الملتقى الأدبي والفني يعود بعد غياب محتفلا باليوبيل الفضي

تغطية – شذى البلوشية
تنافس شعري وسردي وغنائي..

انطلقت صباح أمس النسخة الخامسة والعشرون من الملتقى الأدبي والفني، تحت رعاية سعادة أحمد بن محمد الحميدي رئيس بلدية مسقط، ليعود الملتقى بعد غياب دام ثلاث سنوات، محتضنا الشعر والنثر وشيئًا من الفن خلال هذا العام.

اجتمع الشعراء والكتاب والمثقفون ليستمعوا لصوت الشعر الفصيح والشعر الشعبي وسرد القصة القصيرة، وهم في توق لاكتشاف مواهب جديدة، واشتياق لأقلام اعتادت كتابة النص الأدبي، ليكون هذا الملتقى كعادته اجتماعًا لكل من يملك النص والكلمة، ولكن في هذه المرة فتح المجال للمشاركين دون قيود، يكتفي المشارك بتقديم نصه الذي هو معيار التفاضل بين المشاركين.

ويتنافس في هذه النسخة من الملتقى ١٥ قصيدة في مجال الشعر الفصيح، و١٢ قصيدة في الشعر النبطي، و١٥ نصا في القصة القصيرة، فيما استحدث الملتقى هذا العام فكرة التنافس في مجال الغناء بمسابقة طربيات التي تهدف لاكتشاف المواهب الغنائية، حيث يشارك في المسابقة 6 مشاركين، ويحكم المسابقة سالم المقرشي، ورائد الفارسي، وكامل البلوشي، لتكون التصفيات مساء الأربعاء، والإعلان عن النتائج في حفل الختام.

محتفلا باليوبيل الفضي

بدأ الافتتاح الذي يحتفي هذا العام باليوبيل الفضي للمهرجان، وألقى أحمد البوسعيدي مدير عام الثقافة بالوزارة كلمة قال فيها: «هنا يأتي الملتقى الأدبي والفني بوصفه إحدى الفعاليات الرائدة التي حرصت الوزارة على ديمومتها، وتطويرها، فهو رافد للساحة الثقافية، وبيئة داعمة للمبدع تسهم في اكتشاف العمل الإبداعي وإبرازه ومن ثم تطويره من خلال المسابقة الأدبية التي تستهدف المجالات الأدبية الثلاثة: القصة القصيرة، والشعر بشقيه الفصيح والشعبي، وكذلك الورش الفنية المصاحبة مخرجة من رحم نتاجها عملا جماليًا يفخر به الفنان ويعتز به المتلقي».

كما قدم الشاعر طلال الصلتي، الذي هو أحد أبناء الملتقى قصيدة في الشعر الفصيح، وألقى الشاعر فهد السعدي قصيدة في الشعر الشعبي، وتضمن الافتتاح فيلمين قصيرين، أحدهما استذكار بعض اللقطات في مسيرة الملتقى الأدبي، واستعراض لأرشيف الأحداث التي مضى عليها ما يزيد على 25 عاما، والفيلم القصير الأخيرة يقدم كلمات شكر لمنظمي الملتقى الأدبي الأوائل الذين وصفوا حسب قول المتحدث في العرض «سليمان المعمري» الجنود الخفيين.

وكرم الملتقى هؤلاء الجنود الذين تركوا بصمة لا تمحى في مسيرة الملتقى الأدبي على مر السنوات، حيث كرم سالم بن جمعة البهلولي كونه أهم الداعمين والمنظمين للملتقى، وجمعة بن علي المفرجي، وسلطان بن سيف الرواحي.

الأعلام الراحلون

وسرد الملتقى ذكرا للأعلام الراحلين في عام 2022، ممن كان لهم أثر في المسيرة الأدبية والفنية العمانية، وذكر منهم الشيخ الراحل هلال العامري، والفنانة شمعة محمد، والدكتور عبدالعزيز الفارسي، والنحات أيوب ملنج، حيث استعرض مقدم الحفل أحمد الكلباني أبرز أعمالهم التي بقيت شاهدة رغم رحيلهم على أهم منجزاتهم وعطاءاتهم في الساحة.

جلسة أولى للشعر الفصيح

وتضمن اليوم الأول للملتقى جلسة في الشعر الفصيح التي يحكمها كل من الدكتور حمود الدغيشي، والدكتور محمود الصقري، قدمت خلالها 8 قصائد، بدأت بقصيدة «معراج الهوى» للأزهر الشعيلي، التي أطرى أعضاء لجنة التحكيم على صورها الشعرية الجميلة، التي قال عنها الدكتور حمود الدغيشي إن فيها نوعا من الابتكار، وكان التعليق على سرعة الإلقاء الذي أفقد النص الكثير من جماليته، حيث قال الدغيشي: «النص الموزون يظهر من خلال الإيقاع الخارجي، والنص يحتاج روحًا في الكتابة وروحا في الإلقاء».

وقدم عثمان العميري قصيدته «تشاؤل» التي قال عنها الدكتور محمود الصقري: «النص عبارة عن عناوين متفرقة، والفكرة غائبة».

وحول قصيدة سلطان العامري «مزامير العذارى» قال الدغيشي: إن تحريف صورة الرسول لم يكن له مبرر، ففي العادة الرسول له قدسيته، فيما قالت لجنة التحكيم عن قصيدة قصي النبهاني «ما أرادت أن تقوله المرايا» بأنها قصيدة ربطتها القافية، وألقى إبراهيم السوطي قصيدة «عدم»، وقدم أيضًا عبدالله السليمي قصيدة «نبوءة» التي قالت لجنة التحكيم عنها بأنها نص مليء بالأسى، والنص في البحر البسيط، كما قدم حمود السعدي قصيدته «فلولا كانت قرية»، وقدم ناصر الغساني قصيدة «سيمفونية القدر».

جلسة أولى شعر شعبي

وقدم شعراء الشعر الشعبي قصائدهم في جلسة مسائية، ليستمعوا لرأي لجنة التحكيم المتمثلة في الدكتور حمود الحجري، والشاعر فيصل العلوي، حيث ألقى راشد المشرفي قصيدة «شجرة الأفكار»، وأحمد المغربي قصيدته «روح»، فيما قدم راشد الشعبني «جذوة الطور»، وألقى علي المجيني قصيدة «رحلة روح»، وقصيدة أحمد الجابري «بين الحقيقة والوهم»، فيما قدم حمود المخيني قصيدة «بلا وجهة».

تجدر الإشارة إلى أن الجلسات تتواصل اليوم وغدا، يقدم فيه الشعراء والقاصون نصوصهم أمام لجنة الحكم، فيما يتخلل الملتقى بعض الفعاليات المصاحبة، حيث عقدت مساء أمس جلسة نقاشية عن تاريخ الملتقى الأدبي والفني، قدمتها الكاتبة هدى حمد، كما تقدم أيضا على مدار يومين ورشة في القصة القصيرة للقاص حمود الشكيلي، فيما تعرض مساء اليوم مسرحية «بيت النمل» لفرقة فناني مجان، ويفتتح في ختام الملتقى معرض نتاج ورشة الفنون التشكيلية «الألوان المائية».

روح

أحمد بن سعيد المغربي

وراجع من سفـر غربـه .. إلى غربـه ! بلا ميعــاد

‏يقول ان البعـد متعب، وصمـت العابرين جْـــروح

نسى تلويحـة العمـر الأخيـره فْـ عينـه ، وْلا فــاد..

وداعه! يوم كـان الوقـت : موقــد حلمـه المذبــوح

نسى إن الأمــل : موعد صبـر لـ المتعبين : سْهــاد

مثل من يشعل فْـ عينه سهر ، لجل السهـاد يفـــوح

مثــل مــن علّـق عْيونــه على بـاب البـلاد: وعــاد

يرجّـع شوفه للدرب الصحيح ، ودمعـه المفضـوح

يغنّي لـ الوطن : غربه ، ويغني للمنــافي: بـلااااد!

وظل واقف على حْبالـه يغنّي: بصوتـه المبحــوح:

بلادي يا بلادي يا بـلادي .. وكـان صوتـه حــاد !

نسى إن الصـدى ما ينكسـر، يرجع بكـل وْضــوح

سكت.. وحبال صوتـه واقفه لجـل السجـن: أوتــاد

عشـان يْكبــل الصمــت الكــلام ويستفــز البــــوح

وصرخ : ي بلادنا فكّي من يدين الكـلام : أصفــاد

قبل لا يسقــط العمــر فْـ يدين المــوت! قبـل نْروح

قبل مـ الوقـت يشعـل موقـده ، وْتبقى السنين رْمـاد

وتمــر الريح ، تنثر حلمه البـاقي ، وْعليــه ينــوح

وخانت صرختـه أرضٍ وطى فيهـا ثمــود وعـــاد

وشاخت كلمتــه اللي بقـت بعـد العــذر: مسمـــوح

ورسم وجهه على المنفى ، وقال إن الرجوع جْهاد

نسى أن البعــد متعب ، وأن باب الوطـــن مفتــوح

‏وخانه موعد الرحلــه : قبـل عــام ، وْخــذاه بْعــاد

‏جهل أن العمر: رحلــة سنين ، وْوجهتين ، وروح

تَشَاؤُل

عثمان بن راشد العميري

(1)

أَتَتْ سَاعَةُ الصِّفْرِ

أَنْتَ الْجَنِينْ

سَتَرْكُلُ بِالسَّعْيِ بَطْنَ السِّنِينْ

تُبَاشِرُ صَبْحًا بِحَجْمِ الرَّدَى

بِضَاعَتُكَ

الْحُلْمُ حَدَّ الْيَقِينْ

(2)

بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

سَتَشْقَى الظُّنُونْ

فَهَذَا لَعَمْرِيَ مَالٌ…بَنُونْ

لَنَا خِبْرَةٌ

فِي قِطَاعِ السِّنِينِ

فَلَا الصَّبْرُ يَعْرَى…وَلَا يَحْزَنُونْ

(3)

إِنَّمَا الْجُرْحُ يَسْتَفِزُّ خُطَانَا

نَحْوَ دَرْبٍ مُرَصَّعٍ بَأَنَانَا

لَسْتُ أَغْدُو بِذَاتِ بُعْدٍ قَرِيبًا

عَامِلُ الْوَقْتِ مَدْرَجٌ لِعُلَانَا

هَكَذَا أَنْتِ يَا نُجُومًا بِحُلْمِي

تَمْنَحِينَا إِضَاءَةً بِدِمَانَا

حَيْثُ تَسْرِي، وَذِي الشَّرَايِينُ تَسْرِي

يَرْقُبُ الْوَصْلَ يَا نُجُومُ كِلَانَا

(4)

مَتَّى السَّبْعُ الْعِجَافُ؟!

فَيَا يَبَابِي أَفِيقِي…إِنَّهُ ضِغْثٌ سَرَى بِي

تَبَسَّمَ خَوْفُنَا …

أَنَّا حَكَمْنَا عَلَى عَامِ الْإِغَاثَةِ بِالْيَبَابِ

(5)

أَعِرْنِي

كُلَّ مَا أَرْجُو

ابْتِسَامًا لِحَرْبِ الْحَرْبِ

زَيْتُونًا…حَمَامَا

صَلَاتِي لِلنَّجَاةِ

وَلَيْسَ عِنْدِي سِوَى الْأَنَّاتِ

أُغْمِدُهَا وِئَامَا

(6)

أَقَالُوا مِنْ دَمِي وَهْمَ النَجَاةِ

وَقَدْ سَلَبُوا جَمِيعَ مُسَوِّغَاتِي

إِلَى الْمَنْفَى،

أُبَعْثِرُ كُلَّ عَزْمِي وَأَطْرُدُنِي،

فَمَا يُجْدِي ثَبَاتِي!

وَعِشْقِي التِّيهُ،

تَابُوتِي يَقِينِي

سَأَقْبَعُ فِي مَتَاهَاتِ الْجِهَاتِ

وَقَدْ أَحْصَيْتُ آلَافَ الرَّزَايَا

تَجُرُّ إِلَيَّ حُلْمَ مُحَاوَلَاتِي

تَعِبْتُ

أَرِقْتُ

أَلْهَمَنِي بُكَائِي

مَصِيرِي أَنْ تُقَاوِمَنِي حَيَاتِي

(7)

فِي مَفْزَعِ الْحُلْمِ

أَدْرِي أَنَّنِي وَحْدِي

بَعْضُ الشَّقَاءِ يَنَامُ الْيَوْمَ

فِي سَعْدِي

أَنَا جَمِيعًا وَأَشْتَاتًا يُخَاتِلُنِي

ذَاكَ الْغِيَابُ

الَّذِي قَدْ حِيكَ بِالنَّرْدِ

(8)

يَعُودُ الطِّينُ مُنْدَحِرًا غَرِيبَا

سِوَى مِمَّا يُجَسِّدُهُ قَرِيبَا

لَهُ وَجْهٌ تُبَعْثِرُهُ الْأَمَانِي

عَلَى مُزْنِ الْغِيَابِ لِكَيْ يَغِيبَا

أَسِيرٌ دُونَ أَنَّتِهِ سَعِيدٌ

وَلَمْ يَلْقَ لِسَلْوَتِهِ حَبِيبَا

وَهَا قَدْ عَادَ مِنْ أَسْفَارِ وَهْمٍ

بِخُفِّ حُنَيْنِ، يَسْتَجْدِي الْقُلُوبَا

(9)

عَلَى مَاذَا وُلِدْتُ؟!

بَأيِّ رَاحِ؟!

وَلَيْلٌ قَدْ أَتَى بِدَمِ الصَّبَاحِ

عَلَى الْقُمْصَانِ مِنْ كَذِبٍ

لِيَبْقَى بِأَقْصَى الْجُبِّ

«حَيَّ عَلَى الْأَقَاحِ»

(10)

تُطَلِّقُنِي الْكِتَابَةُ،

أَيَّ حُبِّ سَأَمْنَحُهَا

لِتَبْقَى ذَاتَ عِصْمَةْ؟!

حَيَاتِي حُلْوُهَا،

وَجَحِيمُ نَفْسِي

إِذَا غَرَبَتْ… لَعَمْرُكَ تَلْكَ نِعْمَةْ

(11)

سَئِمْتُكَ وَانْتَظَرْتُ عَلَى أسَايَا

سَئِمْتُ

وَدَاخِلِي قَيْظُ الْمَرَايَا

أَنَا وَحْدِي

أُبَعْثِرُ مَا تَبَقَّى مِنَ الْأَنَّاتِ

فِي وَجْهِ الْعَطَايَا

يَحَارُ القَلْبُ إِنْ حِبٌّ رَمَانِي

لَعَلَّ عَلَى فُتَاتِ الْجَمْرِ نَايَا

كَمِثْلِ صَوَاعِقِ الْآهَاتِ

تَهْوِي عَلَيَّ الرّيحُ

لِلُّقْيَا خَطَايَا

(12)

مَا الْمُوْتُ؟!

يَشْتَغِلُ الْمَدَى نُطَفَا

وَتَشَاؤُلُ الْمَفْجُوعِ:

يَا أَسَفَا…

إِنِّي أَمُوتُ!

أَلَا انْتَظَرْتَ؟

صَدًى

لَا لَسْتُ …

إِلَّمْ أَبْلُغِ السُّدَفَا

(13)

آتٍ مِنَ الْمَوْتِ وَالْأَجْدَاثِ،

أَتْبَعُنِي

لَا أَرْتَضِي الْقَبْرَ

بِالْأَشْبَاحِ وَجَّهَنِي

هَا قَدْ وُلِدْتُ

رُهَابُ التِّيهِ أَعْتَقَنِي

إِذْ كَانَ «لَا دَرَبَ»

بَعْدَ الْأَرْضِ يَمْضَغُنِي

لَا الْمَرْءُ رِحَلَتُهُ عَكَسَ التَّوَجِهِ

بَلْ يُفْضِي

إِلَى الذَّاتِ صُعْلُوكًا

بِلَا كَفَنِ

نبوءة

عبدالله بن عمر حبراس السليمي

يُسَافِرُ فِي مَعْنى اليَبَابِ مُجازفًـا

لِيَبْحَثَ عن معنًى جديدٍ ويَكتبُ

يقولُ: لو أن الوحيّ يجهلُ قِبْلتي

لكنـتُ نَبيّ الحُبِّ والحُبُّ أَعْـذَبُ

يؤججـهُ وَقْـعُ الجَمـاجـمِ حينمـا

على سِكَّةِ العشّاقِ تُرمى وتُصْلَبُ

يُخَبِئُ من خوفِ الطريقِ ارتعاشهُ

ويَجْهَلُ أن الأمنَ في الحبِّ ثَعْلبُ

يلـوحُ لـه في الأفـقِ وجـهُ حبيبةٍ

يُـراودها بالشِّعرِ فيهـا فتُعْــجبُ

يصـفُّ لهـا من كلِّ بحـرٍ قصيـدةً

وقاربـهُ في رقصةِ الموجِ يَلْعـــبُ

ويسألـها مـاذا ارْتَكبْـتِ خـطـيـئةً؟

ليهبطَ من بيـن المجـرَّات كَوْكَبُ!

تقــولُ لــهُ لا شيءَ إلاكَ شــدّنــي

فبعضُ الخطايا في سبيلكَ مَطْلَبُ

يمـدُّ لـهـا في الحـبِّ قلـبًا متيـمًا

تمـدُّ لـه في الحـبِّ ما هو مُتْعِبُ

وتُسْـقيهِ مـن كـأسِ المَحبَـةِ لـيـلةً

وفي ليلةٍ أخرى من الهَجْرِ يَشْرَبُ

يخافُ على كأسِ المحبةِ إذ أتَتْ

لترفعهُ نَخْبًا على الأرضِ يُسْـكـبُ

فيـسقـطُ هيـمانًا وتُسْـلبُ روحــهُ

وجُمْجمةٌ أخرى على الدربِ تُصْلَبُ
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/الملتقى-الأدبي-والفني-يعود-بعد-غياب-محتفلا-باليوبيل-الفضي