دوري شباب الهوكي يرفد المنتخب الوطني.. ومطالبة بتطوير المسابقات

كتب – عمر الشيباني
المدربون: ضغط المباريات وانسحاب الفرق أبرز التحديات
بعد تسعة أيام من المنافسات المتواصلة، وتتويج نادي البشائر بلقب دوري الشباب للهوكي، أفرز الدوري العديد من المواهب المبدعة التي تنتظرها أدوار مهمة سواء مع الفرق الأولى في أنديتها أو في صفوف المنتخب الوطني للشباب، وذلك على الرغم من الفترة القصيرة لإقامة دوري هذا الموسم، إلا أنه حفل بالعديد من المباريات ذات الطابع الحماسي والمهاري، إضافة إلى بروز عدة أسماء ساعدت فرقها الحصول على المراكز الأولى في جدول ترتيب الدوري، كما شهدت المسابقة مباريات جيدة المستوى وأخرى متوسطة. «عمان الرياضي» أجرى استطلاعًا مع عدد من مدربي ومديري الفرق المشاركة بالمسابقة، وذلك لمعرفة كل ما يخص مسابقة دوري الشباب هذا الموسم ومدى أهميته لتطوير اللاعب وتجهيزه للمنتخب الوطني.

قوة المنافسة

وأكد حسني بن مبارك الشبلي مدرب فريق الهوكي للشباب بنادي البشائر أن مسابقة دوري الشباب هذا الموسم شهدت تنافسًا قويًا بين الفرق المشاركة، وأضاف: إن المسابقة كانت ستزداد قوة لولا انسحاب فريقي ظفار وصحار من المشاركة، مؤكدًا أن التنافس كان على أشده منذ بدء المسابقة وحتى الختام، وأرجع الشبلي سبب قوة المنافسة إلى التوقف الطويل بسبب جائحة كورونا ورغبة اللاعبين في التعويض عن الانقطاع لمدة طويلة عن ممارسة لعبة الهوكي، إضافة إلى وجود مدرب منتخبنا الوطني الماليزي ليم تشيو تشوان في جميع مباريات المسابقة لاختيار اللاعبين المتألقين لضمهم للمنتخب الوطني مما يعطي اللاعبين دافعا أكثر لتقديم أداء عالٍ في المباريات، موضحًا أن جودة لاعبي بعض الفرق المشاركة في المسابقة هي من رجحت كفة فرقهم للحصول على مراكز متقدمة في الدوري، كما أن وجود عدة أسماء تلعب في صفوف المنتخب الوطني، وخوضهم مباريات عديدة سهلت ظهورهم في المباريات بدون توتر، وكانت ثقتهم عالية بأنفسهم داخل أرضية الملعب.

وانتقل الشبلي للحديث عن أبرز إيجابيات وسلبيات المسابقة مؤكدًا أن ظهور لاعبين مجيدين في مباريات المسابقة إضافة إلى وجود «دوري سوبر» للفرق الأربعة المتأهلة من المجموعتين ودوري لتحديد المراكز إلى المركز الأخير، وهذا أسهم في نجاح المسابقة وظهورها بأفضل مستوى، أما عن سلبيات المسابقة فقال: إقامة دوري في تسعة أيام فقط يؤثر على أداء اللاعبين والإجهاد البدني لديهم خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن اللاعبين تحت أنظار مدرب المنتخب الوطني لضم المجيدين منهم للمنتخب، كما أن السلبية الأخرى للمسابقة تتمثل في نقص المكافأة المالية للفرق الفائزة، وتخفيضها عن السابق لما نسبته 30 %، وهذا من الممكن أن يكون سببًا مباشرًا لعزوف بعض الفرق عن المشاركة في المسابقة بالسنوات المقبلة، كما أشار أيضًا إلى تعجبه من عدم وجود سيارة إسعاف أثناء مباريات المسابقة مع إصابة عدد من اللاعبين بإغماء. وتطرق الشبلي إلى الحديث عن المواهب التي حوتها المسابقة مؤكدًا أن هناك عددًا من اللاعبين الموهوبين، وأغلب الفرق المشاركة تمتلك لاعبًا أو لاعبين على الأقل لديهم موهبة، وقدموا مستوى جيدًا خلال مشوارهم في مسابقة الدوري. كما أضاف إنه على الاتحاد العماني للهوكي الالتزام بالروزنامة التي يضعها في بداية كل موسم، مبينًا أن عدم الالتزام بالعمل بالروزنامة التي تم وضعها يؤدي إلى ضغط المسابقات، وتقليص الفترة الزمنية لإقامتها، وعلى الاتحاد العماني للهوكي رفع مكافأة الفرق الفائزة بالمسابقة، والمخصصات المالية للأندية، كما أنه يجب ألا تقل مدة إقامة المسابقة عن شهرين مما يضمن وصول اللاعب للمنتخب الوطني، وهو على جاهزية تامة بدنيًا، كما أكد أنه يجب الاهتمام بالأندية أسوة بالمنتخب الوطني؛ لأن النادي هو الرافد الأساسي للمنتخب الوطني.نظام تجمع الفرق

أما سالم محاد بيت سعيد مدرب فريق الهوكي للشباب بنادي صلالة فأكد أن مسابقة دوري الشباب هذا الموسم تميزت بنظام التجمع لجميع الفرق المشاركة من بداية التصفيات التمهيدية حتى ختام المسابقة، وأن جميع الفرق المشاركة كانت جاهزة والتنافس كان حاضرًا لتقارب مستويات الفرق المشاركة، لكنه عاب على الدوري تراجع عدد الفرق إلى 7 فرق فقط.

وأشار إلى أن تجمع الفرق خلال فترة وجودهم بالمسابقة تسهم في تطوير المستوى الفني للاعبين من خلال القدرة على متابعة مستويات جميع لاعبي الفرق المنافسة والتعرف على خطط وتكتيكات المدربين والاستفادة منها. وتابع مدرب فريق صلالة حديثه عن المشكلة التي تعاني منها الفرق وبشكل خاص أندية محافظة ظفار، وهي تفريغ اللاعبين من أعمالهم للعب المسابقة حتى نهايتها، مضيفًا: إن العديد من اللاعبين يعملون في القطاع الخاص، وهناك صعوبة كبيرة في تفريغهم لحضور المباريات.

وتابع: إن نقص عدد التذاكر التي يتم توفيرها لأندية محافظة ظفار لا تكفي لجميع اللاعبين مما يحتم عليهم تقليص عدد اللاعبين الذين يتم اصطحابهم للمشاركة مع الفريق خلال مباريات المسابقة والاكتفاء بعدد ١٨ لاعبًا فقط، مبينًا أن ذلك يعرض الفريق للنقص أحيانًا خلال مباريات المسابقة المتتالية، وذلك بسبب الإرهاق والإصابات مع ضغط المباريات، وأوضح أنه لم يكن هناك فترة راحة بين المباريات التي سبقت النهائي، مما أثر على مستوى اللاعبين، حيث ظهروا بأداء ضعيف في المباراة النهائية، ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، متمنيًا أن تتم مراعاة اللاعبين بوضع فترة راحة بين مباريات المسابقة من قبل لجنة المسابقات في الفترة المقبلة، وبلا شك أن مسابقة الدوري أظهرت العديد من المواهب التي من المؤمل أن يكون لها مستقبل في لعبة الهوكي في سلطنة عمان وتطور مستوياتها مع المنتخب الوطني.

توقيت الدوري غير مناسبويرى يحيى بن خميس الحسني مدير فريق الهوكي للشباب بنادي السيب أن توقيت المسابقة غير مناسب، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من لاعبي الفريق سافروا لقضاء إجازتهم مع ذويهم سواء داخل أو خارج سلطنة عمان، ومنهم حارس مرمى الفريق الأساسي، مبينًا أنه كان من الأفضل إقامة المسابقة خلال شهر سبتمبر المقبل. وأضاف: عندما أرسل الاتحاد العماني للهوكي شروط المسابقة كان على أساس لعب مسابقة دوري من دور واحد لتتنافس الفرق المشاركة على المراكز الأولى، بينما بعد الانتهاء من إجراء القرعة تفاجأ الجميع بتغيير نظام المسابقة وذلك بسبب انسحاب بعض الفرق، ليتم بعدها توزيع الفرق المشاركة السبعة إلى مجموعتين تلعب بنظام الدوري من دور واحد مما يعني أن المسابقة برمتها تلعب خلال عشرة أيام فقط، والاتحاد العماني للهوكي أرجع ذلك لنقص الجانب المادي.

واستكمل الحسني حديثه قائلا: إن النظام الذي تم اتباعه في مسابقة الدوري لا يهيئ لاكتشاف المواهب الذي يحتاج فيه اللاعب إلى الاستمرارية، ولعب دوري لا يقل عدد مبارياته عن ١٠ مباريات، وتابع: إن من سلبيات المسابقة أيضًا ضغط المباريات، إضافة إلى التحكيم، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول أن يتم طرد اللاعب عند مناقشته حكم اللقاء فقط، كما أشار الحسني إلى أنه على الاتحاد العماني للهوكي الاهتمام بتنظيم مسابقات الفئات السنية وتطويرها مؤكدًا أن المواهب موجودة في جميع الفرق وتحتاج فقط للصقل والتطوير.

عودة نشاط لعبة الهوكي

فيما قال مدحت السكري مدرب فريق الهوكي للشباب بنادي النصر: إن المسابقة جاءت جيدة مؤكدًا أنه من المهم إقامة مسابقات للفئات السنية بشكل مستمر وبالتالي تنشيط اللعبة في سلطنة عمان وتطورها، وتابع: إن إيجابيات المسابقة كثيرة أهمها هو عودة نشاط لعبة الهوكي بإقامة هذه المسابقة بعد توقف طويل بسبب جائحة كورونا، إضافة إلى أن المسابقة تعتبر إعدادًا للاعبين لاختيار المجيدين منهم وضمهم للفريق الأول مع أنديتهم للمشاركة في دوري الهوكي هذا الموسم لفئة العموم، مشيرًا إلى أن إقامة المسابقة بنظام التجمع أتاحت للفرق المنافسة، وتحديد المراكز من الأول حتى المركز الأخير مع محاولة زيادة عدد المباريات.

كما أوضح أن من سلبيات المسابقة قصر مدتها وضغط المباريات بشكل متتالٍ مبينًا أن إعداد الفرق لم يكن بالشكل المطلوب ولذلك ظهرت إصابات عدة للاعبين مع عدم وجود متسع من الوقت للاستشفاء، وأضاف: إن تجمع لاعبين من أندية أخرى للعب مع فريق واحد أضعف الفرق المنافسة، حيث وضح ذلك جليًا في مباريات الدوري بوجود فرق قدمت مستويات عالية لامتلاكها لاعبين مجيدين، وفي المقابل بعض الفرق قدمت مستويات متوسطة بسبب تواضع مستوى لاعبيها، وتابع: إن سلبيات المسابقة تشمل خفض مكافأة الفرق المتوجة بالمراكز الأولى مما سيؤثر على مشاركة الفرق في المسابقة للمواسم المقبلة، وفيما يخص المواهب التي تألقت في الدوري، أكد السكري أن هناك عدة لاعبين مجيدين لم يقدموا ما لديهم بسبب عدم جاهزيتهم البدنية وضغط مباريات المسابقة المتتالي.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/دوري-شباب-الهوكي-يرفد-المنتخب-الوطني-ومطالبة-بتطوير-المسابقات