ندوة ثقافية تتناول الحياة العلمية والاجتماعية في سيرة “صاحب مرباط” بظفار

صلالة – بخيت الشحري
ضمن برنامج يستهدف إحياء التعريف بالعلماء والقادة والمفكرين
تصوير – حافظ سويلم –

أقيمت اليوم بولاية صلالة ندوة تناولت سيرة “الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط” ضمن برنامج “من إعلامنا” الذي يقيمه النادي الثقافي دوريا، حيث سلطت الندوة الضوء على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظفار في القرن السادس الهجري وتسليط الضوء على الحياة العلمية والدينية في ظفار في عصر صاحب مرباط والتعريف بدور صاحب مرباط وذريته في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدينية، ونشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض وكذلك التعريف بالأثر الثقافي والتراث المادي واللامادي للإمام محمد بن علي صاحب مرباط سواء المدون منه وغير المدون خاصةً الذي لم يسبق التطرق إليه في دراسات سابقة لا سيما المتعلق بالعادات والأعراف والآثار.

شارك في الجلسة الأولى من أعمال الندوة (التي رعاها يوسف بن علوي بن عبدالله وحضرها المهتمون بالجانب التاريخي والثقافي) الدكتور محمد باذيب من اليمن والدكتور حامد كراهيلا من جزر القمر والدكتور محمد العريمي وأدار الجلسة الدكتور ناجي المشيخي وكانت الجلسة بعنوان” صاحب مرباط والحياة السياسية والاقتصادية” وشارك في الجلسة الثانية والتي حملت عنوان صاحب مرباط والحياة الاجتماعية والعملية والثقافية سعيد العمري وحبيب الهادي وانور باعمر وأدار الجلسة الدكتور احمد بالخير

وقد تناول المتحدثون في الندوة التعريف بالإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط” والذي يعد من علماء القرن السادس الهجري. وهو من أشهر علماء ظفار وحضرموت في عصره. اشتهر صاحب مرباط في كتب التاريخ والتراجم. وتتلمذ على يده الكثير من علماء ظفار واليمن، وساهمت ذريته على مر العصور بدور بارز في خدمة العلم ونشر الإسلام في بقاع الأرض المختلفة وكان رحمه الله قاضيا وفقيها كما جاء في معجم القضاة العمانيين وقدم إلى مرباط في عصر الدولة المنجوية، وتولى بها القضاء والفتيا، وأسس بها دار علم تخرج فيها عدد من العلماء وتوفي بمرباط سنة 556 هـ /1161م. وكما تم التعريف بالمكانة العلمية التي وصل إليها الإمام المعروف بصاحب مرباط، ودوره في انتشار المدرسة الفقهية الشافعية التي امتدت في أنحاء مختلفة من سواحل المحيط الهندي من خلال طلابه الذين أخذوا العلم عنه وكذلك التعريف بالإسهامات لذرية محمد بن علي صاحب مرباط في خدمة العلم والقضاء والوقف في سلطنة عمان.

وقد أكد الدكتور محمود السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمته توجيهات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم وزير الثقافة والرياضة والشباب المشرف العام على النادي الثقافي بتخصيص مكتب لأعمال النادي الثقافي بمحافظة ظفار وسيشرف عليه أحد المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي بمحافظة ظفار لمزيد من النشاطات الثقافية التي سيقوم بها النادي في المحافظة ومنها المحاضرات والندوات والحلقات الثقافية والفنية بما يسهم في دفع الحراك الثقافي ضمن برنامج النادي.

وأضاف “السليمي”: إن إقامة هذه الندوة ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التي يقيمها النادي الثقافي ضمن فعالياته المتنوعة إحياءً للتراث والتعريف بعلمائنا وقادتنا ومفكرينا وإثراءً للحياة الثقافية، حيث ستطبع بحوث وتوصيات الندوة في كتاب خاص.

وقال الدكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس اللجنة المنظمة للندوة يأتي الاهتمام بالندوات العلمية والثقافية عن أعلام عمان تصديقا لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن تعلُّم العلم النَّافع وتعليمه، وتعظيم مكانة العلماء ودورهم في تعليم المجتمعات الإنسانية. فأهلُ العلم هم في محلِّ الكرامة والتَّعظيم، وقد خصهم اللهُ بالرِفعة والتفضيل. وأضاف خلال كلمته “لم يكن صاحب مرباط عالماً دينياً وفقيهاً فقط، بل كان زعيماً اجتماعياً وقبلياً، ورجل اقتصاد يهتم بالزراعة والتجارة. يذكر علوي بلفقيه في كتابه “من أعقاب البضعة المحمدية الطاهرة” أنه “كانت له زعامة اجتماعية ومكانة شعبية وقوة شخصية وهيبة بين العشائر والسلاطين، فالقوافل كانت تسير في خفارته من بيت جبير بحضرموت إلى ظفار”. كما عُرف عن الإمام محمد بن علي ميله إلى العمل ولهذا كان دائم الذهاب إلى “بيت جبير” للإشراف على غراس النخيل وزراعة الحبوب والبقوليات بأنواعها، وكان يعتني بالمواسم الزراعية ويرتب المخازن لاستيعاب الثمر والحبوب مما أسهم في كثرة محاصيله السنوية. كما اشتغل بالتجارة في الأطعمة والحبوب وغيرها، خاصة ما بين حضرموت وظفار التي كان يتردد عليها قبل استقراره بها.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/ندوة-ثقافية-تتناول-الحياة-العلمية-والاجتماعية-في-سيرة-صاحب-مرباط-بظفار