تغطية – شذى البلوشية
بهدف إثراء المهتمين بمعارفه وحقائقه
أقيمت اليوم ندوة «مسرح الغرفة» تمهيدا لانطلاق مهرجان مسرح الغرفة في سبتمبر المقبل، بحضور عدد من المسرحيين والمهتمين بالفن، حيث تقام الندوة على مدار يومين متتاليين، قدم فيها عدد من الباحثين والمتخصصين في المسرح أوراق عمل مختلفة المضامين.
تهدف الندوة التي أقامتها فرقة البن المسرحية لإثراء المهتمين بالمسرح بالمعلومات والمعارف والحقائق حول ما يخص مسرح الغرفة، وأهم ما يميز هذا النوع من المسارح وكل ما يتعلق به، وهو ما شددت عليه الدكتورة آمنة الربيع التي كانت أحد حضور الندوة وشاركت بمداخلتها لتحث الشباب المسرحي بأهمية إثراء الثقافة لديهم، وأضافت: « الهواة وغير المحترفين لابد من العودة إلى القراءة من بداية انطلاق المسرح».
كما أكد عبدالله البطاشي من خلال مداخلته أيضا على أن الدخول في المدارس هي ما تسبب في الإشكاليات في المسرح العماني، وقال: «لابد أن نبدأ نثقف الناس بمسرح الغرفة، وهو ما يضمن الأعمال التي سيتم تقديمها في المهرجان».
مدارس المسرح..
الندوة في يومها الأول تناولت ورقتي عمل، بدأت الأولى مع جليلة الفهدية التي أخذت الحضور في رحلة سريعة لتاريخ المسرح، وأهم المدارس المسرحية، لتشكل صورة ثقافية عامة لأهم وأبرز الجوانب المسرحية التي لا بد أن يمتلكها المسرحيون، وما يمكن أن يمتلكوه من خلال تلك المعلومات التي تعد ركيزة في العمل المسرحي.
انطلقت الفهدية في ورقتها بتعريف المسرح الذي هو أبو الفنون، مع وضعها للنقاط على بعض الحروف فيما يتعلق بأسس كتابة النص المسرحي، وما تعنيه الحبكة التي هي عنصر الإثارة والتشويق في العمل المسرحي، ثم انتقلت بالحديث عن مدارس المسرح وأبرز الأمثلة في تلك العصور. تحدثت عن المسرح في الاغريق الذي يقال أنه بداية ظهور المسرح وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، والمسرح الروماني في القرن الثالث قبل الميلاد الذي تطور من خلال الحفلات، فمسرح العصور الوسطى الذي قدمت فيه المسرحيات في الكنيسة على شكل طقوس دينية وفلكلورية، وأضافت الفهدية أن مسرح العصور الوسطى ظهر فيه نوعان من المسارح «المقدس والمدنس»، وصولا إلى مسرح عصر النهضة (المسرح الكلاسيكي).
وحول مدارس المسرح سردت الفهدية أهم تلك الأنواع التي كان أبرزها المدرسة الرومانسية، والمدرسة الطبيعية التي ظهرت في 1880 تعتمد على العلوم البيولوجية، فالمدرسة الرمزية حيث النصوص تخلق من أساطير وتدعو إلى مسرح اللا مسرح أو اللامعقول.
وتحدثت الفهدية في ورقتها عن مسرح اللامعقول وهو الذي ينبني على الغرابة والشذوذ واعتماد لغة الصمت، ويعبر عن اللا معقولية لهذه الحياة وتنعدم فيه الحلول مثل مسرحية بيكيت «في انتظار جودو».
مسرح الغرفة..
كما قدم الدكتور عبدالكريم جواد ورقته عبر الاتصال المرئي قال فيها: « كباحث مسرحي عادة أرجع إلى تاريخ مسرح الغرفة، أو البحث عن المقاربة أو مواز أو مثيل له ووجدت المسرح الإغريقي القديم، هنالك كان جزء من هذه المقاربة».
وأضاف جواد: «في المسرح الكنسي في القرون الوسطى قدمت مسرحيات عن المعجزات وقصص الأنبياء، عرضت في باحات الكنائس، ومن ثم أدخلت في الكنيسة، ولم تكن تقدم في المسارح القديمة، وإنما على مجموعة من المسارح الصغيرة أشبه بالغرف، وكانت تقدم فقرة من كتاب الإنجيل كمشهد مسرحي».
كما تحدث الدكتور عبدالكريم عن المسرح المعاصر الذي لامسه في الواقع من خلال حضوره أكثر من مهرجان مسرحي في مختلف الدول قدمت فيه عروض مسرح الغرفة.
وقدم جواد مثالا مقاربا لمسرح الغرفة من خلال ما كان يقدم في أوروبا من عروض تحريضية يقوم بها الجماهير، حيث تقدم العروض مسارح صغيرة ذات حيز صغير، هدفت لمساعدة الثوار على بث أفكارهم. ومن الأمثلة الحية التي تناولها الدكتور في ورقته بعض التجارب التي حصلت في الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الأحياء فقال: « كان هناك قاعة صغيرة تقدم فيها عروض مسرحية صغيرة اجتماعية، وهنا وجه من التقارب، ولكن لا يمكن أن تطلق عليها مسرح غرفة»، وأضاف أن بعض العروض الحية كانت تقدم خارج نيويورك في مناطق صغيرة كالجراجات والمقاهي والهواء الطلق، إضافة إلى مسرح الحكواتي توجد به بعض السمات».
وأكد جواد في ورقته أن وجود مقاربات كثيرة وأمثلة مشابهة نوعا ما لمسرح الغرفة إلا أنها تبقى ليست بشكل صريح وواقعي لما يطلق له مسرح الغرفة، والانطلاقة الحقيقية لمسرح الغرفة كان في 1947م.
مميزات مسرح الغرفة..
يقول جواد في ورقته: «لماذا مسرح الغرفة؟ ما هي الميزات التي يوفرها لنا؟ وكيف يمكن استثمار هذه الميزات بأكثر فاعلية؟». تساؤلات كانت الإجابة فيها بكثير من التخصص والبحث والتجربة التي قدمها الدكتور عبدالكريم فقال: «كمسرح يمكن أن يستخدم في توصيل الرسالة كما حدث في العصور الوسطى، ويمكن أن يكون مسرح تعلمي شبيه بالمسرح الحي»، وأضاف: «من وجهة نظري مسرح الغرفة مكان مناسب لإثارة الجدل الديالكتيكي، وبلا شك أن المكان المحدود يقتضى منا أن نحدد النصوص المسرحية التي تقدم بهذا الحيز، عادة لا يتم استخدام نصوص ذات شخصيات كثيرة، فالمكان لا يتسع، وهذه المحدودية تكون تحديا أمام المجموعة أو أمام معد النص».
وأطلق الدكتور عبدالكريم على مسرح الغرفة «مسرح البساطة»، وقال إن «الحميمية والتلاقي والحوار الحي المباشر والنابض بين الممثلين والزوار تعوض عن البساطة، والإمكانيات المحدودة» مؤكدا على أن الحميمية هي أهم نقطة في مسرح الغرفة، وهي التي لا يلتفت لها الكثير من المسرحيين، ويبحثون عن الأبهة».
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/باحثون-يواصلون-تقديم-أوراقهم-في-مسرح-الغرفة