري واختتمت فعالياتها أمس في مسقط برعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

الشعر الفصيح

وتوّج في الشعر الفصيح إضافة إلى الشيماء العلوية التي انتزعت المركز الأول عن قصيدتها «كالعهن المنفوش»، الشاعر محمد بن عيسى المعشري بالمركز الثاني عن قصيدته «وإن من الحجارة»، كما حصل الشاعر أحمد بن محمد الشعيلي على المركز الثالث عن قصيدته «صفحة من يوميات بدوي»، فيما حصل الشاعر إبراهيم بن سعيد السوطي على المركز الرابع عن قصيدته «عدم» وحصل الشاعر ناصر بن سعيد الغساني على المركز الخامس عن قصيدته «سيمفونية القدر».

الشعر الشعبي

أما في الشعر الشعبي فقد توّج بالمركز الأول الشاعر أحمد الجابري عن قصيدته «بين الحقيقة والوهم»، وفاز بالمركز الثاني الشاعر إبراهيم بن خميس الشكيلي عن قصيدته «محار»، بينما حصل الشاعر علي بن محمد المجيني على المركز الثالث عن قصيدته «رحلة روح» فيما حصل الشاعر ناظم بن مبارك البريدعي على المركز الرابع عن قصيدته «المشهد الأخير»، وحصلت الشاعرة نوف بنت توفيق الصلتية على المركز الخامس عن قصيدتها «رسالة لـ:..».

القصة القصيرة

وفي مجال القصة القصيرة فقد حصلت القاصة سارة بنت علي المسعودية على المركز الأول عن نصها القصصي «صورة العائلة»، وحصلت أيضا القاصة والكاتبة شيخة بنت أحمد المحروقية على المركز الثاني عن نصها القصصي «حين تخلت»، وفازت الكاتبة حنان بنت ناصر الجهورية بالمركز الثالث عن نصها القصصي «علي»، وحصلت الكاتبة براءة بنت حمود المعمرية على المركز الرابع عن نصها القصصي «هيكاري» فيما فازت الكاتبة وفاء بنت سالم المصلحية بالمركز الخامس عن نصها القصصي «فازلين»، بينما منحت لجنة التحكيم جائزة تشجيعية لخميس بن سالم الصلتي عن نصه القصصي «بين الفقد والجلالي».

طربيات

وفي مسابقة طربيات التي يحكم فيها سالم المقرشي، ورائد الفارسي، وكامل البلوشي توّج في حفل رعاه سعادة خالد بن سالم بن محمد الغساني مستشار وزارة الثقافة والرياضة والشباب فيها الفنان عز البلوشي الفائز بالمركز الأول بينما حصلت الفنانة زيانة بنت سيف على المركز الثاني وحصلت الفنانة عائشة بنت حافظ على المركز الثالث، حيث توج الفائزون بعد تنافس 6 مشاركين صفيت أصواتهم أمس الأول الأربعاء.

كلمة لجنة التحكيم

وفي كلمة له نيابة عن لجنة التحكيم قال الدكتور حمود بن خلفان الدغيشي (رئيس اللجنة) في حديث له نيابة عن لجان التحكيم إنه من المحقق أن الثقافة وجه من وجوه حضارة الدول وشعوبها، وأن الأمة التي تحتفي بثقافتها ومعارفها، وشبابها، إنّما هي تحتفي بهويتها، وتسلك سبيلا من سبل بقائها، ولأنّ الأدب والفن ركنان متوازيان في البناء الثقافي تميل بميلهما حضارة الدول، وتستقيم بهما، كان حضور وزارة الثقافة والرياضة والشباب في المشهد الثقافي بتجلياته المحفزة طاقة الإنسان العماني على مساحاته الثقافية المتعددة، كان حضورًا مليئًا بالمعرفة، وجمعًا مزدهرًا بالعطاء، ووجهًا ثقافيًا شائقًا بالنّماء.

وأضاف «الدغيشي»: تسلّمت لجنة التحكيم النصوص المشاركة من اللجنة المنظمة لفرز هذه النّصوص التي وصل عدد المشاركين في القصة القصيرة إلى اثنين وخمسين نصا، تأهل منها خمسة عشر نصا، وفي الشعر الفصيح إلى أربعين نصا، تأهل منها خمسة عشر نصا كذلك، بينما وصل عدد المشاركين في الشعر الشعبي إلى سبعة وعشرين نصا، تأهل منها اثنا عشر نصا، وقد تراوحت النصوص في المستوى الفني، وسلامة اللغة، وفي اشتغالها على الأفكار والقضايا، وكان المجمع عليه لدى لجنة التحكيم أن عددًا غير قليل من النصوص المشاركة استطاعت أن تحدث الدهشة في مستواها الفني، وترتاد أمكنة الخيال والرؤى؛ ما دل على عمق الثقافة، وخصب التجربة عند هؤلاء المشاركين الذين تأمل منهم أن يستمروا في هذا العطاء الزاخر، ويومًا ما تختفي بهم مرة أخرى بعوالم متجددة، وطاقات متفردة. وفي سياق الحديث عن الملتقى، وما طرح من أفكار قد تكون مناسبة للقادم من الملتقيات.

وأوصت لجنة التحكيم في كلمتها بضرورة استمرارية إقامة الملتقى الأدبي والفني؛ كون الملتقى حاضنًا المواهب والإبداع الشبابي، والإبقاء على الحد الأعلى من عمر المشاركين، وهو ثلاثون عاما؛ من أجل إتاحة المجال للمواهب الشابة للتنافس فيما بينها، وزيادة الزخم الإعلامي للملتقى قبل انعقاده، وأثناءه، وزيادة جرعة حلقات العمل المصاحبة لفعاليات الملتقى، واستحداث ملتقى أدبي للكتاب المتحققين في سلطنة عمان، له معاييره الفنية الخاصة.

لجنة التحكيم

وترأس الدكتور حمود بن خلفان الدغيشي لجنة التحكيم إضافة إلى تحكيمه في الشعر الفصيح برفقة الدكتور محمود بن ناصر الصقري، وفي مجال الشعر الشعبي تكونت لجنة التحكيم من الشاعر حمود بن سليمان الحجري والشاعر فيصل بن سعيد العلوي، بينما تكونت لجنة تحكيم القصة القصيرة من القاص مازن حبيب والروائي زهران القاسمي.

كلمة المشاركين

وفي كلمة للمشاركين قالت القاصة براءة بنت حمود المعمرية: إن هذه التظاهرة تُعدُّ فرصة للتواصل بين شباب سلطنة عُمان المبدع في كل المجالات الثقافية الفنية والفكرية، ودافعًا للاستمرارية لإيجاد منجز نوعي تتواصل أعماله وفق رؤية واضحة الملامح وإبراز ما يقدمه الشباب في سياق يضيف إلى الجهود الثقافية والفنية التي تسعى إلى تنشيط الحراك الإبداعي وتنوعه.

المعرض المصاحب

عقب ذلك كرّم معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية لجان التحكيم والفائزين في مختلف مسابقات الملتقى الأدبي في دورته التي أسدل الستار عليها، تلاه افتتاح معرض الفنون التشكيلية (الألوان المائية) الذي قدم أكثر من 65 لوحة فنية لمجموعة من الفنانين من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وهي نتاج حلقة عمل الفنون والألوان المائية التي أقامتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال الأسبوع الذي سبق الملتقى، وتواصلت حتى أمس الأول بحضور 37 مشاركًا هدفت إلى تمكين المتدربين وتأهليهم وإكسابهم مهارات في مجال الفنون البصرية، وتأتي من منطلق حرص الوزارة على دعم الفنانين التشكيليين وتنمية وصقل مواهبهم وتشجيعهم على إبراز طاقاتهم وإبداعاتهم الفنية من خلال العديد من البرامج والأنشطة التشكيلية المختلفة التي من بينها الحلقات الفنية.

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى استضاف في دورته الحالية أكثر من 55 شابًّا وشابةً في مختلف مجالات الثقافة والفن، بما فيها الشعر بشقيه الفصيح والشعبي بالإضافة إلى القصة القصيرة والفنون البصرية والمغناة والمسرح، وقد عرض إضافة إلى الفعاليات الأخرى خلال الملتقى عرض مسرحي بعنوان «بيت النمل» قدمته فرقة فناني مجان المسرحية الأهلية التي دارت فكرتها حول بعض المعتقدات الشعبية السائدة في بعض المجتمعات الشعبية والتي تأثرت بها تلك المجتمعات.

القصة الفائزة بالمركز الثالث –

حنان بنت ناصر الجهورية –

قضيت الشتاء الماضي وأنا أتكور بين يديه الضئيلتين وأحيانًا أخرى يبعدني عنه بقدميه، وكأنه يرميني خارج الملعب، ليأخذ نفسًا عميقًا ويكمل نومه. كان لابد أن يلتصق شيء من المخاط وبقايا الأكل من يديه على حافتي ولا أتذمر أبدأ؛ أشعر بحبه ومدى الاهتمام الذي يوليه إلي، ولطالما كرهت الذين يحاولون أن يبعدوني عنه، أو يضعوني في مكان غير مكان تواجده. ذات نهار فقدني في متنزه كبير، لم أسقط عمدًا من عربته، ولكن أحببت هذا الشعور؛ ظننت لوهلة ألا أحد سيعود لأجلي بعد كل الوقت الذي مضى وأنا تأخذني الرياح للاتجاه المعاكس. بعد أن أصبحت مرة أخرى على صدره؛ أدركت حجم غضب والديه من تعلقه بي وكمية بكائه الشديد لأجل أن أعود إليه، كم أن البعد ضيق ولا يحتمل. أتساءل أحيانًا في أي مردم كنت سآوي لولا إصراره أن أعود أنا إليه لا غير. لم يثنه اللون الوردي وهو صبي على أن يتركني حتى بعد إكماله ثلاث سنوات من العمر، هو عنيد ولا يأبه بالآخرين؛ ظننت أنه سيتخلى عني بمجرد ضحك أصدقائه عليه؛ لأنه يحمل بطانية وردية إلا أنه شاركهم الضحك وبعدها خبأني تحت وسادته. ظل متمسكًا بي. ولكن ما أدهشني أني استطعت أن أفهم ما يريد قوله، ضحكت حين قال لي: «ابقي مهذبة واسمعي كلام البابا في المركز التجاري» كان يعيد لي كلام أبيه؛ سحبني خلفه ووجه أمه يفسر عن شعورها بالإحراج من تصرفاته، وفي كل مره تسمح لها الفرصة تخبئني عنه في العربة أو كيس التسوق، وأحيانًا تتمنى لو أنه يمكنها أن ترميني في سلة المهملات وتغادر. علي طفل مسكين لا يستطيع أن يخبر أهله أني أنا مصدر الأمان له، حين كان أصغر سنًا كان يمسك مرضعته بيد وباليد الأخرى بطانيته؛ لا أعلم إن كان هذا نتيجة انشغال والديه عنه، ولكن أن تكون محور اهتمام أحدهم وجزءًا كبيرًا من حياته لأمر رائع. أكثر ما يضحكني هو حين يأخذني وقت الظهيرة، ويضعني في الغسالة، ويسكب الصابون حتى أكاد أختنق، يحاول أن أبدو نظيفة مثله؛ وما أكثر الأيام التي علقت فيها على حبل الغسيل، وقبل أن أجف يتم سحبي بغضب، وركنني فالسرير بالقرب منه.

هذا المساء وبعد صيف طويل، صحيت من سباتي وقد بدأ المطر يهطل، ثمة يد صغيرة التقطتني، ولكن ليست مثل السابقة، وضعت أيضًا على جسد ضئيل، ولكن ليس جسده، أتذكر أنه لا ينام مستقيمًا، ولا يضع يديه أسفل وجهه، بل يمدها على جانبي جسده، ولم تكن رائحته زكية مثل هذه، لطالما دهن ملابسه وشعره من بقايا العشاء، كنت أنا منديله وفوطة استحمامه وغطاء سريره ورفيق السيارة في مشاوريهم الطويلة. لا أحتمل أن أرتب بهذه الطريقة ويرش علي بعضًا من رذاذ العطر وأطوي بمهل، ولا تمسني يد متسخة. قطع أفكاري صوت أمه: «اتركي البطانية يا عفاف إنها لأخيك المتوفى وستدفن معه، لطالما أحبها».
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/دورة-اليوبيل-الفضي-للملتقى-الأدبي-والفني-تسدل-الستار-على-فعالياتها-وتتوج-الفائزين