الملتقى الأدبي والفني الـ٢٥ يواصل سبر النصوص المشاركة

تغطية – بشاير السليمية
مسرحية وجلسة نقاشية وورشة للقصة القصيرة جدا

سليمان المعمري: نحن مثل الشجرة، تنمو شيئا فشيئا، وهذا يحدث في مثل هذه الملتقيات.

طاهر العميري: الملتقى يذيب ثلوج رهبة الاقتراب من الكتاب.

مازن حبيب: الملتقى كان بالنسبة لي مدخلا للتعرف على زملائي في الكتابة.

علي الحارثي: أنه لا يمكن نفي تأثير ذائقة لجنة التحكيم أو عزلها عن النتائج.

افتتحت جلسة في القصة القصيرة ثاني أيام الملتقى الأدبي الـ٢٥ بثمانية نصوص، كان أولها نص “محاولة” لعبير عيسى السعيدية، ثم نص “الفنجان المؤجل” لبلقيس بنت بدر البوسعيدية، ونص “الطويلة داخل المصعد” لريام بنت علي الريامية، ونص “عبثية الطرق” لخالد بن ساعد السعدي، ونص “السماء وجهة” لليلى بنت زهران السيبانية الذي قالت عنه لجنة التحكيم أنه عبارة عن قصتين في قصة واحدة وأن أكثر ما يلفت في الحدثين ما ذكر في نهاية القصة إلى جانب تزامن الحدثين المذكورين وارتباط رموزها، وعن نص “فازلين” لوفاء بنت سليم المصلحية لفتت اللجنة إلى أنه نص عن عوالم الرجال كتبته امرأة وأنه نص يتقاطع فيه الواقعي مع الفنتازي، وحول نص «مقهى المنسيين» لسعيد بن ساعد السعدي أشارت لجنة التحكيم فيها أن المقهى مجاز للحياة بمختلف أحوالها واضطرابها، حيث تعاني الشخصيات ما تعانيه ولكن الجامع بينها هو المقهى.

ختام جلسات الشعر الفصيح والشعبي

وألحقت جلسة القصة القصيرة بجلسة الشعر الشعبي الثانية والأخيرة، التي ضمت إلقاء 6 قصائد لـ6 للنصف الثاني من المشاركين في هذا المجال، حيث ألقى حمد بن خميس البادي قصيدة “سهرة أرق”، وألقى أشرف بن علي بن مسعود العوفي نصه “أول حبيب”، وقرأ معاذ بن أحمد السليمي قصيدة “غرق”، وقرأ إبراهيم بن خميس الشكيلي نص “محّار”، وألقى ناظم بن مبارك البريدعي قصديته “المشهد الأخير”، واختتمت الجلسة بقراءة نوف بنت توفيق الصلتية نصها “رسالة لـ..”. وتفاوتت القصائد بين من خذل موضوعها النص، وما احتاج إلى تشذيب، وبين ما كتب بلغة شعرية عذبة وصور جميلة.

ولفتت اللجنة عند ختام الجلسة عناية المشاركين في هذا المجال إلى القراءة في شتى صنوف الأدب، مشيرة إلى أن الضعف في القراءة أسقط على النصوص، كما أشارت إلى أن نص القصائد المشاركة كتبت بالبحر الطويل الذي وإن استسهلت الكتابة به فوجود الأخطاء غير مبرر.

واختتمت جلسات اليوم الثاني من أيام الملتقى الأدبي والفني الـ٢٥ بالجلسة الثانية والأخيرة في الشعر الفصيح، التي ضمت ٧ قراءات للقصائد المشاركة، لكل من محمد بن عيسى المعشري بنص “وإن من الحجارة”، وإسماعيل بن محمد الرواحي بنص “قطعة من قلب حزين”، وأحمد بن محمد البلوشي بنص “التائه في التيه”، وأحمد بن محمد الشعيلي بنص “صفحات من يوميات بدوي”، وجاسم بن سالم بني عرابة بنص “سلمى”، وعتاب بنت حمد الصلتية بنص “سيرة مهملة لحياة أعزل”، والشيماء بنت عوض العلوية بنص “كالعهن المنفوش”.

الملتقى.. منطقة عبور أساسية وبلورة تجارب

وأقيمت مساء الاثنين جلسة نقاشية حملت “تاريخ الملتقى الأدبي والفني في ربع قرن” أدارتها الكاتبة هدى حمد. وتناولت الجلسة الحكايات الأولى التي شكلها الملتقى، وسيرة التجارب الكتابية التي نمت على مهل من مواهب غضة إلى تجارب ناضجة استطاع أن يبلور الملتقى هذه التجارب لتصير على ماهي عليه الآن، وأجيال الملتقى المتلاحقة، ووضعت هدى حمد سؤال استمرار الكتابة وتوقفها عند المشاركين محل تساؤل إلى جانب أسئلة عدة من قبيل: كيف يمكن -حوار هذا العالم الافتراضي- أن ندعم المنصات الواقعية من مثل الملتقى الأدبي ليبدو عصريا؟ بالإضافة إلى ما يمكن أن يجذب المشاركين الشباب للمشاركة في مثل هذه الملتقيات في ظل المديح المجاني والصحب الذي تمنحه منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الكاتب سليمان المعمري الذي اعتبر أن الجلسات النقاشية هي أجمل ما في الملتقى: “هذه الجلسات تعلمنا الكتابة، فيها المحكمون الذين سبقونا بالتجارب والمشاركين -القارئين الجيدين- الذين لهم آراء محترمة ونعرف ماذا يقرأون، وكل ذلك يصب في خانة معرفتنا خاصة أولئك الذين يريدون تطوير أنفسهم”.

وأضاف: “الجائزة محفزة ومهمة للكاتب المبتدئ، ولولا الجائزة التي فزت بها في عام ٩٧ لما أصبحت قاصا. عندي رغبة في الكتابة ولكن لم تكن لدي فكرة عما أريد أن أكونه، وعندما فزت بالجائزة بدأت أكتب وأمارس الكتابة”. وتابع: “نحن مثل الشجرة، تنمو شيئا فشيئا، وهذا يحدث في مثل هذه الملتقيات”.

وقال الكاتب مازن حبيب: “الملتقى هو واجهة التعرف على أصدقاء ابتداءً منذ ذلك الوقت، وكان بالنسبة لي مدخلا للتعرف على زملائي في الكتابة، وهنا تكمن أهمية الملتقى في خلق حالة من التعارف تستمر إلى ما بعده”.

وأضاف الشاعر طاهر العريمي: “الملتقى يذيب ثلوج رهبة الاقتراب من الكتاب، والرؤية تجاه العالم والوجود والقراءة تأسست من هنا”.

وتطرقت الجلسة إلى أثر لجان التحكيم ودورهم في تطوير النصوص، وتأثير ذائقة هذه اللجان واصطدامها بالمشاركين، وعلى خلفية ذلك يقول الشاعر علي الحارثي أنه لا يمكن نفي تأثير ذائقة لجنة التحكيم أو عزلها عن النتائج وأن قرارها يحتمل الصواب والخطأ، وأشار إلى أن تقبل النوع الأدبي بالنسبة للجنة التحكيم أمر مهم.

وأقيمت مساء أمس الثلاثاء ورشة في القصة القصيرة جدا تختتم اليوم قدمها الكاتب حمود الشكيلي وشارك فيها المشاركون في مجال القصة القصيرة، كما قدمت فرقة فناني مجان عرضها المسرحي “بيت النمل” على هامش فعاليات الملتقى الأدبي والفني الـ25 بمسرح مدرسة دوحة الأدب. و هو نص لتوفيق الحكيم، تدور فكرته حول بعض المعتقدات الشعبية السائدة في بعض المجتمعات والتي تأثرت بها، حيث قارن حياة الجانب الآخر لحياة بيت النمل الهندسية والدقيقة والمعقدة بحياة الإنسان على هذا الكوكب.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/الملتقى-الأدبي-والفني-ال٢٥-يواصل-سبر-النصوص-المشاركة