كتبت – زونة سعيد اليعربية
نظم مساء أمس مجلس إشراقات ثقافية بإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب فعالية ثقافية بعنوان (حرفيّ من ظفار) برعاية سعادة الشيخ محسن بن محمد فاضل عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صلالة، وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفية في صلالة، بحضور عدد من المهتمين بالحرف التقليدية والمهن التي مارسها الناس في محافظة ظفار.
تناولت الفعالية عرض تجارب ثلاثة من أبرز الحرفيين في محافظة ظفار، أدار الجلسة الإعلامي عامر بن أحمد العمري، وشملت الجلسة الحوارية العديد من التفاصيل، وعرض التجارب والمشاركات والإنجازات الدولية والمحلية التي حققها الحرفيون.
بدأت الجلسة الحوارية مع سالم بن سعيد بن ناصر البراكة حرفيّ ولد عام 1968م في منطقة الحافة بولاية صلالة، امتهن الصيد وعاش ما يقارب (50) عامًا، وهو يبحر ويصطاد في شواطئ مدينة صلالة، تعلم الصيد منذ الصغر، وأجاد صناعة شباك الصيد بكافة أنواعها، وشارك في العديد من المسابقات والمحافل، وحصل على العديد من المراكز المشرفة على مستوى سلطنة عمان والمحافظة، وحاز على المركز الأول في صيد أسماك السردين في محافظة ظفار، واسترجع لنا بذاكرته العديد من الأحداث التي مر بها الصيادون في منطقة الحافة الساحلية بولاية صلالة، وأوقات الوفرة السمكية التي شهدتها السواحل العمانية.
كما تناولت سيرة الحرفية الراحلة طفول بنت رمضان بامخالف، وقد استعرض سيرتها ابنها سالم بن أحمد محاد العمري، وسرد الإنجازات التي حققتها والدته المرحومة التي ولدت عام 1949م في ولاية طاقة، واشتهرت بحرفتها المميزة في صياغة الفضة ونوادر أنواع الذهب والحلي التي تعلمت الحرفة على يد زوج أختها الصائغ أحمد باحشوان أحد تجار الذهب والفضة في محافظة ظفار، برعاية طفول في هذه الحرفة. وتميزت بشغفها لجمع النوادر والتحف القديمة التي استخدمها الإنسان في الماضي، وأسهمت في تأثيث حصن طاقة، وعرضت القطع والمقتنيات التي تملكها في الحصن، كما زودت طفول بامخالف المتاحف العمانية بالقطع والتحف الأثرية، منها: متحف بيت الزبير، والمتحف الوطني، ومتحف عُمان عبر الزمان، وأنشأت متحف «تواصل الأجيال» في منزلها. عرضت فيه العديد من المقتنيات والتحف والكثير من النوادر الأثرية التي تملكها، واستقطب المتحف العديد من الباحثين العالميين.
والتقت طفول بالكثير من المهتمين بعلم الآثار والتحف والمقتنيات والنوادر، وعاشت حياتها في الزهد والعطاء في رحاب الوطن، وعلمت الصغار الحروف الهجائية والقرآن الكريم.
كما قدم سالم بن سعيد بن سالم المشيخي، تجربة والده المرحوم الذي ولد عام 1942 بمحافظة ظفار، حيث أجاد الحرفيّ سعيد المشيخي حرفة النحت على الأحجار وبرع فيها، وتميز على مستوى الخليج العربي، بالإضافة إلى فن النحت على الخشب المستخلص من شجرة (عكبات) المحلية التي توجد في جبال ولاية مرباط، إذ يمتاز هذا الخشب بسهولة النحت فيه.
كما شارك في العديد من الفعاليات على مستوى المحافظة والمهرجانات والمحافل على مستوى سلطنة عمان لاستعراض المنحوتات والقطع الفنية التي يصنعها. ختمت الحوارات بأسئلة من الحضور وتمت الإجابة على أهم الاستفسارات.
في ختام الجلسة تم تكريم المشاركين في الفعالية، وتقديم إهداء تذكاري لراعي الحفل وللمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار. وتأتي هذه الفعالية بدعم من بلدية ظفار ضمن فعاليات خريف ظفار السياحي 2022؛ لإحياء الموروثات والحرف الأصيلة والمهن القديمة.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/حرفي-من-ظفار-فعالية-تستعرض-تجارب-عمانية